المجموع : 3
يَا ابنَ عَوْفٍ سِرْ حثيثاً باللِّواءْ
يَا ابنَ عَوْفٍ سِرْ حثيثاً باللِّواءْ / وَاقْدِمِ الجيشَ بعزْمٍ وَمَضاءْ
سِرْ حثيثاً يا ابنَ عوفٍ إنّها / دُومَةُ الجندلِ والقومُ البِطاءْ
سُبقوا للحقِّ ما يأخذُهُم / ذلك النّورُ ولا هذا الرُّواءْ
وَيحَهمُ ماذا عليهم لو رَضُوْا / شِرْعَةَ اللهِ ودينَ الحُنَفَاءْ
اتَّقِ اللّهَ ولا تَبْغِ الأَذَى / وَاتَّبِعْ ما قال خيرُ الرُّحَمَاءْ
إنّ للحربِ لديه أدباً / يَزَعُ السَّيْفَ ويَحمي الضُّعَفَاءْ
مَنْ يَدَعْهُ لا يَنَلْ مَجداً وإن / فَتَحَ الأرضَ وأقطَارَ السَّماءْ
أَعرضَ القومُ وقالوا دِينُنا / يا ابنَ عوفٍ دِينُنا لا ما تَشاءْ
ليس غير السيفِ يقضي بيننا / وَهْوَ أَوْلَى يا ابنَ عوفِ بالقَضَاءْ
وَرَأى سَيّدُهم ما هَالَهُ / من أمورٍ لا يراها الجُهَلاءْ
إنّهُ الأصبغُ لا يَخدعُهُ / باطلُ الوَهْمِ ومكْروهُ الهُراءْ
قَالَ أَسلمتُ فيا قوم اشْهَدُوا / وَاهْتدُوا فاللهُ حَقٌّ لا مَرَاءْ
شَرَعَ الدِّينَ الذي وَصَّى بهِ / عُمدَةَ الرُّسْلِ وشيخَ الأنبياءْ
هُوَ دِينُ اللهِ حَقّاً ما بِهِ / إن رَضِينَا أو أَبَيْنَا من خَفَاءْ
أَسْلَمَتْ من قومِهِ طائفةٌ / وَأَبَتْ طائفةٌ كُلَّ الإباءِ
ما على ذي هِمَّةٍ من حَرَجٍ / إن تَرَاخَى الجِدُّ أو زَاغَ الرّجاءْ
كلُّ أمرٍ فَلَهُ مِيقاتُه / طابتِ الأنفسُ أم طالَ العَناءْ
يا ابنةَ الأصبغِ هذا ما قَضَى / ربُّكِ الأعلى فَفُوزِي بالرَّفَاءْ
مِلَّةٌ فُضْلَى وبَعلٌ صالحٌ / حَبَّذَا القَسمُ وما أسنَى العَطَاءْ
إنّه أمرُ النبيِّ المُجتَبَى / معدنِ التّقوى وَمَوْلَى الأتقياءْ
يا ابنَ عوفٍ لو رأى الغيبَ امرؤٌ / لَرَأتْ عيناكَ ما تَحتَ الغِطَاءْ
لَكَ من زَوْجِكَ كَنزٌ جَلَلٌ / مِن كُنوزِ اللَّهِ أغنى الأغنياءْ
يُستمَدُّ العِلمُ مِنهُ والهُدَى / ويُقامُ الدِّينُ قُدْسِيَّ البِناءْ
نعمةٌ للَّهِ ما أعظَمَها / فله الحمدُ جَميعاً والثَّناءْ
يا بَني النيلِ تَقَضّى صَومُكُم
يا بَني النيلِ تَقَضّى صَومُكُم / فَاِبتَغوا بِالبِرِّ عُقبى الأَتقِياء
وَزَكاةُ الفِطرِ هَذا يَومُها / فَاِجعَلوها لِيَتامى الشُهَداء
غيظَتِ الأَنواءُ مِمّا اِنهَمَرَت / في يَدِ المُختارِ أَيدي الكُرَماء
طافَ يَدعو كُلَّ سَمحٍ مُفَضلٍ / سائِغِ المَعروفِ مَعسولِ العَطاء
صادِقِ الإيمانِ يَخشى رَبَّهُ / وَيَرى رِضوانَهُ خَيرَ الجَزاء
يا رَسَولَ اللَهِ يَمشي حَولَهُ / مَلَأُ الرُسلِ وَوَفدُ الأَنبِياء
لَكَ مِن مِصرَ وَإِن غيظَ العِدى / ما أَقَلَّت مِن نُفوسٍ وَثَراء
انْبعِثْ في الأرضِ يا وَحْيَ السَّماءْ
انْبعِثْ في الأرضِ يا وَحْيَ السَّماءْ / واسْرِ يا نُورَ الهُدَى مِلءَ الفَضاءْ
انْبَعِثْ كالرُّوحِ يا رُوحَ الرَّجاءْ / وامْلأ الأكوانَ مِثلَ الكهرباءْ
أنتَ مَعْنَى الخَلْقِ أو سِرُّ البَقاءْ /
يا حياةً ليسَ عنها مِن مَحيدِ / للبرايا من شقِيٍّ وَسَعَيدِ
امْلأَي الدُّنيا وَزِيدي ثُمَّ زِيدي / لا تَخَافي أَنْ تَزُوليِ أو تَبِيدي
أنتِ أُمُّ الدّهرِ أو أُخْتُ القضاءْ /
أَوَّلٌ لَيْسَ لَهُ مِن آخِرِ / يَرْمُقُ الدُّنيا بِعَيْنَيْ ساخِرِ
يَترامَى في عُبابٍ زاخِرِ / من جَلالٍ عبقريٍّ فاخِرِ
شامِخَ العِرْنينِ عالي الكِبرياءْ /
يا جلالَ الخلدِ في العزّ المُقيمْ / أيّ مُلكٍ مِثْلُ ذا المُلْكِ العظيمْ
يتجلىَّ في سَلامٍ وَنَعيمْ / مِن عطاءِ اللهِ ذي الفضل العميمْ
وهو مَوْلَى كُلِّ فَضْلٍ وعَطَاْءْ /
أَنْزَلَ القُرآنَ نُوراً وهُدَى / في بيانٍ بالِغٍ أقْصَى المَدى
يَتَوالىَ الصَّوتُ منه والصَّدَى / إنّ هذا الكونَ لم يُخلَقْ سُدَى
فاسْتَفِيقي يا ظُنونَ الجُهَلاءْ /
اسْتَفِيقي إنّه صُبحُ اليَقينْ / جاءَ طلقَ الوجهِ وضّاحَ الجبينْ
يتحدَّى الناسَ بالحقِّ المُبينْ / ويَسوسُ الأمرَ من دُنيا ودينْ
في نظامٍ من سَلامٍ وإخاءْ /
يطفِئُ الشَّرِّ بأنفاسِ الجُنَاةْ / تَنْضَوِي فيها جناياتُ الحياةْ
فَإذا القومُ رُفاتٌ في رُفاتْ / وإذا ما قدّموا مِن سَيِئاتْ
طارَ في آثارهم مِثلُ الهَباءْ /
يا طبيبَ الدّاءِ يُودِي بالطّبيبْ / ما لِقومِي مِنْكَ في شكٍّ مُريبْ
غاب لُبُّ الأمرِ عن عِلمِ اللّبيبْ / يا عجيباً دُونَهُ كلُّ عجيبْ
أين من سِرِّكَ سِرُّ الكِيميَاءْ /
صانِعٌ يُحسِنُ إنشاءَ النُّفوسْ / فَهْيَ في إشراقِها مِثلُ الشُّموسْ
وحكيمٌ تَنْحَني شُمُّ الرُّؤوسْ / تَتلَقَّى من عِظاتٍ وَدُروسْ
ما وَعَى للمؤمنين الحُكماءْ /
وَكَّلَ اللهُ به مِن أَهْلِهِ / مَعْشراً ضَمُّوا القُوَى في ظِلِّهِ
وبَنُوا بُنيانَهمْ مِن أجلِهِ / فجَزاهم ربُّهم من فضلهِ
صَالِحَ الأجرِ ومَوفورَ الجزاءْ /
عَلِّمُوهُ الناسَ إذ مالَ الهَوَى / بِزَمانٍ صَدَّ عنه فَغَوى
لو جَرَى الأمرُ عليهِ ما الْتَوَى / هَلْ لأهلِ الأرضِ من هادٍ سِوَى
ما وَعَى الذّكرُ من الآي الوِضاءْ /
يا رِجَالَ اللهِ زِيدُوا اللَه نَصْرا / واعْصْفُوا بالدِّهرِ إيماناً وصَبْرا
لا تَلِينُوا إنّها الأحداثُ تَتْرَى / والجهادُ الحقُّ بالأبطالِ أَحْرَى
يا رجالَ اللِه سِيروا باللِّواءْ /
أَنتمُ القُوَّادُ خُوضُوا بالجنودْ / لُجَجَ الهيجاءِ من حُمْرٍ وسُودْ
نَزِّهُوا الإسلامَ عن دعوى الجُمودْ / أَفَيُدْعَى جامداً رُوحُ الوُجودْ
هكذا تَعْمَى قُلوبُ الأغبياءْ /
الكِفاحُ اشتدَّ والبأسُ احْتَدَمْ / ربَّنا انْصُرْ قومَنا في المُزْدَحَمْ
واجْعَلِ الإسلامَ مرفوعَ العَلَمْ / ربَّنا لا تُخْزِنا بين الأُمَمْ
إنّه المجدُ وإرثُ الأنبياءْ /
كنْ لنا فالأمرُ أمرُ القادرِ / ما لِشَعْبٍ عاجزٍ من ناصِرِ
لا تَدَعْنَا مَغْنمَاً لِلظّافرِ / واسْتَجبْها دعوةً من شاعِرِ
يبتغِي وَجْهَكَ بين الشُّعراءْ /
يُرسِلُ الشّعرَ شُعاعاً سَارِيا / ودماً في كلِّ عِرْقٍ جاريا
يرتوِي منه نقيّاً صافياً / ربِّ فاجْعَلْني إماماً هاديا
واهْدنِي في المؤمنينَ الأصفياءْ /