القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ كَمّونة الكل
المجموع : 2
زينبٌ بالطَف تدعو يابن أُمي يا شهيد
زينبٌ بالطَف تدعو يابن أُمي يا شهيد /
يا اخي ترضى بان نهدى إلى الطاغى يزيد /
يا خليلي احبسا الركب قليلاً واسألا /
أين حيٌ من لويٍ عرَّسوا في كربلا /
سادةٌ قد طوقوا بالبذل أجياد الملا /
باذلين الزاد للعالم في الجدب الشديد /
علة الإيجاد للعالم أبناء الرسول /
قادةٌ للعلم والتقوى فروعاً وأصول /
فلكم جروا على هام السهى فخراً ذيولى /
ما محا آثار ما قد شيدوا مر الجديد /
لست أنساهم وقد صالوا علىالجيش اللهام /
ثم خاضوا بالعتاق الغر في بحر القيام /
فجلا برق مواضيهم دياجير الظلام /
والعدى من بأسهم بين قتيل وطريد /
بينهم قطب رحى الإمكان شبل المرتضى /
ملكٌ دان له دون الورى أمر القضا /
يدخل الجنة من شاء ومن شاء لظى /
فهو الحاكم في الأمرين يقضي ما يريد /
حجة الرحمن راعي خلقه والمعتمد /
لم يكن في حيز الكون له كفؤاً أحد /
وهو للسبع السماوات وللعرش عمد /
حيث لولاه لخرت وقعاً فوق الصعيد /
فليس يرقى طائر الأوهام والعقل إليه /
يخضع الروح وجبريل وميكال نديه /
وحساب الخلق يوم الحشر والنشر عليه /
فهو الأول والآخر ذو البطش الشديد /
قدوة الأشراف والسادات من آل مضر /
عنده ما أثبتت في اللوح أقلام القدر /
من له الملك فهل يخفى عليه ما غبر /
لا ولا ما هو آتٍ وعلومٌ لا تبيد /
لست أنساه فريداً في محاني كربلا /
وابن سعدٍ جيشه غص به رحب الفلا /
في يديه مرهفٌ أطرافه تبري الطلا /
وهو لا ينفك يردي كل جبارٍ عنيد /
مذ رأى أصحابه مع ولده فوق الرمال /
نسجت أكفانهم من عثير الريح الشمال /
ركب المهر وبالسيف على الأبطال صال /
فانثنى الفيلق ما بين شريدٍ وحصيد /
أروعٌ يطربه يوم الوغى وقع الصفاح /
تتمارى خيفةً من بأسه سمر الرماح /
ليتني كنت فداه إذ عن الميمون طاح /
طائعاً إذ جاء الأمر من الله الحميد /
فبكته الأنس والجن وأملاك السما /
وأسالت من أماقتها الجمادات دما /
مات عطشاناً ولكن حوله الماء طمى /
وأبوه المرتضى ساقي الورى يوم الصديد /
بأبي من أوجب الله على الخلق ولاه /
بأبي من لم يدع من فلك إلا سماه /
بأبي أفدي قتيلا رضَّت الخيل قراه /
عقرت ما وطأت إلا لقرآن مجيد /
فغدا المهر إلى نسوته مندهشاً /
فوعاهن ينادين ألا وا عطشا /
فبكى حزناً وولى راجعاً مرتعشا /
ورأى السبط كسته شمأل ثوبا جديد /
برزت حاسرة الأوجه ربات الخدور /
يتسابقن من الخوف إلى الندب الغيور /
بينها زينب تسعى عجلا وهي الوقور /
فتساقطن عليه وهو محزوز الوريد /
وتداعين من الدهشة يلطمن الخدود /
ثم يندبن على ندب قضى دون الورود /
قائلاتٍ حكمت فينا بقايا قوم هود /
عجبا تلمك سادات الورى أيدي العبيد /
وعلا منهن ندب صدع الصخر الأصم /
والتي قد فقدت مثل حسين لم تُلم /
وغدت خيل الأعادي غارة نحو الخيم /
فاستجارت خيفة الأعداء بالمولى الشهيد /
أخروهن عن السبط بضرب وهوان /
فبكى حزنا على ما نالها إنس وجان /
وإذا الرجس سنان رافعاً فوق السنان /
رأس طود الحلم والعزة ذي الرأي السديد /
فتشاكين وقد ضاف عليهن المجال /
وتصارخن من الحزن إلى رب الكمال /
أركبوهن عناداً فوق أقتاب الجمال /
وابنه السجاد قهراً كبلوه بالحديد /
سيروهن على عجف المطا في كل ناد /
فبكتهن السماوات العلى والعرش ماد /
بعد أن طاف بهن القوم في كل بلاد /
أوقفوهن ضحى في مجلس الطاغي يزيد /
فدعا لما رآهم ليت أشياخي حضور /
ينظرون الآل في ذل السبا بعد الخدور /
قد قتلنا القرم من قد كان للإسلام سور /
وتركناه بلا غسل على وجه الصعيد /
ثم جاء الشمر مع زجر بن قيس بالرؤوس /
تتجلى في سما أوج العوالي كالشموس /
فغدا يضحك منها ذلك الرجس العبوس /
ثم نادى فرحاً أن قدموا رأس الشهيد /
وغدا ينكت ظلماً شفتيه بالقضيب /
كيف لم تشلل يداه إن ذا أمر عجيب /
فعلا من آله الغر بكاء ونحيب /
ودعوه راقب الجبار فينا يا يزيد /
فلقد أبرزتنا بعد حجاب وستور /
حسراً ينظرنا فوق المطا كل كفور /
سوف تلقى في غد ناراً تلظى وتفور /
إذ تنادي ربها يا خالقي هل من مزيد /
لعن الله يزيد والدعي ابن زياد /
وابن سعد وابن هند وأولى البأس الشداد /
لعنة تبقى مدى الدهر إلى يوم المعا /
وسقاهم بعدان عذبهم ماء الصديد /
يا حمى الإسلام يابن المرتضى عالي الجناب /
علة الإيجاد منكان لعلم الله باب /
ابن كموتة يرجو منك في يوم الحساب /
محوما خط من الذنب رقيبٌ وعتيد /
يا سليل المصطفى المختار يا خير البشر /
سوف أنجو بولائي لك من حر سقر /
وعليك الله صلى ما بدا ضوء القمر /
واستدار الفلك الأعلى وماكر الجديد /
وإليكم يا بني الزهراء يا خير الأنام /
غادة من عبدكم يجلو محياها الظلام /
قلدت من مدحكم سمط جمان لا يسام /
مهرها منكم جنان الخلد والعيش الرغيد /
شيعة المختار نوحوا والبسوا ثوب الحداد
شيعة المختار نوحوا والبسوا ثوب الحداد /
لمصاب ابن علي المرتضى خير العباد /
لغريب مات عطشاناً على شط الفرات /
ووحيدٍ مفردٍ قد أحدقت فيه العداة /
وقتيلٍ جسمه عارٍ على وجه الفلاة /
وقطيعٍ رأسه ظلماً على سمر الصعاد /
نازلٌ في كربلا أرسى خياماً وخبا /
والأعادي أقبلت عدواً عليه كالدبا /
أكرمُ العالم جداً وأخاً أُماً أَبا /
علة الكونين ذرءاً وحياةً ومعاد /
ملكٌ من سادةٍ فاقوا جميع العالمين /
جده أكرم خلق الله خير المرسلين /
وأبوه سيد الخلق أمير المؤمنين /
مفردٌ يسمو فخاراً دونه السبع الشداد /
سادةٌ للملأ الأعلى هم سر الوجود /
وهمالأنوار حول العرش من قبل الوجود /
طوقوا جملة هذا الكون في منٍ وجود /
وبهم قسم باري الخلق أزراق العباد /
فهمُ داعون لله وهادون إليه /
وهمنهج رضاه والأدلاء عليه /
شهداء الله بالحق وقوام لديه /
وبهم قد فتح الله لنا باب الرشاد /
أدركت أرجاس حربٍ ثار بدر وحنين /
وتقاضت من رسول الله ديناً بالحسين /
لو علي المرتضى يخطر بين العسكرين /
ويرى السبط وحيداً والعدى ملءُ الوهاد /
ليت يا حامي الحمى تحضر في يوم الطفوف /
وحسين أحدقت فيه من القوم الحتوف /
وهم ما بينهم نهب العوالي والسيوف /
لا نصير لا محامٍ لا انعطاف لاوداد /
لو ترى أنصاره بين طعين وذبيح /
جثماً مثل الأضاحي من جديل وطريح /
والذراري حوله تبكي بحزن وتصيح /
وهو يرنو الخبا طوراً وطوراً للاعاد /
ينظر الأعداء في بحبوحة الحرب النزال /
أشرعوا سمر العوالي والمواضي والنبال /
ويرى الأصحاب صرعى صرعوا فوق الرمال /
والنسا يندبن حزناً بينها زين العباد /
هاتفاتٍ يا رسول الله للخطب الجليل /
بحنينٍ ورنينٍ وبكاءٍ وعويل /
يا له حزناً مدى الدهر وشجواً مستطيل /
وخطوباً وكروباً نارها ذات اتقاد /
يا نبي ألفٍ وحاميمٍ ودال لا يزال /
نجل كمونة فيكم بجلاد وجدال /
فمتى يظهر بدر الحق قد عمَّ الضلال /
وبقينا خاضعي الأعناق في يوم الجلاد /

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025