المجموع : 7
نزلوا بالسفح من وادي زرود
نزلوا بالسفح من وادي زرود / ونزلنا بالغضا ذات الوقود
فانقضت منهم أويقات اللقا / وقضت بالموت أيام الصدود
لو تراني يوم سارت عيسهم / من خفوق خلتني بعض البنود
بخلوا عن أن تراهم في الكرى / مقلتي يا مقلتي بالدمع جودي
وعدوا والوعد منهم خلب / رب برق ما به غير الرعود
أين آرام المصلى والنقا / من وفا عهد وانجاز وعودي
أنكروا دعوى صباباتي بهم / وشؤن الدمع من بعض الشهود
صوَّب العبرة تصعيد الحشا / نار وجود جاوزت حدَّ الصعود
ومحال حرَّ وجدي ينطفي / بسوى رشفي لمى ثغر برود
كيف أختار صدوري عن لمى / حف كالروض بأنواع الورود
تركوا الملعب في حزوي ومن / مهجتي قد سكنوا غاب الاسود
حسد القلب عليهم ناظري / فغدا بعض على بعض حسودي
ساهرت عيني السهى حتى سها / طرفه معتجرا ثوب الرقود
والسواري السبع باتت هجدا / فهي أحرى من وجودي بهجودي
وضنائي في الهوى أطمعني / أن أرى سلكا لهاتيك العقود
كم هزبر طاح في أحبولة / غزلتها مقلة الظبي الشرود
سلبت راحته من يده / فغدت مغلولة ذات قيود
قد مضى عصر الصبا واتضحت / للعيون السود بينض غير سود
ونأت عني اللواتي كنَّ في / خدمتي بين قيام وقعود
وانقضت تلك الليالي في هوى / كل ظمياء اللمى حسناء رود
كلما خاطبتها قال الصدى / يا ليالينا بطيب الوصل عودي
ومتى روض الأماني قد ذوى / بثنا المولى الشهاب اخضرَّ عودي
وغصون القصد فيه أزهرت / بورود كقدود وخدود
فانثنى ينظم منه قلمي / دررا تزري بقرطي كل خود
قبله من نظرت عين ذكا / سيدا في قومه غير مسود
خندف العليا به قد أنجبت / فأتى خير وليد من ولود
وورت فكرته زندا به / آل فهر فاخرت كل الزنود
فلقت أقلامه صبح هدى / رفعت فسطاطه فوق عمود
جند الأرواح في تحبيره / فهو مشغول بترتيب الجنود
مسلم أذكى مصابيح الهدى / وبخاري الثنا بعد همود
وأحاديث علا سلسلها / ألحق الآباء منها بالجدود
عين ذي النون حكى مزبره / فانبرى مخضوضعا غب السمود
تاليا تسبيح باريه بها / عاكف بين ركوع وسجود
شيبت لمته الآي كما / شيبت خير الورى سورة هود
والطباق السبع قد طبقها / رؤية فسرها حال الشهود
والبحار السبع قد أدرجها / ذلك الطماطم في سبع جلود
نزل الروح بها فانتعشت / ونشت أرواحها بعد ركود
أوقف الكشاف في تفسيره / يا له فخر على كشف الحدود
حجة بالغة برهانها / قام من غير دفوع وردود
نشر العلم الذي كف البلى / قد طوته تحت أطباق اللحود
وفد السيد والسعد إلى / بابه والفخر من بعض الوفود
لم أجد لي علة عن مدح من / علة كان أبوه للوجود
فاتخذت المدح فيه سلما / لصعودي فوق غايات سعودي
فحباني منحا منها أنا / وكساني من علا أسنى برود
دام من غير جمود لطفه / سائلا والفكر من غير خمود
أحمد الله على مدح إمام الرسل أحمد
أحمد الله على مدح إمام الرسل أحمد / وعلى صدق الولا للسيد الشيخ محمد
مفرد في الجامع النوري صبحا ومساء / دام كالمصباح في مشكاة قد يتوقد
علم بل عيلم فاق كمالا وطما / فيضه فاستغرق الوقت بحال الجزر والمد
قطب ارشاد عليه محور الحق استدار / فهدى الخلق لطرق الحق بالحق وارشد
في الطريق القادري منه زها سير السلوك / فهو صدر لسواه العجز عما نال أقعد
في حمى الموصل كم لله من منقطع / قد دعاه واصلا في قطعه لله فدفد
انه للفضل أهل سيما نعت الرسول / جده أنعم بطه المصطفى المختار من جد
فلذا أتحفته فيما لعلياه يليق / من نظام سلكه في درر النعت تنضد
فعساه كلما شاد به يوما شدا / يحسب السامع شحرورا على الاعواد غرد
وبه تزدان حقا حلق الذكر الشريف / مثل ما ازدان مقام الانس في ترديد معبد
مصغيا دام لنعت المصطفى خير الانام / ما حدى الحادي بشعري ركب عشاق وانشد
داعيا لي مثل ما أدعو له في كل حين / بدعاء من رياء هو مأثور مجرد
لائذاني بعبد القادر الغوث العظيم / وبكهف الشيخ نوري ذلك النور المجسد
ودعاء الخير منه أرتجيه للحسين / من له عاد مريدا وعلينا ما تمرد
لمولانا الشهاب علا يراع
لمولانا الشهاب علا يراع / على الأعلام من هضبات نجده
فتاه على العوالي في التثني / وغاز البان من ميلان قده
ومدَّ الروح منه في مداد / كما جزر البحور بطول مدِّه
وقد أحيا علوم الدين فيه / فمات لعمرك الاحيا بجلده
تورِّثه رقيقا عن أبيه / فحرَّر فيه رق حديث جده
وأصبح عبده لم يبغ عتقا / من المولى ولا أطلاق قيده
وكم أسرى به روح المعاني / إلى أقصى العلى مع طول بعده
كما أسرى به روح مولاه ليلا / فسبحان الذي أسرى بعبده
قلت إذ شاهدت خالا
قلت إذ شاهدت خالا / لاح في وجنة أمرد
وتلالا منه ساج / فوق عاج وتوقد
ما علمنا قبل هذا / عن بعض النور أسود
أن تكن ممن يرجى راحة
أن تكن ممن يرجى راحة / من عناء مؤلم للجسد
كف عما تشتهي النفس يدا / إنما الراحة في كف اليد
راشدٌ من فضلِ رشدي
راشدٌ من فضلِ رشدي / نال كليّاتِ سعدي
يا داعي الرحمن منه ساد وشاد
يا داعي الرحمن منه ساد وشاد / للمعالي بالهنا دارَ المراد
بيت مجدٍ رفعت أركانُه / بالصفاح البيض والسمر الصعاد
ومقام قد علته هيبه / خضعت في بابه أهل العناد
منزلٌ في الموصل الخضرا زها / بسعيد لا بهندٍ وسعاد
ملكٌ فيه صلاحٌ للعلا / قامعٌ في حكمه عرقَ الفساد
ثابت الجأشِ إذا ما خفقت / مهجُ الأبطال وأرتاع الفؤاد
جمع الفضل ولكن سيفُه / شتّت الأعداءَ في كل البلاد
ساس كل الناس في ارشادهِ / وبرأي ما تخطاه الرشاد
لبنى ياسينَ ديوان زها / بمعانيهِ على جناتِ عاد
مربضُ الأشبالِ أضحى بيتُهُم / ومجالُ الخيلِ في يوم الطراد
لعيون المجدِ هم إنسانُها / وهو في عين المعالي كالرقاد
صرحُه الشامخ في رفعتِهِ / وعلاهُ ثمن السبع الشداد
دام حصناً للورى عالي الذرى / بيتهُ العامر كهف للعباد
وتنادت بمعاني مدحهِ / ألسن الوفدِ إلى يومِ التناد
وأتته الناس في عرض الثنا / تبتغي الأحسانَ مثنى وفراد
بالهنا غرفتهُ إذ كملت / بهجةً أرختها ذات العماد