المجموع : 5
يا بَنِي غُنْمِ بْنِ عَوفٍ ما لكم
يا بَنِي غُنْمِ بْنِ عَوفٍ ما لكم / تَجعلونَ الدِّينَ كَيْداً وضِرارا
أغَضِبْتُم إذ بَنَى إخوتُكم / في قباءٍ مَسجِداً يهدِي الحَيَارى
فاتّخذتُمْ غَيْرَهُ تَبغونه / فِتنةً للنّاسِ جَهْلاً وَاغْتِرارا
وَجَمعتم فيهِ من أشياعِكم / كُلَّ غاوٍ يجعلْ السُّوآى شِعَارَا
مُفْتَرٍ يَهْذِي بقولِ الزُّورِ في / سَيِّدِ الرُّسْلِ ويُؤذيه جِهارا
يا بنِي غُنمِ بنِ عَوْفٍ إنّها / شِيَمُ الحَمْقَى وأخلاقُ السُّكَارى
استفِيقُوا إنّه قد جاءكم / من جُنودِ اللهِ أقوامٌ غَيارى
قال مَولاهم هَلُمُّوا فاهْدِمُوا / مَسجدَ السُّوءِ جِدَاراً فَجِدارا
وَابْعَثُوا النّارَ عليهِ جَهرةً / إنّما المؤمنُ مَنْ يُصْليهِ نارا
صَدَعُوا بالأمرِ وازْدَادَ الأُلَى / طَاوَعُوا الفاسِقَ ذُلّاً وصَغَارا
زَيَّنَ الفاحِشةَ الكُبْرَى لهم / فَأَتَوْها لا يخافونَ البَوَارا
أَنذِرِ الأَقوامَ لَو تُغني النُذُرْ
أَنذِرِ الأَقوامَ لَو تُغني النُذُرْ / وَاِبعَثِ النُوَّامَ مِن خَلفِ السُتُرْ
انفِروا ما بَينَ شَتّى وَزُمَرْ / إِنَّما يَحمي حِماهُ مَن نَفَرْ
أَنقِذوا الأَوطانَ مِن غَمرَتِها / وَاِكشِفوها غُمَّةً ما تَنحَسِرْ
أَرَضيتُم أَن تَكونوا أُمَّةً / تَندُبُ اِستِقلالَها طولَ العُصُرْ
ذُخرُها الأَوفى إِذا ما فَزِعَت / لَوعَةٌ حَرّى وَدَمعٌ مُنهَمِرْ
يَومُنا المَشهودُ لا يَومَ لَنا / إِن أَضَعناهُ فَوَلّى وَغَبَرْ
ما حَياةُ المَرءِ إِلّا سَاعَةٌ / ثُمَّ لا شَيءَ وَإِن طالَ العُمُرْ
أُنشُروا الآثارَ وَاِستَقصوا السِيَرْ
أُنشُروا الآثارَ وَاِستَقصوا السِيَرْ / وَاِبعَثوا الأَجيالَ غُرّاً وَالعُصُرْ
إِنَّ لِلآباءِ حَقّاً وَلَنا / غُرَرُ الأَبناءِ يَقفونَ الأَثَرْ
عَلِّمونا كَيفَ نُحيي ذِكرَهُم / وَنُحَيّي فيهِمُ العَهدَ الأَبَرّْ
بورِكَ العَهدُ وَإِن طالَ المَدى / وَتَوَلَّتهُ خُطوبٌ وَغِيَرْ
عَهدُ مِصرَ الحُرُّ إِذ هُمُ أَهلُها / وَإِذِ التيجانُ فيهِم وَالسُرُرْ
أَيُّ مُلكٍ لَم يُزَلزِل رُكنَهُ / مُلكُ خوفو وَرَعمسيسَ الأَغَرّْ
غَمَرَ الأَرضَ بِعِلمٍ زاخِرٍ / وَرَمى الدُنيا بِبِأسٍ مُستَعِرْ
تِلكَ آثارُ الفَراعينِ الأُلى / غَلَبوا الدَهرَ وَهَمّوا بِالقَدَرْ
كَرِهوا مِن عِزَّةٍ أَن يُصبِحوا / كَبَني الدُنيا رَماداً في الحُفَرْ
فَهُمُ اليَومَ حَياةٌ غَضَّةٌ / مِن عِظاتٍ بالِغاتٍ وَعِبَرْ
تَنصَحُ الدَهرُ وَتَهدي أَهلَهُ / وَتُري الجِنَّ أَفاعيلَ البَشَرْ
آيَةُ الأَجيالِ قامَت بَعدَهُم / لِيَراها مَن تَوَلّى أَو غَبَرْ
يَقشَعِرُّ الدَهرُ مِن هَيبَتِها / وَهيَ راسٍ عِزُّها ما يَقشَعِرّْ
إِنَّ في النَيروزِ مِن أَخبارِها / رَنَّةً تَملَأُ نَفسَ المُدَّكِرْ
جَعَلوهُ عيدَهُم فيما مَضى / فَاِجعَلوهُ عيدَ مِصرَ المُنتَظَرْ
عيدُها الحُرُّ يُحَيّي يَومَهُ / مِن بَنيها كُلُّ عالي النفسِ حُرّْ
وَليَكُن أَوَّلَ يَومٍ صالِحٍ / مِن حَياةِ المَجدِ فيها وَالخَطَرْ
نَحنُ في مِصرَ جَميعاً أُخوَةٌ / نَتَلَقّى النَفعَ فيها وَالضَرَرْ
دينُنا الحُبُّ وَمَوفورُ الرِضى / لَيسَ مِنّا مَن تَوَلّى أَو كَفَرْ
فَاِبتَهِج يا عيدُ وَاِذكُر ما تَرى / وَاِروِ لِلأَجيالِ مَأثورَ الخَبَرْ
اذكرونا في المُلِمّاتِ الكُبَرْ
اذكرونا في المُلِمّاتِ الكُبَرْ / واشْهَدوا أنّا الميامينُ الغُرَرْ
نَحنُ للإسلامٍ أَعلامُ الظَّفَرْ / وسُيوفُ الفتحِ تَجلُوها الغُمَرْ
أُمَّةَ الفُرقانِ زِيدِي عِظَما / وارْفَعِيهِ للمعالي عَلَما
امْلكِي الأرضَ وَسُودِي الأُممَا / إنّه الحكمُ الذي أَمْضَى عُمَرْ
أَنتِ عَلَّمتِ الشُّعوبَ الأُوَلا / سُبُلَ المجدِ وأسبابَ العُلا
إن تُريدي شاهِداً أو مَثَلا / فاسْأَلي الآياتِ واستفتِي السُّوَرْ
جَنِّدِي العِلمَ وسِيري لِلوَغَى / وابْتَغِي الحقَّ فَنِعْمَ المُبْتَغَى
خَابَ مَن أَدركَ دُنيا فَطَغَى / ورأى النّاسَ ضِعافاً فَفَجَرْ
أنْقِذِي العالمَ مِن آلامِهِ / واكْشِفي ما اعْتادَ مِن أوهامِهِ
لا تَخافيِ اللَّيثَ في إقدامِهِ / واذْكُرِي مَجْدَكِ في مَاضِي العُصُرْ
اذْكُرِي التّيجانَ حَيْرَى تَرْتَمِي / والعروشَ الشُّمَّ تَهوِي في الدَّمِ
جَاشَ بُركانُ القَضاءِ المُبْرَمِ / فَهْيَ غَرْقَى في العُبابِ المُسْتَعِرْ
نَحنُ للنّيلِ الشَّبابُ المُجْتَبَى / نَنْصُرُ اللهَ ونَأْبَى ما أَبَى
ولَنا بينَ العَوالي والظُّبَى / نَسَبٌ في البأسِ وَضّاحُ الأَثَرْ
هِمَّةُ النَّسرِ إذا ما نَهَضا / مِنْ سَجايا قَومِنا فِيما مَضَى
زَلزَلوا الدُّنيا فَرِيَعتْ وانْقَضَى / صَلَفُ الدَهرِ وَطُغيانُ الغِيَرْ
أَرَأيتَ القومَ مِمّا غَلَبوا / عندهم من كلّ عَصْرٍ سَبَبُ
ولهم في كلّ جيلٍ أدبُ / عبقريُّ الذّكرِ رَنّانُ الخَبَرْ
طَلَعَ الإِسلامُ نُوراً وَهُدَى / وقَضَى الأمرَ حياةً وَرَدَى
إنّ في السّيفِ وإن جَلَّ الفِدَى / لَحَياةً تُنْتَضَى أو تُدَّخَرْ
يصطفى النَّفَس فَيُعطيها النُّهَى / ويُريها عَرشَها فَوقَ السُّهَى
هو في الدُّنيا حياةٌ تُشْتَهَى / وهو في الأُخْرَى نَجاةٌ للبَشَرْ
نَضرةُ الأوطانِ في أفيائِهِ / وجَلالُ المُلكِ مِن نَعمائهِ
اصرِفِ اللَّهُمَّ عن أبنائِهِ / باطِلَ الدُّنيا ومكروهَ القَدَرْ
يا دمنهورُ ارْقُبيهِ مَوكباً
يا دمنهورُ ارْقُبيهِ مَوكباً / يَرقُبُ الأمرَ بعينٍ سَاهرَهْ
واسْتَعِدِّي وَاجْمعِي أهلَ القُرَى / لا تُبالي بالقُلوبِ النَّافِرَهْ
وَدَعِي الأبواقَ يُشجِي صَوتُها / شَعبَ أسوانَ وأهلَ القاهِرهْ
إنّ بالخزّانِ مِن أصحابِها / ما بِمصرٍ مِن هُمومٍ ثائرهْ
رَوَّعُوهُ وأقاموا حَوله / ضَجّةً تُؤْذي النُّفوسَ الطّاهرهْ
سَيقولُ القومُ نَصرٌ بَاهِرٌ / وَجُنودٌ مِن ذَوِينا ظافِرهْ
قَصَصُ التّصفيقِ شَتَّى عِندَهم / ورواياتُ الجموعِ الزّاخرهْ
يا دَمنهورُ صِفِي لي يَوْمَهُمْ / إنّه يومُ الجُدودِ العَاثِرهْ
لا تَظُنِّي الأمرَ مُمتدَّ المَدَى / وَاصْبِري حَتَّى تَدورَ الدائرهْ
إنَّ أَغبى النّاسِ في الدُّنيا لَمَنْ / يَذكُرُ الأُولى ويَنْسَى الآخِرهْ