القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : علي الجارم الكل
المجموع : 3
يا لواءَ الحسنِ أحزابَ الهوى
يا لواءَ الحسنِ أحزابَ الهوى / أجّجوا في الحب نيران الجفَاءْ
مذ رأوْا طَرفَكِ يبدو ناعساً / أيقظوا الفتنةَ في ظلِّ اللواء
فرّقت أهواءهم ثاراتُهم / كلُّ حُبٍّ بين أشواك عِداء
جمعوا بغضاءَهم فافترقوا / فاجمعي الأمرَ وصوني الأبرياء
إن هذا الحسنَ كالماء الذي / راق حتى كاد يخفيه الصفاء
والرضابُ الْحلُو لو جدتِ به / فيه للأنفس رِيٌّ وشفاء
لا تذودي بعضنا عن وِردهِ / كلُّنا يشكو الجوى والبُرَحاءْ
فانظري ليس الصدَى في بعضنا / دون بعضٍ واعدلي بين الظماء
وتجلَّيْ واجعلي قومَ الهوى / للهوى فيك وللحسن فِداء
هم فداءٌ لك لا بل كلُّ مَن / تحت عرش الشمسِ في الحكم سواء
أقبلي نستقبل الدنيا وما / يملأ الأعينَ حسناً ورُوَاءْ
أنت كالجنَّة ضُمِّنت الذي / ضُمِّنته من معدّاتِ الهناء
واسفِري تلك حُلىً ما خُلقت / لسوى لثمٍ وضمٍ واجتلاء
ما رأينا آيةَ اللّه أتت / لتُوارَى بلثامٍ وخباء
واخطرِي بينَ الندامَى يحلفوا / أنك الغصن ازدهاراً واستواءْ
أخبرتهم نفحةٌ منكِ سَرَتْ / أن روضا راح في النادي وجاء
وانطقِي ينثْر إذَا حدّثتِنا / لفظُك العذبُ عن القلبِ العنَاء
إنه الدرُّ فهل يمنحنا / ناثرُ الدر علينا ما نشاء
وابسمِي من كان هذا ثغره / فتن الزهرَ أريجاً وبهاء
فدعيه ينشر الطِّيبَ كما / يملأُ الدنيا ابتساماً وازدهاءْ
لا تخافي شططاً من أنفس / داولت بين خضوع وإباء
إنْ أجابت دعوة الحبِّ مشت / تعثُرُ الصبوةُ فيها بالحياة
راضت النخوةُ من أخلاقنا / فخضعنا وجمحنا كرمَاءْ
وسمت فوق الهوى أحسابُنا / وارتضَى آدابَنا صدقُ الوَلاء
فلو امتدت أمانينا إلى / أسدٍ مالاث كفّاً بدماء
أو سرت أنفاسُنا في جانبيْ / مَلَكٍ ما كدّرت ذاك الصفاء
أنتِ يَمُّ الحسن فيه ازدحمتْ / زُمَرُ العشَّاقِ كُل بسِقاء
أنقذتهم بعد يأسٍ مُغرِقٍ / سفُن الآمال يُزجيها الرجَاءْ
يقذف الشوق بها في مائجٍ / ماله من ساحلٍ إلاّ الّقَاء
فهي تجري والجوى يبعثُها / بين لَجّيْنِ عناء وشقاء
شدةٌ تمضي وتأتي شدَّة / واعتداءٌ للهوى بعد اعتدَاءْ
لو علت للنجم نفسي لأتتْ / تقتفيها شدّةٌ هل من رَخاء
ساعفي آمالَ أنضاءِ الهوى / يقتل الداء إذا عزّ الدواء
واكشفي حُجْبَ النوى ينتعشوا / بقبول من سجاياك رُخاء
أنتِ رُوحانيَّةٌ لا تدّعى / غيرَها فالأمرُ كالصبح جلاء
فاسألي المِرآةَ هل يوْماً رأت / أنَّ هذا الشكلَ من طينٍ وماء
وانزِعي عن جسمِك الثوب يَبِن / رُبّ حق ضاع في ثوب رياء
وارفعي شَعْرَك عنه ينجلي / للملا تكوينُ سكانِ السَّماء
وأَرِي الدنيا جَنَاحَيْ مَلَكٍ / منهما تستمنح النورَ ذُكَاءْ
نُشِرا في مُجتَلَى ضوء الضحا / خلفَ تمثالٍ مصوغٍ من ضِياء
ضمّني مجلسُ أنسٍ زانه
ضمّني مجلسُ أنسٍ زانه / صفوةٌ من نجباءِ الأصدقاءْ
منطقُ الهزل به جِدٌّ وكمْ / نَطق الْجِدُّ به القول الهُراء
فتطارحْنا حديثاً عَجَباً / فيه للروحِ وللعقلِ غِذاء
وتَجاذبْنا فنوناً جمعتْ / طُرَفاً ممَّا رواه الأدباء
ثم رُمْنا أن نحاجِي ساعةً / لنُريحَ النفسَ من كدِّ العَناء
قلت من يبدأ قالوا فابتدىء / أنت فالكلُّ لما تُلْقي ظِماء
قلت للنحويِّ قل قال وهل / تركت حتّى لنفسي من ذَماءْ
قلت فليأت البديعيُّ بما / شاءت الفِطْنةُ من لُغْزٍ وشاء
قال أتقنتُ بديعي كلَّه / غيرَ نوع هو حسنُ الابتداء
قلت للصرفيّ فابدأ قال قد / عاقني الإعلالُ في ريحٍ وشاء
ثم قالوا قل ولا تُكْثِر فمن / أكثرَ القول أملّ الْجُلَساء
قلت من يعرِفُ علماً وحِجاً / وذَكاءً وسماحاً في رِداء
يملأ الدنيا حياةً إن بدا / كوكباً يسطع فيَّاضَ الضياء
فأجابوا الشمسُ قلتُ انتبهوا / ليس للشمس نوالٌ وذَكاء
ثم قالوا زد فناديت ومما / مَوْرِدٌ قد راح في الناس وجَاءْ
موردٌ يمشي إلى قُصَّادِه / فيه رِيٌّ وحيَاةٌ وشِفاء
فنأوا عنِّي وقالوا عَجَبٌ / كيف يمشي مثلَما تزعُمُ ماء
قلتُ هل أبصرتُمُ جسماً يُرَى / للإِخاءِ المحضِ أو صِدق الوفاء
لِلعلا للفضلِ للدينِ وللأَ / دبِ الجمّ جميعاً والإِباء
فأجابوا قد عَجَزنا قل لنا / ذاك في الأرض يُرَى أم في السماء
قلت في الأرضِ وللأرضِ بهِ / ويحكم أيُّ ازدهارٍ وازدهاء
هو في الطبِّ أَبقْراطُ وفي / حَلْبة الشعرِ إمامُ الشعراء
وإذا أعطى أبيْتُم أَنَفاً / أن تعُدُّوا حاتماً في الكرمَاءْ
فأجابوا اكشف لنا حَيَّرتنا / عن أحاجيك إن شئتَ الغِطاء
قلت كلاّ فانظروا وانتبهوا / ليس في الأمر التباسٌ أو خَفاء
هل رأيتم دَوْحَةً مثمرةً / كلَّ آن في صباحٍ أو مَساء
هي في الصيف ظِلالٌ ونَدى / وهي دفءٌ وحَنانٌ في الشتاء
يجدُ البائسُ في ساحتها / موئِلاً حُلْوَ الْجَنَى رَحْبَ الفِناء
سألوني محسنٌ قلت نعم / ملجأُ القصّادِ كهفُ الفقراء
ثم قالوا شاعرٌ قلت أجل / شعْرُه الدرُّ بهاءً وصَفاء
ثم قالوا زاهدٌ قلت نعم / عنده الدنيا وما فيها هَبَاءْ
فأشاروا قِفْ عرفناه وهل / يُجْهَلُ البدرُ فما هذا الغَباء
عَجَباً حِزنا ولم نفطُنْ له / واسمُهُ كالصبح نوراً وجَلاء
لا نسمِّيه فيكفي وصفُه / فيه عن كلِّ تعريفٍ غَناء
قم وسجِّل فضلَه واهتِفْ به / وابتكِرْ ما شئتَ فيه من ثناء
ساكنِي الفيومِ إنِّي ذاكر
ساكنِي الفيومِ إنِّي ذاكر / عهدَكُمُ والذكر في البعدِ وفَاءْ
كم شدَا شعرِي على دوحتِكُمْ / أيّ شعرٍ غَرِدٍ أيّ غِنَاءْ
بلدٌ كالزهرِ حُسناً وشَذاً / بينَ أظلالس وأَنْسامٍ ومَاءْ
مثل خدِّ البكرِ في تلوينهِ / ترتدي في كُلِّ حينٍ بردَاءْ
فهيَ بالأمسِ سِوَاهَا في غدٍ / وهيَ في الصبح سِواهَا في المَساءْ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025