المجموع : 3
وطني يا وطني يا وطني
وطني يا وطني يا وطني / انت من عيني مكان النظر
نجح ابنائك طول الزمن / منتهى قصدي واقصى وطرى
ولعمري كل خير ونجاح / قائم في ظل تحصيل العلوم
هي في كل مساء وصباح / راحة النفس وترياق السموم
تملأ الصدر بروح الانشراح / تنعش القلب بتنوير الفهوم
تغرق الاعمار بالعيش الهني / تفتق الأذهان مثل الزهرِ
كم جلت أربابنا من درن / فهي والله حياة الفِكرَ
من أراد الدين والدنيا معاً / فهو بالعلم ينال الاملا
ما أرى كالجهل سماً منقعا / قتل الجهل فكم قد قتلا
أي خليليّ اصيخا واسمعا / كلما في الناس سارت مثلا
ان حيّ الجهل ميت الفطن / ان ميت العلم حيّ الأثر
بعد ما بينهما للمعن / بعد ما بين الثرى والقمر
أيها الشبان اني لكم / ناصح والنصح شأن المخلص
بفنون العلم جدوا وانظموا / حللا من درها المستخلص
لا تعيروا لملول منكم / نظرة واخشوا فوات الفرص
ان مبدا العمر غالي الثمن / لا تبيعوه بلعب الاكر
واشتروا العلم بنور الأعين / واستلذوا فيه طول السهر
كل ويل وانحطاط وشقا / اصله الجهل إذا الجهل طما
وكذا كل اعتلاء وارتقا / روحه العلم ولولاه لما
فرق ما بين فناء وبقا / في البرايا فرق ما بينهما
فتأمل يابن ودي واعتن / بطلاب العلم طول العمر
وإذا ما شاقك المال الجني / تلق طي العلم كنز الدُرر
ليس بالمال يُنال العلم بل / هو للعلم كبعض الخدم
وإذا ما جمّل العلم العمل / كان كالتاج بطرز الانجم
فاجتهد ثم اجتهد دون ملل / وتعلّم وتعلم واعلم
انما قدر الفتى ما يبتني / من فخار العلم بين البشر
ليس مقدار الفتى ما يقتني / من لجين أو نضار اصفر
نحن أبناء الزمان الحاضر / هون اللَه علينا الطلبا
هل ترى من قرية أو حاضر / ما حوت مكتبة أو مكتبا
وتفكر في الزمان الغابر / حين كانوا ينسخون الكتبا
ذاك أمر لم يكن بالهين / حيث لا مطبعة في قُطر
مع هذا عزمهم لم ينثن / بل علوا بالعلم هام الزُهر
هذه أنوار وفد الطرب
هذه أنوار وفد الطرب / أقبلت فوق مطايا الدرر
في كؤوسٍ توجت بالشهب / فعليك الحد ان لم تسكر
يا نديمي قل هو اللَه أحد / كم له من آية فيما برا
خلق الأقداح من نور جمد / وعقيق الراح فيها قد جرى
لطفت حتى حكى الروح الجسد / فهي تبرام لجين يا ترى
ان اخت اللهو بنت العنب / مدد الروح ونور الفكر
فارتشفها من ثغور الحبب / وانا الضامن طول العمر
لا تقل للراح في الرأس خمار / انما هذى طبول الفرح
صفق الهم من القلب وطار / عندما ابصر شهب القدح
فانتهزها فرصة تنفي العثار / وصل المغبق بالمطبح
وعلى ذكر الجبين الكوكبي / عاطنيها يا بن ام البصر
وسناها في دياجي الغيهب / آخذ باللب قبل البصر
أترى والكاس من هالاتها / هي شمس أم هي البدر المنير
حارت الأفكار في مشكاتها / حيرة الأبصار في الخد النضير
فانقد العقل على كاساتها / وادرها من يد الظبى الغرير
رشاً في السرب يا للعرب / قام معتزاً بملك الحور
ما على عينيه غير اللعب / بقلوب في الهوى كالأكر
هل درى أي دم قد سفكا / جفنك الفاتر يا ظبي النقا
ما عليه في الهوى لو تركا / من فؤادي رمقاً إذ رمقا
خفّفِ الرشق والا هلكا / صبك العاني لعينيك البقا
فتكت فينا بماضي القضب / مرهفات كنصال القدر
وبكسر الطرف زادت وصبي / وشديد ظفر المنكسر
اعطني من سحرها بعض الأمان / وتلطف فلقد جزت الحدود
ما دواعي هذه الحرب العوان / بينها والقلب يا ريم زرود
لحظها يهزأ بالسيف اليمان / واساراها مجاريح الكبود
كيف يلقى حربها وا حربي / مدنف جاوز حد الخطر
غال منه حب ذاك الربرب / من بقايا الصبر عين الاثر
سلسل الدمعُ أحاديث الغرام / في الهوى فهو لأسراري مذيع
عبرات ولعت بالانسجام / ان هذا شأن من يهوى البديع
فأقلا من زخاريف الكلام / يا خليلي فاني لا أطيع
في هوى ذاك الغزال الاشنب / قد تقضى بالتصابي عمري
فانظرا لي راحة من تعبي / فلقد افنى الهوى مصطبري
ابروق من فروق يا ترى
ابروق من فروق يا ترى / لمعت أم تلكم نار القرى
ليس تنفك وطرفي باهت / جمد النور أم الجمر جرى
لهب من وقده مسك الدجى / فكأن الأفق أضحى مجمرا
وبروحي نفحةٌ من طيه / حملت عن أرض ليلي خبرا
ضمخت أذيالها من تربها / فنشقنا من شذاها العنبرا
أيها المدلج والليل على / رسله والنجم يمشي القهقري
غارقاً في لجة الظلماء لا / يهتدي كيف سرى كيف سرى
حائراً والدجن يغشى سبله / وكأن الزنج جرت عسكرا
أطبق الجفن وقل يا با الهدى / وانظر الليل انجلى أم أقمرا
ذاك من في ذكره والفجر ما / دق صخر الليل إلا انفجرا
هكذا يا ابن الرفاعي رفعة / تخذت هام الثريا كالثرى
هكذا الاشراف في سيماهم / لا من اعتاض الطراز الأخضرا
أي فضل لشريف لم يكن / ينصر السنة أو يجدي الورى
يا رعى اللَه زماناً لذت في / حيه اشكر ذاك العمرا
انتحي أبوابه مستبشراً / فكأني وافد أم القُرى
وإذا ما قمت في حضرته / أحسب الشمس استحالت بشرا
يملأ الأسماع أقراطاً ويا / بهجة الناظر فيما نظرا
كرمت أخلاقه حتى لقد / عقد المجد عليها الخنصرا
سيدي يا با الهدى ياذا الندى / يا وفي الوعد يا سامي الذرى
دم كما أنت وما ذاك سوى / ان تدوم الدهر سام مظهرا
بابك الدنيا ومرآك المنى / ونداك الطوق في جيد الورى