القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عبد الغَني النابُلُسي الكل
المجموع : 9
طلعت شمس الوجودِ
طلعت شمس الوجودِ / من سموات الشهودِ
فاختفى الرسم وطاح ال / وهم وانحلت قيودي
كان في ظني بأني / مستقل في الوجود
أملك الفعل وأحوي ال / قول مع كل العقود
كبني الأيام ألهو / بقيام وقعود
وأنا بين ليال / من ظلام الفكر سود
فتأملت وقلب / ت صدوري وورودي
وتسايلت إلى أن / سلت من بعد الجمود
وتحققت بأني / نابت بالوهم عودي
وبأني عند نفسي / كخيال في هجودي
واعترا في بالذي أع / لمه عين جحود
وكذا الظل له مر / ءى ولكن بالعمود
فأنا اليوم أنا ذا / ك على رغم الحسود
وأنا المحبوب والمح / بوب ذاتي ووجودي
وأنا نفس جميع ال / ناس نسلي وجدودي
وأنا الكل وكل ال / كل من فضلة جودي
ما معي في الملك غيري / والورى طراً شهودي
ولقد أطلقت نفسي / من تخاطيط حدودي
وسللت السيف مني / بعد هاتيك الغمود
وشققت الحجب عن عي / ني وطالعت ودودي
وصلاتي لي جميعاً / وركوعي وسجودي
وأنا ناري إذا ما / شئت أشقى بخلود
وأنا الجنة إذ في / قبضتي كان سعودي
ما على نفسي مني / في وعيدي ووعودي
وعلى ذاتي إقبا / لي كما عني صدودي
وهي نفسي لا سواها / بين حجب وشهود
في نعيم أنا طوراً / ثم طوراً في وقود
وتحياتي على ذا / تي من غير نفود
غصن بان فوقه البدر بدا
غصن بان فوقه البدر بدا / أم غزال راح يغزو أسدا
أم مليح يتثنى مرحاً / حيث أضحى بالبها منفردا
صنم الحسن الذي لم يره / عاشق إلا له قد عبدا
يا له بحر جمال عطفه / موجه بالجسم يرمي زبدا
نار خديه مجوسي الهوى / ما رآها قط إلا سجدا
وإذا ما ظهرت من وجهه / حضرة الغيب طلبنا المددا
صار جهلي غيره معرفة / صار غيي وضلالي رشدا
آه من قسوته مع شغفي / في هواه وهوى الغيد ردى
قلت يا مولاي جُدْ لي كرماً / بوصال قال لا لا أبدا
قلت فالوعد به تسلية / قال يحتاج يفي من وعدا
قلت فاسمح بخيال في الكرى / قال لي ما لك طرف رقدا
قلت ما تفعل بي حينئذ / قال ما أختاره طول المدى
قلت خذ روحي فقال الروح لي / خل دعواها وهات الجسدا
واترك الأمر إلى مالكه / إن للمحبوب في الحب يدا
كل من يعشق وجهاً حسناً / لا يرى إلا البلا والنكدا
فاصطبر إن شئت أو شئت فمت / كم علينا ذاب جلد جلدا
أنا موسى العشق ربي أرني / بك أن أنظر ظبياً شردا
لاح لي جمر على وجنته / كلما أدنو إليه بعدا
فلعلّي منه ألقى قبساً / أو يرى قلبي على النار هدى
قم تأمل أيها الغافل لم / يخلق الرحمن ذا الحسن سُدى
وتعرض لهواه فلقد / جاء من ناحية الستر نِدا
وإذا لامك من ليس له / نظر فاخرب عليه البلدا
أين أهل اللوم من أهل الهوى / ما المحبون يساوون العدا
كلما أرشف سمعي عاذلي / مرَّ لومي زدت في الحب صدى
فكأن العذل منه طلب / لهيامي بلسان عقدا
أيريد الغر أن يصلح من / حال أهل العشق ما قد فسدا
إنما أهل الهوى مرآته / وهو فيهم حاله قد شهدا
ثم لما أشكل الأمر رمى / نفسه من جهله وانتقدا
وادعى العشق فلم يحصل له / وعلى أهل الهوى قد حقدا
قام فيه يكثر اللوم لهم / أوَلَمْ يخش الإله الصمدا
هبه لا يعرف لذَّاتِ الهوى / حسن محبوب فؤادي حجدا
إن قلبي اليوم في أسر رشا / لا يرى للقتل عشقاً قودا
وجهه الجنة في أعيننا / خده النار بقلبي وقدا
لم يزل يجفو وأبليت على / حبه أثواب عمري الجددا
ولكم أفنيت جسمي سقماً / وتنفست عليه الصُعَدا
وإذا في حبه مت فقد / عشت بعد الموت عيش السُعَدا
يا سقى الله زمانا بالحمى / ورعى بالشعب عيشاً رغدا
طالما كنت به طوع هوى / لم أخف في نهب وقتي أحدا
حيث غزلان النقا قد أنست / بي وبعد المنع أولتني ندا
وكحلت العين بالعين وما / بعدها عدت شكوت الرمدا
حيث أقمار البها طالعة / تتجلى ولها الروح فدا
وغصون البان لما انعطفت / طائر القلب عليهن شدا
حيث وجه السعد فينا مقبل / بالهنا والهم عنا طردا
وكؤس الأنس بالقوم صفت / وبنا الورد إليه وردا
في رياض ضحك الزهر بها / كلما السحب بكت قطر الندا
هزت النسمة من أغصانها / حين جَلَّتْها قناً مرتعدا
فلهذا كبَّر الطيرُ وقد / لبس النهر عليها زردا
والصبا يذكرنا عهد الصبا / ليت ما بالأمس لي كان غدا
ليت لو جاد زماني بالذي / كان منه قبل ذا قد عهدا
يا أصيحابي بأكناف الحمى / عللاني إن صبري فقدا
واذكرا لي سنداً أعرفه / لست ألقى لي سواء سندا
نفد الدمع على جفوته / واشتياقي والجوى ما نفدا
هو في القلب مقيم بل أنا / هو لا بل هو دوني وجدا
كذب القائل قد حل به / والذي قد قال فيه اتحدا
إنما المعشوق موجود ولا / عاشق غير التباس قصدا
لي هوى بالشعب من كاظمة / ساكن هذا الحشى والكبدا
وأنا اليوم به مشتهر / فليمت ضدي ويبلى حسدا
أنا مفتي العشق من يسألني / عن هواه يلقني مجتهدا
أنا قاضي شرع أرباب الهوى / كل حكم بينهم لي حمدا
فالذي أمنعه يشقى ومن / أجعل الحق له قد سعدا
غير أني في أناس جهلوا / ما أنا في شأنه والجهل دا
قلم يجري له النورُ يدُ
قلم يجري له النورُ يدُ / فوق لوح معه يتحدُ
يكتب الظاهر والباطن من / كل شيء كان فهو المدد
وهو عين الكل والكل له / راجع إذ هو فيهم رصد
وهو لا شك كثير بالورى / وهو في تحقيقه منفرد
مثل ما أنك ذو عقل به / تعقل الأشيا كما يعتمد
بحر ماء موجه أرواحه / راق والأجسام فيه الزبد
وإذا شئت فقل عقل وقل / هي نفس كل شيء تلد
اذبح النفس بسيف الإجتهادْ
اذبح النفس بسيف الإجتهادْ / في رضى مولاك تحظى بالمرادْ
واكشف الحجب عن القلب به / وتأمل وجه مولاك الجواد
لا تكن من نفر قد أمروا / فعموا عنه وصموا بازدياد
سألوا واستخبروا واستكشفوا / ولقد هاموا به في كل واد
ولو اَنَّ القوم فيهم رشد / فوضوا الأمر إلى رب العباد
وأتوا منه بما قد قدروا / واستطاعوا وعلى الله الرشاد
قل هو الله أحدْ
قل هو الله أحدْ / ليس في الكون أحدْ
إنما الكون له / حجة فيمن جحد
ينجلي الحق به / وهو للمطلق حد
قدَّرتْهُ قدرة / ليس عنها ملتحد
لا تقل حلَّ ولا / تقلِ الحقُّ اتحد
قل سواه باطلٌ / وهو الحقُّ الأحد
لا تظن الله معنا ها هنا في ذا الوجودْ
لا تظن الله معنا ها هنا في ذا الوجودْ / هو معنا بالتجلي بتقادير القيودْ
وتقادير القيود الكلُّ فانٍ هالكٌ / عدم لكن له يظهر بالله وجودْ
إنما الكون جميعا حادث إذ لم يكن / ثُمَّ قد كان وربي كان من غير جحود
ليس شيء معه من قبل أن يخلق لا / داخل أو خارج أو ذو اتصال أو نفود
لا زمان لا مكان لا فلان كان في / أزل الآزال فافهم وانتبه مِن ذا الرقود
وتأمل في كلامي وانتظر إن لم يكن / فاهماً فالله ربي سوف بالفهم يجود
أنت مخلوق وما تفهم مخلوقاً فكن / عارفاً نفسك خلقاً كلها دون جمود
لا تجل بالفكر في ربك لن تقدر أن / تعرف المطلق بالداخل في قيد الحدود
رفع الله السموات الطباق السبع في / نظر العين كما قد قال من غير عمود
وهو لا يظهر إلا بعد أن يفنى الورى / كلهم يظهر بالإيمان منه في الشهود
فيراه القلب غيباً مطلقاً عن كل ما / كان من قبل يراه وهو مولانا الودود
واجعل الحس يراه فهو محسوس ولا / شيء معه من جميع الخلق من بيض وسود
كل شيء هو خيط أسودُ
كل شيء هو خيط أسودُ / طوله في العلم منه يمددُ
بان عندي هو خيط أبيضٌ / هو أمر الله فجر يقد
قدراً مازال مقدوراً كما / قال في القرآن ربي أحد
فتركت الأكل والشرب له / فصيامي أبداً لا يفقد
إنما يطعمني الله كما / هو يسقيني ومنه المدد
ويبات الآن كلي عنده / حيث لا عندَ لكلي يوجد
فاعرف القول وحققه تفز / بالذي عنه أشار الصمد
قل هو الله أحد
قل هو الله أحد / ليس في الكون أحد
كل شيء هالك / غير وجه لا يحد
والذي يفنى به / مَعَ رَبِّهِ اتَّحَد
يا هنا عارفه / يا شقاء من جحد
ما له من ملجأٍ / ما له من ملتحد
نحن علْمُ الله في الله وما
نحن علْمُ الله في الله وما / لفتى منا سوى الله وجودْ
نحن معلوماته في علمه / ولنا في ذاك إكرامٌ وجود
لا تقل أوجدنا الله ولا / أننا وجودُ حقٍّ ذو حدود
نحن يا ابن اليوم شيء هالك / من قديم للفنا فيه عهود
جل وجهُ الله أن نشركه / بوجود أو بقاء أو صمود
نحن كالبرق سريعاً نختفي / ثم نبدو لمحةً ثم نعود
هكذا يذكرنا الله على / كثرة الأطوار من غير جمود
فاعرفونا تعرفوا أنفسكم / مثلنا واحترزوا من الجحود
ما له ذكر سوى من علمه / بجميع الخلق من بيض وسود
فهو لا يخرج عنه كائن / بل من العلم إلى العلم يرود
كلهم فيه ولا كل لهم / عدم حاق به محضُ وُجود
واسع قال عليم ربنا / وسعت رحمته كل الجنود
فالذي يؤمن بالحق الذي / قلته نال مقامات السعود
والذي ينكر أشقى هو من / عاقر الناقة في قوم ثمود
وهو علم الله أيضاً مثلنا / نازل للذكر من غير صعود

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025