شربت ايطاليا كاس العطب
شربت ايطاليا كاس العطب / في طرابلس بأسياف العرب
حدثتها كذباً آمالها / انها تبلغ بالحرب الأرب
فصدقناها بضرب علمت / منه ان الصدق للبيض القضب
طربت للفتح لكن الوغى / بدلت بالحزن ذياك الطرب
هيجت كل كمي باسل / دارع بالصبر نباذ اليلب
يكره المرهف في هام العدا / أو يرى من حده ما قد أحب
اصبحت اسيافنا كافلة / انها تبدي من الضرب العجب
مشرفيات عليها رقمت / آية النصر وعنوان الغلب
كلما ثار سحاباً جيشهم / عصفت فيه المنايا فانسحب
وإذا ما برقت أسيافهم / في سماء النقع بالموت انسكب
فكأني بأساطيلهم / أصبحت وهي اساطيل الهرب
رب معصوب بتاج منهم / عاد معصوباً بسيف ذي شطب
جزعت روما على مصرعه / انها احدى حظيات النكب
لست أشكو الحرب بل اشكرها / اننا فزنا بهذا المحترب
هذبت من كل شوب صفونا / مثلما هذبت النار الذهب
فنهضنا باتحاد صادق / مثلما تنهض أخوان النسب
دول الإسلام قد أضحت يداً / مثلما عادت إمارات العرب
وقف الشهم السنوسي بها / حامياً وقفة مجد وحسب
ما دجى ليل الوغى حتى جلا / ليله ابلج وضاح النسب
هتف الإسلام بالكرب به / فأتى يرقل فراج الكرب
انهضت افريقيا دعوته / نهضة من هولها الغرب اضطرب
كل خواض وغى يمشي لها / مشية الظامي إلى الماء العذب
لذ طعم الموت في أفواههم / فكأن الموت ضرب من ضرب
عرب لكنهم ما عرفوا / وهو من الفاظهم معنى الرهب
خطر ما مثله من خطر / طرق الإسلام من كل حدب
ابلغ الإسلام عني نفثة / جمرها بين الحيازيم التهب
انها حرب الصليب انبعثت / فابعثوها وهي ترمي اللهب
ما وراء الدين ترجى غاية / وإذا لم ننصر الدين ذهب
فاز من حامي على أوطانه / وعل الدين فأدى ما وجب
أيها الشرق انتبه من نومة / ضجت الاعصر منها والحقب
أو لم يغضبك ما أنت به / شيمة الليث إذا ضيم غضب
قد سلبت العز والعز إذا / لم تذد عنه المواضي يستلب
ما أراك اليوم الا جسداً / ضرجوه بدماء فاختضب
ما أراك اليوم الا مغنماً / عاد مقسوماً ونهباً ينتهب
ثروة تجنى ومجد يقتنى / وعلا تحوى وأرض تغتصب
فاضرب التقسيم بالسيف تكن / حاسماً فيه أماني من حسب
فإلى كم تكثر العتبى ولا / يعتب الغرب ضعيفاً ان عتب
كنت غابا بالمواضي أشباً / فاستباحوا ذلك الغاب الاشب
كنت للعلم سماء زينت / بشموس تتجلى وشهب
فمتى تسترجع العلم الذي / سامه أهلك جهلا فاغترب