المجموع : 3
وعُلى حَفْصِيّةٍ فِهْرِيّةٍ
وعُلى حَفْصِيّةٍ فِهْرِيّةٍ / ذَهَبتْ وَأْداً بِعَلْيا أُدَدِ
هَذِهِ آثَارُهُ فاسْتَمِعوا / سُوَراً مَتلُوّةً في المَشْهَدِ
وَاستَجِيبوا لِمُنَادي أمْرِهِ / تَخلَعُوا الغَيَّ بِلُبسِ الرّشَدِ
إنَّما أَنْتُمْ لِيَحيَى المُرْتَضَى / خَوَلٌ مِنْ أحْمر أوْ أسودِ
مَلِكٌ مُدّ لَهُ النّصْرُ بِمَنْ / في السّمواتِ العُلَى مِنْ مَدَدِ
لَيْسَ لِلأَشْقَيْنِ مِنهُ عاصِمٌ / وَلَو احْتَلُّوا مَحَلَّ الأَسْعَدِ
كَم هَوى مِن كافِرٍ في كافِرِ / وانْضَوَى مِن مُلْحِد في ملحَدِ
طالَما أرْسَلَ مِنْ صَعْدَتِهِ / جارِحاً يُغرَى بِصَيدِ الأَصْيَدِ
هَذِهِ تَمْرُقُ منهُ بائِداً / في المَجالِ الضّنكِ فَخر الأيِّدِ
جَأشُهُ لَمّا احتَواهُ جَيْشُهُ / صارَ أرْسَى مَوْقِفاً مِنْ أُحُدِ
وَمَتى قارَعَ أقْرانَ الوَغَى / عَلّم الأُسْد حَذارَ النَّقَدِ
نُجِّدَ القَصْرُ لَهُ فاعتاضَ مِن / حُسْنِهِ الخَيْمَةَ بَينَ الأنْجُدِ
وازْدَرَى الحُلّة صَنْعانِيّةً / رَافِلاً في سابِغاتِ الزّرَدِ
فَوْقَ فَرْشٍ مِنْ مَواضٍ فُلُقٍ / في عِداهُ وَعِوالٍ قُصُدِ
فَضْلُهُ بادٍ عَلَى النّاسِ بِما / خَطّ من ذاك وأَوْلَى منْ يَدِ
إِن يَكُن طاغِيَةُ الرُّومِ بَغَى / فَظُبَى الهِنْدِ لَهُ بِالْمرْصَدِ
لَم يَكَدْ لَو كانَ يَدْري غَيرَه / في محاباةِ هَوىً لَمْ يَكدِ
غَرّه البُعدُ وعن قرْبٍ يَرى / جِزْيةَ الكُفْرِ تُؤَدَّى عَن يَدِ
سَوْفَ تَغْشَاهُ الجَوارِي مِلؤُها / مَلأ كالأسْدِ ذاتِ اللبَدِ
كُلُّ شَيحانَ تَمطَّى مِن مَطا / أَدْهَمِ الصِّبغَة سَهْلِ المِقْوَدِ
يَحسَبُ البَحرَ طَريقاً يَبساً / فَهوَ يُجرِيهِ كَطرْف أجْرَدِ
زَحفُهُم تَحتَ لِواء الحَقِّ في / يَدِ مَذخور لِدَفْع المُؤْيَدِ
عِزّة الجُمْعَة قَدْ ضَاعَفَهَا / فارْتَدَى الذِّلَّةَ أهْلُ الأحَدِ
وعَلَى القَائِمِ بِالتّوحِيدِ أَنْ / يُقْعِدَ التثليثَ أدْنَى مقْعَدِ
صَرَخَ النّاقوسُ يَبكِي يَوْمَهُ / لِتَنَاهِي عُدَدٍ أوْ عَدَدِ
وَاقْتَدَى الرُّهْبَانُ فِي نُدْبَتِهِ / بِلَبيد في أَخيهِ أرْبَدِ
أيُّها المَوْلى إلَيكُم مِدَحاً / خَصّها سؤْدَدُكُم بالسُؤْدَدِ
حَبّرت مِنها يَراعِي حِبراً / للندى زَهوٌ بِها وَسَطَ الندِي
لَوْ تَقَدّمتُ بِميلادِي لَمْ / تَتَأخّرُ عَن أَغاني مَعْبَدِ
قَرّت الحالُ بِكُم في نِعَم / أنْطَقَتنِي بِالقَوافِي الشردِ
تَصِفُ الرّوضَ وقَد غَنّى بِها / واصِفٌ سَجْعَ الحَمامِ الغَرِدِ
لا بَرِحْتُم في حُبُورٍ نَسَقٍ / وبَقيتُم في ظُهورٍ سَرْمَدِي
أسْرَف الدّهْرُ فَهَلا قَصَدا
أسْرَف الدّهْرُ فَهَلا قَصَدا / ما عليهِ لوْ شَفَى بَرْحَ الصّدَى
يَنْقَضي يَومي كأَمسي خيبةً / أبَداً أقْرَع بَاباً مُوصَدا
طالَ قَدْحي لأمَانٍ أُخلِفَتْ / وَعَناءٌ قَدْحُ زَنْدٍ صَلَدا
آهِ مِنها نبوةً مذ سَدِكتْ / لمْ تُلبِّثْ نافِقاً أن كَسَدا
عَوْدُ حَالاتي مُنافٍ بدْءَهَا / ليتَ شِعري ما عَدا عَما بَدا
سَرْمَداً أَحمِل خَطْباً آدَنِي / وَبِخَطبِي الإِدُّ فيهِ سَمَدا
كَمْ تَمَنيتُ الرّدَى في عِيشَةٍ / ضَرِباً صَارَ لَها صُلب الرّدى
لا أَوَدّ العُمْرَ أَلْقاهُ إذا / عزّ فيه ما يُقيمُ الأَوَدا
حَسْبِيَ اللّهُ لِشَتّى نُوَبٍ / لَيْسَ يُحْصيها حِسابٌ أَبَدا
قَدْ خَلَعْتُ الصّبْرَ في أثْنائِها / فَرْطَ جَهْدٍ ولَبِست الكَمَدا
هَذِهِ مِمّا أُعاني كَبَدي / تَتَلَظّى وَتَشَظّى كَبَدَا
أنَا جَارُ البَحْرِ إلا أنّ لي / مِنْهُ في حالِ الوُرودِ الثَّمَدا
وعَلى ذلِكَ يا نَفْسُ فَلا / تَيْأَسي إنّ مَعَ اليَوم غَدا
لِلإمَامِ المُرْتَضَى مِما مَضى / خَلَفٌ يُولِيكَ عَيْشاً رَغَدا
وَمَتى عُدْتَ إِلى اسْتِعْطافِهِ / تَجِدِ العَوْدَ إِلَيْهِ أَحْمَدا
مَلِكٌ بالقُرْبِ مِن سُدّتِه / يُحرزُ المَرْءُ العُلى والسؤْدَدا
مِثْلَمَا أحْرَزَعَنْ آبَائِهِ / الأمَراء الراشِدينَ الرُّشَدا
قَسَم الدّهْرَ لِصَوْلٍ يُتّقَى / ولِطَوْلٍ بينَ بَأسٍ وَنَدَى
كَيِفَ لا تُعْنَى أياديهِ بِنَا / وَهوَ أعْلَى النّاسِ عَيْناً ويَدا
إنَّما دَوْلةُ يَحْيَى رَحْمَةٌ / للبَرايا وَحَياةٌ لِلْهُدَى
سَدَّ مَا هَدَّ الشأَى سلْطانُهُ / فَتَأمّلْ هلْ ترَى شَيئاً سُدى
أوَ لَمْ يَسكُنْ بِهِ ما شَرَدَا / أوَ لَمْ يَصْلُحْ بِهِ ما فَسَدا
نشر الدّعوة لمّا هَمَدتْ / وأقامَ الحَقّ لَمّا قَعَدَا
بَيّناتٌ فِيهِ آيَاتُ العُلَى / رَاحَ مُرْتاحاً لِحُسنَى وَغَدا
مِنْ عَدِيٍّ في ذُرَاها وكَفَى / أن أقرّت بمَزَاياها العِدى
عَبّد النَّهْجَ فَأَلْقَى طَيّعاً / بِيَدَيْهِ كُلُّ طَاغٍ عَنَدا
سِيَرٌ صَيَّرنَ أَملاكَ الدنى / حينَ عَزّ الدّين فيها أعبُدا
دُونَهُ يَعْرضُهُم ديوانُهُم / مُصْدِراً يَعْتامُهُ أو مُورِدا
فَلِماذا عَظَّموا مُعْتَصِماً / وَبماذَا فضّلوا مُعتَضِدا
أوْضَحَ الفَرْقَ بهِ مَن شَأوه / شَادَ عَليْاء تُناصي الفَرْقَدا
فَاتَهُمْ عِلْماً إلى حِلْم وَمَنْ / جَمَعَ الأشْتَاتَ كانَ المُفْرَدا
تَقْتَفِي الأعْرابُ مَا يُسمعُه / مِن قَوافٍ سِرْن عَنهُ شُرّدا
وَلَهُ الفَضْلُ عَلى أمْلاكِهَا / شَبَهاً صاغوا وصاغَ العَسْجَدا
لا عَداهُ النَصر والتّأييدُ ما / غَارَ في الآفاقِ نجْمٌ وَبَدا
لا يَضَعْ مِنِّي لَوْنِي عِنْدكُم
لا يَضَعْ مِنِّي لَوْنِي عِنْدكُم / رُبّ لَيْل فَضَلَ اليَوْمَ وزادا
شَعُر الشَّعْر بِكِتْماني الهَوى / فَدَعاني دُونَ أَضْدادِي ونادَى
وَلُزومي الفَرْعَ وفَّى أدَبي / فَخُذوا عَنِّي أَصْلاً مُستَفادا
صِبْغُ ما أخدُمهُ من صِبغَتي / فلِهَذا ما تَخَيْرت السَّوادا