المجموع : 3
قرَّبا مني حسامي وجوادي
قرَّبا مني حسامي وجوادي / وانظرا صدق ضِرابي وطِرادي
ودعاني من أحاديث الهوى / فالعُلى بين عنانٍ ونجادِ
أن بري جسمي سقامٌ عارقٌ / فبحب المجد لا حُبِّ سُعاد
لقحتْ حربُ بني فاعلةٍ / جهلوا حقِّي ولم يرعوا ودادي
فظُبى البيض وأطرافُ القَنا / طالباتُ الثأر من نحرٍ وهادِ
وعلى الحي ديونٌ جمَّةٌ / من سفاهِ واعتراضٍ واضطهاد
نطقوا لا نطقوا في فارعٍ / رفعَ الفضلَ إلى السبع الشداد
نَقموا منه عُلاً أحرزها / والصِّبا اغيدُ مُخضرُّ المَراد
بأس مطرور الشَّبا تشفهُ / كلِمٌ تسخرُ من قُس إياد
ووراء الضَّيم نفسٌ مِرَّةٌ / تستلين العزَّ في خرط القتاد
كلما ذدتُ حسامي عن عِديّ / ولجَ الضيمُ بتأخير ذيادي
طلباً لليوم ريَّانِ القَنا / كأسيَ الآفاق مِبْطان السيادِ
ينجلي نقعُ وغاهُ في الضُّحى / عن وساد التُّرب أو مُلْكِ البلاد
كرِّرا لحظكما في عارضٍ / لبي الصبحُ به ثوبَ سَواد
يلمعُ البارقُ من حافاته / بدلاصٍ ونصالٍ وصعادِ
مستهلُّ القطر لكن ماؤه / حلبُ الأوداج لا صوبُ العِهاد
ملأَ الخرقَ رجالاً وقَناً / وجياداً مثل مبثوثِ الجراد
واستمر الطعنُ حتى فُجعتْ / ذُبَّلُ الخطي بالرزقِ الحداد
وأتى الضَّربُ درِاكاً مثلما / رادفَ الجودَ عليُّ بن طِراد
أسد يُخشى وغيثٌ يُرتجى / في غنى مُقْوٍ وإرغامِ مُعادِ
يقصُ الأُقران من غير زئيرٍ / ويسحُّ الجودَ من غير رِعادِ
حاملُ المُغْرم خوَّاض الوغى / قاطعُ الليلةِ من غير رُقادِ
مستمرُّ الطعم مستعذبهُ / حين يُبْلي في خصامٍ وودادِ
آسرُ الألباب من أكمامه / وهو للمأسور يوم الحرب فادِ
حاز قولي شرف الدين الرِّضا / فاصطفى أسبقهُ يوم التعادي
فلباقي القوم سوقٌ وحوامٍ / وله الأعناق من هو الهوادي
نصعَ الشعر وقد أهديتهُ / سالم اللَّفظ إلى الخِرْقِ الجواد
لكريمٍ هاشميٍّ نَجُرُهُ / سَبَلُ الجود وإجراء الجياد
من أناسٍ كان من عاداتهم / محمدُ الأفعال في حربٍ ونادِ
غُلُبُ الأعناق صيدٌ نُبُلٌ / أهلُ إسراءٍ وأحلافُ سُهاد
بلمامٍ جُعْدةٍ غيرِ سِباطٍ / وأكفٍّ سبْطةٍ غيرِ جَعاد
يطرق الأَضياف منهم في الدُّجى / كل سامي النَّار مرفوع العِمادِ
لَهْمِمٌ من مسعاته / قاب قوسين وارشاد العباد
وجري البأس أبلجُ جَمٌّ علمهُ / نازلٌ في كل ثغرٍ بسداد
قد حويتُ السُمَّ والشَّهدَ معاً
قد حويتُ السُمَّ والشَّهدَ معاً / بالنَّدى والبأسِ في لونِ مِدادِ
وفضلتُ الجنسَ اِذْ يُكتبُ بي / مَدحُ مولانا عليِّ بن طِرادِ
جانِبا لَوْمي وخافا لَددَي
جانِبا لَوْمي وخافا لَددَي / إنَّ تفْنيدي بعضُ الفَنَدِ
واحْذَرا رَشْقةَ مرهوبِ الشَّبا / شأنُهُ الإِصْماء بعد الصَّرَدِ
واعْلَما أنَّ أناتي وثْبَةٌ / وإنِ اغْتُرَّ بطولِ الأمَدِ
إِنَّ حَزْماً ألبستنيهِ النُّهى / كَفَّ من غَرْبِ لساني ويَدي
خِفْتُمُ المُصْلَتَ من رَوْعتِهِ / وأمِنْتُمْ هَبَّةً منْ مُغْمَدِ
سَفَهاً كلُّ ظَلامٍ مُسْفِرٌ / وإنِ استأخرَ عن صُبْحِ غَدِ
لا يَغُرَّنَّكُما مُلْكٌ ثَوى / من تميمٍ بعد طولِ الأسْعُدِ
مجْدُنا لم يخْلُ منْ ناجِمَةٍ / تَطْرُدُ الرَهْنَ بِعزٍّ أيِّدِ
كُلَّما غاضَ لنا بحرٌ بَدا / خِضْرِمٌ طامٍ كَريمُ المَوْرِدِ
ثُمَّ لمَّا أصبحتْ مُغْبَرَّةً / نِعْمةُ الأقْوامِ بعد الرَّغَدِ
واشْمعلُّوا بعدَ إِجْماعِهُمُ / كأبابيلِ جَرادٍ مُثْمِدِ
أنْشِرَ الهامِدُ منْ مجْدِهُمُ / بالوزير العادِلِ ابنِ البَلَدِي
بهُمامٍ جَلَّ عنْ تَشْبيهِه / بالحُسامِ العَضْبِ أو بالأسَدِ
بمُشارٍ في نَدِيٍّ ووَغَىً / لِضرابِ الهامِ أو للصَّفَدِ
ومُبادي كُلِّ دَجْنٍ بارقٍ / بالمُحَيَّا الطَّلْقِ والكفِّ النَّدي
بِشْرُهُ يُغْني مَقاديمَ السُّرى / عن هُدى النَّجمِ وضوءِ الموْقِدِ
فإذا ما أدْلَجَتْ ضِيفانُهُ / كانَتِ الحَرَّةُ مثلَ الجَدَدِ
راجِحٌ يَرْزُنُ في حَبْوتِهِ / ووشيكُ العَزْمِ عند النَّجَدِ
فَمَواضي عَزْمِهِ مِنْ زَعْزعٍ / ورواسي حِلْمِهِ منْ أُحُدِ
يتْبَعُ العُرْفَ بعُذْرٍ واسِعٍ / فإذا جادَ كأنْ لم يَجُدِ
ثابتُ الوُدِّ وَكِيدٌ عَهْدُهُ / سالِمُ الصُّحْبَةِ وافي المَوْعِدِ
فلو أنَّ الغَدْرَ ماءٌ سَلْسَلٌ / وهو صادي خمسَةٍ لم يَرِدِ
يَطْرُدُ الأحْبارَ في حُجَّتِهِ / وفتاويهِ بسهْمٍ مُقْصِدِ
فإذا راموا فِراراً مُنْجياً / وقَفَ الحُكْمُ لهُمء بالمَرْصَدِ
ذو غِشاشٍ يَتَحاماهُ الكَرى / عازبُ الصُّبْحِ مُقَضُّ المَرْقَد
مَضْجَعٌ خالٍ ودسْتٌ آهِلٌ / ورَوِيٌّ لائِذٌ بالسَّهَدِ
ووزيرٌ سابِغٌ إِحْسانُهُ / ليسَ بالنِّكْسِ ولا بالمُسْنَدِ
واضِحٌ يأتَلِقُ الدَّهْرُ به / كَسَنى الجَوْنَةِ عند الفَدْفَدِ
شَرَفُ الدين وهلْ من شَرفٍ / مثلُ زاكي السَّعْي زاكي المَحْتِد
دامَ مرْهوباً مُطاعاً أمْرُهُ / سالماً في ظِلِّ عِزٍّ سَرْمَدِ