القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عبد الغَني النابُلُسي الكل
المجموع : 11
هذه نفحة عنبرْ
هذه نفحة عنبرْ / عن شذاها لا يُعَبَّرْ
يا مريض النفس عنك ال / عارف النحرير أخبر
إن ترم داءك يبرى / فاشرب الماء المدبَّر
لتقيء الكون والكو / ن وكسر البعد يجبر
قام في الصدر خطيب / وله قلبك منبر
فاستمع وانصت ولا تل / غو فتيلاً كن مُصَبَّر
وبه لا بك فاذكر / ولذكر الله أكبر
أنت في بالك خاطرْ
أنت في بالك خاطرْ / فانمحى عنك وخاطرْ
وصلِ الجزءَ بكُلٍّ / ثم كن للكل فاطر
وانتشق زهر رياضي / فبطيبي الكون عاطر
وانتهض وارفع كفوفاً / فسحاب الجود ماطر
وإذا بان همام / لك من ذاتك شاطر
عدِّ عن سلسلة النف / س وأغلال الخواطر
وتيقن أن سري / حارس فيك وناظر
إن للإحسان نورا
إن للإحسان نورا / يملأ القلب سرورا
وبه الأموات تحيا / بعد ما زارت قبورا
جنة الدنيا لمن قد / شهد الدنيا غرورا
وهو يمنٌ وأمانٌ / نافخٌ مني صورا
وهو ما بيني وبيني / لم يزل يضرب سورا
أطلعت منه سموا / تي شموساً وبدورا
وعروس الخدر تجلى / أخذت كلّي مهورا
وتجارتي لديها / إن أرادت لن تبورا
نثر الدوح علينا / في ربا نجد زهورا
فانتشقنا نسمات / وتأملنا النهورا
وجنينا ورد خد / وترشَّفنا الثغورا
أيها الغائب عنا / لا تقل بالله زورا
اترك اللوم ودعنا / نشرب الحب خمورا
وعلى الحب أعنّا / إن تجد فينا قصورا
علّنا من وجه هذا ال / لوح أن نمحو سطورا
والتجلي دك مني / ومن الأكوان طورا
ليت هذا الأمر لو يد / نو من القلب خطورا
والذي ينفر عنا / ليته ينفى النفورا
عزة في كبرياء / أرخت الكل ستورا
وهو ما زال على ما / كان جباراً غفورا
والذي نحن عليه / لم نزل فيه حضورا
ولقد أرسل أعوا / ماً علينا وشهورا
وأويقات وساعا / ت توالت ودهورا
وعلا عن كل شيء / وعن العلو وفورا
إنما الإحسان من إح / سانه الوافي أجورا
وبه الأفلاك دارت / ساكنات منه دورا
وبه الأملاك قامت / تخدم الرب الشكورا
فاجتهد فيه وجاهد / وعليه كن صبورا
قل لنفس جهلت بين الورى
قل لنفس جهلت بين الورى / أمرَ مولىً لم يزل مقتدرا
جاهدي فيه به واجتهدي / واتركي الأوهام بل والفِكَرا
لا تظني أن بالفكر وإن / طال وازداد وفيه انتشرا
أن تنالي غير بعدٍ وعناً / وتحوزي منه إلا أثرا
كل من رام يرى خالقه / فأجال الفكر فيه كفرا
سلم الأمر له واعمل بما / جاء عنه إن نهى أو أمرا
واحذر البدعة واعبده على / سنة واصبر وكن منتظرا
ربما يقبلك الله وإن / صد يكفيك الذي قد ذكرا
عندنا سر عجيب خطرا
عندنا سر عجيب خطرا / إن للجهال فيه خطرا
نحن ثوب كلنا أجمعنا / فيه نقش وهو أنواع الورى
فسداه أوّلاً قد مده / ربنا من ذاته نورا برى
وهو نور المصطفى حتى كما / جاءنا نور على نور جرى
ثم أبدى لحمةً منه له / حائك الأسماء لما ظهرا
وهو ثوب ربنا قد حاكه / بيد عزت وجلت قدرا
ثم منه فصَّل الروح له / كقميص للتجلي سترا
فوقه النفس كقنبازٍ بدا / حشوُهُ من كل معنى خطرا
فوقها الجبة جسم قد حوى / ما حوى مما علا أو قصرا
فهي أثوابٌ ثلاثٌ لك يا / أيها الإنسان تحوى عبرا
لابس تلك عليك الله في / كل حين فاكتشف ذا الخبرا
ثم هذا كله قام بمن / هو منشيه علاً فاقتدرا
لا به قام الذي أنشأه / فالذي ظن حلولاً كفرا
وهو فان كله أيضا كما / قال إلا وجهه يا من قرا
فالوجود الحق فرد واحد / وسواه كخيال في الكرى
واعتبر نفسك يا جاهلها / أي شيء شئت واجعل صورا
هل تراها كلها قائمة / لك إلا بك حقق نظرا
وتأملها فلا داخلة / هي أو خارجة عنك ترى
ثم هل نفسك عن حالتها / غيرت إن هي أبدت أثرا
لا ومن قال وفي أنفسكم / أفلا أي تبصرون الفكرا
فمثالا ضرب الله لكم / وهو من أنفسكم قد بهرا
باطن الباطن ظاهرْ
باطن الباطن ظاهرْ / ظاهر الباطن قاهرْ
أول الأول ثان / آخر الآخر باهر
والذي أثبت ناف / وغبي النفي ماهر
هذه سكرة صاح / من شراب هو طاهر
لا تقولوا هو هذا / قولكم يخفي الجواهر
هو هذا لا سواه / عند طرف فيه ساهر
والذي نام يرى في / نومه الطيف المجاهر
فهو يحكي عن خيال / مثل مولود لعاهر
إن هذا بعض ما قد ظهرا
إن هذا بعض ما قد ظهرا / من جمال المصطفى خير الورى
حجرة تجمع طه وأبا / بكر الصديق حتى عمرا
ثم في ثوبيهما كان بدا / وأعيد الآن لما قبرا
حضرةٌ في حضرةٍ في حضرةٍ / أثرت في كل قلب أثرا
يا جميل الوجه إني أينما / لك فارفعْ عن تُوَلُّوا ضررا
إنه النور الذي منك أتى / يقتفي البحر فيحوى الدررا
ومعانيه إذا لاحت به / فهي منه فيه أمر خطرا
صحت الأمة في أنفسها / مثل نفسي أمتي منك جرى
وعفا الرحمن عما حدثت / أمتي أنفسها قد أثرا
يا بني الجمع هو الفرق لكم / كل من جال به واعتبرا
شرعُنا أحكامُ حقٍّ
شرعُنا أحكامُ حقٍّ / لمقيمٍ ومسافرْ
وهو أسباب وقولوا / منكر الأسباب كافرْ
إن هذا زمن الأمر العسيرْ
إن هذا زمن الأمر العسيرْ / ما خلا من شره كل العشيرْ
حسَّنوا القول وقالوا واحد / ما له ثانٍ هو الله الكبير
صدقوا في قولهم لا في الذي / عندهم في باطن الأمر شهير
إنهم في الحس والعقل إذا / أبصروا أو أدركوا قالوا كثير
جعلوه اثنين عنهم واحد / غائب والآخر الجم الغفير
والذي وحَّده ألحد في / زعمهم ما إن له منهم تصير
أصل هذا أنهم يعتقدو / ن سوى الله بتأثير يصير
وهو جزء اختياريٌّ لهم / حققوه وإلى الله المصير
وتراهم يعبدون الله مع / طلب المال به المال الحقير
ولهذا ما له من عابد / عندهم إلا وبالمال يشير
فالعبادات جميعا خلطوا / ها بتحصيل عسير ويسير
أين أين المخلصون استمعوا / يا رفاقي واتركوا الشرك المبير
وإلى الله ارجعوا واستغفروا / ربكم مما به نار السعير
إنما قد أمروا أن يعبدوا / مخلصين الدين في قول القدير
وألا لله دين خالص / هو معنى قوله وهو الخبير
اطلب العلم بجد واجتهد
اطلب العلم بجد واجتهد / فيه واصحب من قراه ودرى
وتواضع لذوي الفضل ولا / تصحب الجاهل واتركه ورا
شمس وحي ظهرت في قمري
شمس وحي ظهرت في قمري / فانجلى الأمر بحكم النظرِ
أمر حق ليس فيه باطل / إنما الباطل كل الصور
ثم غاب الأمر عني واختفى / في وجود ظاهر للبصر
بصر العارف لا العاقل لا / صاحب الحس ولا ذى الفكر
كل شيء صورة مرسومة / في خيال مطلق منحصر
والخيال المطلق النفس التي / سميت باللوح لوح القدر
وهي نفس الروح روح الأمر أي / أمر رب خالق للأثر
أثر فان دعوه تقفوا / موقف العرفان بين البشر
هو لا نحن ولا أنت ولا / كل ما ندركه فاقتصر

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025