المجموع : 3
نكِّبا صمتي وخافا صخبي
نكِّبا صمتي وخافا صخبي / لا ركبتُ الخيل إنْ لم أغضبِ
واحذرا آخرَ حِلْمِي إنما / لَهْذَمُ الذابلِ أقصى الأكعبِ
واذَنا للقول من معدنه / إنَّ جِدَّ القولِ غيرُ اللعبِ
وانظُراني وانظرا الحاسد لي / فمع اللَّحظِ زوالُ الرِّيبِ
أحرزَ المُوجِفُ غاياتِ العُلى / والمُجاري عاثرٌ في الخَبَبِ
يا رُواة الشعر لا ترووهُ لي / فبغير الشعر شيدتْ رتبي
ودعوه لضعافٍ عِيُّهُمْ / مانعٌ عنهم زهيدَ المكْسبِ
وَرَدوا الفضْلَ وما بَلُّوا به / مِسْمعاً والشربُ غيرُ المشربِ
كل غمرٍ وكِلٍ في عيشهِ / عاجزٍ عن شرفٍ في نصبِ
ذلَّ حتى إن بدا لم أكترث / أوْ عَوى مُجتهداً لم أُجب
إنْ يُبحْ قولي يوماً أرَبي / فلقد أحْمي بسيفي حسبي
لستُ بالقاعد عن مكرُمةٍ / وأبو رغْوان ذو المجد أبي
عفِّروا للسلم من أوجُهكم / إنها خيلُ حكيمِ العربِ
قبلَ يومٍ هامُه في صُعُدٍ / حيثما أبْدانُه في صَبَبِ
يعسلُ الذِّئبُ إلى معركهِ / شايمَ الأرزاقِ عند الثعلبِ
يُشْرقُ النَّادي إذا حَلَّ بهِ
يُشْرقُ النَّادي إذا حَلَّ بهِ / مثلَما يَشْرَقُ منهُ المُحْتَرِبْ
يَتَجلَّى النَّقْعُ والفقْرُ إذا / صرَّحَ الشَّرَّانِ جَدْب ورهَبْ
فاللُّهى والهَامُ منْ راحَتِهِ / بالنَّدى والبأسِ نَثْرٌ مُنْتَهَبْ
يمْلأُ اليومينِ سَلْماً وَوَغىً / شَرَفُ الدين نَوالاً وعَطَبْ
فهو مُحْيي كُلَّ حَظٍّ هامِدٍ / وهو قَتَّالُ الأعادي والسَّغَبْ
عادِلٌ سِيَّانِ في إِنْصافِهِ / من تَحرِّيه رِضاهُ والغَضَبْ
لا يَرُدُّ الفصْلَ منْ أحكامِهِ / لَسَنُ الخصْم ولا فرط الشَّغب
بل أبو جعفرَ والحقُّ مَعاً / أخَوا صِدْقٍ فما قالَ وَجَبْ
طَوْدُ حِلْمٍ راجحٍ إذْ يحْتبي / وهو في العزْمِ حُسامٌ ذو شُطَب
يوسعُ القِرْنَ كِفاحاً رائعاً / فإذا أمْكَنَهُ النَّصْرُ وَهَبْ
ويسيرُ الشَّدَّ في كَسْبِ العُلى / ويَرى التَّقْريبَ عاراً والخَبَبْ
عاجلُ الزَّاد إذا عَزَّ القِرى / صادقُ الجودِ إذا الرَّعدُ كذَبْ
أبْلَجُ الوجهِ مُضيءٌ بِشْرُهُ / أحْرزَ المجدَ بسَعْيٍ ونَسَبْ
فهو ماءٌ طَيِّبٌ موْردُهُ / رائِقُ الجَمَّةِ مأمونُ القَرَبْ
أو كَغيْثٍ صَيِّبٍ من حافِلٍ / شيمَ بَرْقُ البِشْرِ منهُ فَسكب
هُنِّىءَ العامُ وما يُعْقِبُهُ
هُنِّىءَ العامُ وما يُعْقِبُهُ / مِن تَوالي رَجَبٍ بعد رَجَبْ
دائماً ما طلعتْ شمسُ الضُّحى / وسَما في الأفْقِ نجْمٌ وغَرَبْ
ببَقاءِ الصّاحِب الصَّدرِ الذي / أحْرَزَ المجْدَ بسَعْيٍ ونَسبْ
بمنيعِ الجارِ مَبْذولِ النَّدى / في الخطوب الدُّهْم والغُبْر الشُّهب
بوَهوبِ الدَّثْرِ لا يُسْألُهُ / وإذا ما عَظُمَ الجُرْمُ وَهَبْ
عَضُدُ الدين الذي مَعْروفُهُ / طاردُ الفَقْرِ وقَتَّالُ السْغَبْ
عادِلٌ في الحُكْمِ لا يَلْفِتُهُ / لَدَدُ الخصْمِ ولا طيشُ الغضب
بأسُهُ والجودُ مِنْ راحَتِهِ / حيثُ ما كانَ حَياةٌ وعَطَبْ
وهُمامٌ لمْ تَزَلْ ساحاتُهُ / مِلْؤُها منهُ رَجاءٌ ورَهَبْ
وهو عَن عارِ الدَّنايا نازِحٌ / ومِن العَلْياءِ والمَجْدِ سَقِبْ