القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو العَلاء المَعَري الكل
المجموع : 4
إِدفَعِ الشَرَّ إِذا جاءَ بِشَرِّ
إِدفَعِ الشَرَّ إِذا جاءَ بِشَرِّ / وَتَواضَع إِنَّما أَنتَ بَشَر
يا غُراباً هَمُّهُ في غارَةٍ / يَتَمَنّى أَقِطاً فَوقَ مَشَر
نَحنُ في لَيلٍ عَلَينا دامِسٍ / كَيفَ لِلمُدلَجِ بِالصُبحِ جَشَر
هَذِهِ الأَجسامُ تُربٌ هامِدٌ / فَمِنَ الجَهلِ اِفتِخارٌ وَأَشَر
جَسَدٌ مِن أَربَعٍ تَلحَظُها / سَبعَةٌ راتِبَةٌ في اِثنَي عَشَر
وَعَجيبٌ فَرَحُ النَفسِ إِذا / شاعَ في الأَرضِ ثَناها وَاِنتَشَر
شَجَرٌ أَفضَلُهُ مُثمِرُهُ / وَمِنَ الناسِ نَخيلٌ وَعُشَر
مُستَشارٌ خائِنٌ في نُصحِهِ / وَأَمينٌ ناصِحٌ لَم يُستَشَر
وَمَتّى شاءَ الَّذي صَوَّرَنا / أَشعَرَ المَيتَ نُشوراً فَنَشَر
فَاِفعَلِ الخَيرَ وَأَمَّل غِبَّهُ / فَهُوَ الذَخرُ إِذا اللَهُ حَشَر
رُحتُ في الناسِ كَرَبعٍ دارِسٍ
رُحتُ في الناسِ كَرَبعٍ دارِسٍ / أَخَذَت مِنهُ رِياحٌ وَمَطَر
خَبَأَ الدَجنُ لِأَرضٍ جَودَهُ / وَطَوى أَرضي بَخيلاً ما قَطَر
مُستَطارٌ أَنا مِن خَوفِ الرِدى / كُلُّ شَيءٍ في كِتابٍ مُستَطَر
غَفَرَ اللَهُ لِعَبدٍ غافِلٍ / هُوَ في أَعظَمِ جَهلٍ وَخَطَر
تَرَكَ الآجِلُ لَم يَحفِل بِهِ / وَمِنَ العاجِلِ لَم يَقضِ الوَطَر
حَكَمَ الرَبُّ لِبَدرٍ فَاِستَوى / وَهِلالٍ مُستَجِدٍّ فانَأطَر
تُظهِرُ الدينَ وَتُخفي غَيرَهُ / إِنَّما شَأنُكَ مَكرٌ وَبَطَر
أَمَرَ الخالِقُ فَاِقبَل ما أَمَر
أَمَرَ الخالِقُ فَاِقبَل ما أَمَر / وَاِشكُرِ اللَهَ إِنِ العَذبُ أَمَر
أَضمِرِ الخيفَةَ وَاِضمِر قَلَّما / أَحرَزَ الطَرفُ المَدى حَتّى ضَمَر
أَيُّها المُلحِدُ لا تَعصِ النُهى / فَلَقَد صَحَّ قِياسٌ وَاِستَمَرّ
إِن تَعُد في الجِسمِ يَوماً رَوحُهُ / فَهُوَ كَالرَبعِ خَلا ثُمَّ عَمَر
وَهِيَ الدُنِّيا أَذاها أَبَداً / زُمَرٌ وارِدَةٌ إِثرَ زُمَر
يا أَبا السِبطَينِ لا تَحفِل بِها / أَعَتيقٌ سادَ فيها أَم عُمَر
عجَباً لِلدَهرِ صُبحٌ وَدُجى / وَنُجومٌ وَهِلالٌ وَقَمَر
وَغُصونٌ أَثمَرَت نائِيَةً / وَدَوانٍ لَيسَ فيهِنَّ ثَمَر
وَغَويٌّ كَرَّ في حَيرَتِهِ / بَعدَ ما حَجَّ لِنُسكٍ وَاِعتَمَر
عامَ في الغَمرِ زَماناً فَنَجا / وَاِنثَنى الآنَ غَريقاً في الغُمَر
زُحَليٌّ واجِمٌ يَصحَبُهُ / زُهَرِيُّ الطَبعِ غَنّى وَزَمَر
وَهُمومٌ أَلِفَت مَقمورَها / وَسُرورٌ آبَهُ حينَ قَمَر
تِلكَ أَنباءٌ أَرَتنا عِبَراً / مُعجَباتٍ كَأَحاديثَ السَمَر
في حَياةٍ كَخَيالٍ طارِقٍ / شَغَلَ الفِكرَ وَخَلّاكَ وَمَرّ
قَصِّرِ اليَومَ بِكَأسٍ كاسَ مَن
قَصِّرِ اليَومَ بِكَأسٍ كاسَ مَن / صَدَّ عَنها وَاِنبَرى لا يَقتَصِر
تِلَك نارُ الغَيِّ مَن يَصطَلِها / يَحتَرِق بِالدِفءِ في الوَقتِ الخَصِر
وَلِهَذي الراحِ ريحٌ عَصَفَت / بِهَشيمِ اللُبّبِ في ريحٍ وَصِر
لُؤِمَت كَرمِيَّةٌ تَشرَبُها / وَنَداماكَ حَصورٌ وَحَصِر
أَلِوَينِ اللَيلِ تمري قَهوَةً / وَمُلّاحِيَّ الثَرَيّا تَعتَصِر
أَيُصِرُّ الخَمرَ في أَخلافِها / حالِبٌ يَحتَلِبُ الغاوي المُصِر
عِش نَقِيَّ العِرضِ أَن تَترُكَها / وَإِذا مُتَّ فَلِلرَحمَةِ صِر
حَجَّ مِن غَيرِ تُقاً صاحِبُنا / كَأَخي بُحتُرَ عامَ المُنتَصِر

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025