المجموع : 4
وأميرٍ كلما أكرمتُه
وأميرٍ كلما أكرمتُه / قصدَ الهون فجازاني بهْ
جادَ لي باللقَبِ الفاسِدِ إذْ / لم يُبِحْني بُلغةً من نَشبِهْ
قلت إذ أسرفَ في تعريضِه / أنا أخشى خاطِري أن ينتبِهْ
وإذا مازَحْتَ ليثاً ضارياً / فتأهّبْ لتلقّي مِخلَبِهْ
قِفْ بقَفْراءَ يبابِ
قِفْ بقَفْراءَ يبابِ / بأبابات إيابِ
دمنةٌ أقوَتْ فأضحتْ / مثلَ أثارِ الخِضابِ
قفْ بها إن كنتَ صبّاً / مُستهاماً ذا اكتِئابِ
وابْكِ فيها بدموعٍ / مثلُها دمعُ السّحابِ
هل عرفتَ الدارَ قفراً / تتراءى كالسّرابِ
لبسَتْ ثوبَ نحولٍ / بعد أعرابٍ عِرابِ
بعد جُمْلٍ وسُعادٍ / وسُليمى ورَبابِ
إن جملاً وسعاداً / عرّضاني للعِتاب
تركا قلبي كئيباً / ودموعي كالرّبابِ
بعد أن أقبل شيبي / ومضى شرخُ شبابي
هنّ كالشّمس وجوهاً / وخدوداً كالشّرابِ
وثغوراً مصلَ سِلْكِ الد / رِّ من تحت الرُّضابِ
مشرقاتٍ حبّذاها / تحتَ أرياقٍ عِذابِ
عذُبَتْ ليستْ بملحٍ / فهْيَ كالشُّهْدِ المُذابِ
وبأجيادٍ كأجيا / دِ ظباءٍ في شِعابِ
وبرمّان صدورٍ / تركَتْني في عذابِ
وخُصورٍ نحُفَتْ من / فوق أعجازٍ روابي
فتفرّقْنا جميعاً / بعد ذاك الإصطحابِ
ربَّ أيامٍ شربنا / خمرةً مثلَ الشِّهابِ
قهوةً تذهبُ بالحِقْ / دِ لَعمْري والضِّبابِ
في رياضٍ معجِباتٍ / رقْمِ أنداءِ السَّحابِ
فترى الزّهْرَ إذا اهتزّ / كموجٍ في انصِبابِ
من شقيقٍ ذي احمرارٍ / كدماءٍ في قِعابِ
إلي ذلك يصبو / كلّ وقتٍ كلُّ صابِ
ولقد سِرْتُ بأرضٍ / مهمَهٍ ذاتِ هِضابِ
وقلاعٍ وتلالٍ / وفِجاجٍ ورَوابي
ورئالٍ وظِباءٍ / ولُيوث وذئابِ
سِرْتُها فوق جوادٍ / أسحمٍ مثلِ الغُرابِ
مُنطوي الأحشاءِ طيّاً / مثلُه طيُّ الكِتاب
فهو كالأجْدَل في الحُكْ / مِ إذاً في الانتِصابِ
وتراهُ حينَ يهوي / مثلَ نسرٍ أو عُقابِ
أو كلمحِ البرقِ سيراً / أو يُرى مثلَ الشِّهابِ
سار والليلُ على الأرْ / ضِ صِباغاً كالخِضابِ
أو مدادٍ حالكِ اللوْ / نِ على الصُمِّ الصِّلابِ
فبدا الصبحُ وقد كا / ن غدا تحت حِجابِ
مثلَ وجهِ الحافظِ الحب / رِ المُرجّى للصِّعابِ
مَنْ له الحكمةَ حقّاً / وله فصْلُ الخِطابِ
مادحوه الآن أضحَوْا / عدداً مثلَ التُرابِ
قُسِمَ العالَمُ نصفَيْ / نِ بتقسيمِ الصّوابِ
فالمُوالي في نعيمٍ / والمُعادي في عذابِ
مجدُه للشُهْبِ أضحى / منْ عُلوٍّ كالشِّهابِ
وعطاياهُ كمثلِ الد / رِّ سِلكاً في الرِّقابِ
فأعاديه / وهْوَ من فوقِ الرَّبابِ
نسخَ الجدُّ مقالَ اللعبِ
نسخَ الجدُّ مقالَ اللعبِ / ومحا السيفُ حديثَ الكتبِ
وأبان الفضلُ عن أربابِه / فقضى للمجد أوفى أربِ
ومقاديرُ الفتى معروفةٌ / بجدُود لا بجدٍّ وأبِ
وإذا مُدّ لشخصٍ عُمرُه / أبصرَتْ عيناهُ كلَّ العجبِ
ما عهِدْنا النّخلَ لولا هذه / باسقات بثمار اللهب
هطل الغيث لها من فضة / فهي في قنواتها من ذهَب
وكساها الروضُ نوارَ الذُكا / فتثنّتْ ذات بُرد أشقب
كقضيب الملك إلا أنها / قلّدوها بعُقود الشُهُب
تلعبُ السُرْجُ على أرجائها / فتحاكى أنملَ المُرتَعب
بندى آل فُراتٍ غرسَتْ / فسقَوْها بفراتٍ عذِبِ
ولقد أحسَبها ألسنة / هزّها للسّكر خمرُ الطّربِ
ولعَمري لو رأتْها مريم / شغلَتْها عن جِناء الرُطب
وحماها معشرٌ إيمانُهم / فاتكات بضُروب النُوَب
شهدوا بالعدل حتى عُرِفوا / دون ذِكر لهمُ أو لقب
وكل ماضي الخط والحظّ لدى / معرَك خَطب ندا أو خطَب
يا بني كندة أنتم دُرَرٌ / قُلِّدَتْ تيجان صيدِ العربِ
أنا من لخمٍ ولكنْ جارُكم / وحقوقُ الجارِ فوقَ النّسبِ
ولنا أصلٌ نما في يمَن / باسِقُ الفرعِ زكيّ المنصب
وكفاكُم شرفاً أنكُمُ / عندكم ينفَقُ سوقُ الأدب
ولكُمْ في الحرب أفعالُ الظبى / ولكُم في السِّلْم جودُ السُحُبِ
وبسيفِ الدولة البدرِ غدا / مدحُكُم مفتَرضاً في مذهبي
أنطقَ الودّ لساني فيكُم / لقضاء الحقّ لا للطّلبِ
أبتِ النفسُ التي ألزمْتها / ليَ أن أجعل شِعري مكسبي
والقرافات وأنتمْ فخرُها / حملَتْ أغربَ ما في الحقب
جاءنا يحملُ ذقْناً
جاءنا يحملُ ذقْناً / حسبُك اللهُ وحسْبي
شعرُها لو كان شِعراً / كان مثلَ المتنبي
تركتْ صُدرتَهُ السوْ / داءَ منها تحت قَبِّ
وهي فوقَ الصّدرِ قد سد / تْهُ من شرقٍ لغَرْبِ
لحيةٌ ردّتْهُ في النا / سِ ولا ضرطةَ وهْبِ