القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الحَيْص بَيْص الكل
المجموع : 39
حَيِّ سعد الدين جَمّاً مجْدُه
حَيِّ سعد الدين جَمّاً مجْدُه / صارِمَ العَزْمةِ ما فيه فَشَلْ
اِن قرى أو شدَّ في منْعِ حِمىً / قتلَ الأزْمةَ والخَطْب الجَلَلْ
واضِحاً يأتَلِقُ المَجْدُ بهِ / أبْلَجَ الوجهِ كريم المُسْتظَلْ
فاعلاً ما لم يقُلْ مِنْ كَرَمٍ / غيرَ مَنَّانِ وانْ قالَ فَعَلْ
مرضُ الحُبِّ شِفائي أبداً
مرضُ الحُبِّ شِفائي أبداً / كلَّما أكْرَبني أطْرَبَني
فبَقائي منْ فنائي فيكمُ / وسُروري منكُمُ في حَزَني
واشتريتمْ بوصالٍ مُهْجَتي / ومنَ العَدْلِ أداءُ الثَّمَنِ
حُسْنُ ظني فيكمُ اذْ خِفْتُكمْ / دونَ أعْمالي جميعاً جُنَني
واذا البلْوى أفادتْ قُرْبكُمْ / فمنَ النُّعمى دَوامُ المِحَنِ
اِحْذَر الهَزْل وجانبْ أهلَه
اِحْذَر الهَزْل وجانبْ أهلَه / اِنه يُنْقِصُ منْ قَدْرِ النَّبيلْ
اِنْ تُجبْ أو لا تُجِبْ قائلَهُ / فسفِيهٌ أنتَ منهُ أو ذَيلْ
سَلَّمِ الأمْرَ إِلى مالِكهِ
سَلَّمِ الأمْرَ إِلى مالِكهِ / واهْجُرِ الهَمَّ لهُ والحَزَنا
ليس يحْوي لكَ ما تَطْلبهُ / شِدَّةُ الحِرْصِ ولا طولُ العَنا
فالذي يمْلِكهُ ذو قُدْرةٍ / يجعلُ العجزَ طَريقاً للغِنى
نبأٌ عادَ لَهُ الصُّبْحُ دُجىً
نبأٌ عادَ لَهُ الصُّبْحُ دُجىً / وذعافاً رَيَّقُ الماءِ الزُّلالِ
جلَّ أنْ يُبْكي دموعاً فَجرتْ / أعْينُ الحيِّ بِمُحْمَرٍّ مُذالِ
وانْثَنتْ مٍن حَزَنِ الدَّهر به / غُرَرُ الأيامِ سُوداً كالَّيالي
وعَلا عن ندْبَةٍ مِن بَشَرٍ / فرثاه المجْدُ مفهومَ المَقالِ
منْ لِعَقْرِ النِّيبِ في مُغْبرَّةٍ / ولِقَوْدِ الخيلِ جُرْداً كالَّسعالي
ولريِّ السُّمْرِ والبيضِ الظُّبي / من دَمِ الأبْطالِ في يومِ النِّزالِ
وبني الآمالِ اذْ يَغْمُرهمْ / فيضُ نُعْماكَ بعزٍّ ونَوالِ
نُزلوا في حالكٍ ذي خَصَرٍ / فبذلْتَ الجودَ منْ غيرِ سُؤالِ
ولِجانٍ جَلَّ منهُ جُرْمُهُ / فتغمَّدْتَ بصَفْحٍ واحْتمالِ
مَنْ لمِحْرابٍ مجيدٍ طالما / قُمْتَ فيه بِصلاةٍ وابْتهالِ
ولتْريلِ كِتابِ اللّهِ في / ظُلَمِ الليل اذا لم يَتْلُ تالِ
قَسَماً لو لا الاِمامُ المجْتبي / باقياً لم يُلْفَ قلبٌ لكَ سالي
والنُّجوم الشُّهْب من ولْدِ العُلى / عُدَّةُ الدينِ واعْدادُ المَوالي
ما ظنْنتٌ الموتَ يُمْضي بأسَهُ / وسُطاه في بُحورٍ وجبالِ
لا ولا خِلْتُ الثَّرى من طَوْقهِ / أنْ يُجِنَّ البدْرَ من بعدِ كمالِ
اِن عصى موتْ فد صرَّفْتَه / آمراً أو ناهياً في كلِّ حالِ
ذُدْتهُ عن لائِذٍ مُسْتعْصِمٍ / بعدما أزْجيْتَه تحتَ العَوالي
أو خَلَتْ منك قُصورٌ أو حشت / فجنانُ الخُلْدِ ليست بخَوالِ
أو توارى منكَ شخْصٌ بالياً / فالمَساعي الغُرُّ ليستْ بَبوالِ
أو غَدتْ عُطْلاً حَشايا سُرُرٍ / وقَرا الطِرْفِ فانَّ الرَّمْسَ حَالي
شَرُفَتْ نفسُكَ عن دارِ فناءٍ / لنعيمِ الخلدِ من غيرِ زَوالِ
حيثُ لا تَرضى بِزُلفي مَلِكٍ / فلك الجارُ المَليكُ المُتَعالي
أيُّها الضَّرْمةُ مِن نارِ العُلى / خَمدتْ بعد عَلَوٍّ واشْتِعالِ
طالما كنتَ حَريقاً لْعِدى / موحيَ الَّلهْبَةِ أو دِفْءاً لصالِ
لو حمتْ منْ قَدرِ اللهِ وَغىً / وانثْنى جيشُ حِمامٍ بقِتالِ
لَجرتْ دونكَ جُرْدٌ سُبَّقٌ / بمقاديمَ إِلى الطَّعْنِ عِجالِ
عادياتٍ كَسَراحينِ الغَضا / يتعثَّرْنَ بهاماتِ الرِّجالِ
في عَجاجٍ كَغَمامٍ حافلٍ / يُمْطِرُ البيدَ بِقانٍ مُتَوالِ
كُلما أظْلَمَ منه غَيْهَبٌ / ضَوَّءتْهُ لامِعاتٌ مِن نِصالِ
فأعَدْنَ القاعَ بحْراً مْن دَمٍ / بعدما سالَ بجيشٍ ورِ عالِ
غيرَ أنَّ اللّهَ لا رَدَّ لِما / شاءَ في الخْلقِ ببأسٍ وأحْتيالِ
ثُمَّ يا لهْفي على ذي شُطَبٍ / كَلَّ منْ غيرِ ضِرابٍ وقِتالِ
صَدِئتْ صفْحتُه مِن وَصَبٍ / عَجزَ الآسونَ فيها عنْ صِقالِ
وعلى طِرْفٍ سبوقٍ في العُلى / عَقلوهُ عنْ مَداهُ بِعقالِ
حَلَّ في بَطْنِ ثَرى عَرَّاقَةٍ / ببِلىً لا بِنُحولٍ وهِزالِ
صَرَمَ الواصِلَ منْ غيرِ قِلىً / وجَفا الخُلْصانَ من غيرِ تَقالِ
انما الموتُ طَلوبٌ لاحِقٌ / لا يُنَجِّي منه حَثٌّ في ارْتحالِ
فاغِرٌ فاهُ فما تَقْدَعهُ / شِدَّةٌ البأسِ ولا فرْطُ المِحالِ
بَطَلٌ لكنهُ مِنْ حِذْقِهِ / بَدَّلَ الضَّوْلَ بِشَرٍّ في اغْتيالِ
يا اِمامَ الحَقَّ صَبْراً انما / أنتَ أوْلانا بصَبْرٍ واتِّكالِ
والبْسَ القلب الذي تلْقى به / كَبَّةَ الخيْلِ قُسوّاً لا تُبالي
فاذا تحْزنُ منْ حادثَةٍ / يحْزَنُ المَجُدُ وتخْتلُّ المَعالي
فالذي حازَ رِضيً منْ رَبِّهِ / وتَسامى منْ جَلالٍ لِجلالِ
فلكَ الأجْرُ جَزيلاً بَعْدَهُ / ولهُ الرَّحمْنُ بعدَ الاِنْتِقالِ
وعلى الأيامِ من نعمائهِ
وعلى الأيامِ من نعمائهِ / ساكِبٌ هامٍ وفضْفاضٌ رِفَلْ
فَقَصيٌّ مثلُ دانٍ في النَّدى / وكَمنْ خالَ الغِنى منْ لم يخلْ
عارضٌ يأتَلِقُ البِشْرُ به / فالسَّني يُشْرقُ والجَوْدُ هَللْ
صارمٌ يُغْمدهُ الحلمُ فإنْ / سَلَّه العزْمُ فمأثورٌ أفَلْ
عضدُ الدين فتى الحَيِّ إذا / بَخِلَ الجَوُّ بِطَلٍّ وسَبَلْ
جائرٌ في المالِ إذْ يَبْذلهُ / فإذا ما مَلَكَ الحُكْمَ عَدَلْ
نعمَ قاري الضَّيف في جُنح الدجى / والمُحامي تحت أطْرافِ الأسَلْ
ومُجيلُ الرأي في مُعْضِلَةٍ / تتركُ الحازمَ كالنِّكسِ الوكِلْ
يكشفُ الحالكَ من ظلْمائها / بضياءٍ منْ صوابٍ مُرْتجلْ
فيعودُ الصَّعْبُ من مُشْكِلها / جَلَلاً منْ بعد ما كانَ جَلَلْ
ثابتُ الوِدِّ كريمٌ عَهْدُه / صادقُ الوعْدِ صديقُ لا يَمِلْ
فسلامُ اليوم حَقٌّ عِنْدهُ / دائمُ الإِرْعاءِ مأمونُ المَلَلْ
في نَداهُ ومُحيَّا وجْههِ / لِمُرَجِّيهِ اجْتراءٌ وخَجَلْ
فإذا أفْرَطَ في الجودِ غَدا / يحْسبُ الإفْراطَ منْعاً وبَخَلْ
إنما الصَّاحبُ ظِلٌّ وحِمىً / خصَرُ الضَّاحي وعِزُّ المُستذلْ
فَهنَاهُ مَوْسمُ العيدِ وما / بعدهُ عُمْرَ الليالي المُقْتبَلْ
مَلَكَ الشُّكْرَ نَوالٌ
مَلَكَ الشُّكْرَ نَوالٌ / دونَ أدناهُ الغَمامُ
صادِقُ الشَّيْمِ إذا أخْل / َفَ جَوْنٌ ورُكامُ
دائِمُ السَّحِّ له في الح / َيِّ مُكْثٌ ومُقام
جادَنا بالجَوْدِ منهُ / عَضُدُ الدِّينِ الهُمامُ
فارسُ الرَّوْعَيْنِ إِمَّا / عَنَّ جَدْبٌ أو خِصامُ
فَهزيمانِ لهُ الَّلأوُ / اء والموْتُ الزُّؤامُ
يشتكي ما وَضَحَ الصُّبُْ / ح وما جَنَّ الظَّلامُ
مِنْ قِراهُ وَوَغاهُ / أبَداً نِيبٌ وَهامُ
فعليهِ مِنْ عِتاقِ الطَّيِْ / ر والنَّاسِ ازْدحامُ
ولَنِارَيْهِ معَ الجَدْبِ / وفي الحَرْبِ اضْطِرامُ
سابِقٌ في حَلْبَة المِ / جد مَداهُ لا يُرامُ
أحْرَزَ الغايَةَ مِنْ / عَلْيائِها وهو غُلامُ
للْهَوى عاصٍ وبالعَلِْ / ياء صَبٌّ مُسْتَهامُ
صارِمٌ في العَزْمِ مَطْرُ / ور الغِرارَيْنِ حُسامُ
يَقْطَعُ الخَطْبَ إذا يَنْبُ / و عنِ الضَّرْبِ الكَهامُ
طَرفَاهُ الخِرْقُ عِزُّ الدِ / ين والحَبْرُ النِّظامُ
سَيِّدا الحَيِّ كَريمُ / اه إذا عَزَّ الكِرامُ
وَلداهُ خَشِنَ البأِ / س عَزِيزاً لا يُضامُ
يَسْتَقِلُّ النَّائِلَ الدََّ / ثر ويَمْرِيهِ المَلامُ
شَبِمٌ عَذْبٌ مِنَ الوُِ / د وفي السُّخْطِ سِمامُ
فهَنَاهُ مَجْدُهُ الباذِ / خ والشَّهْرُ الحَرامُ
جانِبا لَوْمي وخافا لَددَي
جانِبا لَوْمي وخافا لَددَي / إنَّ تفْنيدي بعضُ الفَنَدِ
واحْذَرا رَشْقةَ مرهوبِ الشَّبا / شأنُهُ الإِصْماء بعد الصَّرَدِ
واعْلَما أنَّ أناتي وثْبَةٌ / وإنِ اغْتُرَّ بطولِ الأمَدِ
إِنَّ حَزْماً ألبستنيهِ النُّهى / كَفَّ من غَرْبِ لساني ويَدي
خِفْتُمُ المُصْلَتَ من رَوْعتِهِ / وأمِنْتُمْ هَبَّةً منْ مُغْمَدِ
سَفَهاً كلُّ ظَلامٍ مُسْفِرٌ / وإنِ استأخرَ عن صُبْحِ غَدِ
لا يَغُرَّنَّكُما مُلْكٌ ثَوى / من تميمٍ بعد طولِ الأسْعُدِ
مجْدُنا لم يخْلُ منْ ناجِمَةٍ / تَطْرُدُ الرَهْنَ بِعزٍّ أيِّدِ
كُلَّما غاضَ لنا بحرٌ بَدا / خِضْرِمٌ طامٍ كَريمُ المَوْرِدِ
ثُمَّ لمَّا أصبحتْ مُغْبَرَّةً / نِعْمةُ الأقْوامِ بعد الرَّغَدِ
واشْمعلُّوا بعدَ إِجْماعِهُمُ / كأبابيلِ جَرادٍ مُثْمِدِ
أنْشِرَ الهامِدُ منْ مجْدِهُمُ / بالوزير العادِلِ ابنِ البَلَدِي
بهُمامٍ جَلَّ عنْ تَشْبيهِه / بالحُسامِ العَضْبِ أو بالأسَدِ
بمُشارٍ في نَدِيٍّ ووَغَىً / لِضرابِ الهامِ أو للصَّفَدِ
ومُبادي كُلِّ دَجْنٍ بارقٍ / بالمُحَيَّا الطَّلْقِ والكفِّ النَّدي
بِشْرُهُ يُغْني مَقاديمَ السُّرى / عن هُدى النَّجمِ وضوءِ الموْقِدِ
فإذا ما أدْلَجَتْ ضِيفانُهُ / كانَتِ الحَرَّةُ مثلَ الجَدَدِ
راجِحٌ يَرْزُنُ في حَبْوتِهِ / ووشيكُ العَزْمِ عند النَّجَدِ
فَمَواضي عَزْمِهِ مِنْ زَعْزعٍ / ورواسي حِلْمِهِ منْ أُحُدِ
يتْبَعُ العُرْفَ بعُذْرٍ واسِعٍ / فإذا جادَ كأنْ لم يَجُدِ
ثابتُ الوُدِّ وَكِيدٌ عَهْدُهُ / سالِمُ الصُّحْبَةِ وافي المَوْعِدِ
فلو أنَّ الغَدْرَ ماءٌ سَلْسَلٌ / وهو صادي خمسَةٍ لم يَرِدِ
يَطْرُدُ الأحْبارَ في حُجَّتِهِ / وفتاويهِ بسهْمٍ مُقْصِدِ
فإذا راموا فِراراً مُنْجياً / وقَفَ الحُكْمُ لهُمء بالمَرْصَدِ
ذو غِشاشٍ يَتَحاماهُ الكَرى / عازبُ الصُّبْحِ مُقَضُّ المَرْقَد
مَضْجَعٌ خالٍ ودسْتٌ آهِلٌ / ورَوِيٌّ لائِذٌ بالسَّهَدِ
ووزيرٌ سابِغٌ إِحْسانُهُ / ليسَ بالنِّكْسِ ولا بالمُسْنَدِ
واضِحٌ يأتَلِقُ الدَّهْرُ به / كَسَنى الجَوْنَةِ عند الفَدْفَدِ
شَرَفُ الدين وهلْ من شَرفٍ / مثلُ زاكي السَّعْي زاكي المَحْتِد
دامَ مرْهوباً مُطاعاً أمْرُهُ / سالماً في ظِلِّ عِزٍّ سَرْمَدِ
يفْضُل الصَّارمَ في عَزْمتِه
يفْضُل الصَّارمَ في عَزْمتِه / ويَفوقُ الطَّوْدَ حِلْماً ووَقارا
ويُعيدُ الليلَ والحَظَّ إذا / جادَ او أسْفَرَ سَعْداً ونَهارا
عاقِرٌ في الحرب والجدْب إذا / صَرَّحَ الشَّرَّان خيْلاً وعِشارا
فَسَرايا جيشهِ أو جودِهِ / تمْلأ الأفْقَ نَوالاً وغُبارا
تجعلُ الصَّلْدَ حَوامي خيْلِهِ / وعَزازَ الأرضِ وعْثاً وخَبارا
خبْرُ فضْلٍ بحرُ جودٍ زاخِرٌ / فَضَ الأحْبارَ طُرَّاً والبِحارا
فتراهُ في جِدالٍ ونَدىً / يُخجلُ الأفْوَه فضلاً والقِطارا
وإٍِذا مازَ رِجالاً شَرَفٌ / كانَ للعلياءِ والمَجْدِ مَنارا
أحمدُ الخَيْرِ أبو جعفرهِ / والذي أصبحَ في المجدِ المُشارا
ووزيرٌ يَأرَجُ الدَّهْرُ به / أرَج التَّجْرِ يَفُضُّونَ العِطارا
كُلَّ نادٍ روْضةٌ منْ ذِكْرِهِ / تحسبُ الذكرَ خُزامى وعَرارا
حمدُهُ الذُّخْرَ إذا ما غَيْرُه / جعلَ الذُّخْرَ لُجَيْناً ونُضارا
بدْرُ وجْهٍ وعُلاً مَشْرِقُهُ / في الوى جَنَّبَهُ اللّهُ السَّرارا
وبَرودٌ سَلْسَلٌ في وِرْدِهِ / فإذا حارَبْتهُ أضْرَمْتَ نارا
أنِفَتْ أرْماحهُ منْ موطِنٍ / لا يُفيدُ النَّصْرَ عِزَّاً واقْتسارا
فإذا ثَعْلَبُ رُمحٍ لم يَجِد / مَنزلاً كانَ لهُ النَّحْرُ وِجارا
شرفَ الدينِ هَنيئاً فَلقدْ / أنْجَدَ المَدْحُ التَّميميُ وغارا
واثِباً لو سابقَتْهُ زَعْزَعٌ / غادَرَ الهُوجَ رَذايا ثُمَّ سارا
يا مَنيعَ الجارِ بَذّالَ القِرى / والنَّدى كان لكَ الرَّحمنُ جارا
يا جَواداً مُحْرِزاً سَبْقَ العُلى
يا جَواداً مُحْرِزاً سَبْقَ العُلى / والنُّهى جَنَّبكَ اللّهُ العِثارا
وحماكَ اللّهُ من صرْفِ الرَّدى / أبداً ما أنْجدَ السَّاري وغارا
وبقيتَ الدهرَ موفورَ العُلى / تبذلُ النَّائل أو تحمي الذِّمارا
فُقْتَ أبْناءَ المَعالي يافِعاً / وشَأوْتَ القومَ سَعْياً ونِجارا
وسبقْتَ الرُّمْحَ عَزْماً ماضياً / وفضَلْتَ الطَّوْدَ صبراً ووقَارا
يا سَليمَ القلبِ منْ غِشٍّ يَرى / خُدَعَ الآراءِ آثاماً وعارا
والذي يُصْغِرُ ما أجْزَلَهُ / فيرى الرَّدْهَةَ والقَلْتَ البحارا
فإذا اسْتَنْزَرَ دَثْراً فائضاً / من حِباءٍ أوسعَ الجودَ اعْتِذارا
عَضُدُ الدينِ الذي إِحْسانُهُ / لم يزَلْ في المَحْلِ ودْقاً وقُطارا
وهنَاكَ الصَّومُ والإِفْطارُ ما / أسْفَر الليلُ بأفْقٍ واسْتَنارا
يُشْرقُ النَّادي إذا حَلَّ بهِ
يُشْرقُ النَّادي إذا حَلَّ بهِ / مثلَما يَشْرَقُ منهُ المُحْتَرِبْ
يَتَجلَّى النَّقْعُ والفقْرُ إذا / صرَّحَ الشَّرَّانِ جَدْب ورهَبْ
فاللُّهى والهَامُ منْ راحَتِهِ / بالنَّدى والبأسِ نَثْرٌ مُنْتَهَبْ
يمْلأُ اليومينِ سَلْماً وَوَغىً / شَرَفُ الدين نَوالاً وعَطَبْ
فهو مُحْيي كُلَّ حَظٍّ هامِدٍ / وهو قَتَّالُ الأعادي والسَّغَبْ
عادِلٌ سِيَّانِ في إِنْصافِهِ / من تَحرِّيه رِضاهُ والغَضَبْ
لا يَرُدُّ الفصْلَ منْ أحكامِهِ / لَسَنُ الخصْم ولا فرط الشَّغب
بل أبو جعفرَ والحقُّ مَعاً / أخَوا صِدْقٍ فما قالَ وَجَبْ
طَوْدُ حِلْمٍ راجحٍ إذْ يحْتبي / وهو في العزْمِ حُسامٌ ذو شُطَب
يوسعُ القِرْنَ كِفاحاً رائعاً / فإذا أمْكَنَهُ النَّصْرُ وَهَبْ
ويسيرُ الشَّدَّ في كَسْبِ العُلى / ويَرى التَّقْريبَ عاراً والخَبَبْ
عاجلُ الزَّاد إذا عَزَّ القِرى / صادقُ الجودِ إذا الرَّعدُ كذَبْ
أبْلَجُ الوجهِ مُضيءٌ بِشْرُهُ / أحْرزَ المجدَ بسَعْيٍ ونَسَبْ
فهو ماءٌ طَيِّبٌ موْردُهُ / رائِقُ الجَمَّةِ مأمونُ القَرَبْ
أو كَغيْثٍ صَيِّبٍ من حافِلٍ / شيمَ بَرْقُ البِشْرِ منهُ فَسكب
وكريمُ المُلْتَقى ذو لَسَنٍ
وكريمُ المُلْتَقى ذو لَسَنٍ / خَشنُ الجِدِّ رحيبُ المُسْتظلْ
نازِحٌ عن كُلِّ عارٍ موبِقٍ / سالمٌ من كُلِّ كِبْرٍ وبَخَلْ
يلْمَعُ البِشْرُ لعافي جودِهِ / وهو في العزْم عصوفٌ ذو زَجلْ
فهو في معْركهِ لَيْثُ الشَّرى / وهو في ناديهِ بحْرٌ وجَبَلْ
ووزيرٌ أصْغَرَ الدُّنْيا فلمْ / يُلْهِهِ منها غُرورٌ وأمَلْ
فإذا خادَعَهُ زُخْرُفُها / سَلَّطَ التَّقْوى عليه فاضْمَحَل
فلهذا ذُخْرُهُ الحمدُ وما / حازَ من مالٍ صِلاتٌ ونِحَلْ
مُؤْثِرٌ يُؤْثِرُ بالزَّادِ إذا / لم يجِدْ عن ذلكَ الزَّادِ بَدَلْ
فغِناهُ نَهْبُ مَنْ يَسْألُهُ / ولقد يُبْلَغُه منْ لم يَسَلْ
شَرَفُ الدينِ الذي مَعْروفُهُ / يفْضُل الغَيثَ إذا الغيثُ هَطَلْ
غَنِيَتْ أضْيافُهُ مِنْ أنْسِها / بقِراهُ عنْ مُنادٍ حَيَّهَلْ
وشكا صارِمَهُ منْ بأسِهِ / والنَّدى الكَوْماءُ والذِّمْرُ البطل
أحْمَدُ الخيرِ أبو جعفرِهِ / حافظُ العهدِ إذا النِّكْسُ نكَلْ
فحماهُ اللّهُ منْ صَرْفِ الرَّدى / بحِماهُ ما سَرى سارٍ وحَلْ
يُبدلُ الليل ضحىً من بِشْرِهِ
يُبدلُ الليل ضحىً من بِشْرِهِ / والضُّحى يومَ وَغاهُ مَوْهِنا
فتظلُّ الشمس تشكو فِعْلَهُ / تحتَ جُنْحِ الليل أو تحت القَنا
فهو يُخْفيها عَجاجاً في الوَغى / وهو يَعْلوها بَهاءً وسَنى
هي ضوْءٌ وهو ضوْءٌ ونَدىً / كُلَّما أشْرَقَ بِشْراً هَتَنا
راسِخٌ منْ طودِ حِلْمٍ راجحٍ / ثابتُ الآساسِ عُلْوُيُّ البِنا
وسَحابٌ هاطِلٌ مُسْحَنْفِرٌ / يُبْدِلُ الغَبْراءَ خِصْباً وغِنى
مُستريحُ الرِّفْدِ باغي جُودِهِ / سالِمُ الرَّوْنَقِ مأمونُ العَنا
يَسْبقُ الجودَ بعُذْرٍ فإذا / جادَ لم يُتْبِعْ نَداهُ المِنَنا
قاطِنٌ ما سِدِكَ المَجْدُ بهِ / فإذا آنَسَ عاراً ظَعَنا
شرفُ الدينِ الذي أوْصافُهُ / جَعَلَتْ كُلَّ عَييٍّ ألْسَنا
أحْمَدُ الخيرِ أبو جعفرِهِ / فَضَلا فخْرَ الأسامي والكُنى
منْ تميمٍ وتميمٌ فَضْلُها / عَدَدُ القَطْرِ ورَمْلِ المُنْحنى
نَجَلُوهُ يَعْقِرُ الجيشَ ضُحىً / فإذا اللَّيْلُ دَجا فالبُدُنا
هُنِّىءَ العامُ وما يُعْقِبُهُ
هُنِّىءَ العامُ وما يُعْقِبُهُ / مِن تَوالي رَجَبٍ بعد رَجَبْ
دائماً ما طلعتْ شمسُ الضُّحى / وسَما في الأفْقِ نجْمٌ وغَرَبْ
ببَقاءِ الصّاحِب الصَّدرِ الذي / أحْرَزَ المجْدَ بسَعْيٍ ونَسبْ
بمنيعِ الجارِ مَبْذولِ النَّدى / في الخطوب الدُّهْم والغُبْر الشُّهب
بوَهوبِ الدَّثْرِ لا يُسْألُهُ / وإذا ما عَظُمَ الجُرْمُ وَهَبْ
عَضُدُ الدين الذي مَعْروفُهُ / طاردُ الفَقْرِ وقَتَّالُ السْغَبْ
عادِلٌ في الحُكْمِ لا يَلْفِتُهُ / لَدَدُ الخصْمِ ولا طيشُ الغضب
بأسُهُ والجودُ مِنْ راحَتِهِ / حيثُ ما كانَ حَياةٌ وعَطَبْ
وهُمامٌ لمْ تَزَلْ ساحاتُهُ / مِلْؤُها منهُ رَجاءٌ ورَهَبْ
وهو عَن عارِ الدَّنايا نازِحٌ / ومِن العَلْياءِ والمَجْدِ سَقِبْ
أنت نجمُ الدِّينِ في أهلِ التُّقى
أنت نجمُ الدِّينِ في أهلِ التُّقى / مُشْرِقٌ عالٍ بهيجٌ في النَّظَرْ
فإذا صَرَّحَ مَحْلٌ عارِقٌ / كُنتَ يا يزْدَنُ نجماً لِلْمَطَرْ
فالتُّقى ثُمَّ النَّدى قد شَهِدا / أنَّكَ الطَّيِّبُ خُبْراً وخَبَرْ
هامةُ الفارِسِ أوْ لَبَّتُهُ / شاكياً رُمْحِك والعَضْبِ الذكَر
فَهناكَ الصَّوْمُ والإِفْطارُ ما / غَرَّدَتْ وَرْقاءُ طيرٍ بسَحَرْ
أسَديُّ البأس عُذْريُّ الوَفا
أسَديُّ البأس عُذْريُّ الوَفا / خِنْدِفيُّ النَّجْر سُحْبيُّ النِّحَل
طاهِرُ السَّعْي كريمُ المُلْتَقى / مُخْبتُ الأخلاق عُلويُّ المَحَلْ
طوْدُ حِلْمٍ فإذا أحْفَظْتَهُ / فعصوفٌ ذاتُ رَوْعٍ وزَجَلْ
لفْظُهُ منْ روْضةٍ ناضِرَةٍ / وضِرامٍ ذي شَرارٍ وشُعَلْ
قسْوَةُ الجَلْمَدِ في إِقْدامِهِ / وهو في السَّلْم نسيمٌ وسَبَلْ
جائرُ الطَّعْنِ إذا جَدَّ الوَغى / وإذا يحْكُمُ في السَّلْمِ عَدَلْ
وطَروبٌ لأحاديثِ العُلى / طَربَ الوامِقِ بالصَّوت الرَّملْ
ولَبيبٌ ألْمَعِيٌّ كُلَّما / أعْضَلَ المُشْكِلُ واسْتبهم حلْ
مُدْرِكٌ ما دَقَّ مِنْ غامِضَةٍ / مثلما يُدْرَكُ ما بانَ وجَلْ
فإذا الفِكْرُ نَبا عنْ مُعْضِلٍ / حَلَّهُ حَدُّ الصَّوابِ المُرْتَجل
شَرفُ الدِّينِ أبو جعفرِهِ / كُنْيَةٌ عن لُجِّ بحْرٍ وجَبَلْ
للكُماةِ الصِّيدِ والكُومِ ضُحىً / ودُجىً إِن عَنَّ مَحْلٌ وَوهَلْ
ضربةُ العُرْقوبِ هَبْراً والطُّلى / ومَعاليهِ تُنادي لا شَلَلْ
وسِقابُ الحيِّ تشكو يُتْمَها / مثْلَ شكوى اليُتْم أولادُ البطلْ
نِعْمَ مَنْ سَنَّ عليه لامَةً / ومشَى في الحيِّ زَوْلاً ورَفَلْ
فحماهُ اللّهُ منْ صَرْف الرَّدى / ما بَدا إِشْراقُ شمسٍ وطَفَلْ
يا إِمامَ الحَقِّ يا مَنْ فَضْلُهُ
يا إِمامَ الحَقِّ يا مَنْ فَضْلُهُ / شَمَلَ العالَمَ إِحْساناً وعَمْ
والذي أيَّامُهُ مَمْلوءَةٌ / في الرِّضا والسَّخْطِ بأساً وكَرمْ
والذي حَبْوَتُهُ مَعْقودَةٌ / بِذُرى الأوْرقِ والبحر الخضمْ
والذي يُظْهِرُ منْ إِحْسانِهِ / نُصْرَةَ الجارِ وإِنْ جادَ كَتَمْ
مُسْتَضيءٌ بهُدى خالِقِهِ / فَبهِ يَنْجابُ ظُلْمٌ وظُلَمْ
عِشْتَ للإسلامِ تحْمي سِرْبَهُ / صارِمَ النَّجْدَةِ فَيَّاضَ النِّعَمْ
يَنْقُلُ الرُّكْبانُ ما جئتَ بهِ / مِن بَديعاتِ المَساعي والهِمَمْ
فإذا سارٍ وَنى مِنْ نَصَبٍ / حَثَّهُ زاجِرُ سَوَّاقٍ حُطَمْ
أسمَعَتْ سيرتُكَ الصُّمَّ الصَّفا / فأتى يحْمَدُكَ الشَّهْرُ الأصَمْ
فَتَهنَّأتَ مَدى أمْثالِهِ / ما غَدذا الماطِرُ نَبْتاً ونَعَمْ
مُحْمَدُ الأفْعالِ موفورُ النُّهى
مُحْمَدُ الأفْعالِ موفورُ النُّهى / سابغُ النَّعْماء عُلْويُّ الشِّيَمْ
يلْمَعُ البِشْرُ على أعْطافِهِ / لَمَعانَ البرْقِ في غُرِّ الدِّيَمْ
شامِخُ المَجْد مُنيفٌ قدْرُهُ / راجِحُ الحَبْوَةِ طيَّاشُ القلَمْ
باسِلٌ إِنْ نَزلَ الخطبُ حَمى / قائلٌ إِنْ جادَلَ اللُّدَّ خَصَمْ
نازِحٌ عن موْطِنِ العارِ لهُ / مَوْطنُ العَلْياءِ والمَجْدِ أمَمْ
هو طَوْدٌ راسِخٌ في حِلْمِهِ / وتأنِّيهِ وسَيْفٌ إِنْ عَزَمْ
يخْجلُ النَّجْمُ على رِفْعَتِهِ / من أبي جعفرٍ العالي الهِمَمْ
ويَوَدُّ الصُّبْحُ مِنْ لألآئهِ / لمْعَةً تُؤمِنُهُ جُنْحَ الظُّلَمْ
يا وزيراً مُلِئَتْ ساعاتُهُ / للوَغى والجدْبِ بأساً وكَرَمْ
والذي يُخْبِتُ للّهِ إذا / نالَ مَسْعاهُ مَحلاًّ لمْ يُرَمْ
هُنِّيءَ الصَّومُ وما يُعْقِبُهُ / أبداً ما أرْشَدَ السَّفْرَ عَلَمْ
بِكَ في طُولِ بَقاءٍ آمِنٍ / دونَهُ الحادثُ أعْمى وأصَمْ
عِشْتَ قُطب الدين هطَّال النَّدى
عِشْتَ قُطب الدين هطَّال النَّدى / باذِلَ المَعْروفِ مَنَّاعَ الحِمى
هاطِلَ الكَفَّينِ سَلْماً ووَغىً / حيثُما كُنتَ نَوالاً ودَما
تكشِفُ اللَّيْلَينِ منْ نَقعِهما / عِثْيراً جَوْناً ونَقْعاً أقْتَما
فلقد فُقْتَ الغَوادي حُفَّلاً / وفضلتَ السَّيفَ عَضباً مِخْدَما
يعْرضُ العارُ فتَلْوي مُعْرِضاً / وتَرى المجْدَ فتمضي قُدُما
وإذا رُحْتَ مُبيداً للْعِدى / عُدْتَ كَرَّاراً تُبيدُ الإِزَما
لم تَزَلْ تُعْطي عَطاءً رابِحاً / سابِغاً حتى عَدِمتَ العَدما
وإذا خَيْلُكَ أظْماها الوَغى / طَوَتِ الوِرْدَ النَّميرَ الشَّبِما
فورَدْنَ الغَمْرَ من نبْعِ الطُّلى / قانياً ثُمَّ رَعَيْنَ اللِّمَما
فهنَاكَ العيدُ بل أمْثالُهُ / سَرْمَداً ما نَقَعَ الماءُ الظَّما

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025