أَمَا والهوى بالوُجُوه الملاحِ
أَمَا والهوى بالوُجُوه الملاحِ / لَقَدْ لَذَّ لي في الغرام افتضاحي
ومن ثَمَّ رُحْتُ وقول العذول / يمرُّ بمسمعي مرور الرِّياح
حرامٌ عليَّ بدين الغرام / ركوني إلى ما تقول اللَّواحي
ويا ربَّما زادني صبوة / إذا ما لحاني على الحبّ لاحي
ويوماً على غَفَلات الرَّقيب / نَحَرْتُ به الزقّ نحر الأَضاحي
وما العيشُ إنْ كانَ عيشاً يسرّ / سوى كأسِ راحٍ وخودٍ رداح
بروضٍ تُصَفِّقُ أوراقه / وتطرِبُني وُرْقُه بالنّواح
وقد ضرّجت وجنات الشَّقيق / وقبَّلَ بالقطر ثغر الأَقاح
أُسَرِّحُ طرفي بتلك الرِّياض / بحيث اغتبافي وحيث اصطباحي
وأَسكرني طرف ذاك الغرير / بغير المدام فهل أَنْتَ صاح
بروحي ذاك المليح الَّذي / يحيّي الندامى برَوحٍ وراح
تراءَتْ بوجه الحيّي الحليم / وتفعَلُ فِعْلَ السَّفيه الوقاح
جنحنا إلى حلبات الكُمَيْت / وليس على مطرب من جناح
فكدْتُ أَطيرُ سروراً به / ومن ذا يطير بغير الجناح
ومستملح نام من سكره / على أنَّ فيه بقيَّات صاح
فوسَّدْتُه ساعدي والكرى / يخوض بعينيه حتَّى الصَّباح
فعانَقْتُ منه مكانَ العُقُودِ / وأَلْبَسْتُ منه مكان الوشاح
فلله من نَشَوات الصِّبا / ولله من هفوات الملاح
ومن رشفاتٍ ترشَّفتها / تبلُّ غليلي وتأسو جراحي
أقولُ له هل تطيق النهوض / ولو مَدَّ راحٍ إلى أخذِ راح
فقد نَبَّهَتْكَ دُيوك الصَّباح / وأَكْثَرْنَ من غلبات الصّياح
فأومى إليَّ بهات الصّبوح / وصرَّحَ في لفظ راح صراح
فناولته الكأس مملوءةً / وغَنَّيْتُه بالقوافي الصّحاح
فكان لي غَزَلي كلُّه / وكانَ لسلمان جلّ امتداحي