المجموع : 42
أنت وحيُ العبقرية
أنت وحيُ العبقرية / وجلالُ الأبدية
أنت لحنُ الخلد والرح / مة في أرض شقيه
أنت سرٌّ تعبت في / ه العقول البشريه
إن تكن أشجتك أشعا / ري وأناتي الشجيه
فتقبّل طاقةً بالدم / دم والدمع نديه
وارضَ عنها وإذا لم / ترضَ فاغفر لي الهديه
يا حبيبي نضب العم / ر وقرّبنا الضحيه
إن يكن قد شقي الما / ضي فما أهنا البقيه
في خيالاتٍ غوال / وأمانٍ ذهبيه
يطلع الصبح عليها / مثلما تمضي العشيه
أنت صهباء السماوا / ت وروحٌ قُدُسيه
بتَّ تسقيني فتنسي / نيَ أوجاعي العصيه
فسلاماً كل حين / وغراماً وتحيه
يا حبيبَ الروح يا روحَ الأماني
يا حبيبَ الروح يا روحَ الأماني / لستَ تدري عطش الروح إليكا
وحنيني في أنين غير فاني / للرَّدى أشربه من مقلتيكا
آه من ساعة بثٍّ وشجون / ولقاء لم يكن لي في حساب
وحديثٍ لم يدر لي في الظنون / يا طويلَ الهجر يا مُرَّ الغياب
حلّ يا ساحر صفوٌ وسلام / بعد فتك البين بالقلب الغريب
ودنا روضٌ وظلٌّ وغمام / بعد فتك النار بالعمر الجديب
مرَّت الساعة كالحلم السعيد / ومشت نشوتها مشي الرحيق
ذهبَ العمر وذا عمرٌ جديد / عشته من فمك الحلو الرقيق
مرّتِ الساعة والليل دنا / والهوى الصامت يغدو ويروح
وتلاشت واختفت أجسادنا / واعتنقنا في الدُّجى روحاً بروح
تسمع الشعر وشعري منك لك / وبالهامك أبدعتُ الرويّ
أنت يا معجزة الحسن ملك / كل لفظ منك شعرٌ قُدُسيّ
راجعتنا في جلال وسكوت / وتوالت صور الماضي الحزين
كيف يبلى يا حبيبي أو يموت / ما طبعناه على قلب السنين
كيف يفنى ما كتبناه بنار / وخططناه بسهد ودموع
يشهد الليل عليه والنهار / والشهيد المتواري في الضلوع
التقت أرواحنا في ساحةٍ / كغريبين استراحا من سَفر
وحططنا رحلنا في واحةٍ / زادُنا فيها الأماني والذكر
وتساءلت عن الماضي وهل / حسنت دنياي في غير ظلالك
يا حبيبي أين أمضي من خجل / وفؤادي أين يمضي من سؤالك
شدّ ما يخجلني جهد المُقِل / مِن شبابٍ ضاع أو من نور عينِ
يتمشى السقم في قلب الأجل / وأراني لك ما وفّيتُ دَيني
أنا شاديك ولحني لك وحدك / فاقضِ ما ترضاه في يومي وأمسي
درجَ الدهرُ وما أذكر بعدك / غير أيامك يا توأم نفسي
وأنا الطائرُ قلبي ما صبا / لسوى غصنك والوكر القديم
ما تبدّلنا ولا حال الصّبا / والهوى الطاهر والودّ الكريم
لم تَزَل ذكراه من بالي وبالك / كيف ينسى القلبُ أحلامَ صباه
قد صحت عيني على فجرِ جمالك / كيف يُنسى الفجرُ يا فجر الحياه
هذه الكعبةُ كنّا طائفيها
هذه الكعبةُ كنّا طائفيها / والمصلّين صباحاً ومساء
كم سجدنا وعبدنا الحسن فيها / كيف بالله رجعنا غرباء
دار أحلامي وحبي لقيتنا / في جمود مثلما تلقى الجديد
أنكرتنا وهي كانت إن رأتنا / يضحك النور إلينا من بعيد
رفرف القلب بجنبي كالذبيح / وأنا أهتف يا قلب اتئد
فيجيبُ الدمعُ والماضي الجريح / لِمَ عُدنا لَيت أنّا لَم نعُد
لِمَ عُدنا أوَ لَم نَطوِ الغَرَام / وفَرغنا مِن حنينٍ وألَم
ورَضينا بسكونٍ وسلام / وانتهينا لفراغٍ كالعَدَم
أيها الوكر إذَا طار الأليف / لا يَرَى الآخر معنى للسماء
ويَرَى الأيام صفراً كالخَريف / نائحات كرياح الصَّحراء
آه مما صنع الدهر بنا / أو هذا الطلل العابس أنت
والخيال المطرق الرأس أنا / شدَّ ما بتنا على الضنك وبِت
أين ناديك وأين السمرُ / أين أهلوك بساطاً وندامى
كلما أرسلت عيني تنظر / وثب الدمع إلى عيني وغامَا
موطن الحسن ثوى فيه السأم / وسرت أنفاسه في جوِّهِ
وأناخ الليل فيه وجثم / وجرَت أشباحه في بهوهِ
والبلى أبصرتهُ رأي العيان / ويداه تنسجان العنكبوت
صحت يا ويحك تبدو في مكان / كل شيء فيه حيٌّ لا يموت
كل شيء من سرور وحَزَن / والليالي من بهيجٍ وشجي
وأنا أسمعُ أقدامَ الزمن / وخُطى الوحدة فوق الدرج
ركنيَ الحاني ومغنايَ الشفيق / وظلال الخلد للعاني الطليح
علم الله لقد طال الطريق / وأنا جئتك كيما أستريح
وعلى بابك ألقي جَعبتي / كغريبٍ آبَ من وادي المحن
فيك كف الله عنى غربتي / ورسا رحلي على أرض الوطن
وطني أنتَ ولكني طريد / أبديُّ النفي في عالَم بؤسي
فإذا عدت فللنجوى أعود / ثم أمضي بعد ما أفرغ كأسي
داوِ ناري والتياعي
داوِ ناري والتياعي / وتمهَّل في وداعي
يا حبيب العمر هب لي / بضع لحظاتٍ سراع
قف تأمل مغربَ العم / ر وإخفاقَ الشعاع
وابكِ جبَّار الليالي / هدّه طول الصراع
وا ضياع الحزن والدم / ع على العمر المضاع
وهتاف القلب بالشك / وى على غير انتفاع
ما يهمّ الناس من نج / م على وشك الزماع
غاب من بعد طلوعٍ / وخبا بعد التماع
طال بي سُهدي وإِعيا / ئي وقد حان اضطجاعي
وإذا الراحة حانت / بعد لأيٍ ونزاع
فصدور الغيد سيَّا / ن وأنياب السباع
آه لو تقضي الليا / لي لشتيت باجتماع
كم تمنيتُ وكم من / أملٍ مرّ الخداع
وقفة أقرأ فيها / لك أشعار الوداع
ساعة أغفر فيها / لك أجيال امتناع
يا مناجاتي وسرِّي / وخيالي وابتداعي
ومتاعاً لعيوني / وشميمي وسماعي
تبعث السلوى وتنسى ال / موت مهتوك القناع
دمعة الحزن التي تس / كبها فوق ذراعي
حان حرماني وناداني النذير
حان حرماني وناداني النذير / ما الذي أعدَدت لي قبل المسير
زمني ضاع وما أنصفتني / زاديَ الأول كالزاد الأخير
ريّ عمري من أكاذيب المنى / وطعامي من عفاف وضمير
وعلى كفك قلبٌ ودمٌ / وعلى بابك قيدٌ وأسير
حانَ حرماني فدعني يا حبيبي / هذه الجنة ليست من نصيبي
آه من دار نعيم كلما / جئتها أجتاز جسراً من لهيبِ
وأنا إلفك في ظل الصِّبا / والشباب الغض والعمر القشيب
أنزل الربوة ضيفاً عابراً / ثم أمضي عنك كالطير الغريب
لِمَ يا هاجرُ أصبحتَ رحيما / والحنان الجمّ والرقة فيما
لِم تسقينيَ من شهد الرضا / وتلاقيني عطوفاً وكريما
كل شيء صار مرّاً في فمي / بعد ما أصبحت بالدنيا عليما
آه من يأخذ عمري كله / ويعيد الطفلَ والجهلَ القديما
هل رأى الحب سكارى مثلنا / كم بنينا من خيالٍ حولنا
ومشينا في طريق مقمر / تثب الفرحة فيه قبلنا
وتطلعنا إلى أنجمه / فتهاوين وأصبحن لنا
وضحكنا ضحك طفلين معاً / وعدونا فسبقنا ظلنا
وانتبهنا بعد ما زال الرحيق / وأفقنا ليتَ أنا لا نفيق
يقظةٌ طاحت بأحلام الكَرَى / وتولّى الليلُ واللَّيل صَدِيق
وإذا النُّور نَذِيرٌ طَالِعٌ / وإذا الفجر مُطِلٌّ كالحَريق
وإذا الدُّنيا كما نعرفها / وإذَا الأحبابُ كلٌّ في طَريق
هاتِ أسعدني وَدَعني أسعدُك / قَد دنا بعدَ التنَّائي موردُك
فأذقنيه فإني ذاهِبٌ / لا غدي يُرجَى ولا يُرجَى غدُك
وابلائي من لياليَّ التي / قرَّبَت حَيني وراحَت تبعدُك
لا تَدَعني لليالي فغداً / تجرَح الفرقة ما تأسو يَدُك
أزف البين وقد حان الذّهَاب / هذه اللَّحظة قَدَّت مِن عَذَاب
أزف البين وهل كان النَّوى / يا حبيبي غير أن أغلق باب
مضت الشّمس فأمسيت وقد / أغلقت دونَي أبواب السَّحاب
وتلفَّتُّ على آثارِهَا / أسألُ الليَّل ومَن لي بالجواب
يا حناناً كيدِ الآسي الرؤومِ
يا حناناً كيدِ الآسي الرؤومِ / وشُعاعاً يُشتَهى بعد الغُيومِ
أنا في بُعدِكَ مفقودُ الهُدَى / ضَائعٌ أعشو إلى نورٍ كريمِ
أشتري الأحلامَ في سُوق المُنى / وأبيعُ العُمرَ في سُوق الهُمومِ
لا تقل لي في غدٍ موعدُنا / فالغدُ الموعُودُ ناءٍ كالنجومِ
أغداً قلت فعلِّمني اصطبارا / ليتني أختصرُ العُمرَ اختِصارَا
عَبَرَت بي نَشوةٌ مِن فَرَحٍ / فَرَقصنا أنا والقلبُ سُكارَى
وعَرَانا طَائِفٌ مِن خَبَلٍ / فاندَفَعنا في الأماني نتبارَى
سنَذمُّ النور حتى يتَلاشى / ونذمُّ الليلَ حتى يتوارَى
انفَردنا أنا والقلب عشيا / ننسج الآمالَ والنَّجوى سويَّا
فركبنا الوهمَ نبغي دارَها / وطوينا الدهر والعالَم طَيَّا
فبلغناها وهللنَا لها / ونزَلنَا الخُلدَ فينَاناً نَدِيَّا
ولقينا الحسنَ غَضّاً والصّبا / وتملَّينَا الجلالَ الأبدِيَّا
قال لي القلبُ أحقّاً ما بلغنا / كيف نام القَدرُ السَّاهر عنَّا
أتراها خِدعةً حاقت بنا / أتراها ظِنةً مما ظَنَنَّا
قلتُ لا تجزع فكم من منزلٍ / عزَّ حتى صار فوق المتمنى
أذِنَ اللهُ به بَعد النَّوي / فثوينا واسترحنا وأمِنَّا
يا جِنانَ الخُلدِ قَدَّمتُ اعتِذاري / إذ يَطوف الخلدَ سقمي ودَماري
أيها الآمرُ في مُلكِ الهوى / اعفُ عن لهفةِ روحي وأواري
أشتهي ضَمَّكَ حتى أشتفي / فكأني ظامئٌ آخذ ثاري
غير أني كلَّما امتدت يدي / لعناقٍ خِفتُ أن تؤذيكَ ناري
أيها النورُ سَلاماً وخشوعا / أيها المعبَدُ صَمتاً ورُكُوعَا
ملكت قلبي ولُبي رهبة / عصفت بالقلب واللُّبّ جميعَا
رُبَّ قول كنتُ قد أعددتُه / لكَ إذ ألقاك يأبى أن يطيعَا
وحبيسٍ من عتابٍ في فمي / قد عصاني فتفجَّرتُ دموعَا
لذعتني دمعة تلفح خدي / نبهتني من ضلالٍ ليس يُجدِي
واختفت تلك الرُّؤَى عن ناظري / وطَواها الغيبُ في سِحري بُردِ
وتَلفَّتُّ فلا أنت ولا / جنةُ الخلد ولا أطيافُ سَعدِ
وإذا بي غارقٌ في محنَتي / وبلائي أقطعُ الأيامَ وَحدِي
هاتِ قيثاري ودَعني للخيالِ / واسقني الوهمَ وعَلِّل بالمحالِ
ودَع الصدق لمن ينشده / الحجى خصميَ فاغمر بالضلالِ
وخُذ الأنوار عنّي ربما / أجدَ الرحمةَ في جوفِ الليالي
خلِّني بالشوقِ أستدني غداً / فغداً عندي كآبادٍ طوالِ
يا أميري أزف البي
يا أميري أزف البي / ن وما زلت ضنينا
أصغ لي وانظر ودع كف / فك في كفيَ حينا
آهِ من يمناك هذي / والذي منها سقينا
عللتنا بالأماني / فشربنا ظامئينا
ثم دارت بالمنايا / فوردنا طائعينا
آه من قاسية ريا / نةٍ ضعفاً ولينا
يا بناناً ساحراً قد حك / كَم الأقدار فينا
شفتي موتورة ظم / آنة جنت جنونا
وكأن الآن كفي / حملت ثأراً دفينا
تتمناك حبيساً / عندها العمر سجينا
طائراً ألفى على را / حتها وكراً أمينا
وشعاعاً قدسياً / هادي النور مبينا
كم تجرّعنا هوانا
كم تجرّعنا هوانا / ولقينا في هوانا
وبلونا نار حب / لم نذق فيها أمانا
وإذا حلّ الهوى هي / هات تدري كيف كانا
فإذا ما ملك الأن / فس أصلاها عوانا
فهو نصل مستقر / ولهيب لا يدانى
يا حبيبي هدأ اللي / ل ولم يسهر سوانا
لا الدجى ضمَّد جرحي / نا ولا الصّبح شفانا
لا الهوى رقّ على الش / شاكي ولا قاسيه لانا
قد غدونا غرض الر / رامي كما شاء رمانا
وافني بالله نَطرق / هيكل الحب كلانا
ساعة نبكي على الكأس / ونشكو من سقانا
جئتُ أشكو لكِ روحي وجواها
جئتُ أشكو لكِ روحي وجواها / وردت ظمأى وعادت بصدَاها
آه من عينكِ ماذا صنعت / بغريبٍ مستجيرٍ بحماها
تبعته تقتفي أحلامَهُ / كلّما أغفى أطلَّت فرآها
يا سقى الله لِليلى أيكةً / وجزاها الخيرَ عنّا ورعاهَا
وغذاها من أمانينا ومن / حبنا الشهدَ المصفى وسقاهَا
قرّبي عينكِ مني قرّبي / ظلليني واغمريني بصفاهَا
وأريني هدأة البحر إذا ان / بسط البحرُ جلالاً وتناهَى
وأريني لجة السحر التي / ضلَّ في أعماقها الفكرُ وتاهَا
ألمح اللؤلؤ في أغوارها / وأرى الطيبة تطفو في سناهَا
وأراها تخبأ الخلدَ لمن / باع دنياه وبالروح اشتراهَا
نحن أرواحٌ حيارى افترقت / ثم عادت فتلاقت في شجَاها
سوف ينسى القلبُ إلا ساعةً / مِن رضاً في وكرك الحاني قضاهَا
هتف القلب وقد حدثتني / أيّ ماضٍ كشفت لي شفتاها
هَمَسَت في خاطري فاستيقظت / روحيَ الحيرى وأصغت لندَاها
فأنا إن لم أكُن توأمَها / فكأني كنت في الغيبِ أخاها
نحن أرواحٌ حيارَى ثملت / وانتشت سكرى على لحنِ أساهَا
قرِّبي روحَكِ مني قرِّبي / ظلليني واغمريني برضاها
وتعالي حدّثيني حدّثي / أنت مرآة شجوني وصَدَاهَا
فهبيني ساعة الصفو التي / تقسمُ الأيامُ ما فيها سواها
ثم أمضي لحياةٍ مرَّةٍ / صبحُها عندي سواءٌ ومَسَاهَا
آه من لحن سما
آه من لحن سما / ويّ عجيب النغمات
أيها الساحر لم تض / رب بقوس بل عصاة
يا أبا الفن المصفى / هات ألحانك هات
في شطوط النيل مهد ال / فن مهد المعجزات
الصّبا في ريح لبنا / ن رقيق النفحات
وحجاز راقص أو ها / ت من شط الفرات
نحن أبناء المعالي / نحن أبناء الغزاة
غننا لحن أبينا الش / شرق واهتف بالحُماة
هاتِ لحنَ الشرق ما / أجدره بالعبرات
هو أرض المجد أرض ال / خلد من بدء الحياة
هات لحن الشرق هات / هاتِ لحن الشرق هاتِ
رُب لحن قدسيّ / من جنان الخلد آتِ
جعل الأرواح في / هيكله مزدحمات
حشدَ العالم كالعُب / باد قاموا للصلاة
جمَعَ الناس على ال / حب وأدنى من شتات
إن يكن مظهر يا زي
إن يكن مظهر يا زي / نب ربّ المعجزات
مِبضَعٌ يأسو ويشفي / في الأكف الشافيات
وفتى كالملكِ الس / ساحر حلوُ الكلمات
وله مجد المجد / دين وأقدار الثقات
فوق أخلاق كريما / ت رقاق محسنات
إنه يَشفِي وتَشفِي / زينبٌ بالبسمات
أبداً دأبكما الخا / لد بعثٌ للحياة
ومسير الرحمة الكب / رى كما في النسمات
فاهنآ إنكما حق / قاً سواء في السمات
أبعث الآن اعتذاري وأنا
أبعث الآن اعتذاري وأنا / حاضر بالقلب والروح معك
لك ظل مقتفٍ في خاطِري / حيثما سرت مضى فاتبعك
أنا لا أومن بالبعد ولا / أحسب المقدور مني نزعك
أنت لا تبرح عيني فلذا / لا تراني اليوم فيمن ودّعك
يا أبا الأشواق غَن
يا أبا الأشواق غَن / نِ وانقل الألحان عني
إن سونيا ذات حسن / ضارب في كل فن
إيهِ سونيا هجتِ شوقي / وشجوني والتمني
إن تغنيني فإني / طائر في كل غصن
إنني بالحسن أدعى / وأغني كل حسن
إيه سونيا ذاك يومي / فاسكبي لي لا تضني
أفرغي سحر الهوى في / خاطري من كل دنِ
إنما عيدك عيدي / وهو يوم فوق ظني
لا أهنيك ولكن / كل مخلوق أهني
إيه سونيا إيهِ سونيا
إيه سونيا إيهِ سونيا / أنت دنيا أنت دنيا
أنت دنيا الحسن لكن / نَ سماواتك عُليا
بك يلقى القلب ريّاً / وبك الأنفاس تحيا
قد نسينا وطوينا / كل ما قبلك طيّا
كل من يلقاك لا يذ / كر في الأيام شيّا
غير سونيا إن سونيا / هي دنيا أي دنيا
لا تقل عندَ رحيلك
لا تقل عندَ رحيلك / أسعدَ اللهُ مساءَك
أيُّ سعدٍ لخليلِك / شيَّعَ الروحَ وراءَك
إِن تُقِم عندي ظلامي / يستَحِل ليلِي ضياء
منكَ لو كانت تباع / أشتريهَا بالحياه
أحسد الشيبَ على رأ
أحسد الشيبَ على رأ / سك والتسعينَ عامَا
وأحيِّي ناصعَ الصب / ح وأهديه السلامَا
ها هو الحق الذي لم / يُبقِ شكَّا أو كلامَا
وَهوَ الدنيَا وربِّي / نزعَت عنها اللثامَا
روعة الحقِّ لقد نك / كست الصاري احترامَا
نَحن قوم نعشقُ الحق / ق ولو كانَ الحِمامَا
إيه أيامَ شبابي / كيف تمضينَ عقامَا
فيم تمتدين طولاً / وفراغاً وإلامَ
ليتنا نبدو كما نح / ن شقاءً وسقامَا
كلما تخدعنا الأي / يام خادعنَا الأنامَا
فرثينا العمر بِش / راً وبكيناه ابتسامَا
قد ترى المفراحَ لل / بهجةِ تمثالاً مقامَا
أنت تدري أيّ ضن / كٍ في لياليه أقامَا
ولقد تظفرُ بالخا / ئبِ حظَّا وغرامَا
أسود اللمة يح / سبُه الناسُ غلامَا
وهو الفاني الذي / أهلكَه الدهرُ صِدامَا
ويميناً لا ترى أر / وعَ مِن هذا انتقاما
هيكلٌ يرزح في / آلامِه عاماً فعامَا
فَهوَ حي يحمل المو / تَ ولا يلقى الحِمَاما
أعشق الأنوارَ من / تاجِكَ هذا تترامى
وأرى قلبي فراشاً / حول هذا الضوءِ حاما
ليس يرضيكَ شبابي / إن ترِد مني سَوامَا
سترى كأساً ولكن / لا ترى فيها مدَامَا
ربَّ يومٍ إذ حكينا ما لدينا
ربَّ يومٍ إذ حكينا ما لدينا / وقصصنَا
قد أطلت ذقنُ محجوبٍ علينا / فرقصنا
ماجتِ الأرضُ ومادت بالسرور / والحياة
مقبلاً يقرعها قَرعَ الأمير / بعصاه
رب ذقن قد تجلت حول ثغرٍ / باسمِ
وتدلت بدلالٍ فوق صدرٍ / أعظمِ
هي روحٌ هي قديسٌ عظيم / للتبرك
شعرُ شمشون هو السرُّ القديم / وَهيَ سرُّك
هي للأزمةِ في مصرَ دواء / وعلاج
وعن السودانِ صوتٌ ونداء / واحتجاج
تفهمُ القولَ وتصغي للكلام / سامعَة
وهي للآدابِ والعلمِ التمام / جامعَة
زادها الله ولا زالت عليك / تتمادَى
وأراني فرعَها في قدميك / يتهادَى
وأراني وَجهَك البدر التمام / ها هنَا
أنت مدعو لديهم كلَّ عام / وأنَا
أيها الجالسُ في مرقبِه
أيها الجالسُ في مرقبِه / أترى الدميةَ تمشي أترَى
أترى كيفَ مشت مبطئةً / وتأنت فَهيَ تمشي القهقرَى
أترى هذا الذَى ساومَهَا / لا يبالي ما الذي قالَ الورَى
عصبت شهوتُه أعينَه / فَهوَ بالشهوةِ أعمى لا يرى
نسوةٌ معدنُهَا هذا الثرى / هُنَّ دوماً لاصقاتٌ بالثرَى
كَم أغرَّ في بواكيرِ الصبَا
كَم أغرَّ في بواكيرِ الصبَا / ناضرٍ يسحبُ أذيال النعم
طبعُه الجودُ فلما هتفت / مصرُ تدعوه تناهى في الكرم
قَدَّمَ الروحَ إليها ومشى / ثابتَ الخطوةِ جبارَ القدَم
كلفته اليقظةُ الكبرى بها / مهجةً ترعى وعيناً لم تنَم
جشمته خطةً داميةً / وعرةَ المسلكِ حُفَّت بالألم
يجدُ الموتُ بها لذتَه / ويرى العارَ إذا المرءُ سَلِم
يا لمصرَ الجنةِ الفيحاءِ كم / فتحت قبراً لباغٍ قد ظَلَم
يطلع الصبحُ على هذي الربى / فإذا الوردُ ضحوكٌ في الأكَم
فإذا أمسَى المساءُ انقلبت / فوهَةً حمراءَ تغلي بالحمم
لست تدري إذ تراها ظمئت / فَرَوَى الأحرارُ واديها بِدَم
ذاكَ لونُ الوردِ أم لونُ الردى / الجاثم أو لونُ الجحيم المضطرم
أنا أهواكَ وإن لم
أنا أهواكَ وإن لم / تقضِ لي يوماً ديونَك
لا أبالِي خُنتَني أم / غيَّرَ البعدُ يمينَك
أيها الطائرُ عنّي / طرتَ عمَّن لن يخونك
كلَّما عدت ترى القي / د وتلقاني سجينَك
فاسأَلِ الأيامَ هل قد / ضنَّتِ الأيامُ دونَك
كم مَحاني السقمُ والهج / رُ ولم أمح ظنونَك
صاحَ جرحي بك صدِّق / أيها الرامي طعينَك
عندَما استرحمتُ كفي / كَ وقبَّلتُ عيونَك