وبسالةٌ تُدَمِّر العِدا / وتكُفُّ كلَّ باغٍ مُعتدِ

شَهِدَت ببأسِكُم مَلاحمٌ / حِين غَصَّت بالقنا المقصَّدِ

فَهيَ في يُمنَاهُ مستقّله / تَملأ الآفاق وعداً ووعيدا
فهيَ إذمَا اغتَرَفَت من بَحرِهِ / عَمَّتِ الأرضَ تِهاماً ونُجودا
فِقَرٌ إن وَعَدَت أو أوعَدَت / فالنَّدَى الفَيَّاضُ والبأسُ الشَّدِيدا
فَهيَ في السِّلمِ غَمَامٌ صَيّبٌ / باسِطٌ على الوَرَى ظِلاً مَدِيدا
وهي في الحَربِ حُسامٌ مُقضَبٌ / قاطعٌ مما يعاديهِ الوَرِيدا

شَهِدَت بهديكُم مَساجِدٌ / عُمِّرَت بِرُكَّعٍ وسُجَّدِ

والذي أرجاؤُنَا بِعَدلِهِ / لا تخافُ البُهمُ فِيهِنَّ الأسودا

رفعتَ من سجاياكَ العُلَى / عَلَماً تُهدِي به الخلقَ مشيدا

فهي في يمناهُ مستقلةً / تملأ الآفاقَ وعداً وَوَعِيدا
وهي إمّا اغترفت من بَحرِهِ / عَمَّتِ الأرضَ تِهاماً ونُجوداً
فِقرٌ إن وعدت أو أوعدت / فالنَّدَى الفياضُ والبأسُ الشديدا
لو رَمى الشُهبَ بها مستنزِلاً / لغدَت ببابِهِ الأعلى وفودا
تارة تكونُ عيشاً رَغِدا / وتكون تارةً موتاً عتيدا
فإذا أرسَلَهَا نَحوَ العِدا / فهو قد جَهَّزَهَا فيهم جُنودا
وإذا ما عقدت في مفرق / تاج عزٍّ أحكَمَت تلكَ العُقودا
وبَنَت مَجداً يجاري النيرا / ت بهاءً واعتلاء وخلودا
عُدَّةٌ في الحربِ والسلم معا / توسع الخطبَ وقوداً أو خمودا
فهيَ في السلمِ غَمَامٌ صَيِّبٌ / باسطٌ على الوَرَى ظِلاً مَدِيدا
وهيَ في الحَربِ حُسامٌ مقضبٌ / قاطعٌ مِمَّن يعاديهِ الوَرِيدا
فَليُبَاهِ القَلَمُ الأعلَى بها / فلقد عاد مُفِيداً ومُعِيدا
وَليَصِل زهواً على سحر القنا / وليهزَّ العطف إن هزت قدودا

فهو قد أحيى بني برمكها / وبني خاقانها علماً وجودا

يا ربيعَ الخيرِ شهر المولدِ / كم يَدٍ أوليتَنا وكم يَدِ

ما نقيُّ العِرض طاهرُ الجَسَد / كُلَّما خالطه الماءُ فَسَد
خالط الماء القراح فغوى / بعدما قد كان من أهل الرَّشد
عجميّ الأصل ثم حُسنُهُ / عندما صاد الغزالةَ الأسَد
واسمُهُ اسمُ امرأةٍ مصحفاً / ولقد يكونُ وصفاً لوَلَد
هاكَهُ قد بَهَرت أنواره / فارمِ بالفكر تُصِب تُصِب قَصدَ السَّدد