القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أحمد شَوقي الكل
المجموع : 53
يا عدوّ الله والرس
يا عدوّ الله والرس / ل وسبَّاب الخليفة
صف لنا صفحة خدَّ / يك على تلك الصحيفة
روّعوه فتولى مغضبا
روّعوه فتولى مغضبا / أعلمتم كيف ترتاع الظَّبا
خُلقت لاهية ناعمة / ربما روعها مر الصَّبا
لي حبيب كلما قيل له / صدَّق القول وزكّى الريبا
كذب العذال فيما زعموا / أملي في فاتِنِي ما كذبا
لو رأونا والهوى ثالثنا / والدجى يرخى علينا الحجبا
في جوار الليل في ذمته / نذكر الصبح بأن لا يقربا
ملء بردينا عفاف وهوى / حفِظ الحسن وصنت الأدبا
يا غزالا أهِل القلب به / قلبي السفح وأحنى ملعبا
لك ما أحببت من حبته / منهلا عذبا ومرعى طيبا
هو عند المالك الأولى به / كيف أشكو أنه قد سُلبا
إن رأى أبقى على مملوكه / أو رأى أتلفه واحتسبا
لك قدّ سجد البان له / وتمنت لو أقلّته الربى
ولحاظ من معاني سحره / جمع الجفن سهاما وظبى
كان عن ذا لقلبي غنية / ما لقلبي والهوى بعد الصبا
فطرتي لا آخذ القلب بها / خلق الشاعر سمحا طربا
لو جلوا حسنك أو غنوا به / للبيد في الثمانين صبا
أيها النفس تجدَّين سدى / هل رأيت العيش إلا لعبا
جربي الدنيا تهن عند ما / أهون الدنيا على من جربا
نلتِ في ما نلت من مظهرها / ومنحت الخلد ذكرا ونبا
أنا في دنياى أوآخرتي / شاعر النيل وحسبي لقبا
أرد الكوثر إلا أنني / لا أرى الكوثر منه أعذبا
شرفا صاحب مصر شرفا / فتً في هذا المقام الشهبا
كيفما ئشت تفرد بالعلى / نسبا آنا وآنا حسبا
أنت إن عد خواقين الورى / خيرهم جدّا وأزكاهم أبا
أُنشر العرفان واجمع أمة / مثلت في العالمين العربا
كل يوم آية دلت على / أن للعلم القُوى والغلبا
لو بنوا فوق السهى مملكة / لوجدت العلم فيها الطنبا
سُلّم الناس إلى المجد إذا / طلبوا سلمه والسببا
ربِّ بالهجرة بالداعي لها / بالذي هاجر ممن صحبا
إجعل العام رضا الإسلام أو / بلغ الإِسلام فيه مأربا
وأجِره منعما من أمم / كان رأسا حين كانوا الذنبا
حكموا فيه وفي خيراته / وغدوا أهلا وأمسى اجنبا
يا مراد الدهر من أعوامه / ما أتى من وفدها أو ذهبا
هو ذا العام وذى أيامه / جددا تهدى السعود القشبا
فز بها واحيَى إلى أمثالها / عدد الساعات منها حقبا
يا مليكا شاد فينا
يا مليكا شاد فينا / مثل ما شاد الخليل
دمت مشكور المساعي / أيها المولى الجليل
كان إبراهيم يبنى / كعبة للصالحين
ولأنت اليوم تبنى / كعبة للصانعين
فلك القطر دواما / حافظ حق الجميل
فابن يا مولى وشيِّد / دار عز وافتخار
فهي كنز للرعايا / وحياة للديار
وستكسو مصر ثوبا / يبهر الدنيا جميل
يا حمامة دنشواى
يا حمامة دنشواى / نوِّحي للسير جارى
تحت الظلام / كيلا ينام
الشنق حامى / والضرب داير
فين المحامي / ما فيش كلام
أيها السيد لطفى
أيها السيد لطفى / لست والله جليدا
أنت كالنار مزاجا / كيف مازجت رشيدا
قالت الحرباء قولا
قالت الحرباء قولا / خَطَّه شيخ معمم
لا تلوموني فإني / في الهوى أخت المقطم
أيها الثغر بلغت الأملا
أيها الثغر بلغت الأملا / قم إلى الركب وزف المحملا
وامش في موكبه واجتله / موكب الرحمن نعم المجتلى
وتعطر بخَلِيلىِّ الشذى / وتمتع من خليلىّ الحلى
وإذا فاتك لمس بيد / فتزوّد باللحاظ القبلا
واذكر الداعين لله غدا / في منى وادع لهم مبتهلا
هكذا فليتدلل مولد / أخرج الملك الكريم المفضلا
سيقول الناس في أخبارهم / نقل المحمل عباس إلى
جمل يحمل للبيت حلى / ليتني كنت الحلى والجملا
ليتني خُف له أو كلكل / يوم يلقى في المقام الكلكلا
سار يحدوه ويحمى جحفل / ربنا أكلأه لنا والجحفلا
وفدك اللهم كن جارهمو / في بعيد البحر أو قاصى الفلا
وتقبل منهمو تلك الخطى / وأعنهم وأثبهم مجزلا
يابن خير الخلق قبلت يدا / بلغ السؤل بها من قبَّلا
وبسطت الكف أبغى دعوة / يوم تأتي الله أصوات الملا
عرفات يعرف الإخلاص لي / و منى تعرف لي صدق الولا
إن تسل عن حسبي أو نسبي / فهما مدحي أباك المرسلا
صلتي عند لا أتركها / وكفاني صلة أن أصلا
أنت في عليا الذرى من أمة / رفعوا مُلكا وشادوا دولا
كلما سارت لأرض خيلهم / سبق العلم إليها الأَسلا
قسما بالقاع والثاوى به / وملاك غيبته كربلا
ما علمت المجد إلا مجدكم / قُصِر المجد عليكم والعلى
ورِث الناس نعيما باطلا / وورثتم وحى ربي المنزلا
دام للحج ولىٌّ منكم / يحرس البيت ويحمى السبلا
يا حماة الطفل خير المحسنين
يا حماة الطفل خير المحسنين / يدكم فيها يد الله المعين
أنظروا عند توافى جمعكم / تجدوا في الجمع جبريل الأمين
ظَلَّلَ الطفلَ ووافاه / مهرجان الله عرض المرسلين
يذكر الفضلَ على الدهر لكم / من رعيتم من بنات وبنين
عرفوا الدهر ولما يولَدوا / فسل الدهر أكانوا مذنبين
غرباء الأهل نزَّاح الحِمى / وجدوا الدار بكم والأقربين
قل لمن إن قيل في البِر لهم / قبضوا الراح وولوا معرضين
أتقوا الأيام في أعقابكم / أأخذتم لهمُ عهد السنين
يأخذ الله وإن طال المدى / ويُدان المرء ما كان يدين
خَلق الحظَّ جُمانا وحصى / خالقُ الإنسان من ماء وطين
ولأمر ما وسر غامض / تسعد النطفة أو يشقى الجنين
فوليد تسجد الدنيا له / وسواه في زوايا المهملين
وابن كسرى لا يُلَقَّى راية / يتلقاها ابن عبد باليمن
رب مهد أزرت البؤسى به / فيه كنز خبأ الغيبُ ثمين
مرضَعا يقطر بؤسا يومه / مغِدق النعمى غدا في العالمين
أو ضعيِف الركن في ألفافه / هو ركن القوم ضرغام العرين
أو طويلِ الصمت أعمى في الصبا / بين برديه المعرىُّ المبين
أو فتاة هينةٍ فوق الثرى / ولَدت من بالثريا يستهين
سيد النيل وواديه معا / مصرك الغرة والشرق الجبين
سعد الكل بناديك فلا / بائس يشقى ولا طفل حزين
ارحم الحساد واغفر للعدا / أنت عند الله والشعب مكين
ردّت الروح على المضنى معك
ردّت الروح على المضنى معك / أحسن الأيام يوم أرجعك
تَبعا كانت ورقَّا في النوى / وقليل للهوى ما أتبعك
إن يكن إثرك لم يهلك أسى / هو ملاك إليه أستشفعك
مر من بعدك ما روّعني / أتُرى يا حلو بُعدى روّعك
قمت بالبين وما جرعني / وحملت الشَّطر مما جرعك
كم شكوت البث يا ليل إلى / مطلع البدر عسى أن يُطلِعك
وبعثت الشوق في ريح الصَّبا / فشكا الحرقة مما أستودعك
لم تسل ما ليله ما ويله / وسألتُ الريح ماذا ضعضعك
مبدعا في الكيد والدل معا / لست أشكوك إلى من أبدعك
يا نعيمي وعذابي في الهوى / بعذولي في الهوى ما جَمَّعضك
بين عينيك وقلبي رحمة / نقلت عيناك لى ما أسمعك
أنت روحي ظلم الواشي الذي / زعم القلب سلا أو ضيّعك
موقعي عند لا أعلمه / آه لو يعلم عندي موقعك
نحن بانٌ ونسيم في الهوى / بك أغراني الذي بي أولعك
نحن في الحب الحميا والحيا / قد سقانيها الذي بي شعشعك
أرجفوا أنك شاك موجع / ليت بي فوق الضنى ما أوجعك
لو ترى كيف أستهلت أدمعي / لا رأت أمك يوما أدمعك
نامت الأعين إلا مقلة / تسكب الدمع وترعى مضجعك
وتحنت وتمنت أضلعي / لوفدت مما تلاقى أضلعك
بِيَ من جرحك ألف مثله / لا خلعُت السقم حتى يدعك
احتكم في الروح والمال وخذ / نور عينيَّ عسى أن ينفعك
حبذا الساحة والظل الظليل
حبذا الساحة والظل الظليل / وثناء في فم الدار جميل
لم تزل تجزى به تحت الثرى / لجة المعروف والنيل الجزيل
صنع إسماعيل جلت يده / كل بنيان على الباني دليل
أتراها سُدَّة من بابه / فتحت للخير جيلا بعد جيل
ملعب الأيام إلا أنه / ليس حظ الجدّ منه بالقليل
شهد الناس بِها عائدة / وشجى الأجيال من فردى الهديل
وأئتنفنا في ذَراها دولة / ركنها السؤدد والمجد الأثيل
أينعت عصرا طويلا وأتت / دون أن نستأنف العصر الطويل
كم ضفرنا الغار في محرابها / وعقدناه لسباق أصيل
كم بدور ودّعت يوم النوى / وشموس شيعت يوم الرحيل
رب عرس مر للبر بها / ماج بالخيرِّ والسمح المنيل
ضحك الأيتام في ليلته / ومشى يستروح البرء العليل
والتقى البائس والنعمى به / وسعى المأوى لأبناء السبيل
ومن الأرض جديب وندٍ / ومن الدور جواد وبخيل
يا شبابا حنفاء ضمهم / منزل ليس بمذموم النزيل
يصرف الشبان عن وِرد القذى / وينحّيهم عن المرعى الوبيل
اذهبوا فيه وجيئوا إخوة / بعضهم خِدن لبعض وخليل
لا يضرنَّكم قلته / كل مولود وإن جل ضئيل
أرجفت في أمركم طائفة / تَبَعُ الظن عن الإنصاف ميل
اجعلوا الصبر لهم حيلتكم / قَلَّت الحيلة في قال وقيل
أيريدون بكم أن تجمعوا / رقة الدين إلى الخلق الهزيل
خلت الأرض من الهَدى ومن / مرشد للنشء بالهدى كفيل
فترى الأسرة فوضى وترى / نَشَأً عن سُنَّة البر يميل
لا تكونوا السيل جهما خشنا / كلما عب وكونوا السلسبيل
رب عين سمحة خاشعة / روت العشب ولم تنس النخيل
لا تماروا الناس فيما اعتقدوا / كل نفس بكتاب وسبيل
وإذا جئتم إلى ناديكم / فاطرحوا خلفكم العبء الثقيل
هذه ليلتكم في الأوبرا / ليلة القدر من الشهر النبيل
مهرجان طوَّف الهادى به / ومشى بين يديه جبرئيل
وتجلت أوجه زيَّنَها / غُرر من لمحة الخير تسيل
فكأن الليل بالفجر انجلى / أو كأن الدار في ظل الأصيل
أيها الأجواد لا نجزيكم / لذة الخير من الخير بديل
رجل الأمة يُرجى عنده / لجليل العمل العونُ الجليل
إن دارا حُطتموها بالندى / أخذت عهد الندى ألا تميل
أيها القصر أترعى عهدنا
أيها القصر أترعى عهدنا / وتفى إن عز في الناس الوفى
لا تُضع عندك أسرار الهوى / واختزنها في الزوايا والحنِى
واتخذ ختما على أشيائه / إن أشياء الهوى كنز سنى
ذكريات كلما حركتها / ضاع من جدرانك المسك الزكي
قُبَل لم يحصها إلا الهوى / طِبن بالصبح وطيبن العشي
يجد الجسم لها همسا كما / خفق السنبل أو رنَ الحلى
وعناق كالجفون اشتبكت / والغصين التف باللدن الطرى
أيها القصر أنقضى عُرس الهوى / وطوى الإِصباح ليل الأنس طى
وقديما في الليالي لم تدم / بهجة العرس ولم يبق الدوِى
وركوبي يا صديقي
وركوبي يا صديقي / وذهابي وإيابي
إمض أنفق ماتشا واص / بر إلى يوم الحسابِ
أنا لو بيع بفلس / لم يجد سوقا جرابي
كلانا رشاد على زورق / كسير وموج عنيف شقِى
فان ننج ننج بخير المتا / ع وإلا غرقنا مع الزورق
قم إلى الأهرام واخشع واطَّرح
قم إلى الأهرام واخشع واطَّرح / خِيلة الصِّيد وزهو الفاتحين
وتمهَّل إنما تمشى على / حَرَم الدهر ونادى الأولين
وارتق الأحجار واصعد منبرا / لم يُسَخَّر لأمير المؤمنين
ادعُ قومي من ذرى أعواده / لخلال كالصباح المستبين
قل لهم عهدىَ فيكم أمةً / عرفوا الحق وقوما صابرين
عطف الدهر على ثورتكم / ولوى الناسَ عليها معجبين
هزت الليث ولما يَصح من / دم غليومَ وصيدٍ آخرين
فرأى ما لم يقع في وهمه / مصر تستكبر والألمان دِين
ثورة أقبلت السلمُ بها / عجبُ الرائين سحرُ السامعين
قام رهط منكم فاقتحموا / كبرياء الفاتحين الظافرين
جحدوا السيف وردّوا حكمه / عُزَّلا إلا من الحق المبين
همة تكتبها مصر لهم / إن أبيتم أن تكونوا الكاتبين
استخفّ الليثُ إجماعكم / وهو نابُ العَجَم الداهي الرزين
فزأرتم زأرة أقعى لها / وأجال اللحظ فيهم يستبين
مستعيذا منكُم بالله أن / تُصبحوا الهند وتمسوا الصِين فِين
نفر تأوى إليهم أمة / ووزير يَتولى الثائرين
وشباب من رآهم عصبةً / قال نَحلٌ أُوذنت بالمعتدين
وجموع عُزَّل ما أكترثت / لجموع بالمواضي معلنين
زادهم سعد شَباتَي همة / كالحسام العضب والرمح السَّنين

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025