المجموع : 3
عَقربُ السُّوءِ تَمادَى في الأذى
عَقربُ السُّوءِ تَمادَى في الأذى / والأذَى بَعضُ سجايا العقربِ
وَيْكَ عبدَ اللهِ ماذا تَبتغِي / تَعِبَ الشَّرُّ ولمَّا تتعبِ
اتَّئِبْ يا ابنَ أُبَيٍّ واجتنِبْ / خَطَلَ الرأيِ وَسُوءَ المذهبِ
أنتَ أضللتَ الأُلَى أطْمَعْتَهم / من وصاياكَ ببرقٍ خُلَّبِ
ليس فيما نَابهم من عجبٍ / خَائِبٌ طاحَ بقومٍ خُيَّبِ
قَومُكَ الأبطالُ ماذا صَنعوا / بِالحصونِ الشُّمِّ قُلْ لا تكذِبِ
أتُراها في صَياصِيها العُلَى / دَافعتْ عن ياسرٍ أو مَرحبِ
امتلِئْ يا ابنَ أُبَيٍّ غَضَباً / ليس يَرضَى الحقُّ إن لم تَغضبِ
أفما يُرضيكَ في الدُّنيا سِوَى / موقفِ الجاني ومثوى المُذنبِ
لو صدقتَ اللَّهَ في دينِ الهدى / فُزْتَ منه بالذمامِ الأقربِ
خُطَّةُ المؤمنِ يُمْنٌ مَالَهُ / دُونَها من خُطَّةٍ أو مَركبِ
لَكَ في الإسلامِ من أعدائِهِ / خُلُقُ الذئبِ وطَبعُ الثعلبِ
هكذا قَدَّرَ ربّي وقَضَى / ما الخبيثُ النَّفسِ مثلُ الطّيبِ
يا بني سَعْدِ بنِ بكرٍ مرحبا
يا بني سَعْدِ بنِ بكرٍ مرحبا / بادروا القومَ فُرادَى وثُبَى
غَشِيَتْكُم من يَهودٍ فِتنةٌ / كالحَبِيِّ الجَوْنِ يُرخِي الهيدبا
إنّ في خَيبَر من سُمْرِ القنا / عَدَدَ التمرِ ومن بيضِ الظُّبَى
هِيَ للأبطالِ أزكى مطعماً / يا بني سعدٍ وأشهى مَشربا
هل ترون اليومَ إلا مِقنباً / من حُماةِ الحقِّ يتلو مِقنبا
إنّه يومُ عليٍّ فَاصْبِروا / أو فَحيدوا عنه يوماً أشهبا
يا بني سعدِ بن بكرٍ إنّه / مارِجُ الهيجاءِ يُزجِي اللَّهبا
احذروها وارْحموا أنفسَكم / لا تكونوا في لَظاها حَطَبا
دَلَّهُ منكم عليكم رَجُلٌ / خَشِيَ القتلَ وخافَ العَطَبا
عَينُكم صيَّرها عيناً لكم / فَاعْجَبوا للأمر كيف انْقلبا
زحَفَ الجيشُ فَذُبْتُم فَرَقاً / وَارْتَمَى البأسُ فَطِرْتُم هَرَبا
ليس غير النّهبِ ما يمنعه / منكم اليومَ امرؤٌ أن يُنهبَا
نكبةُ التَّمرِ فلولا شؤمُه / لم يَذُقْ آلامَهَا من نُكِبا
أفما جَرّبتُمُ القومَ الأُلى / خُلِقُوا للشّرِّ فيمن جَرَّبا
هم وباءُ الأرضِ أو طاعونُها / شرعوا السُّحْتَ ودانوا بالربا
غَضِبَ اللّهُ عليهم فَرَضُوْا / رَبِّ زِدْهُم كلَّ يومٍ غَضَبَا
هالكٌ من ظنّ ممّن يَعتدِي / ويُعادِي اللّهَ أن لن يُغلبَا
وأضلُّ النّاسِ في دنياهُ مَنْ / وَضَح الحقُّ فولَّى وأَبَى
هَا هُنا الأعلامُ كانت تُنْصَبُ
هَا هُنا الأعلامُ كانت تُنْصَبُ / هَا هُنا بالأمسِ كان الملعبُ
قَطعَ الصَّوتَ خَطِيبٌ وَارْعَوَى / هاتِفٌ كُنّا نَراهُ يَنعبُ
هَتَفَ العقلُ وقامَ الحَقُّ في / جَاههِ العَالي إماماً يَخطبُ
كُلُّ جاهٍ ليس مِنهُ يَنْقَضِي / كُلُّ سُلطانٍ سِواهُ يذهبُ
وأَضَلُّ النّاسِ رَأياً مُرجِفٌ / تارةً يَهذِي وَحِيناً يكذِبُ
يركب الرّأيَ غويّاً جَامحاً / ضِلَّةً لِلمرءِ ماذا يركبُ
سَألَ القومُ أَخيرٌ يُبْتَغَى / للجماهيرِ ونَفْعٌ يُطلَبُ
أَمْ هُو الموكبُ ما مِنْ مأربٍ / غَيرُه إن قيلَ ماذا المأربُ
يَدأبُ الحُكّامُ في حاجاتِهم / والعَوادِي كُلَّ يومٍ تَدْأبُ
ذَكروا الدُّستورَ في غَضْبَتِهمْ / وَهْوَ مِنهم كُلَّ حينٍ يَغْضَبُ
رَحِمَ اللهُ رِجالاً عَرَفوا / شِرعةَ الحقِّ وماذا تُوجِبُ
وَيْحَ مِصرٍ هَلْ تَرى فيها سِوَى / أُمةٍ تُؤذَى وشَعبٍ يُنْكَبُ
ضَجَّةٌ تَمضِي وأخرَى تَذهبُ / أَرأَيتُمْ كيفَ ذَابَ الموكبُ