المجموع : 11
هذه نفحة عنبرْ
هذه نفحة عنبرْ / عن شذاها لا يُعَبَّرْ
يا مريض النفس عنك ال / عارف النحرير أخبر
إن ترم داءك يبرى / فاشرب الماء المدبَّر
لتقيء الكون والكو / ن وكسر البعد يجبر
قام في الصدر خطيب / وله قلبك منبر
فاستمع وانصت ولا تل / غو فتيلاً كن مُصَبَّر
وبه لا بك فاذكر / ولذكر الله أكبر
أنت في بالك خاطرْ
أنت في بالك خاطرْ / فانمحى عنك وخاطرْ
وصلِ الجزءَ بكُلٍّ / ثم كن للكل فاطر
وانتشق زهر رياضي / فبطيبي الكون عاطر
وانتهض وارفع كفوفاً / فسحاب الجود ماطر
وإذا بان همام / لك من ذاتك شاطر
عدِّ عن سلسلة النف / س وأغلال الخواطر
وتيقن أن سري / حارس فيك وناظر
إن للإحسان نورا
إن للإحسان نورا / يملأ القلب سرورا
وبه الأموات تحيا / بعد ما زارت قبورا
جنة الدنيا لمن قد / شهد الدنيا غرورا
وهو يمنٌ وأمانٌ / نافخٌ مني صورا
وهو ما بيني وبيني / لم يزل يضرب سورا
أطلعت منه سموا / تي شموساً وبدورا
وعروس الخدر تجلى / أخذت كلّي مهورا
وتجارتي لديها / إن أرادت لن تبورا
نثر الدوح علينا / في ربا نجد زهورا
فانتشقنا نسمات / وتأملنا النهورا
وجنينا ورد خد / وترشَّفنا الثغورا
أيها الغائب عنا / لا تقل بالله زورا
اترك اللوم ودعنا / نشرب الحب خمورا
وعلى الحب أعنّا / إن تجد فينا قصورا
علّنا من وجه هذا ال / لوح أن نمحو سطورا
والتجلي دك مني / ومن الأكوان طورا
ليت هذا الأمر لو يد / نو من القلب خطورا
والذي ينفر عنا / ليته ينفى النفورا
عزة في كبرياء / أرخت الكل ستورا
وهو ما زال على ما / كان جباراً غفورا
والذي نحن عليه / لم نزل فيه حضورا
ولقد أرسل أعوا / ماً علينا وشهورا
وأويقات وساعا / ت توالت ودهورا
وعلا عن كل شيء / وعن العلو وفورا
إنما الإحسان من إح / سانه الوافي أجورا
وبه الأفلاك دارت / ساكنات منه دورا
وبه الأملاك قامت / تخدم الرب الشكورا
فاجتهد فيه وجاهد / وعليه كن صبورا
قل لنفس جهلت بين الورى
قل لنفس جهلت بين الورى / أمرَ مولىً لم يزل مقتدرا
جاهدي فيه به واجتهدي / واتركي الأوهام بل والفِكَرا
لا تظني أن بالفكر وإن / طال وازداد وفيه انتشرا
أن تنالي غير بعدٍ وعناً / وتحوزي منه إلا أثرا
كل من رام يرى خالقه / فأجال الفكر فيه كفرا
سلم الأمر له واعمل بما / جاء عنه إن نهى أو أمرا
واحذر البدعة واعبده على / سنة واصبر وكن منتظرا
ربما يقبلك الله وإن / صد يكفيك الذي قد ذكرا
عندنا سر عجيب خطرا
عندنا سر عجيب خطرا / إن للجهال فيه خطرا
نحن ثوب كلنا أجمعنا / فيه نقش وهو أنواع الورى
فسداه أوّلاً قد مده / ربنا من ذاته نورا برى
وهو نور المصطفى حتى كما / جاءنا نور على نور جرى
ثم أبدى لحمةً منه له / حائك الأسماء لما ظهرا
وهو ثوب ربنا قد حاكه / بيد عزت وجلت قدرا
ثم منه فصَّل الروح له / كقميص للتجلي سترا
فوقه النفس كقنبازٍ بدا / حشوُهُ من كل معنى خطرا
فوقها الجبة جسم قد حوى / ما حوى مما علا أو قصرا
فهي أثوابٌ ثلاثٌ لك يا / أيها الإنسان تحوى عبرا
لابس تلك عليك الله في / كل حين فاكتشف ذا الخبرا
ثم هذا كله قام بمن / هو منشيه علاً فاقتدرا
لا به قام الذي أنشأه / فالذي ظن حلولاً كفرا
وهو فان كله أيضا كما / قال إلا وجهه يا من قرا
فالوجود الحق فرد واحد / وسواه كخيال في الكرى
واعتبر نفسك يا جاهلها / أي شيء شئت واجعل صورا
هل تراها كلها قائمة / لك إلا بك حقق نظرا
وتأملها فلا داخلة / هي أو خارجة عنك ترى
ثم هل نفسك عن حالتها / غيرت إن هي أبدت أثرا
لا ومن قال وفي أنفسكم / أفلا أي تبصرون الفكرا
فمثالا ضرب الله لكم / وهو من أنفسكم قد بهرا
باطن الباطن ظاهرْ
باطن الباطن ظاهرْ / ظاهر الباطن قاهرْ
أول الأول ثان / آخر الآخر باهر
والذي أثبت ناف / وغبي النفي ماهر
هذه سكرة صاح / من شراب هو طاهر
لا تقولوا هو هذا / قولكم يخفي الجواهر
هو هذا لا سواه / عند طرف فيه ساهر
والذي نام يرى في / نومه الطيف المجاهر
فهو يحكي عن خيال / مثل مولود لعاهر
إن هذا بعض ما قد ظهرا
إن هذا بعض ما قد ظهرا / من جمال المصطفى خير الورى
حجرة تجمع طه وأبا / بكر الصديق حتى عمرا
ثم في ثوبيهما كان بدا / وأعيد الآن لما قبرا
حضرةٌ في حضرةٍ في حضرةٍ / أثرت في كل قلب أثرا
يا جميل الوجه إني أينما / لك فارفعْ عن تُوَلُّوا ضررا
إنه النور الذي منك أتى / يقتفي البحر فيحوى الدررا
ومعانيه إذا لاحت به / فهي منه فيه أمر خطرا
صحت الأمة في أنفسها / مثل نفسي أمتي منك جرى
وعفا الرحمن عما حدثت / أمتي أنفسها قد أثرا
يا بني الجمع هو الفرق لكم / كل من جال به واعتبرا
شرعُنا أحكامُ حقٍّ
شرعُنا أحكامُ حقٍّ / لمقيمٍ ومسافرْ
وهو أسباب وقولوا / منكر الأسباب كافرْ
إن هذا زمن الأمر العسيرْ
إن هذا زمن الأمر العسيرْ / ما خلا من شره كل العشيرْ
حسَّنوا القول وقالوا واحد / ما له ثانٍ هو الله الكبير
صدقوا في قولهم لا في الذي / عندهم في باطن الأمر شهير
إنهم في الحس والعقل إذا / أبصروا أو أدركوا قالوا كثير
جعلوه اثنين عنهم واحد / غائب والآخر الجم الغفير
والذي وحَّده ألحد في / زعمهم ما إن له منهم تصير
أصل هذا أنهم يعتقدو / ن سوى الله بتأثير يصير
وهو جزء اختياريٌّ لهم / حققوه وإلى الله المصير
وتراهم يعبدون الله مع / طلب المال به المال الحقير
ولهذا ما له من عابد / عندهم إلا وبالمال يشير
فالعبادات جميعا خلطوا / ها بتحصيل عسير ويسير
أين أين المخلصون استمعوا / يا رفاقي واتركوا الشرك المبير
وإلى الله ارجعوا واستغفروا / ربكم مما به نار السعير
إنما قد أمروا أن يعبدوا / مخلصين الدين في قول القدير
وألا لله دين خالص / هو معنى قوله وهو الخبير
اطلب العلم بجد واجتهد
اطلب العلم بجد واجتهد / فيه واصحب من قراه ودرى
وتواضع لذوي الفضل ولا / تصحب الجاهل واتركه ورا
شمس وحي ظهرت في قمري
شمس وحي ظهرت في قمري / فانجلى الأمر بحكم النظرِ
أمر حق ليس فيه باطل / إنما الباطل كل الصور
ثم غاب الأمر عني واختفى / في وجود ظاهر للبصر
بصر العارف لا العاقل لا / صاحب الحس ولا ذى الفكر
كل شيء صورة مرسومة / في خيال مطلق منحصر
والخيال المطلق النفس التي / سميت باللوح لوح القدر
وهي نفس الروح روح الأمر أي / أمر رب خالق للأثر
أثر فان دعوه تقفوا / موقف العرفان بين البشر
هو لا نحن ولا أنت ولا / كل ما ندركه فاقتصر