المجموع : 4
أيها العاتبُ ما ذا
أيها العاتبُ ما ذا / ك وما اعِرفُ ذنبي
أتظُنُّ الدمعَ دَيْناً / تتقاضاه بعَتبي
إن تكن أنكرت حِفظي / لك وأرتبتَ بحُبيّ
فبعينِ الله يا ظا / لمُ عيناي وقلبي
مَنْ بِسَلْعٍ مُطْلِعٌ لي
مَنْ بِسَلْعٍ مُطْلِعٌ لي / قمرا طال مَغيبُهْ
وأصيلا بالحِمَى نُغِّ / صَ بالعاذل طِيبُهْ
كلُّ شيءٍ حَسَنْ حا / شاك فالعين تُصيبُهْ
عنَّفوا القلبَ على قَا / تِلِه وهو حبيبُهْ
كلُّ جُرْمٍ لك إلا ال / غَدْرَ فالقلبُ وَهُوبُهْ
وأقلُّ الناس ذَنْباً / قادرٌ عُدَّتْ ذنوبُهْ
أُعْجِبَتْ بي بين نادي قَومِها
أُعْجِبَتْ بي بين نادي قَومِها / أُمُّ سعدٍ فمضَتْ تسألُ بي
سَرَّها ما عَلِمتْ من خُلُقي / فأرادتْ عِلمَا ما حَسَبي
لا تخالي نَسَباً يخفِضُني / أنا مَن يُرضيكِ عند النسبِ
قَوْمِيَ استولَوْا على الدهرِ فَتىً / ومَشَوْا فوق رءوسِ الحِقَبِ
عمَّموا بالشمسِ هاماتِهُمُ / وبَنوْا أبياتَهم بالشهُبِ
وأَبى كِسرَى على إيوانهِ / أين في الناس أبٌ مثلُ ابي
سَوْرةُ الملكِ القُدامَى وعَلَى / شَرَفِ الإسلامِ لي والأدبِ
قد قَبستُ المجدَ من خيرِ أبٍ / وقبَستُ الدينَ من خيرِ نبي
وضَممتُ الفخرَ من أطرافِهِ / سوددَ الفرسِ ودينَ العرب
نظرةٌ منكِ ويومٌ بالجَرِيبِ
نظرةٌ منكِ ويومٌ بالجَرِيبِ / حَسْب نفسي من زمانٍ وحبيبِ
فمنَ الواقفُ بي بينكما / جمَعَ الفُوقَ على سهمٍ مُصيبِ
وقفةً لا أشتكي من بعدها / غُلَّةَ الصدرِ ولا ذلَّ الغريبِ
يا ابنة الجمرةِ من ذِي يَزَنٍ / في الصميم العِدِّ والبيتِ الرحيبِ
ما لكم لا أجدبَ اللهُ بكم / يرتعِي جاركُمُ غيرَ الخصيبِ
الجدَي يمنعُه ذو جِدَةٍ / والجنابُ الرحبُ ينبو بالجُنوبِ
ورماحٌ دون أضيافِكُمُ / تأخذُ السالمَ فيكم بالمريبِ
أتَّقيكم والهوى يقدمُ بي / وأغضُّ الصوت والدمعُ يَشِي بي
ومن الشِّقوةِ في زورتِكم / أنّ عينَ الرمح من عينِ الرقيبِ
لا يكن آخِرَ عهدِي بِكُمُ / يا وُلاةَ القلبِ ليلاتُ القليبِ
يا لَمن ينكُص عن غِزلانكم / وهو وثَّابٌ على الليثِ الغضوبِ
ومتى العزُّ وفي أبياتكم / أعينٌ تقهرُ سلطانَ القلوبِ
يا صَبا نجدٍ ويا بانَ الغضا / اُرفُقا بي بالتثنِّي والهبوبِ
واسلما لا مثلَ ما طاحَ دمي / منكما بين نسيمٍ وقضيبِ
قَسَم البينُ فما عدّل بي / غدرةَ الوافي وتبعيدَ القريبِ
وقضى الدهرُ فحالتْ صِبغةٌ / عُدَّ ذنبُ الدهرِ فيها من ذنوبي
وفؤادي يشتكي جَورَ النوى / وعِذارِي يشتكي جَورَ المشيبِ
كم أُدارِي عَنَتَ الأيّام في / غَبْنِ حظِّي وأُطاطِي للخطوبِ
وأردّ الحزمَ في أُفحوصِه / وهو هافٍ يتنزَّى للوثوبِ
قاعداً والجَدُّ قد رحَّلَ بي / والمعالي يتقاضَيْن ركوبي
جِلسةَ الأعزلِ يلوِي يَدَهُ / وسلاحي بين كُورِي وجَنيبي
أمدحُ المثرِين ظنَّاً بهِمُ / ربّما يقمَر بالظنّ الكذوبِ
كلُّ وغدِ الكفِّ منبوذِ الحيا / طيِّب المحضرِ مسبوبِ المغيبِ
يمنع الرِّفد وتَلقَى وفدَه / قِحَةُ البخلِ بإدلالِ الوهوبِ
يطلبُ المدحَ لأن يفضحَهُ / وهو قبلَ المدحِ مستورُ العيوبِ
قلتُ للآمال فيه كَذَبَتْ / أُمُّهُ إن كنتِ آمالي فخيبي
جَلَبُ الأرضِ عريضٌ دونه / وسُرَى العيسِ وإدمانُ اللّغوبِ
وغلامٌ آخذٌ ما طلبتْ / نفسهُ أو فائتٌ كلَّ طلوبِ
يقْمَحُ الضيمَ ولو أبصرهُ / ليلة العِشرِ على الماءِ الشَّروبِ
ما أذلَّ الخصبَ في دارِ الأذى / وألذَّ العزَّ في دار الجُدوبِ
يا بني كلِّ نعيم ضاحكٍ / في حِمى وجهٍ من اللؤمِ قَطوبِ
قد مللِناكم على شارتِكم / ويضيقُ الصدرُ في البيتِ الرحيبِ
وعسى الدنيا التي أدَّتكُمُ / تصطفينا من بنيها بنجيبِ
ماجدِ الشيمةِ سهلٍ ليلهُ / للقِرَى صبٍّ إلى الحمدِ طَروبِ
يكسِبُ المالَ لأن يُتلِفهُ / والعلا في يدِ مِتلافٍ كَسوبِ
تَخبُث الأيدي وفي راحتِهِ / من نداه أرجُ المَشتَا المَطيبِ
كابن حمّادٍ ولا مِثلَ له / هل تَرى للبدر فرداً من ضِريبِ
جذابَ الرُّوَّاضَ عن مِقودِهِ / مرِسُ الجمرةِ وهّاجُ الثُّقوبِ
أين يا سائقها أين بها / جعجعِ الآمال في غيرِ عزيبِ
جَمَعَ الصاحبُ من أطرافها / وَفْىَ حَيْرَى الطُّرقِ عَمياءِ النُّكوبِ
ضمَّها بالرأيِ حتى التأمتْ / شُلَّتاها من شُذوذٍ وشذوبِ
ويدٍ لا ترِبتْ تلك يداً / رِبقةِ الجاني وفكِّ المستنيبِ
سلَّتِ الدولةُ منه صارماً / شِرقَ الصفحةِ ظمآنَ الغُروبِ
طَبعَ الأقبالُ من جوهرهِ / زُبْرةً تقدحُ نيرانَ الحروبِ
لو أطاعته يدٌ حاملةٌ / لم تُكذِّبْ ظبتاهُ عن ضَريبِ
جَرَّبوه ماضياً حيثُ مضى / صادعَ الوحيِ ومحتومَ الغيوبِ
قَلِقاً يَنفِي الكرى عن وجههِ / عِلمُه أنَّ المعالي في الهبوبِ
أَلْمعِياً سوّدته نفسُهُ / والمساعي قبلَ تسويدِ الشعوبِ
قدَّمتْهُ صاعداً عن قومِهِ / مَصْعَدَ اللَّهذمِ قُدَّامَ الكعوبِ
هَبهَبوا منه بليثٍ في الوغى / قرِمِ الأظفارِ مستاقِ النّيوبِ
خيرِ من خَبَّتْ له أو وَخَدتْ / للجدَى ذاتُ سَنامٍ وسبَيبِ
يأخذُ الحاجاتِ من حيثُ غلتْ / غيرَ معذولٍ على حبِّ الغُصوبِ
تحسَبُ الغابةَ مما اجترَّهُ / حومةً بين عَقيرٍ وتريبِ
ماضياً لم يثنِهِ عن قصدِهِ / هجمةُ الليل ولا طولُ الدؤوبِ
جَمَعَ الجودَ إلى البأسِ كما / شعشعَتْ نارٌ بماءٍ في قضيبِ
راحةٌ لم يَعلَق البخلُ بها / وفؤادٌ لم يُسفَّهْ بالوجيبِ
ولسانٌ يخصِمُ السيفَ بهِ / يترك الفارِسَ عبداً للخطيب
مَنْ رسولٌ سَعِدتْ رحلتُهُ / يومَ أدعوهُ بلبَّيْكَ مجيبي
ناصحُ الجيبِ بما حمَّلتُهُ / حيثُ يَخشَى مُرسِلٌ غِشَّ الجيوبِ
لم أكلِّفهُ سُرى البيدِ ولم / أتعسَّفْه بأخخطارِ السُّهوبِ
عيسهُ ملمومةٌ يركب منها / مطمئناً ظهرَ مِذلالٍ رَكوبِ
يقسِمُ الماءَ بباعٍ مطلَقٍ / وفَقارٍ مُرسَلِ الحبلِ سَروبِ
صعبةُ الخِلقةِ سهلٌ أرضها / فهو بين اللينِ منها والصَّليبِ
سارياً ليستْ عليه خِيفةٌ / ما وقاه الله سَوْراتِ الجَنُوبِ
قل لنوتِيَّك شَرِّعْ آمناً / حَدَثَ التَّيارِ والموجِ العصيبِ
رِدبها مَيسانَ واحبسها على ال / مَعقلِ الممنوعِ والوادي العشيبِ
فإذا ضاقت فعلِّقها أَبَا / طاهرٍ تَعلَقْ بفرّاجِ الكروبِ
وإلى ذي الرتبتيْن ابتدرتْ / فُرصُ المجدِ وحاجاتُ الأريبِ
قل له عَنِّيَ حيَّتك العُلا / بوكيفٍ من حَيَا الشكرِ صَبيبِ
وسَقَى عِرضَك ما استسقيتَه / بارقٌ من مِدَحِي غيرُ خَلوبِ
ترفُلُ الأحسابُ في روضتهِ / مَرفَلَ الغادةِ في البُرْدِ القشيبِ
خيرُ ما استثمرَ من غَرس الندى / واجتنىَ من غُصُنِ الجودِ الرطيبِ
وبذلتَ الوفْرَ حتى ابتعتَهُ / هَمَّ آدابك من حُسنٍ وطِيبِ
جاءني أنّك مشعوفٌ به / شَعَفَ العذريّ بمدحٍ أو نسيبِ
راغباً أن تُصْطَفَى من جِدّه / والفكاهاتِ بمدحٍ أو نسيبِ
وتُحَلَّى منه عِقداًن باقياً / فخرُهُ في كلِّ جِيدٍ وتريبِ
قلتُ فضلٌ عَجبٌ من دهرنا / وهو من فاعله غيرُ عجيبِ
ما تبالي حين تَستامُ العلا / أخطيبُ الشمسِ أم أنتَ خطيبي
أنا من يُعطيك مجداً حاضراً / ويُبَقِّي لك مجداً في العَقيبِ
لا كقولٍ يطرد الساقي به / جذوةً تخمدُ من قبلِ اللهيبِ
كم يُمنِّيني على سلطانها / نفْسَ مَرجُوٍّ ومَخشِيٍّ مَهيبِ
وابتغَى بالمالِ أن يشرِيَني / فترفَّعْتُ فطارتْ عفَّتي بي
لكن اشتقتُ وقد سُمِّيتَ لي / بسماتِ الفضلِ والجودِ الغريبِ
فافترعْ خيرَ هَدِيٍّ وأَثِبْ / خيرَ ما جادت به نفسُ مُثيبِ
وإذا صرتَ نصيبي منهُمُ / فقد استوفيتُ من دهري نصيبي