القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أحمد شَوقي الكل
المجموع : 6
أَيُّها العُمّالُ أَفنوا ال
أَيُّها العُمّالُ أَفنوا ال / عُمرَ كَدّاً وَاِكتِسابا
وَاِعمُروا الأَرضَ فَلَولا / سَعيُكُم أَمسَت يَبابا
إِنَّ لي نُصحاً إِلَيكُم / إِن أَذِنتُم وَعِتابا
في زَمانٍ غَبِيَ النا / صِحُ فيهِ أَو تَغابى
أَينَ أَنتُم مِن جُدودٍ / خَلَّدوا هَذا التُرابا
قَلَّدوهُ الأَثَرَ المُع / جِزَ وَالفَنَّ العُجابا
وَكَسَوهُ أَبَدَ الدَه / رِ مِنَ الفَخرِ ثِيابا
أَتقَنوا الصَنعَةَ حَتّى / أَخَذوا الخُلدَ اِغتِصابا
إِنَّ لِلمُتقِنِ عِندَ / اللَهِ وَالناسِ ثَوابا
أَتقِنوا يُحبِبكُمُ اللَ / هُ وَيَرفَعكُم جَنابا
أَرَضيتُم أَن تُرى مِص / رُ مِنَ الفَنِّ خَرابا
بَعدَ ما كانَت سَماءً / لِلصِناعاتِ وَغابا
أَيُّها الجَمعُ لَقَد صِر / تَ مِنَ المَجلِسِ قابا
فَكُنِ الحُرَّ اِختِياراً / وَكُنِ الحُرَّ اِنتِخابا
إِنَّ لِلقَومِ لَعَيناً / لَيسَ تَألوكَ اِرتِقابا
فَتَوَقَّع أَن يَقولوا / مَن عَنِ العُمّالِ نابا
لَيسَ بِالأَمرِ جَديراً / كُلُّ مَن أَلقى خِطابا
أَو سَخا بِالمالِ أَو قَد / دَمَ جاهاً وَاِنتِسابا
أَو رَأى أُمِّيَّةً فَاِخ / تَلَب الجَهلَ اِختِلابا
فَتَخَيَّر كُلَّ مَن شَب / بَ عَلى الصِدقِ وَشابا
وَاِذكُرِ الأَنصارَ بِالأَم / سِ وَلا تَنسَ الصِحابا
أَيُّها الغادونَ كَالنَح / لِ اِرتِياداً وَطِلابا
في بُكورِ الطَيرِ لِلرِز / قِ مَجيئاً وَذَهابا
اِطلُبوا الحَقَّ بِرِفقٍ / وَاِجعَلوا الواجِبَ دابا
وَاِستَقيموا يَفتَحِ اللَ / هُ لَكُم باباً فَبابا
اِهجُروا الخَمرَ تُطيعوا ال / لَهَ أَو تُرضوا الكِتابا
إِنَّها رِجسٌ فَطوبى / لِاِمرِئٍ كَفَّ وَتابا
تُرعِشُ الأَيدي وَمَن يُر / عِش مِنَ الصُنّاعِ خابا
إِنَّما العاقِلُ مَن يَج / عَلُ لِلدَهرِ حِسابا
فَاِذكُروا يَومَ مَشيبٍ / فيهِ تَبكونَ الشَبابا
إِنَّ لِلسِنِّ لَهَمّاً / حينَ تَعلو وَعَذابا
فَاِجعَلوا مِن مالِكُم / لِلشَيبِ وَالضَعفِ نِصابا
وَاِذكُروا في الصَحَّةِ الدا / ءَ إِذا ما السُقمُ نابا
وَاِجمَعوا المالَ لِيَومٍ / فيهِ تَلقَونَ اِغتِصابا
قَد دَعاكُم ذَنبَ الهَي / ئَةِ داعٍ فَأَصابا
هِيَ طاووسٌ وَهَل أَح / سَنُهُ إِلّا الذُنابى
أَنا مَن بَدَّلَ بِالكُتبِ الصِحابا
أَنا مَن بَدَّلَ بِالكُتبِ الصِحابا / لَم أَجِد لي وافِياً إِلّا الكِتابا
صاحِبٌ إِن عِبتَهُ أَو لَم تَعِب / لَيسَ بِالواجِدِ لِلصاحِبِ عابا
كُلَّما أَخلَقتُهُ جَدَّدَني / وَكَساني مِن حِلى الفَضلِ ثِيابا
صُحبَةٌ لَم أَشكُ مِنها ريبَةً / وَوِدادٌ لَم يُكَلِّفني عِتابا
رُبَّ لَيلٍ لَم نُقَصِّر فيهِ عَن / سَمَرٍ طالَ عَلى الصَمتِ وَطابا
كانَ مِن هَمِّ نَهاري راحَتي / وَنَدامايَ وَنَقلِيَ وَالشَرابا
إِن يَجِدني يَتَحَدَّث أَو يَجِد / مَلَلاً يَطوي الأَحاديثَ اِقتِضابا
تَجِدُ الكُتبَ عَلى النَقدِ كَما / تَجِدُ الإِخوانَ صِدقاً وَكِذابا
فَتَخَيَّرها كَما تَختارُهُ / وَاِدَّخِر في الصَحبِ وَالكُتبِ اللُبابا
صالِحُ الإِخوانِ يَبغيكَ التُقى / وَرَشيدُ الكُتبِ يَبغيكَ الصَوابا
غالِ بِالتاريخِ وَاِجعَل صُحفَهُ / مِن كِتابِ اللَهِ في الإِجلالِ قابا
قَلِّبِ الإِنجيلَ وَاِنظُر في الهُدى / تَلقَ لِلتاريخِ وَزناً وَحِسابا
رُبَّ مَن سافَرَ في أَسفارِهِ / بِلَيالي الدَهرِ وَالأَيّامِ آبا
وَاِطلُبِ الخُلدَ وَرُمهُ مَنزِلاً / تَجِدِ الخُلدَ مِنَ التاريخِ بابا
عاشَ خَلقٌ وَمَضَوا ما نَقَصوا / رُقعَةَ الأَرضِ وَلا زادوا التُرابا
أَخَذَ التاريخُ مِمّا تَرَكوا / عَمَلاً أَحسَنَ أَو قَولاً أَصابا
وَمِنَ الإِحسانِ أَو مِن ضِدِّهِ / نَجَحَ الراغِبُ في الذِكرِ وَخابا
مَثَلُ القَومِ نَسوا تاريخَهُم / كَلَقيطٍ عَيَّ في الناسِ اِنتِسابا
أَو كَمَغلوبٍ عَلى ذاكِرَةٍ / يَشتَكي مِن صِلَةِ الماضي اِنقِضابا
يا أَبا الحُفّاظِ قَد بَلَّغتَنا / طِلبَةً بَلَّغَكَ اللَهُ الرِغابا
لَكَ في الفَتحِ وَفي أَحداثِهِ / فَتَحَ اللَهُ حَديثاً وَخِطابا
مَن يُطالِعهُ وَيَستَأنِس بِهِ / يَجِدُ الجِدَّ وَلا يَعدَم دِعابا
صُحُفٌ أَلَّفَتها في شِدَّةٍ / يَتَلاشى دونَها الفِكرُ اِنتِهابا
لُغَةُ الكامِلِ في اِستِرسالِهِ / وَاِبنُ خَلدونَ إِذا صَحَّ وَصابا
إِنَّ لِلفُصحى زِماماً وَيَداً / تَجنِبُ السَهلَ وَتَقتادُ الصَعابا
لُغَةُ الذِكرِ لِسانُ المُجتَبى / كَيفَ تَعيا بِالمُنادينَ جَوابا
كُلُّ عَصرٍ دارُها إِن صادَفَت / مَنزِلاً رَحباً وَأَهلاً وَجَنابا
إِئتِ بِالعُمرانِ رَوضاً يانِعاً / وَاِدعُها تَجرِ يَنابيعَ عِذابا
لا تَجِئها بِالمَتاعِ المُقتَنى / سَرَقاً مِن كُلِّ قَومٍ وَنِهابا
سَل بِها أَندَلُساً هَل قَصَّرَت / دونَ مِضمارِ العُلى حينَ أَهابا
غُرِسَت في كُلِّ تُربٍ أَعجَمٍ / فَزَكَت أَصلاً كَما طابَت نِصابا
وَمَشَت مِشيَتَها لَم تَرتَكِب / غَيرَ رِجلَيها وَلَم تَحجِل غُرابا
إِنَّ عَصراً قُمتَ تَجلوهُ لَنا / لَبِسَ الأَيّامَ دَجناً وَضَبابا
المَماليكُ تَمَشّى ظُلمُهُم / ظُلُماتٍ كَدُجى اللَيلِ حِجابا
كُلُّهُم كافورُ أَو عَبدُ الخَنا / غَيرَ أَنَّ المُتَنَبّي عَنهُ خابا
وَلِكُلٍّ شيعَةٌ مِن جِنسِهِ / إِنَّ لِلشَرِّ إِلى الشَرِّ اِنجِذابا
ظُلُماتٌ لا تَرى في جُنحِها / غَيرَ هَذا الأَزهَرِ السَمحِ شِهابا
زيدَتِ الأَخلاقُ فيهِ حائِطاً / فَاِحتَمى فيها رِواقاً وَقِبابا
وَتَرى الأَعزالَ مِن أَشياخِهِ / صَيَّروهُ بِسِلاحِ الحَقِّ غابا
قَسَماً لَولاهُ لَم يَبقَ بِها / رَجُلٌ يَقرَأُ أَو يَدري الكِتابا
حَفِظَ الدينَ مَلِيّاً وَمَضى / يُنقِذُ الدُنيا فَلَم يَملِك ذَهابا
أوذِيَت هَيبَتُهُ مِن عَجزِهِ / وَقُصارى عاجِزٍ أَن لا يُهابا
لَم تُغادِر قَلَماً في راحَةٍ / دَولَةٌ ما عَرَفَت إِلّا الحِرابا
أَقعَدَ اللَهُ الجَبرَتِيَّ لَها / قَلَماً عَن غائِبِ الأَقلامِ نابا
خَبَّأَ الشَيخُ لَها في رُدنِهِ / مِرقَماً أَدهى مِنَ الصِلِّ اِنسِيابا
مَلِكٌ لَم يُغضِ عَن سَيِّئَةٍ / يا لَهُ مِن مَلَكٍ يَهوى السِبابا
لا يَراهُ الظُلمُ في كاهِلِهِ / وَهوَ يَكوي كاهِلَ الظُلمِ عِقابا
صُحُفُ الشَيخِ وَيَومِيّاتُهُ / كَزَمانِ الشَيخِ سُقماً وَاِضطِرابا
مِن حَواشٍ كَجَليدٍ لَم يَذُب / وَفُصولٍ تُشبِهُ التِبرَ المُذابا
وَالجَبَرتِيُّ عَلى فِطنَتِهِ / مَرَّةً يَغبى وَحيناً يَتَغابى
مُنصِفٌ ما لَم يَرُض عاطِفَةً / أَو يُعالِجُ لِهَوى النَفسِ غِلابا
وَإِذا الحَيُّ تَوَلّى بِالهَوى / سيرَةَ الحَيِّ بَغى فيها وَحابى
وَقعَةُ الأَهرامِ جَلَّت مَوقِعاً / وَتَعالَت في المَغازي أَن تُرابا
عِظَةُ الماضي وَمُلقى دَرسِهِ / لِعُقولٍ تَجعَلُ الماضي مَثابا
مِن بَناتِ الدَهرِ إِلّا أَنَّها / تَنشُرُ الدَهرَ وَتَطويهِ كَعابا
وَمِنَ الأَيّامِ ما يَبقى وَإِن / أَمعَنَ الأَبطالُ في الدَهرِ اِحتِجابا
هِيَ مِن أَيِّ سَبيلٍ جِئتَها / غايَةٌ في المَجدِ لا تَدنو طِلابا
اُنظُرِ الشَرقَ تَجِدها صَرَّفَت / دَولَةَ الشَرقِ اِستِواءً وَاِنقِلابا
جَلَبَت خَيراً وَشَرّاً وَسَقَت / أُمَماً في مَهدِهِم شُهداً وَصابا
في نَصيبينَ لَبِسنا حُسنَها / وَعَلى التَلِّ لَبِسناها مَعابا
إِنَّ سِرباً زَحَفَ النَسرُ بِهِ / قَطَعَ الأَرضَ بِطاحاً وَهِضابا
إِن تَرامَت بَلَداً عِقبانُهُ / خَطَفَت تاجاً وَاِصطادَت عُقابا
شَهِدَ الجَيزِيُّ مِنهُم عُصبَةً / لَبِسوا الغارَ عَلى الغارِ اِغتِصابا
كَذِئابِ القَفرِ مِن طولِ الوَغى / وَاِختِلافِ النَقعِ لَوناً وَإِهابا
قادَهُم لِلفَتحِ في الأَرضِ فَتىً / لَو تَأَنّى حَظَّهُ قادَ الصَحابا
غَرَّتِ الناسَ بِهِ نَكبَتُهُ / جَمَعَ الجُرحُ عَلى اللَيثِ الذُبابا
بَرَزَت بِالمَنظَرِ الضاحي لَهُم / فَيلَقٌ كَالزَهرِ حُسناً وَاِلتِهابا
حُلِّيَ الفُرسانُ فيها جَوهَراً / وَجَلالُ الخَيلِ دُرّاً وَذَهابا
في سِلاحٍ كَحُلِيِّ الغيدِ ما / لَمَسَت طَعناً وَلا مَسَّت ضِرابا
طَرِحَت مِصرٌ فَكانَت مومِيا / بَينَ لِصَّينِ أَراداها جُذابا
نالَها الأَعرَضُ ظَفَراً مِنهُما / مِن ذِئابِ الحَربِ وَالأَطوَلُ نابا
وَبَنو الوادي رِجالاتُ الحِمى / وَقَفوا مِن ساقِهِ الجَيشَ ذُنابى
مَوقِفَ العاجِزِ مِن حِلفِ الوَغى / يَحرُسُ الأَحمالَ أَو يَسقي مُصابا
رَوَّعوهُ فَتَوَلّى مُغضَبا
رَوَّعوهُ فَتَوَلّى مُغضَبا / أَعَلِمتُم كَيفَ تَرتاعُ الظِبا
خُلِقَت لاهِيَةً ناعِمَةً / رُبَّما رَوَّعَها مُرُّ الصَبا
لي حَبيبٌ كُلَّما قيلَ لَهُ / صَدَّقَ القَولَ وَزَكّى الرِيَبا
كَذَبَ العُذّالُ فيما زَعَموا / أَمَلي في فاتِني ما كَذَبا
لَو رَأَونا وَالهَوى ثالِثُنا / وَالدُجى يُرخي عَلَينا الحُجُبا
في جِوارِ اللَيلِ في ذِمَّتِهِ / نَذكُرُ الصُبحَ بِأَن لا يَقرُبا
مِلءُ بُردَينا عَفافٌ وَهَوى / حَفظَ الحُسنَ وَصُنتُ الأَدَبا
يا غَزالاً أَهِلَ القَلبُ بِهِ / قَلبِيَ السَفحُ وَأَحنى مَلعَبا
لَكَ ما أَحبَبتَ مِن حَبَّتِهِ / مَنهَلاً عَذباً وَمَرعىً طَيِّبا
هُوَ عِندَ المالِكِ الأَولى بِهِ / كَيفَ أَشكو أَنَّهُ قَد سُلِبا
إِن رَأى أَبقى عَلى مَملوكِهِ / أَو رَأى أَتلَفَهُ وَاِحتَسَبا
لَكَ قَدٌّ سَجَدَ البانُ لَهُ / وَتَمَنَّت لَو أَقَلَّتهُ الرُبى
وَلِحاظٌ مِن مَعاني سِحرِهِ / جَمَعَ الجَفنُ سِهاماً وَظُبى
كانَ عَن هَذا لِقَلبي غُنيَةٌ / ما لِقَلبِيَ وَالهَوى بَعدَ الصِبا
فِطرَتي لا آخُذُ القَلبَ بِها / خُلِقَ الشاعِرُ سَمحاً طَرِبا
لَو جَلَوا حُسنَكَ أَو غَنّوا بِهِ / لِلَبيدٍ في الثَمانينَ صَبا
أَيُّها النَفسُ تَجِدّينَ سُدىً / هَل رَأَيتِ العَيشَ إِلّا لَعِبا
جَرِّبي الدُنيا تَهُن عِندَكِ ما / أَهوَنَ الدُنيا عَلى مَن جَرَّبا
نِلتِ فيما نِلتِ مِن مَظهَرِها / وَمُنِحتِ الخُلدَ ذِكراً وَنَبا
قامَ مِن عِلَّتِهِ الشاكي الوَصِب
قامَ مِن عِلَّتِهِ الشاكي الوَصِب / وَتَلَقّى راحَةَ الدَهرِ التَعِب
أَيُّها النَفسُ اِصبِري وَاِستَرجِعي / هَتفَ الناعي بِعَبدِ المُطَّلِب
نَزَلَ التُربَ عَلى مَن قَبلَهُ / كُلُّ حَيٍّ مُنتَهاهُ في التُرُب
ذَهَبَ اللينُ في إِرشادِهِ / كَالأَبِ المُشفِقِ وَالحَدِّ الحَدِب
القَريبُ العَتبِ مِن مَعنى الرِضا / وَالقَريبُ الجِدِّ مِن مَعنى اللَعِب
وَالأَخُ الصادِقُ في الوُدِّ إِذا / ظَهَرَ الإِخوانُ بِالوُدِّ الكَذِب
خاشِعٌ في دَرسِهِ مُحتَشِمٌ / فَكِهٌ في مَجلِسِ الصَفوِ طَرِب
قَلَّدَ الأَوطانَ نَشءً صالِحاً / وَشَباباً أَهلَ دينٍ وَحَسَب
رُبَّما صالَت بِهِم في غَدِها / صَولَةَ الدَولَةِ بِالجَيشِ اللَجِب
جَعَلوا الأَقلامَ أَرماحَهُمُ / وَأَقاموها مَقاماتِ القُضُب
لا يَميلونَ إِلى البَغيِ بِها / كَيفَ يَبغي مَن إِلى العِلمِ اِنتَسَب
شاعِرَ البَدوِ وَمِنهُم جاءَنا / كُلُّ مَعنىً رَقَّ أَو لَفظٍ عَذُب
قَد جَرَت أَلسُنُهُم صافِيَةً / جَرَيانَ الماءِ في أَصلِ العُشُب
سَلِمَت مِن عَنَتِ الطَبعِ وَمِن / كُلفَةِ الأَقلامِ أَو حَشوِ الكُتُب
قَد نَزَلتَ اليَومَ في باديَةٍ / عَمَرَت فيها اِمرَأَ القَيسِ الحِقَب
وَمَشى المَجنونُ فيها سالِياً / نَفَضَ اللَوعَةَ عَنهُ وَالوَصَب
أَعِرِ الناسَ لِساناً يَنظُموا / لَكَ فيهِ الشِعرَ أَو يُنشوا الخُطَب
قُم صِفِ الخُلدَ لَنا في مُلكِهِ / مِن جَلالِ الخُلقِ وَالصُنعِ العَجَب
وَثِمارٍ في يَواقيتِ الرُبى / وَسُلافٍ في أَباريقِ الذَهَب
وَاِنثُرِ الشِعرَ عَلى الأَبرارِ في / قُدُسِ الساحِ وَعُلوِيِّ الرَحِب
وَاِستَعِر رُضوانَ عودَي قَصَبٍ / وَتَرَنَّم بِالقَوافي في القَصَب
وَاِسقِ بِالمَعنى إِلَهِيّاً كَما / تَتَساقَونَ الرَحيقَ المُنسَكِب
كُلَّما سَبَّحتَ لِلعَرشِ بِهِ / رَفَعَ الرَحمَنُ وَالرُسُلُ الحُجُب
قُم تَأَمَّل هَذِهِ الدارُ وَفى / لَكَ مِن طُلّابِها الجَمعُ الأَرِب
وَفَتِ الدارُ لِباني رُكنِها / وَقَضى الحَقَّ بَنو الدارِ النُجُب
طَلَبوا العِلمَ عَلى شَيخِهِمُ / زَمَناً ثُمَّ إِذا الشَيخُ طُلِب
غابَ عَن أَعيُنِهِم لَكِنَّهُ / ماثِلٌ في كُلِّ قَلبٍ لَم يَغِب
صورَةٌ مُحسَنَةٌ ما تَختَفي / وَمِثالٌ طَيِّبٌ ما يَحتَجِب
رَجُلُ الواجِبِ في الدُنيا مَضى / يُنصِفُ الأُخرى وَيَقضي ما وَجَب
عاشَ عَيشَ الناسِ في دُنياهُمُ / وَكَما قَد ذَهَبَ الناسُ ذَهَب
أَخَذَ الدَرسَ الَّذي لُقِّنَهُ / عَجَمُ الناسِ قَديماً وَالعَرَب
روّعوه فتولى مغضبا
روّعوه فتولى مغضبا / أعلمتم كيف ترتاع الظَّبا
خُلقت لاهية ناعمة / ربما روعها مر الصَّبا
لي حبيب كلما قيل له / صدَّق القول وزكّى الريبا
كذب العذال فيما زعموا / أملي في فاتِنِي ما كذبا
لو رأونا والهوى ثالثنا / والدجى يرخى علينا الحجبا
في جوار الليل في ذمته / نذكر الصبح بأن لا يقربا
ملء بردينا عفاف وهوى / حفِظ الحسن وصنت الأدبا
يا غزالا أهِل القلب به / قلبي السفح وأحنى ملعبا
لك ما أحببت من حبته / منهلا عذبا ومرعى طيبا
هو عند المالك الأولى به / كيف أشكو أنه قد سُلبا
إن رأى أبقى على مملوكه / أو رأى أتلفه واحتسبا
لك قدّ سجد البان له / وتمنت لو أقلّته الربى
ولحاظ من معاني سحره / جمع الجفن سهاما وظبى
كان عن ذا لقلبي غنية / ما لقلبي والهوى بعد الصبا
فطرتي لا آخذ القلب بها / خلق الشاعر سمحا طربا
لو جلوا حسنك أو غنوا به / للبيد في الثمانين صبا
أيها النفس تجدَّين سدى / هل رأيت العيش إلا لعبا
جربي الدنيا تهن عند ما / أهون الدنيا على من جربا
نلتِ في ما نلت من مظهرها / ومنحت الخلد ذكرا ونبا
أنا في دنياى أوآخرتي / شاعر النيل وحسبي لقبا
أرد الكوثر إلا أنني / لا أرى الكوثر منه أعذبا
شرفا صاحب مصر شرفا / فتً في هذا المقام الشهبا
كيفما ئشت تفرد بالعلى / نسبا آنا وآنا حسبا
أنت إن عد خواقين الورى / خيرهم جدّا وأزكاهم أبا
أُنشر العرفان واجمع أمة / مثلت في العالمين العربا
كل يوم آية دلت على / أن للعلم القُوى والغلبا
لو بنوا فوق السهى مملكة / لوجدت العلم فيها الطنبا
سُلّم الناس إلى المجد إذا / طلبوا سلمه والسببا
ربِّ بالهجرة بالداعي لها / بالذي هاجر ممن صحبا
إجعل العام رضا الإسلام أو / بلغ الإِسلام فيه مأربا
وأجِره منعما من أمم / كان رأسا حين كانوا الذنبا
حكموا فيه وفي خيراته / وغدوا أهلا وأمسى اجنبا
يا مراد الدهر من أعوامه / ما أتى من وفدها أو ذهبا
هو ذا العام وذى أيامه / جددا تهدى السعود القشبا
فز بها واحيَى إلى أمثالها / عدد الساعات منها حقبا
وركوبي يا صديقي
وركوبي يا صديقي / وذهابي وإيابي
إمض أنفق ماتشا واص / بر إلى يوم الحسابِ
أنا لو بيع بفلس / لم يجد سوقا جرابي
كلانا رشاد على زورق / كسير وموج عنيف شقِى
فان ننج ننج بخير المتا / ع وإلا غرقنا مع الزورق

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025