القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عبد الغَفّار الأَخْرس الكل
المجموع : 2
سَكبَ الدَّمع لها فانسَكبا
سَكبَ الدَّمع لها فانسَكبا / وقَضى من حَقِّها ما وجبا
أرْبعٌ لولا تباريحُ الهوى / ما جرى دَمعُك فيها صَبَبا
وجَدت فيها السوافي مَلْعَباً / للنّوى فاتَّخَذتْها ملعبا
ما لقينا بوقوف الرّكب في / ساحةِ النّعمان إلاَّ نصبا
ذكر الصبُّ وهل ينسى بها / زمنَ اللَّهو وأيَّام الصّبا
يا رعى الله بها لي قمراً / مُشرِقَ الطلعة لمنْ غربا
أمنًى للنَّفس في أهل مِنًى / وقباب الحيّ في وادي قبا
فلقد كنتُ وكانتْ فتيةٌ / أنجمَ الأُفق وأزهار الرُّبى
ذهب الدهر بهم فامتزجَت / فضَّة الأدمع فيهم ذهبا
يا خَليليَّ وهلاّ شِمْتُما / بارقاً لاحَ لعيني وخبا
فتوارى كفؤادي لهباً / ثمَّ أورى زنده والتهبا
لَعِبَ الشَّوق بأحشائي وما / جَدَّ جِدُّ الوَجْد حتَّى لعبا
فانشدنّ لي في الحمى قلباً فقد / ضاعَ منِّي في الحمى أو غُصِبا
نظرت عيناي أسرابَ المها / نظرةً كانت لحَيْني سببا
يوم أصْبَتْنا إلى دين الهوى / فتَعَلَّلْنا بأرواح الصَّبا
وعدونا زورة الطَّيف أما / آنَ ميعادهُم واقتربا
أربُ النَّفس وحاجات امرئٍ / ما قضى منهم لعمري أربا
قَضَتِ الأَيَّام فيما بيننا / إنَّنا لم نلقَ يوماً طربا
وَهَبَ الدَّهر لنا لذَّته / واستردَّ الدهر ما قد وهبا
ومنعنا من أفاويق الطّلا / منهلاً كانَ لنا مستعذبا
فحدا الحادي لسقيا عهدكم / عارضاً إنْ ساقه البرق كبا
مقلةُ الوالع يذري دمعَها / وبكى القطر لها وانتحبا
أمر القلب بصبرٍ فقضى / ودعا الصَّبرَ إليها فأبى
قلَّما يُدعى فيقضي حاجةً / وإذا ما انتدبوه انتدبا
واللَّيالي فَلَكٌ يظهر في / كلِّ يومٍ عجباً مستغربا
وكآفاق العُلى ما أطْلَعَتْ / كشهاب الدِّين فينا كوكبا
فتأمَّل في معاني ذاته / وتفكَّر فتَحدَّثْ عجبا
هيبة لله في مطلعه / ملأت قلب الأَعادي رعبا
يُرْتجى جوداً ويُخشى سطوة / رغباً يُرجى ويخشى رهبا
عالم الدُّنيا وناهيك به / لا يشوبُ العلم إلاَّ أدبا
معربٌ عن فكره الثاقب إنْ / زفَّ أبكار المعاني عُرُبا
كم تجلَّتْ فَجَلَتْ أفكاره / عن سنا كلّ عويص غيهبا
فأرَتْنا الحقّ يبدو واضحاً / بعد أن قاربَ يحتجبا
بلسان يفصِلُ الأَمر به / كشبا الصَّمصام أو أمضى شبا
فخُذِ اللؤلؤَ من ألفاظِهِ / واجْتَني إن شِئْتَ منها ضَرَبا
وفكاهات إذا أوْرَدَها / نُظِمَتْ فوق الحميَّا حببا
وكمالات له معجزة / وأحاديثاً رواها نخبا
أين من أقلامه سُمُرُ القنا / أين من همَّته بيض الظبا
وكلام راقَ في السَّمع كما / يروقُ العينَ فيما كتبا
عَلَويٌّ من أعالي هاشم / هاشم الجود ويكفي نسبا
صاغه الله لقوم أرباً / ولقومٍ حَسَدوه عطبا
لا يزال الدهر يعلو جدّه / مرتقيها في المعالي رتبا
فإذا بُوحِثَ بالجدّ علا / وإذا غولبَ فيه غَلَبا
أبلجٌ تحسبه بدرَ الدُّجى / أو بأضواءِ الصَّباح انتقبا
ديمةٌ منهلَّة ما شمْتُ في / بارق الآمال منها خلَّبا
ولئنْ أصْبَحَ روضي ممحلاً / فكم اخضرَّ به واعشوشبا
يهنِكَ العيدُ فخذْ من لائذ / بِكم ما كنتُ له مستوجبا
شاكراً منك على العيدِ يداً / لم أُفاخر بسواها السُّحبا
فتفضَّل يا ابن بنت المصطفى / أشرف العالم أُمًّا وأبا
إسْألِ الأرْسُمَ لو ردَّت جوابا
إسْألِ الأرْسُمَ لو ردَّت جوابا / وَوَعَتْ للمغرَم العاني خطابا
عَرصاتٌ يَقِفُ الصبّ بها / ينفدُ الدَّمع ذهاباً وإيابا
عاتب الدهر على إقوائها / إنَّ للحرّ مع الدهر عتابا
ما رعت فيها الليالي ذمّةً / وكستها من دياجيها نقابا
فسقتها عبرة مهراقة / كالسحاب الجون سحاً وانسكابا
كلَّما أسبلها مُسبِلُها / روت الأغوار منها والهضابا
لا قضت عيناي فيها واجباً / إن تكن عيناي تستجدي السحابا
وقف الركب على أفنائها / وقفة الأميّ يستقري الكتابا
منكراً من أرسُمٍ معرفة / لبست للبين حزناً واكتئابا
لأريننَّكُما وَجدي بها / ما أرَتْني الدار إلاَّ ما أرابا
ليت شعري هذه أطلالهم / أيّ رامٍ قد رماها فأصابا
وبكتها البُدن لكن بدم / فحسبنا أدمع البدن خضابا
وردت منهلها مستعذباً / وأراها بُدِّلَتْ منه عذابا
أينَ منها أوجهٌ مشرقة / ملكت من كامل الحسن نصابا
ولكم كانَ لنا من قمرٍ / في مغاني ذلك الربع فغابا
وأويقات سرور جمعت / لذة الكأس وسلمى والربابا
زمن ما إن ذكرناه لِمَنْ / فاته عهد الصّبا ألا تصابى
ظنَّ أن أسلوكم اللاّحي بكم / كذب الظنّ من اللاّحي وخابا
وتَصامَمْتُ عن العاذل إذ / قال لي صبراً وما قال صوابا
ما عليكم لو دَنَوْتُم من شجٍ / في هواكم دنفٍ شبّ وشابا
أنا أغنى النَّاس إلاَّ عنكمُ / فامنحوا النأي دنوًّا واقترابا
ما رجائي أملاً من فئة / زجر الحظ بهم منهم غرابا
كيف أستمطرُ جدوى سحبٍ / عقدوها بالمواعيد ضبابا
أوَيُغريني وميضٌ خُلَّبٌ / وشراب لم يكن إلاَّ سرابا
ما عرفت النَّاس إلاَّ بعدما / ذقت من أعوادهم شهداً وصابا
إنْ تعالَتْ في المعالي سادة / فعليُّ القدر أعلاها جنابا
سيّد يطلع كالبدر ومن / فكره يوقِد بالرأي شهابا
أريحيٌّ لم يزل متخذاً / دأبَ المعروف والإحسان دابا
ويثيب النَّاس جوداً وندىً / وهو لا يرجو من النَّاس ثوابا
فإذا استُسقِيَ وافى غيثه / ومتى يدعو إلى الحسنى أجابا
فإذا ما سمع الذكر اتّقى / وإذا ما ذُكر الله أنابا
من عرانين علىً قد نزلوا / من بيوت المجد أفناءً رحابا
ما بهم عيب خلا أنَّهم / يَجِدون البخل والإمساك عابا
غرست أيديهم غرس الندى / فاجتنب من ثمر الشكر لبابا
سحبت ذيل افتخار أمةٌ / لبسوا التقوى بروداً وثيابا
وأعدُّوا للعلى سمر القنا / والرقاق البيض والخيل العرابا
ينزل الوحيُ على أبياتهم / فاسأل الآيات عنهم والكتابا
عروة الوثقى ومنهاجِ الهدى / كشفوا عن أوجهِ الحقّ حجابا
إنَّ هذا فرعُهم من أصلهم / طاب ذاك العنصر الزاكي فطابا
هاشميٌّ علويٌّ ضاربٌ / في أعالي قُلل الفخر قبابا
ضاحكُ الثَّغر إذا ما خُطَبٌ / كَشَّرتْ عن مُدْلَهمِّ الخطب نابا
قد تأمَّلناك من بين الورى / فرأينا عَجَباً منك عجابا
يا مهاب البأس مرجوّ الندى / لا تزال الدهر مرجوًّا مهابا
طوَّقَتني منك أيديك وما / طوَّقَتْ إلاَّ أياديك الرقابا
وأرَتْني كيف ينثال الغنى / والغنى أعيا على النَّاس طلابا
كلّما أغلق بابي دونه / فتحت لي يدك البيضاء بابا
أرْخَصَتْ لي كلَّ غالٍ فكأنْ / وَجَدتْ في جودها التبر ترابا
فاهن بالعيد وفُز في آجر ما / صُمْتَه لله أجراً وثوابا
فجزاك الله عنّا خيره / وجزَيْناك الدعاءَ المستجابا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025