القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : بشّار بن بُرْد الكل
المجموع : 5
أَنتِ يا نَفسُ أَنيبي
أَنتِ يا نَفسُ أَنيبي / آبَتِ الشَمسُ فَأوِبي
ما لِمُؤسى عِندَ صَبِّ / حاجَةٌ فَاِغلي وَذوبي
وَاِقبَلي ما طابَ مِنها / وَإِذا تابَت فَتوبي
بَعَثَت سَلمى عَلَينا / فِتنَةً عِندَ المَشيبِ
وَبَراني الحُبُّ حَتّى / كَثُرَت فيها نُحوبي
أَنا مَشغوفٌ بِسَلمى / كَالنَصارى بِالصَليبِ
لَيسَ ما قَرَّبَ مِنّي / صاحِبي لي بِالقَريبِ
مِن هَوى سَلمى سَبَتني / واحِدٌ مِثلَ الغَريبِ
لا أُرَجّي الرَوحَ إِلّا / عِندَ غَيباتِ الرَقيبِ
لَقِيَ القَلبُ بِسَلمى / عَجَباً فَوقَ العَجيبِ
أَخصَبَت عِندي وَإِنّي / عِندَها غَيرُ خَصيبِ
مِن هَوانٍ غَيرِ فانٍ / أَنزَلَتني في الجُدوبِ
قَلَبَت لي الريحَ سَلمى / شَمأَلاً بَعدَ الجَنوبِ
وَكَذاكَ الدَهرُ صَعبٌ / بَينَ خَفضٍ وَرُكوبِ
لَو بِها ما بي إِلَيها / مِن حَنينٍ وَنَحيبِ
أَقبَلَت إِقبالَ صادٍ / راعَهُ صَوتُ المُهيبِ
اِسلَمي يا سَلمَ يَوماً / وَاِكشِفي بَعضَ كُروبي
لا تَعُدّي الحُبَّ ذَنباً / لَيسَ حُبّي مِن ذَنوبي
إِنَّما الحُبُّ بَلاءٌ / وَشَكاةٌ في القُلوبِ
فَإِذا غُمَّ تَنَفَّس / تُ فَأَوهَينَ جُنوبي
إِنَّ مَن لامَ مُحِبّاً / في الهَوى غَيرُ مُصيبِ
وَلَقَد قُلتُ لِسَلمى / إِذ تَعَيّاني طَبيبي
لَيسَ وادٍ مِن سُلَيمى / لِمُحِبٍ بِعَشيبِ
لَيتَ لي قَلباً بِقَلبي / وَحَبيباً بِحَبيبي
فَلَعَلَّ القَلبَ يَصحو / وَيُواتيني لَعيبي
فَلَقَد هَيَّجَ شَوقي / ريحُ رَيحانٍ وَطيبِ
بِتُّ مِن نَفحَةِ عودٍ / شُبِّبَت لي بِثَقوبِ
لاهِياً عَن كُلِّ ساقٍ / وَأَكيلٍ وَشَريبِ
أَبتَغي سَلمى وَأَخشى / نَظَرَ الرائي المُريبِ
أَشتَهي لَو أَنَّها كا / نَت مِنَ الدُنيا نَصيبي
طالَ في هِندٍ عِتابي
طالَ في هِندٍ عِتابي / وَاِشتِياقي وَطِلابي
وَاِختِلافي كُلَّ يَومٍ / بِمَواعيدَ كِذابِ
كُلَّما جِئتُ لِوَعدٍ / كانَ مُمسىً في تَبابِ
أَخلَفَت حينَ أُريدَت / مِثلَ إِخلافِ السَرابِ
لامَني فيها يَزيدٌ / وَجَفا دونَ صِحابي
قُلتُ لِلّلائِمِ فيها / غَصَّ مِنها بِالشَرابِ
لا تُطاعُ الدَهرَ فيما / قَد عَناني بِقُرابِ
لَيتَ مَن لامَ مُحِبّاً / وَرَماهُ بِاِعتِيابِ
أَرهَقَت هِندٌ حَياتي / ما لِهِندٍ مِن مَتابِ
نالَهُ اللَهُ بِسُقمٍ / شاغِلٍ أَو بِعَذابِ
حَبَلَتني بِمُناها / وَرُقاها فَالخِلابِ
كَيفَ لا تَأوي لِشَخصٍ / هائِمِ القَلبِ مُصابِ
دَنِفٍ في حُبِّ هِندٍ / ذي شُكاةٍ وَاِنتِحابِ
دَخَلَ الحُبُّ لِهِندٍ / قَلبَهُ مِن كُلِّ بابِ
لَيتَ لي قَوساً وَنَبلاً / حينَ تَربا حُبابي
فَأُصيبُ القَلبَ مِنها / بِمُحَدّاتٍ صِيابِ
مِن سِهامِ الحُبِّ إِنّي / أَشتَهيها لِلحِبابِ
وَلَقَد تامَت فُؤادي / بِصُدودٍ وَاِجتِنابِ
يَومَ قامَت تَتَهادى / بَينَ إِتبٍ وَسِخابِ
أَملَحُ الناسِ جَميعاً / سافِراً أَو في نِقابِ
كَمُلَت في العَينِ حُسناً / وَجَمالاً في الثِيابِ
اِذكُري لَيلَةَ نَلهو / في رُعودٍ وَسَحابِ
وَحَديثاً نَصطَفيهِ / في عَفافٍ وَتَصابي
وَرَسولاً باتَ يَسري / في هَواكُم بِالكِتابِ
يُنذِرُ العاشِقَ حَتّى / نَصَبوا حَدَّ الحِرابِ
مِن عَدُوٍّ نَتَّقيهِ / وَبَني عَمٍّ غِضابِ
طَرَقَت حُبّي بِهَمٍّ / كادَ يُنسيني مَآبي
وَاِستَرادَتني عَلى الهَو / لِ بِطاعونِ الشَبابِ
يَومَ قالَت تَحذَرُ العَي / نَ عَلى ذاتِ الحِجابِ
كُن غُراباً حينَ تَأتي / بَينَنا أَو كَغُرابِ
حَذَرَ العَينِ فَإِنّا / لَم نَكُن أَهلَ مَعابِ
فَتَحَضَّرتُ بِنَفسي / نَحوَها دونَ القِرابِ
فَاِلتَقَينا بِحَديثٍ / مِن شَكاةٍ وَعِتابِ
مَنطِقٌ مِنها وَمِنّي / غَيرُ تَحقيقِ سِبابِ
قُلتُ لَمّا بَرَّحَت بي / لَم يَكُن هَذا اِحتِسابي
حَيثُ أَرجوكُم فَسُمتُم / زَورَكُم سَوطَ عَذابِ
لَيتَني قَبلَ هَواكُم / كُنتُ في بَطنِ التُرابِ
فَبَكَت هِندٌ وَقالَت / حِبِّ لا تُنكِر خِطابي
غِلظَةٌ بَعدَ التَلاقي / بَعدَها لينُ جَوابِ
وَأَخٍ ذي ثِقَةٍ آخَيتُهُ
وَأَخٍ ذي ثِقَةٍ آخَيتُهُ / ماجِدِ الأَعراقِ مَأمونِ الأَدَب
أَمحَضَ اللَهُ لَهُ أَخلاقَهُ / فَهيَ كَالإِبريزِ مِن سِرِّ الذَهَب
عَزَّني المَعروفُ حَتّى عَلِقَت / كُلُّ كَفٍّ لِيَ مِنهُ بِسَبَب
فَهوَ يُعطيني وَأُعطى فَضلَهُ / سَبَلَ الغَيثِ تَدَلّى فَسَكَب
فَإِذا أَبصَرَ وَجهي مُقبِلاً / ضَحِكَت عَيناهُ مِن غَيرِ عَجَب
وَإِذا كَلَّمتُهُ واحِدَةً / هَيَّجَت مِنهُ عُلالاتِ الطَرَب
وَإِذا ما غِبتُ عَنهُ ساعَةً / أَنَّ لِلغَيبَةِ مِن غَيرِ وَصَب
فَهوَ لي وَالحَمدُ لِلَّهِ غِنىً / وَعَفافٌ مِن دَنِيِّ المُكتَسَب
مِن تِجاراتٍ أَشابَت مَفرِقي / وَكَسَتني ثَوبَ ذُلٍّ وَنَصَب
وَمُلوكٍ إِن تَعَرَّضتُ لَهُم / عَرَّضوا ديني وَشيكاً لِلعَطَب
آبَ لَيلي لَيتَ لَيلي لَم يَأُب
آبَ لَيلي لَيتَ لَيلي لَم يَأُب / إِنَّما اللَيلُ عَناءٌ لِلوَصِب
أَرقُبُ اللَيلَ كَأَنّي واجِدٌ / راحَةً في الصُبحِ مِن جَهدِ التَعَب
وَلَقَد أَعلَمُ أَنّي مُصبِحٌ / مِثلَما أَمسَيتُ إِن لَم تَحتَسِب
فَأَرَتني ثُمَّ شَطَّت شَطَّةً / تَرَكَت قَلبي إِلَيها يَضطَرِب
ما أَقَلَّ الصَبرَ عَنها بَعدَما / كَثُرَت فينا أَحاديثُ العَرَب
قِرَّ عَيناً بِحَبيبٍ نَظرَةً / لا يُقِرُّ العَينَ إِلّا ما تُحِب
وَكَلَت بي جارَتي أَسهودَةً / شَرَّ ما وُكِّلَ بِالجارِ الجُنُب
وَنَصيحَينِ أَلَمّا باكِراً / بِطَبيبٍ وَطَبيبي المُجتَنَب
سَأَلاني وَصفَ ما أَلقى وَلا / أَستَطيعُ الوَصفَ إِنّي مُكتَئِب
غَيرَ أَنّي قُلتُ في قَولِهِما / قَولَةً أَخفَيتُها كَالمُنتَيِب
بَيَّنا مِن قُربِهِ لي حاجَةً / ثُمَّ لا يَقرُبُ وَالدارُ صَقَب
يا خَليلَيَّ أَلِمّا بي بِها / نَظرَةً ثُمَّ سَلاني عَن وَصَب
شُغِلَت نَفسِيَ عَن وَصفِ الهَوى / بِاِشتِياقي أَن أَراها وَطَرَب
فَاِترُكا لَومي فَإِنّي عاشِقٌ / كَتَبَ اللَهُ عَلَيهِ ما كَتَب
وَلَقَد قُلتُ لِقَلبي خالِياً / حينَ لَم يَلقَ هَواها وَدَأَب
أَيُّها الناصِبُ في تَطلابِها / بَعدَ هَذا ما تُبالي ما نَصَب
لا يُريدُ الرُشدَ إِلّا ناصِحٌ / وَيَلي قَتلَكَ إِلّا مَن تَعِب
كِل لِمَن يُقصيكَ مِثلاً صاعَهُ / وَإِذا قارَبَ وُدّاً فَاِقتَرِب
وَاِلقَ مَن قَد ذاقَ فيما لَم يَذُق / لا يُداوي السُقمَ إِلّا مَن يَطِب
قَتَلَتني فَأَبى قَلبي وَقَد / آنَ ما كَلَّفَني حَتّى أَحَب
فَهيَ عَجزاءُ إِذا ما أَدبَرَت / وَإِذا ما أَقبَلَت فيها قَبَب
لَم تَرَ العَينُ لِعَينٍ فِتنَةً / مِثلَها بَينَ جُمادى وَرَجَب
تَيَّمَتني بِقَوامٍ خُرعُبٍ / وَبِدَلٍّ عَجَبٍ يا لَلعَجَب
صورَةُ الشَمسِ جَلَت عَن وَجهِها / بَعدَ عَينَي جُؤذَرٍ في المُنتَقَب
حُلوَةُ المَنظَرِ رَيّا رَخصَةٌ / بَعَثَ الحُسنُ عَلَيها أَن تُسَب
تَأمَنُ الدَهرَ وَلا تَرجو لَنا / فَرَجاً مِمّا بِنا ذاكَ الكَذِب
كَم رَأَينا مِثلَها في مَأمَنٍ / قَلَبَ الدَهرُ عَلَيهِ فَاِنقَلَب
لا يَغُرَّنَّكَ يَومٌ مِن غَدٍ / صاحِ إِنَّ الدَهرَ يُغفي وَيَهُب
صادِ ذا ضِغنٍ إِلى غِرَّتِهِ / وَإِذا دَرَّت لَبونٌ فَاِحتَلِب
لَيسَ بِالصافي وَإِن صَفَّيتَهُ / عَيشُ مَن يُصبِحُ نَهباً لِلرُتَب
ما أَبو العَبّاسِ في أَثباتِهِ / لَعِبَ الدَهرُ بِهِ تِلكَ اللُعَب
أَقبَلَت أَيّامُهُ حَتّى إِذا / جاءَهُ المَوتُ تَوَلّى فَذَهَب
قَمَرُ اللَيلِ إِذا ما اِنتَقَبَت
قَمَرُ اللَيلِ إِذا ما اِنتَقَبَت / وَهيَ كَالشَمسِ إِذا لَم تَنتَقِب
رُبَّما بِتُّ بِها مُستَبشِراً / في نَعيمٍ وَتَصابٍ وَلَعِب

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025