أَذَّنَ الدِّيكُ فَثُبْ أَوْ ثَوِّب
أَذَّنَ الدِّيكُ فَثُبْ أَوْ ثَوِّب / وانْضَحِ القَلْبَ بماءِ العِنَبِ
وَتَأَمَّلْ آيةً مُعْجِزَةً / ما قَرَأْنَا مِثْلَها في الكُتُبِ
رَكَعَ الإبْرِيقُ مِن طاعتِهِ / وبَكى فابْتَلَّ ثَوْبُ الأَكْوُبِ
وَلْوَلَ المِزْهَرُ يَنْفِي كُرَبي / وَتَطَرَّبْتُ فأَعْيا طَربَي
ورَبِيبٍ قامَ فينا ساقِيًا / كالرَّشا أُرْضِعَ بَيْنَ الرَّبْرَبِ
ظَبْية دُونَ الصَّبايا قُصِّصَتْ / فأَتَتْ غَيْداءَ في شَكْل الصَّبي
فُتِّحَ الوَرْدُ على صَفْحتِها / وحَماهُ صُدْغُها بالعَقْرَبِ
فَمشَتْ نَحْوِي وقد مُلِّكْتُها / مِشْيةَ العُصْفورِ نَحْوَ الثَّعْلَبِ
وغَمامٍ باكَرَتْنا عَيْنُهُ / تُتْرِعُ الأُفْقَ بدَمْعٍ صَيِّبِ
مِثْلَ بَحْرٍ جَاءَنا مِن فَوْقِنا / جِرْمُه مِن لُؤْلُؤٍ لم يُثْقَبِ
فَدَنا حتى حَسِبْنا أَنَّه / يَمْسَحُ الأَرْضَ بفَضْلِ الهَيْدَبِ
فسَأَلْناهُ وقد أَعْجَبَنا / حَشوُهُ العَيْنَ بمَرأى مُعْجِبِ
أَنْتَ ماذا قالَ مُزْنٌ عَلَّمَتْ / كَفَّهُ النُّجْعةَ كَفَّا دَرِبِ
سامَني بالشَّرْقِ أَنْ أَسْقِيَكُم / رَحْمةً منه بأَقْصَى المَغْرِبِ
فَسَأَلْناهُ أَبِنْ ذاك لنا / قالَ هل يَخْفى ضِياءُ الكَوْكَبِ
مَلِكٌ ناصَبَ مَن خالَفَكُمْ / عامِرِيُّ المُنْتَمَى والمَنْصِبِ
فَعلمْنا أَنَّهَا نَفْحةُ مَن / وَرِثَ الجُودَ أَباً بَعْدَ أَبِ
لكَ كَفٌّ بالثُّرَيَّا فَيْضُها / ولها بَسْطُ النَّدَى مِن كَثَبِ
كَقَلِيبٍ دَلْوُها مُتْرَعَةٌ / أَشْرَقَتْ بالماءِ عَقْدَ الكَرَبِ
تُبْصِرُ العَيْنانِ منه إِنْ بَدا / قَمَرَ السَّرْجِ وشَمْسَ المَوْكِبِ
أَنْجَبَتْهُ للمعالي أُسْرَةٌ / نَزَلُوا للمَجْدِ أَعْلَى الرُّتَبِ
بنُفُوسٍ مِن سَناءٍ غَضَّةٍ / في جُسُومٍ بَضَّة من حَسَبِ
ووُجُوهٍ مُشْرِقاتٍ أَوْ مَضَتْ / ضاحِكات في وُجُوهِ الكُرَبِ
لهُمُ أَيّامُ حَرْبٍ كَثَّرَتْ / في عِداهُمْ داعِياتِ الحَرَبِ
لم يُطِقْ عامِرُ قِدْما مِثْلَها / لا ولا عَمْرُو بن مَعْدِ يكرِبِ
سَحَبُوا مِن ذَيْلِ مَجْد إِذْ هُمُ / للْوَغَى في ظِلِّ نَقْعٍ أَشْهَبِ
يا ابْن أُمِّ المَجْدِ خُذْها عِبْرةً / جِدّ قَوْلٍ يُشْتَهَى كاللَّعِبِ
مِن بَناتِ اللُّبِّ زانَتْكَ كما / زانَ صَدْرَ المُهْرِ حَلْيُ اللَّبَبِ
خَمْرةٌ مِن طيبِها قد سُبيَتْ / قَطَعَتْ نَحْوَكَ عَرْضَ السَّبْسَبِ