المجموع : 7
شَغَلَتْنا عن نصيبٍ وافرٍ
شَغَلَتْنا عن نصيبٍ وافرٍ / من سرورٍ بك يا ذُخْر الأبدْ
وسَنُعْفِي بوفاء صادقٍ / ولنا الحُظوةُ فيه والرَّشَدْ
وكفانا زاجراً عن غَدْرةٍ / قولُهُمُ أنجَز حرٌّ ما وعدْ
وكَفَانا مُسْتَحثّاً قولهم / لا تُؤخِّر لذّةَ اليوم لغدْ
ضرب اللّه عليه
ضرب اللّه عليه / دون لفظ الخلق حدَّا
بعضُه أشركتُ بالل / ه وأُعْطِي اللَّه عهْدا
لا يرى من وَصْفه البُسْ / تان بالبصرة بُدا
ويَكُدُّ الموضعَ المس / كين بالتكرير كَدَّا
وإذا ناظر خَصْماً / ذات يومٍ فألَدَّا
مَطَّ للْخَصمْ جبيناً / كجبين الأيْرِ صَلْدا
وادَّعى الإجماع فيما / كان للإجماع ضدا
وله أبياتُ شعرٍ / أُلِّفَتْ زَوْجاً وفردا
مُقْوياتٌ مُكْفِآتٌ / صَلحتْ للقرد عِقْدا
جمع الإغراب طُرّاً / في قوافيهن عمدا
وحروفَ المعجم الخِلْ / فة أحصاهنَّ عدَّا
سرد الكافاتِ والمي / ماتِ والدالات سردا
مثل ما ضمَّتْ سبيلٌ / من شُعُوب الناس وفدا
وترى المخفوضَ منها / يطرد المرفوعَ طردا
ثم مِن أحلف خلقِ ال / لَهِ أن لا يتغدَّى
وألجُّ الناس ما دا / م يُحَمَّى ويُفَدَّى
فإذا أعرضتَ عنه / جاء نحو الزاد شداً
كصبيِّ السوء يَلقَى / منه من قاساه جَهْدا
من أحدِّ الناس طرّاً / وأفلِّ الناس حدَّا
واصلٌ من صَدَّ عنه / فإذا أقبل صدّا
وإذا قال رسول ال / لَهِ مدّ الصوت مدّا
فعل ساسيٍّ من القُص / صاص أعمى يتكدى
كم يَدٍ مثل أيادٍ
كم يَدٍ مثل أيادٍ / عن يدٍ منك كأيدي
تَخْتِلُ العافِين حتى / يَعْتَفُوها ختْلَ صَيْدِ
عشتَ ما عشتَ كعبد ال / لَهِ والعُرْفُ كزيدِ
لو تُجاري الريح في المجْ / دِ لَخِيلَتْ ذاتَ قَيْدِ
أنت سعد في المعالي / لست فيها بسُعَيْدِ
سرت حتى نلتَ أعلى / سَوْرَةِ المجد بأيْدِ
بل تدلَّيتَ عليها / من شماريخ قُدَيْدِ
لم تنلها باحتيالٍ / لا ولا مشيٍ رويْدِ
قَرَّتِ الأرض بتدبي / رِكَ فيها بعد مَيْدِ
ولَأَقلامُك أمضى / من شبا رمح دُرَيْدِ
أو شبا رمح ابن مَعْد / يٍّ أخي الحرب زُبيْدِ
وإذا العفةُ عُدَّتْ / كنت عمرو بن عبيدِ
أي عبدٍ منك لِلَّ / هِ يُسَمَّى بِعُبَيْدِ
إنَّما الرقُّ سِخابٌ لامرىء
إنَّما الرقُّ سِخابٌ لامرىء / لبس النعماء والكفرانُ بادي
وكذا رقٌّ الأيادي لازم / جِيدَ من أنكره حتى التنادي
والمقرُّونَ به قد خلعوا / طوْقَه عنهم بحكم غيْرِ عادي
إنما النُّعْمَى صِفادٌ فإذا / لَقِيت شكراً فليست بصِفادِ
ولقد كافأ بالنعمى امْرُؤٌ / كافأ النعمى بإخلاص الودادِ
إن يكن نُوِّلَ نيْلاً من يد / فلقد نَوَّلَ نيْلاً من فؤادِ
فاغدُ في أمنٍ من الرقِّ ومن / سطوة الدهر وذل الإضطهادِ
قد أوى جار الذي جاورته / خير مأْوى ورعى في خير وادِ
العلاءُ المبتَني شُمَّ العُلا / مُنْجِد المنجود طَلّاع النِّجادِ
يَمَّمَتْ همتُه قصوى المَدى / فجرى جَرْيَ جواد لجوادِ
تَجدُ المُتلَفَ من أمواله / واقعاً منه وقوع المستفادِ
فهو لا يفترُ من سَحِّ الندى / ببنانٍ سَبِطاتٍ لا جِعادِ
غيرُ لاهٍ باللُّهى بل عالماً / أنّ بذل العُرف من خير عتادِ
مستزيداً في مَعَالٍ جمَّة / ليس فيها لامرئٍ من مستزادِ
لا ترى استطراف علْقٍ طارفٍ / شيمةً منه ولا إلْفَ تلادِ
كُلُّ ذخْرٍ لمَعاشٍ عنده / مُقْتَنىً من فضل زادٍ لمعادِ
بذل الدنيا بكفٍّ سمحةٍ / مثلُها ضُمِّن أرزاق العبادِ
وتولّاها بعقلٍ راجحٍ / مثله قُلِّد إصلاحَ البلادِ
سالكاً في كل فَجٍّ وْحدَه / حين لا يُوحشه طولُ انفرادِ
غانياً عن كل إرشادٍ بما / فيه من فضل رشاد وسدادِ
وكذاك البدر يسري في الدجى / وله من نفسه نورٌ وهادي
لم يُكانفْهُ على الأمر امرؤ / إنه أوْحَدُ من قوْمٍ وحادِ
حسْبه من كلِّ رأي رأيه / مُستشاراً في الملمَّات الشِّدادِ
أصبح الناس سواداً حالكاً / وهُوَ الغُرَّةُ في ذاك السوادِ
فليعش ما بقيت آثاره / وهي أبقى من شروى ونضاد
هَتَكَتْ ضرطتُهُ سِتْ
هَتَكَتْ ضرطتُهُ سِتْ / ر أبيه من بعيدِ
إنَّ كَشْفَ الخَبَرِ المس / تورِ من شأن البريدِ
أنتم الساداتُ والقوم الأُلى
أنتم الساداتُ والقوم الأُلى / تَعِدُ الآمال عنهم ما تَعِدْ
إن أكن أحسنتُ في مدحكُم / فأخو الإِحسان أولى من رُفِدْ
أو أكن قصَّر جهدي عنكُم / فأثيبوني ثواب المجتهدْ
أو فردُّوا المدح مستوراً ولا / تُشْمِتوا بي أَعيناً نحوي تَقِدْ
هوَ بازٌ صائد أرسلتُه / فارجِعوه سالماً إن لم يَصِدْ
طرقَتْنا فأنالتْ نائلاً
طرقَتْنا فأنالتْ نائلاً / شُكرهُ لو كان في النُّبْه الجُحودُ
ثم قالتْ وأحسَّتْ عَجَبي / من سراها حيثُ لا تسري الأسودُ
لا تعجَّبْ من سُرانا فالسُّرى / عادة الأقمار والناسُ هجودُ
عجبي من بذلها ما بذلَتْ / وسُراها وهي مِشماسٌ خَرُودُ
نَوَّلَتْ وهْي منيعٌ نيْلُها / وسَرتْ وهْي قطيعُ الخطْوِ رُودُ
غادةٌ لوهبَّتِ الريحُ لها / آدَها من مسّها ما لا يؤودُ
يشهدُ الطرْفُ المُراعي أنها / سرقتْ من قدِّها الحسْنَ القُدودُ
أمكن الخُمْصُ وقد خَاليتُها / من عناق كاد يأباه النُّهودُ
فاعتنقنا والحشا وَفقُ الحشا / ونبا عن صدْرها صدْرٌ ودُودُ
ولَعَهْدي قبل هاتيك بها / وهْي زوْراء عن الوصْل حَيُودُ
تُسأَلُ الأدنَى فتحكى أنها / من ظِباءٍ لا تَدَرَّاها الفُهُودُ
ظبْيةٌ تَصطاد من طافتْ به / ربَّما طاف بك الظبْيُ الصَّيُودُ
وأبيها لقد اختال بها / يوم ذادت مائلي أوْدٌ أوُودُ
أَرِجَتْ منها فلاةٌ جَرْدَةٌ / وأضاءتْ ووجُوه الليل سُودُ
قلتُ لما عَبِقَتْ أرْواحُها / بالملا لا دَرَسَتْ هذي العُهودُ
أَثَنَاءُ ابنِ يَزيدٍ بيننا / أم نسيمٌ بثَّه روْضٌ مَجُودُ
أيُّ ظِلٍّ من نعيم فاءَ لي / ليلتي لوْ كان للظلِّ ركودُ
يا لها من خَلْوةٍ أُعْطِيتُها / لو أحقَّتْ أوْ عَدَا الليلَ النُّفُودُ
أصبحتْ فقْداً وكانتْ نِعمَةً / والعطايا حين يُسْلَبْنَ فُقُودُ
لا كَنُعْمَى ابن يزيدٍ إنها / أبداً حيث يلاقيها الوُجودُ
ماجدٌ لم يَسْتَثِبْ قطُّ يداً / وهو إن أبْدَيت بالشكر رصودُ
رُبَّ آباءٍ مراجيحَ له / كلُّهم أرْوَعُ للمحل طَرُودُ
حِين يعْرى بطنُ كحْل كلُّه / وظُهورُ الأرض شَهباء جَرُودُ
صُفُحٌ عن جارميهمْ كَرَماً / وكذا الساداتُ تعفو وتجود
يُطلَبُ الإغضاء منهم والندى / حيثُ لا تُنْسى حُقوقٌ بل حُقودُ
ما خَلَوْا من شرفٍ يَبْنونَهُ / مُذْ خَلتْ منهم حُجُورٌ ومُهودُ
منْهُمُ من نُصِرَ الحقُّ به / إذ من الأوْثان للنَّاس عُبُودُ
أيُّ قرْنٍ باد منهم لم يكن / حَقَّهُ لو أنصفَ الدهرُ البُيُودُ
لو تَراهم قلتَ آسادُ الشّرى / أو سُيُوفٌ حُسِرتْ عنها الغُمودُ
شَيَّدَتْ أسْلافُهُ بنْيانه / فوْقَ نَجْدٍ لا تُضاهيه النُّجُودُ
واتَّقَى قوْلَ المُسامِينَ له / إنما بالإرْثِ أصبحت تَسُودُ
فسعى يطلب عُلْيا أهلِه / سَعْيَ جِدٍّ لم يخالطهُ سُمودُ
سالكاً مِنْهاجَهُمْ يَتْلُو الهُدى / صائب السيرة ما فيه حُيُودُ
كلَّما حُمِّلَ أعباء العلا / ذلَّ في عزٍّ كما ذلَّ القَعودُ
فمتى استَهْضمتَه اسْتَحْمَشْتَهُ / مثلَ ما يسْتَحْمِشُ النارَ الوقودُ
وَعَرَتْهُ هِزَّةٌ تَأبى له / أن يُرى فيه عن المجد خُمُودُ
أيها السائل عن أخلاقه / في الجدا ذوْبٌ وفي الدِّين جُمودُ
كمْ مَرى الدنيا له إبْساسُهُ / واستجاب الدَّرُّ والدنيا جَدُودُ
لا كقوم هامد معروفُهُمْ / بل هُمُ موْتى عن العُرفِ هُمُودُ
معشر فيهم نُكولٌ إن نَوَوْا / فِعْلَ خيرٍ وعلى الشر مُرودُ
ليتهمْ كانوا قُروداً فحكوْا / شِيم الناس كما تَحْكي القرودُ
ولقد قلتُ لدهري إذ غدا / وهو للأخيْار ظلّامٌ ضَهُودُ
يسْلَم الوغْدُ عليه وله / إن رأى حُرَّاً هريرٌ وشُدُودُ
يا زماناً عُكسَتْ أحواله / فسُروج الخيل تعلوها اللُّبُودُ
إن يُجرْني ابنُ يزيد مرّةً / منك لا يُلْمِم بِعَيْنَيَّ سُهودُ
الثُّماليُّ ثِمالُ المُرْتجَى / مُطلِقُ الأصفاد والطَّلْقُ الصّفُودُ
أضحت الأزْدُ وأضحى بينها / جبلاً وهْيَ رِعانٌ ورُيودُ
ناعشاً منْ حَيَّ منهُمْ ناشراً / من أجنَّتْهُ من القوم اللُّحودُ
قل لمن أنكر بغْياً فضلَهُ / مثل ما أنكَرَتِ الحقَّ يَهودُ
إنما عاندت إذ عاندتَهُ / حظَّك الأوفَرَ فابعَدْ وثمودُ
وانْهَ مَنْ يُحْصى حَصاه إنه / ضعْفُ ما ضمَّ من الرمل زَرودُ
يا أبا العباس إني رَجُلٌ / فيَّ عمَّنْ عاند الحقَّ عُنودُ
ويميناً إنك المرْءُ الذي / حُبُّهُ عندي سواءٌ والسُّجودُ
لم أزَلْ قِدْماً وقلبي ويدي / ولساني لك مُذْ كنتُ جُنودُ
شاهدٌ أنك بحرٌ زاخرٌ / لك من نفسك مَدٌّ بل مُدودُ
يُجْتَنَى دُرُّكَ رَطباً ناعماً / فلنا منه شُنوفٌ وعُقُودُ
غير أن البحر ملحٌ آسنٌ / ولأنتَ المشْرَبُ العذْبُ البَرودُ
ولئن أقعدني عنك الذي / ساقني نحوك ما اختِيرَ القُعودُ
أنا صادٍ ذادني عن مشْرَبٍ / سائغٍ يشفي الصَّدى دهْرٌ كَنودُ
فَتَنَهْنَهْتُ عليماً أنَّني / إن تطعَّمْتُك بدْءاً سأعودُ
ألْحَظُ الرِيَّ وحشْوي غُلَّةٌ / غير أن ليس يُواتيني الوُرودُ
ومن البَرْح لَحاظي مشرباً / أنا مشغوفٌ به عنْهُ مَذودُ
فأعِرْني سبباً يُوردُني / بحْرَك الغَمْرَ أعانتْك السُّعودُ
وهْو أن تنهض لي في حاجتي / نهضةً يُكوى بها الجارُ الحسودُ
وتُخلِّيني لما أمتاحُهُ / منك فالأشْغال بالحال قيودُ
أزِلِ السَّدَّ الذي قد عاقني / عنك زالت دون ما تهوى السُّدودُ
يا أخَا النَّهْض الذي ما مثله / حين لا تنهض بالقوم الجُدودُ
لي مديحٌ قلتُهُ في سَيّدٍ / لم تزل تُهْدي له الشعرَ الوُفودُ
من حَبير الشِّعْر من أسْمَعُهُ / فوعاه قال روضٌ أو بُرُودُ
كلما أنشدَه في محفلٍ / ذَلِقُ المقْوَل جيَّاشٌ شَرودُ
هيلَت الأسماعُ من لفْظٍ له / واقْشعرّتْ لمعانيه الجُلودُ
ولَّدَتْهُ فِطْنَةٌ إنسيَّةٌ / تدَّعيها الجنُّ غرّاءٌ وَلُودُ
يتلظَّى بين وَصْلَيْ شاعرٍ / لُدُّ قَوْل الشعر والشعر لَدودُ
أذْعَنَ المدْحُ له في شاعرٍ / يغْزُر المنطق فيه ويجودُ
فجرى في القول وامتدَّ له / وتناهى حين ردَّتْهُ الحُدودُ
فاستمعْ شعري فإن أحْمَدْتَهُ / حين يرعى الفكرُ فيه وَيَرودُ
فاحْتَقبْ حمدي بإسْماعِكَهُ / مَلكاً يملكهُ حلْمٌ وجودُ
ليَ في مَدْحيَ فيه أمَلٌ / وبلاغٌ وله فيه خلودُ
عارضٌ أمطر غيري وَدَعَتْ / رائدي منْهُ بُروقُ ورُعودُ
العَلاء المبتَنى شُمّ العُلا / فوق ما أَثَّل قَحطانُ وهُودُ
وابن من حقَّق تأْويلَ اسمه / فله في كل علياءَ صُعودُ
حاجتي ثقْلٌ وقد حُمّلْتَهَا / فاحْتملْها لا تكاءَدْكَ كَؤودُ
وتَعلَّمْ غيرَ ما مُستَأْنفٍ / علْم شيء أيها العِدُّ المَكُودُ
أن للمجد سبيلاً وعْرةً / ضيِّقاً مسلَكُها فيه صَعودُ
وبما يُولي مَسُوداً سَيّدٌ / أمَرَ السيدُ فانقادَ المسُودُ
وبأن أَحْسَنَ ذا أذعنَ ذا / قَلَّ ما قِيد بلا شيء مَقودُ
ليس تُثْنيَ بالأباطيل الطُّلَى / لا ولا تُوطأ بالهزْل الخُدودُ
بل بأن يُنْصب حُرٌّ نفسَه / وبأن يسهر والناس رُقودُ
وبأن يَلْقَى بضاحي وجْهِه / أوْجُهاً فيها عُبُوسٌ وصُدودُ
وبأن يقرع بَابَيْ سَمْعِهِ / ما يقول الكَزُّ والهَشُّ الرَّقودُ
كل ما عدَّدْتُ أثمانَ العُلا / ولمَا يُبْتاعُ منهنَّ نُقُودُ
فاتَّخِذْ عندي لك الخيرُ يداً / ترتهنْ شكري بها ما اخضرَّ عُودُ
من أياديك التي لو جُحدَتْ / مرةً قام لها منْهُ شُهودُ
تُجتَلى في غُمَّةِ الكفْر كما / يُجتلى في ظُلمةِ الليل العَمودُ
وتألَّفْني تَألَّفْ صاحباً / بي أَلوفاً شكره شكْرٌ شَرودُ
واستَعِنْ في حاجتي واندبْ لها / من به رَاقَتْ على الناس عَتودُ
يَسْعَ في الحاجة حُرٌّ ماجدٌ / لا حَسودٌ لأخيه بل حَشودُ