المجموع : 53
يا عدوّ الله والرس
يا عدوّ الله والرس / ل وسبَّاب الخليفة
صف لنا صفحة خدَّ / يك على تلك الصحيفة
روّعوه فتولى مغضبا
روّعوه فتولى مغضبا / أعلمتم كيف ترتاع الظَّبا
خُلقت لاهية ناعمة / ربما روعها مر الصَّبا
لي حبيب كلما قيل له / صدَّق القول وزكّى الريبا
كذب العذال فيما زعموا / أملي في فاتِنِي ما كذبا
لو رأونا والهوى ثالثنا / والدجى يرخى علينا الحجبا
في جوار الليل في ذمته / نذكر الصبح بأن لا يقربا
ملء بردينا عفاف وهوى / حفِظ الحسن وصنت الأدبا
يا غزالا أهِل القلب به / قلبي السفح وأحنى ملعبا
لك ما أحببت من حبته / منهلا عذبا ومرعى طيبا
هو عند المالك الأولى به / كيف أشكو أنه قد سُلبا
إن رأى أبقى على مملوكه / أو رأى أتلفه واحتسبا
لك قدّ سجد البان له / وتمنت لو أقلّته الربى
ولحاظ من معاني سحره / جمع الجفن سهاما وظبى
كان عن ذا لقلبي غنية / ما لقلبي والهوى بعد الصبا
فطرتي لا آخذ القلب بها / خلق الشاعر سمحا طربا
لو جلوا حسنك أو غنوا به / للبيد في الثمانين صبا
أيها النفس تجدَّين سدى / هل رأيت العيش إلا لعبا
جربي الدنيا تهن عند ما / أهون الدنيا على من جربا
نلتِ في ما نلت من مظهرها / ومنحت الخلد ذكرا ونبا
أنا في دنياى أوآخرتي / شاعر النيل وحسبي لقبا
أرد الكوثر إلا أنني / لا أرى الكوثر منه أعذبا
شرفا صاحب مصر شرفا / فتً في هذا المقام الشهبا
كيفما ئشت تفرد بالعلى / نسبا آنا وآنا حسبا
أنت إن عد خواقين الورى / خيرهم جدّا وأزكاهم أبا
أُنشر العرفان واجمع أمة / مثلت في العالمين العربا
كل يوم آية دلت على / أن للعلم القُوى والغلبا
لو بنوا فوق السهى مملكة / لوجدت العلم فيها الطنبا
سُلّم الناس إلى المجد إذا / طلبوا سلمه والسببا
ربِّ بالهجرة بالداعي لها / بالذي هاجر ممن صحبا
إجعل العام رضا الإسلام أو / بلغ الإِسلام فيه مأربا
وأجِره منعما من أمم / كان رأسا حين كانوا الذنبا
حكموا فيه وفي خيراته / وغدوا أهلا وأمسى اجنبا
يا مراد الدهر من أعوامه / ما أتى من وفدها أو ذهبا
هو ذا العام وذى أيامه / جددا تهدى السعود القشبا
فز بها واحيَى إلى أمثالها / عدد الساعات منها حقبا
يا مليكا شاد فينا
يا مليكا شاد فينا / مثل ما شاد الخليل
دمت مشكور المساعي / أيها المولى الجليل
كان إبراهيم يبنى / كعبة للصالحين
ولأنت اليوم تبنى / كعبة للصانعين
فلك القطر دواما / حافظ حق الجميل
فابن يا مولى وشيِّد / دار عز وافتخار
فهي كنز للرعايا / وحياة للديار
وستكسو مصر ثوبا / يبهر الدنيا جميل
يا حمامة دنشواى
يا حمامة دنشواى / نوِّحي للسير جارى
تحت الظلام / كيلا ينام
الشنق حامى / والضرب داير
فين المحامي / ما فيش كلام
أيها السيد لطفى
أيها السيد لطفى / لست والله جليدا
أنت كالنار مزاجا / كيف مازجت رشيدا
قالت الحرباء قولا
قالت الحرباء قولا / خَطَّه شيخ معمم
لا تلوموني فإني / في الهوى أخت المقطم
أيها الثغر بلغت الأملا
أيها الثغر بلغت الأملا / قم إلى الركب وزف المحملا
وامش في موكبه واجتله / موكب الرحمن نعم المجتلى
وتعطر بخَلِيلىِّ الشذى / وتمتع من خليلىّ الحلى
وإذا فاتك لمس بيد / فتزوّد باللحاظ القبلا
واذكر الداعين لله غدا / في منى وادع لهم مبتهلا
هكذا فليتدلل مولد / أخرج الملك الكريم المفضلا
سيقول الناس في أخبارهم / نقل المحمل عباس إلى
جمل يحمل للبيت حلى / ليتني كنت الحلى والجملا
ليتني خُف له أو كلكل / يوم يلقى في المقام الكلكلا
سار يحدوه ويحمى جحفل / ربنا أكلأه لنا والجحفلا
وفدك اللهم كن جارهمو / في بعيد البحر أو قاصى الفلا
وتقبل منهمو تلك الخطى / وأعنهم وأثبهم مجزلا
يابن خير الخلق قبلت يدا / بلغ السؤل بها من قبَّلا
وبسطت الكف أبغى دعوة / يوم تأتي الله أصوات الملا
عرفات يعرف الإخلاص لي / و منى تعرف لي صدق الولا
إن تسل عن حسبي أو نسبي / فهما مدحي أباك المرسلا
صلتي عند لا أتركها / وكفاني صلة أن أصلا
أنت في عليا الذرى من أمة / رفعوا مُلكا وشادوا دولا
كلما سارت لأرض خيلهم / سبق العلم إليها الأَسلا
قسما بالقاع والثاوى به / وملاك غيبته كربلا
ما علمت المجد إلا مجدكم / قُصِر المجد عليكم والعلى
ورِث الناس نعيما باطلا / وورثتم وحى ربي المنزلا
دام للحج ولىٌّ منكم / يحرس البيت ويحمى السبلا
يا حماة الطفل خير المحسنين
يا حماة الطفل خير المحسنين / يدكم فيها يد الله المعين
أنظروا عند توافى جمعكم / تجدوا في الجمع جبريل الأمين
ظَلَّلَ الطفلَ ووافاه / مهرجان الله عرض المرسلين
يذكر الفضلَ على الدهر لكم / من رعيتم من بنات وبنين
عرفوا الدهر ولما يولَدوا / فسل الدهر أكانوا مذنبين
غرباء الأهل نزَّاح الحِمى / وجدوا الدار بكم والأقربين
قل لمن إن قيل في البِر لهم / قبضوا الراح وولوا معرضين
أتقوا الأيام في أعقابكم / أأخذتم لهمُ عهد السنين
يأخذ الله وإن طال المدى / ويُدان المرء ما كان يدين
خَلق الحظَّ جُمانا وحصى / خالقُ الإنسان من ماء وطين
ولأمر ما وسر غامض / تسعد النطفة أو يشقى الجنين
فوليد تسجد الدنيا له / وسواه في زوايا المهملين
وابن كسرى لا يُلَقَّى راية / يتلقاها ابن عبد باليمن
رب مهد أزرت البؤسى به / فيه كنز خبأ الغيبُ ثمين
مرضَعا يقطر بؤسا يومه / مغِدق النعمى غدا في العالمين
أو ضعيِف الركن في ألفافه / هو ركن القوم ضرغام العرين
أو طويلِ الصمت أعمى في الصبا / بين برديه المعرىُّ المبين
أو فتاة هينةٍ فوق الثرى / ولَدت من بالثريا يستهين
سيد النيل وواديه معا / مصرك الغرة والشرق الجبين
سعد الكل بناديك فلا / بائس يشقى ولا طفل حزين
ارحم الحساد واغفر للعدا / أنت عند الله والشعب مكين
ردّت الروح على المضنى معك
ردّت الروح على المضنى معك / أحسن الأيام يوم أرجعك
تَبعا كانت ورقَّا في النوى / وقليل للهوى ما أتبعك
إن يكن إثرك لم يهلك أسى / هو ملاك إليه أستشفعك
مر من بعدك ما روّعني / أتُرى يا حلو بُعدى روّعك
قمت بالبين وما جرعني / وحملت الشَّطر مما جرعك
كم شكوت البث يا ليل إلى / مطلع البدر عسى أن يُطلِعك
وبعثت الشوق في ريح الصَّبا / فشكا الحرقة مما أستودعك
لم تسل ما ليله ما ويله / وسألتُ الريح ماذا ضعضعك
مبدعا في الكيد والدل معا / لست أشكوك إلى من أبدعك
يا نعيمي وعذابي في الهوى / بعذولي في الهوى ما جَمَّعضك
بين عينيك وقلبي رحمة / نقلت عيناك لى ما أسمعك
أنت روحي ظلم الواشي الذي / زعم القلب سلا أو ضيّعك
موقعي عند لا أعلمه / آه لو يعلم عندي موقعك
نحن بانٌ ونسيم في الهوى / بك أغراني الذي بي أولعك
نحن في الحب الحميا والحيا / قد سقانيها الذي بي شعشعك
أرجفوا أنك شاك موجع / ليت بي فوق الضنى ما أوجعك
لو ترى كيف أستهلت أدمعي / لا رأت أمك يوما أدمعك
نامت الأعين إلا مقلة / تسكب الدمع وترعى مضجعك
وتحنت وتمنت أضلعي / لوفدت مما تلاقى أضلعك
بِيَ من جرحك ألف مثله / لا خلعُت السقم حتى يدعك
احتكم في الروح والمال وخذ / نور عينيَّ عسى أن ينفعك
حبذا الساحة والظل الظليل
حبذا الساحة والظل الظليل / وثناء في فم الدار جميل
لم تزل تجزى به تحت الثرى / لجة المعروف والنيل الجزيل
صنع إسماعيل جلت يده / كل بنيان على الباني دليل
أتراها سُدَّة من بابه / فتحت للخير جيلا بعد جيل
ملعب الأيام إلا أنه / ليس حظ الجدّ منه بالقليل
شهد الناس بِها عائدة / وشجى الأجيال من فردى الهديل
وأئتنفنا في ذَراها دولة / ركنها السؤدد والمجد الأثيل
أينعت عصرا طويلا وأتت / دون أن نستأنف العصر الطويل
كم ضفرنا الغار في محرابها / وعقدناه لسباق أصيل
كم بدور ودّعت يوم النوى / وشموس شيعت يوم الرحيل
رب عرس مر للبر بها / ماج بالخيرِّ والسمح المنيل
ضحك الأيتام في ليلته / ومشى يستروح البرء العليل
والتقى البائس والنعمى به / وسعى المأوى لأبناء السبيل
ومن الأرض جديب وندٍ / ومن الدور جواد وبخيل
يا شبابا حنفاء ضمهم / منزل ليس بمذموم النزيل
يصرف الشبان عن وِرد القذى / وينحّيهم عن المرعى الوبيل
اذهبوا فيه وجيئوا إخوة / بعضهم خِدن لبعض وخليل
لا يضرنَّكم قلته / كل مولود وإن جل ضئيل
أرجفت في أمركم طائفة / تَبَعُ الظن عن الإنصاف ميل
اجعلوا الصبر لهم حيلتكم / قَلَّت الحيلة في قال وقيل
أيريدون بكم أن تجمعوا / رقة الدين إلى الخلق الهزيل
خلت الأرض من الهَدى ومن / مرشد للنشء بالهدى كفيل
فترى الأسرة فوضى وترى / نَشَأً عن سُنَّة البر يميل
لا تكونوا السيل جهما خشنا / كلما عب وكونوا السلسبيل
رب عين سمحة خاشعة / روت العشب ولم تنس النخيل
لا تماروا الناس فيما اعتقدوا / كل نفس بكتاب وسبيل
وإذا جئتم إلى ناديكم / فاطرحوا خلفكم العبء الثقيل
هذه ليلتكم في الأوبرا / ليلة القدر من الشهر النبيل
مهرجان طوَّف الهادى به / ومشى بين يديه جبرئيل
وتجلت أوجه زيَّنَها / غُرر من لمحة الخير تسيل
فكأن الليل بالفجر انجلى / أو كأن الدار في ظل الأصيل
أيها الأجواد لا نجزيكم / لذة الخير من الخير بديل
رجل الأمة يُرجى عنده / لجليل العمل العونُ الجليل
إن دارا حُطتموها بالندى / أخذت عهد الندى ألا تميل
أيها القصر أترعى عهدنا
أيها القصر أترعى عهدنا / وتفى إن عز في الناس الوفى
لا تُضع عندك أسرار الهوى / واختزنها في الزوايا والحنِى
واتخذ ختما على أشيائه / إن أشياء الهوى كنز سنى
ذكريات كلما حركتها / ضاع من جدرانك المسك الزكي
قُبَل لم يحصها إلا الهوى / طِبن بالصبح وطيبن العشي
يجد الجسم لها همسا كما / خفق السنبل أو رنَ الحلى
وعناق كالجفون اشتبكت / والغصين التف باللدن الطرى
أيها القصر أنقضى عُرس الهوى / وطوى الإِصباح ليل الأنس طى
وقديما في الليالي لم تدم / بهجة العرس ولم يبق الدوِى
وركوبي يا صديقي
وركوبي يا صديقي / وذهابي وإيابي
إمض أنفق ماتشا واص / بر إلى يوم الحسابِ
أنا لو بيع بفلس / لم يجد سوقا جرابي
كلانا رشاد على زورق / كسير وموج عنيف شقِى
فان ننج ننج بخير المتا / ع وإلا غرقنا مع الزورق
قم إلى الأهرام واخشع واطَّرح
قم إلى الأهرام واخشع واطَّرح / خِيلة الصِّيد وزهو الفاتحين
وتمهَّل إنما تمشى على / حَرَم الدهر ونادى الأولين
وارتق الأحجار واصعد منبرا / لم يُسَخَّر لأمير المؤمنين
ادعُ قومي من ذرى أعواده / لخلال كالصباح المستبين
قل لهم عهدىَ فيكم أمةً / عرفوا الحق وقوما صابرين
عطف الدهر على ثورتكم / ولوى الناسَ عليها معجبين
هزت الليث ولما يَصح من / دم غليومَ وصيدٍ آخرين
فرأى ما لم يقع في وهمه / مصر تستكبر والألمان دِين
ثورة أقبلت السلمُ بها / عجبُ الرائين سحرُ السامعين
قام رهط منكم فاقتحموا / كبرياء الفاتحين الظافرين
جحدوا السيف وردّوا حكمه / عُزَّلا إلا من الحق المبين
همة تكتبها مصر لهم / إن أبيتم أن تكونوا الكاتبين
استخفّ الليثُ إجماعكم / وهو نابُ العَجَم الداهي الرزين
فزأرتم زأرة أقعى لها / وأجال اللحظ فيهم يستبين
مستعيذا منكُم بالله أن / تُصبحوا الهند وتمسوا الصِين فِين
نفر تأوى إليهم أمة / ووزير يَتولى الثائرين
وشباب من رآهم عصبةً / قال نَحلٌ أُوذنت بالمعتدين
وجموع عُزَّل ما أكترثت / لجموع بالمواضي معلنين
زادهم سعد شَباتَي همة / كالحسام العضب والرمح السَّنين