القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : إِبْراهيم ناجِي الكل
المجموع : 5
رُبَّ ليل قد صفا الأفق به
رُبَّ ليل قد صفا الأفق به / وبما قد أبدع الله ازدهر
وسرى فيه نسيم عَبِقٌ / فكأن الليل بُستَان عطر
قلت يا رب لمن جمَّلته / ولمن هذي الثريات الغرر
فعرا الأفقَ قتام وبَدَت / سحب تحبو إلى وجه القمر
كلما تقرب تمتد له / كأكفّ شرهاتٍ تنتظر
صحت بالبدر تنبه للنذر / أدركِ الهالة حفت بالخطر
لا تبح مائدة النور لهم / لا تبحها لسواد معتكر
قهقه الرعد ودوَّى ساخراً / فكأن الرعد عربيد سكر
قمت مذعوراً وهمت قبضَتي / ثم مدت ثم ردت من خَور
لهف القلب على الحسن إذا / قهقه الغربان والذِئب سخِر
تحتمي الوردة بالشوك فإن / كثر القطاف لم تغن الإبر
آهِ من غصن غنيّ بالجنى / ومِن الطامع في ذاك الثمر
آه من شك ومن حب ومن / هاجِسات وظنونٍ وحذر
كست الأفقَ سواداً لم يكن / غير غيم جاثم فوق الفكر
طالما قلت لقلبي كلما / أنّ في جنبي أنين المحتضر
إن تكن خانت وعقَّت حبنا / فأضِفها للجراحات الأخر
صورة للبحر أم صورة نفس
صورة للبحر أم صورة نفس / عندما النفس من اليأس تثور
قد علا الموج وقد عز التأسي / لم يعد إلا عبابٌ وصخور
زلزل البحر على راكبه / مثلما زلزل قلبٌ ضجرُ
سفر صار على طالبه / ركبُ ضنك والمنايا سفرُ
غرَّب الحظ كما مال الشراع / هكذا الأعمار في الدنيا تميل
وسرت في الجو أشباح الوداع / وتنادى كل شيء بالرحيل
أإذا اشتد على القلب البلاء / أإذا جار عبابٌ وتناهى
تعصف الأمواج عصفا بالرجاء / كيف ننسى أن للكون إلها
حان حرماني وناداني النذير
حان حرماني وناداني النذير / ما الذي أعدَدت لي قبل المسير
زمني ضاع وما أنصفتني / زاديَ الأول كالزاد الأخير
ريّ عمري من أكاذيب المنى / وطعامي من عفاف وضمير
وعلى كفك قلبٌ ودمٌ / وعلى بابك قيدٌ وأسير
حانَ حرماني فدعني يا حبيبي / هذه الجنة ليست من نصيبي
آه من دار نعيم كلما / جئتها أجتاز جسراً من لهيبِ
وأنا إلفك في ظل الصِّبا / والشباب الغض والعمر القشيب
أنزل الربوة ضيفاً عابراً / ثم أمضي عنك كالطير الغريب
لِمَ يا هاجرُ أصبحتَ رحيما / والحنان الجمّ والرقة فيما
لِم تسقينيَ من شهد الرضا / وتلاقيني عطوفاً وكريما
كل شيء صار مرّاً في فمي / بعد ما أصبحت بالدنيا عليما
آه من يأخذ عمري كله / ويعيد الطفلَ والجهلَ القديما
هل رأى الحب سكارى مثلنا / كم بنينا من خيالٍ حولنا
ومشينا في طريق مقمر / تثب الفرحة فيه قبلنا
وتطلعنا إلى أنجمه / فتهاوين وأصبحن لنا
وضحكنا ضحك طفلين معاً / وعدونا فسبقنا ظلنا
وانتبهنا بعد ما زال الرحيق / وأفقنا ليتَ أنا لا نفيق
يقظةٌ طاحت بأحلام الكَرَى / وتولّى الليلُ واللَّيل صَدِيق
وإذا النُّور نَذِيرٌ طَالِعٌ / وإذا الفجر مُطِلٌّ كالحَريق
وإذا الدُّنيا كما نعرفها / وإذَا الأحبابُ كلٌّ في طَريق
هاتِ أسعدني وَدَعني أسعدُك / قَد دنا بعدَ التنَّائي موردُك
فأذقنيه فإني ذاهِبٌ / لا غدي يُرجَى ولا يُرجَى غدُك
وابلائي من لياليَّ التي / قرَّبَت حَيني وراحَت تبعدُك
لا تَدَعني لليالي فغداً / تجرَح الفرقة ما تأسو يَدُك
أزف البين وقد حان الذّهَاب / هذه اللَّحظة قَدَّت مِن عَذَاب
أزف البين وهل كان النَّوى / يا حبيبي غير أن أغلق باب
مضت الشّمس فأمسيت وقد / أغلقت دونَي أبواب السَّحاب
وتلفَّتُّ على آثارِهَا / أسألُ الليَّل ومَن لي بالجواب
أيها الجالسُ في مرقبِه
أيها الجالسُ في مرقبِه / أترى الدميةَ تمشي أترَى
أترى كيفَ مشت مبطئةً / وتأنت فَهيَ تمشي القهقرَى
أترى هذا الذَى ساومَهَا / لا يبالي ما الذي قالَ الورَى
عصبت شهوتُه أعينَه / فَهوَ بالشهوةِ أعمى لا يرى
نسوةٌ معدنُهَا هذا الثرى / هُنَّ دوماً لاصقاتٌ بالثرَى
رُبَّ ليلٍ قد صفَا الأفقُ به
رُبَّ ليلٍ قد صفَا الأفقُ به / وبما قد أبدَعَ الله ازدهر
قد سرى فيه نسيمٌ عبقٌ / فكأنَّ الليلَ بستان عطر
قلتُ يا ربِّ لمن جمَّلتَه / ولمن هذي الثرياتُ الغرر
فخلي نائمٌّ عنه القَدَر / نامَ لم يسعد بهاتيك الصور
وشجيُّ القلبِ يشدو للذكر / دَامِيَ الألحانِ مجروحَ الوتر
كلُّ شيءٍ مأتمٌ في عينه / لا الكرى طابَ ولا طابَ السهر
غام وجهُ الأفقِ واربدَّت به / سُحُبٌ حامت على وجهِ القمر
كلما تَقرُبُ تمتدُّ له / كأكفّ شرهاتٍ تنتظر
قاتماتٍ كذئابٍ حُوَّمٍ / جائعاتٍ مثل غربانِ الشجر
صِحتُ بالبدرِ تنبَّه للنُذر / أدرِكِ الهالةَ حُفَّت بالخطر
لا تبح مائدةَ النورِ لهم / لا تبحهَا لسوادٍ معتكر
قهقه الرعدُ ودوَّى ساخراً / فكأنَّ الرعدَ عربيدٌ سكر
قمتُ مذعوراً وهمَّت قبضتي / ثم مدَّت ثم ردَّت من خور
لَهَفُ القلبِ على الدنيا إِذا / عَجَزَ القادرُ والباعُ قصر
لَهَفُ القلبِ على الحسنِ إذا / قهقه الغربانُ والذئبُ سخر
تحتمي الوردةُ بالشوكِ فإن / كَثُرَ القُطَّافُ لم تُغنِ الإِبر
آهِ من غصنٍ غنيٍّ بالجنَى / ومِنَ الطامعِ في ذاك الثمر
آهِ من شكٍّ ومن حبٍّ ومن / هاجساتٍ وظنونٍ وحذر
كَسَتِ الأفقَ سواداً لم يكن / غيرَ غيمٍ جاثمٍ فوق الفِكَر
طالما قلتُ لقلبي كلَّما / أَنَّ في جنبي أنينَ المحتضر
إن تكن خانت وعقَّت حبَّنَا / فأَضِفهَا للجراحاتِ الأخر
كان طيفاً من ظنونٍ لم يدم / وسحاباً من جنونٍ وعبر

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025