المجموع : 13
قل من يصبر إلا قدرا
قل من يصبر إلا قدرا / والهوى يحمده من صبرا
طوعُ من أهواهُ قلبي وله / أبداً يسرع فيما أمرا
حسب عيني أن ترى صورته / سلَّمَ اللهُ لعيني النظَرا
لامني فيهِ خلِّي قلبه / ما أبالي لا مني أو عذرا
باتَ لا يذكرني فيمن ذكر
باتَ لا يذكرني فيمن ذكر / نائمُ الطرفِ وولاني السهر
تاهَ لما أصبحت صورته / بالذي فيها إماماً للصور
طلعت حين بدا بدرُ الدجى / فيراها الناس شمساً وقمر
ورأيتُ البدر يزدادُ بها / بهجةً يعجب منها من نظر
فاقَ حتى أذعنَ الحسنُ لهُ
فاقَ حتى أذعنَ الحسنُ لهُ / وتَمادى فيهِ من أبصرهُ
فلهذا فيه ما أعجبهُ / ولهذا فيهِ ما أكثرهُ
فهو بالحسنِ يُباري بعضهُ / بعضَه سبحانَ من صورهُ
فيهِ أنوارٌ بهاءٌ ضوؤُها / بثَّها فيهِ الذي قدرَهُ
لم يدَعهُ الكبر حتَّى هَجرا
لم يدَعهُ الكبر حتَّى هَجرا / لو بهِ ما بي إذاً ما صبرا
وقفَ القلبُ على نفرتهِ / وعلى الطرفِ البكا والسهرا
هل أطاعَ القلبُ من يعذلُهُ / في هواهُ أو عصى ما أمرا
لا أبتلي اللَه بما لي من هوىً / من لمن لم يرث لي أو صبرا
رقدَت عيناهُ عن سَهري
رقدَت عيناهُ عن سَهري / نائِماً عني وعن فِكري
لا يبالي كيفَ كنتُ ولا / ما جنى من لحظةٍ بصرِي
بأبي كم كم حذرتُ ولم / أدرِ أنَّ الحتفَ في حذري
وأبي لم يبقِ لي نظراً / كانَ لي حيناً ولم يَذر
نامَ من لمَّا ينم عنهُ السَّهر
نامَ من لمَّا ينم عنهُ السَّهر / لم يوق من ملماتِ الفِكَر
خاليَ القلبِ من الشوقِ الذي / غرَّقَ الخدينِ في ماءِ البصر
زَعمَ العاذلُ أني مفرطٌ / في هوَى من منهُ يستحيي القَمر
لو رأى بعضَ الذي عاينتُهُ / لم يزل ما عاشَ عبداً للنظر
لم تَزد عينيَ إلا عبرةً
لم تَزد عينيَ إلا عبرةً / وعليهِ القلبُ إلا حسرةً
كلما سكنَ قلبي زفرةً / بالبكا هيجَ شوقي زفرةً
إن تكُن عَيني أطاعتني فلم / يبقَ فيها من دموعي قرَّةً
فبما عاصت شفيقاً ناصحا / في هواها وأطاعت نظرةً
بأبي من جعلَ اللَّي
بأبي من جعلَ اللَّي / لَ على عَيني نَهارا
ولفيضِ الدمعِ خَدَّي / يَ محلا وقرارا
مشرقٌ يشبهه البد / رُ إذا البدرُ أنارا
لم يجر قلبي من الوَج / دِ بهِ حيثُ استخارا
هكذا الليلُ من الشو
هكذا الليلُ من الشو / قِ ملاً كيفَ النهارُ
فإلى أين من الإظلا / مِ والصبحِ الفِرارُ
أيطيبُ العيشُ في الدن / يا وفي الأحشاءِ نارُ
كيفَ يمسي من جفاهُ / أحسنُ الناسِ القدارُ
أنا في حبكَ ممن
أنا في حبكَ ممن / لامني أوضحُ عذرا
أيها الغصنُ الذي حُم / مِل في أعلاهُ بدرا
ومصوناً أصبحَ العِز / زُ لهُ منيّ سترا
من يرى مثلكَ في الد / دنيا فيعطى عنه صبرا
لا تَعد في لحظةٍ يا بصري
لا تَعد في لحظةٍ يا بصري / وأنجُ من مُلكِ الهوى بالحذَرِ
لم يَعد قلبي إلى موضعِه / بك مذ أسلمتهُ للنظرِ
فإذا عادَ فإن شِئتَ فَعُد / وتهيا للبكا والسهَرِ
وارمهِ بالوَجدِ والشوقِ معاً / والتصابي والضَّنى والفِكَرِ
ليتَ شعري ما الذي غيرهُ
ليتَ شعري ما الذي غيرهُ / وإلى الهجران ما صيّرهُ
أعذولٌ لامَه أو حاسدٌ / جالَ في الوجدِ بهِ غيّرهُ
اسألوا من ملكَ الحسنَ متى / يرجعِ القلبَ الذي طيَّرهُ
عرضَ الحسنُ عليهِ نفسهُ / فلقي آخرَ ما حيّرهُ
غايَتي من بينِ هذا البَشرِ
غايَتي من بينِ هذا البَشرِ / ومنىً لم أقض منهُ وطري
مَن عليهِ لامني عاذلُه / وفؤادي لم يُبالِ سهري
أخذَ الله بجسمي قلبهُ / وبقلبٍ ليسَ يسلو بصري
ذهبا مني ورُدا كَمدا / وأراني منهما بالأثرِ