يا لِواءَ الحُسنِ أَحزابُ الهوى
يا لِواءَ الحُسنِ أَحزابُ الهوى / أَيقَظوا الفِتنةَ في ظلِّ اللِواءِ
فَرَّفَتهُم في الهَوى ثاراتُهُم / فاجمَعي الأمرَ وَصوني الأَبرِياء
إنَّ هذا الحسنَ كالماءِ الذي / فيهِ للأَنفُسِ رِيٌّ وَشِفاء
لا تَذودي بَعضَنا عن وِردهِ / دونَ بعضٍ واعدلي بين الظِماء
أنتِ يمُّ الحُسنِ فيهِ ازدَحَمَت / سُفُنُ الآمالِ يُزجيها الرجاء
يَقذِفُ الشوقُ بها في مائجٍ / بين لُجَّينِ عناءٍ وَشَقاء
شِدَّةٌ تَمضي وَتَأتي شِدَّةٌ / تَقتَفيها شدَّةٌ هل من رجاء
ساعِفي آمالَ أنضاءِ الهَوى / بِقبولٍ من سجاياكِ رُخاء
وَتَجَلّى واجعَلي قومَ الهوى / تحت عرش الشَمسِ في الحكم سواء
أقبِلي نَستَقبِل الدُنيا وما / ضَمِنَته من مُعَدّات الهناء
واسفِري تلك حلىً ما خُلِقَت / لِتُواري بِلئامٍ أو خباء
واخطِري بين النَدامى يَحلِفوا / أنَّ روضاً راح في النادي وجاء
وانطِقي يَنثُرِ إذا حدَّثتِنا / ناثِرُ الدُرِّ علينا ما نَشاء
وَاِبسمي من كان هذا ثغرُهُ / يَملا الدُنيا ابتِساما وازدهاء
لا تخافي شطَطاً من أنفُسٍ / تَعثُرُ الصَبوةُ فيها بالحياء
راضتِ النَخوةُ من أخلاقِنا / وارتَضى آدابنا صدقُ الولاء
فلَو امتدَّت أمانينا إِلى / ملكٍ ما كدَّرَت ذاكَ الصَفاء
أنتِ روحانِيَّةٌ لا تدَّعي / انَّ هذا الحُسنَ من طينٍ وماء
وانزِعي عَن جِسمِك الثَوب يَبن / لِلمَلا تكوينُ سكّانِ السَماء
وأَرى الدُنيا جناحَي ملكٍ / خَلفَ تِمثالٍ مصوغٍ من ضِياء