خير ما أصبحت مخلوع العذار
خير ما أصبحت مخلوع العذار / فَانفِ عنك الهم بالكأس المدار
قم بنا ننتهب اللذة في / ظل أيام الشباب المستعار
إنما العار الذي تحذره / أن تراني من لباس العار عاري
لا ومن داويت قلبي باسمه / لا تدرعت بأثواب الوقار
ولخيرٌ منه أن أشربها / في سنا الصبح على صوت القماري
قهوة تعشق من ذي هيفٍ / قمري الوجه ليلي العذار
تسكر الألباب من ألفاظه / فهي تغني الشرب عن شرب العقار
وإذا حدثته عن وصله / راح لا يلقاك إلا بازورار
قمرٌ قبلت منه وجنةً / حشوها ما شئت من ماءٍ ونار
نال منه اللحظ ما نال به / فهو فينا أبداً طالب ثار
تفرس الصهباء من فارساً / بدوي اللفظ تركي النجار
وإذا طاف بها تحسبه / بدر ليلٍ حاملاً شمس نهار
وسعيدٌ من تقضي عمره / بين كاسات رضابٍ وعقار
في اصطباحٍ واغتباقٍ واقترا / بٍ واغترابٍ وانتهاكٍ واستتار
شغلته الراح أن تبصره / واقفاً يندب أطلال الديار
نعم دنياه التي راح بها / طرباً يعثر في فضل الإزار
فإذا مات التقى من ربه / رحمةً تسكنه دار القرار