القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : إِبْراهيم ناجِي الكل
المجموع : 42
أنت وحيُ العبقرية
أنت وحيُ العبقرية / وجلالُ الأبدية
أنت لحنُ الخلد والرح / مة في أرض شقيه
أنت سرٌّ تعبت في / ه العقول البشريه
إن تكن أشجتك أشعا / ري وأناتي الشجيه
فتقبّل طاقةً بالدم / دم والدمع نديه
وارضَ عنها وإذا لم / ترضَ فاغفر لي الهديه
يا حبيبي نضب العم / ر وقرّبنا الضحيه
إن يكن قد شقي الما / ضي فما أهنا البقيه
في خيالاتٍ غوال / وأمانٍ ذهبيه
يطلع الصبح عليها / مثلما تمضي العشيه
أنت صهباء السماوا / ت وروحٌ قُدُسيه
بتَّ تسقيني فتنسي / نيَ أوجاعي العصيه
فسلاماً كل حين / وغراماً وتحيه
يا حبيبَ الروح يا روحَ الأماني
يا حبيبَ الروح يا روحَ الأماني / لستَ تدري عطش الروح إليكا
وحنيني في أنين غير فاني / للرَّدى أشربه من مقلتيكا
آه من ساعة بثٍّ وشجون / ولقاء لم يكن لي في حساب
وحديثٍ لم يدر لي في الظنون / يا طويلَ الهجر يا مُرَّ الغياب
حلّ يا ساحر صفوٌ وسلام / بعد فتك البين بالقلب الغريب
ودنا روضٌ وظلٌّ وغمام / بعد فتك النار بالعمر الجديب
مرَّت الساعة كالحلم السعيد / ومشت نشوتها مشي الرحيق
ذهبَ العمر وذا عمرٌ جديد / عشته من فمك الحلو الرقيق
مرّتِ الساعة والليل دنا / والهوى الصامت يغدو ويروح
وتلاشت واختفت أجسادنا / واعتنقنا في الدُّجى روحاً بروح
تسمع الشعر وشعري منك لك / وبالهامك أبدعتُ الرويّ
أنت يا معجزة الحسن ملك / كل لفظ منك شعرٌ قُدُسيّ
راجعتنا في جلال وسكوت / وتوالت صور الماضي الحزين
كيف يبلى يا حبيبي أو يموت / ما طبعناه على قلب السنين
كيف يفنى ما كتبناه بنار / وخططناه بسهد ودموع
يشهد الليل عليه والنهار / والشهيد المتواري في الضلوع
التقت أرواحنا في ساحةٍ / كغريبين استراحا من سَفر
وحططنا رحلنا في واحةٍ / زادُنا فيها الأماني والذكر
وتساءلت عن الماضي وهل / حسنت دنياي في غير ظلالك
يا حبيبي أين أمضي من خجل / وفؤادي أين يمضي من سؤالك
شدّ ما يخجلني جهد المُقِل / مِن شبابٍ ضاع أو من نور عينِ
يتمشى السقم في قلب الأجل / وأراني لك ما وفّيتُ دَيني
أنا شاديك ولحني لك وحدك / فاقضِ ما ترضاه في يومي وأمسي
درجَ الدهرُ وما أذكر بعدك / غير أيامك يا توأم نفسي
وأنا الطائرُ قلبي ما صبا / لسوى غصنك والوكر القديم
ما تبدّلنا ولا حال الصّبا / والهوى الطاهر والودّ الكريم
لم تَزَل ذكراه من بالي وبالك / كيف ينسى القلبُ أحلامَ صباه
قد صحت عيني على فجرِ جمالك / كيف يُنسى الفجرُ يا فجر الحياه
هذه الكعبةُ كنّا طائفيها
هذه الكعبةُ كنّا طائفيها / والمصلّين صباحاً ومساء
كم سجدنا وعبدنا الحسن فيها / كيف بالله رجعنا غرباء
دار أحلامي وحبي لقيتنا / في جمود مثلما تلقى الجديد
أنكرتنا وهي كانت إن رأتنا / يضحك النور إلينا من بعيد
رفرف القلب بجنبي كالذبيح / وأنا أهتف يا قلب اتئد
فيجيبُ الدمعُ والماضي الجريح / لِمَ عُدنا لَيت أنّا لَم نعُد
لِمَ عُدنا أوَ لَم نَطوِ الغَرَام / وفَرغنا مِن حنينٍ وألَم
ورَضينا بسكونٍ وسلام / وانتهينا لفراغٍ كالعَدَم
أيها الوكر إذَا طار الأليف / لا يَرَى الآخر معنى للسماء
ويَرَى الأيام صفراً كالخَريف / نائحات كرياح الصَّحراء
آه مما صنع الدهر بنا / أو هذا الطلل العابس أنت
والخيال المطرق الرأس أنا / شدَّ ما بتنا على الضنك وبِت
أين ناديك وأين السمرُ / أين أهلوك بساطاً وندامى
كلما أرسلت عيني تنظر / وثب الدمع إلى عيني وغامَا
موطن الحسن ثوى فيه السأم / وسرت أنفاسه في جوِّهِ
وأناخ الليل فيه وجثم / وجرَت أشباحه في بهوهِ
والبلى أبصرتهُ رأي العيان / ويداه تنسجان العنكبوت
صحت يا ويحك تبدو في مكان / كل شيء فيه حيٌّ لا يموت
كل شيء من سرور وحَزَن / والليالي من بهيجٍ وشجي
وأنا أسمعُ أقدامَ الزمن / وخُطى الوحدة فوق الدرج
ركنيَ الحاني ومغنايَ الشفيق / وظلال الخلد للعاني الطليح
علم الله لقد طال الطريق / وأنا جئتك كيما أستريح
وعلى بابك ألقي جَعبتي / كغريبٍ آبَ من وادي المحن
فيك كف الله عنى غربتي / ورسا رحلي على أرض الوطن
وطني أنتَ ولكني طريد / أبديُّ النفي في عالَم بؤسي
فإذا عدت فللنجوى أعود / ثم أمضي بعد ما أفرغ كأسي
داوِ ناري والتياعي
داوِ ناري والتياعي / وتمهَّل في وداعي
يا حبيب العمر هب لي / بضع لحظاتٍ سراع
قف تأمل مغربَ العم / ر وإخفاقَ الشعاع
وابكِ جبَّار الليالي / هدّه طول الصراع
وا ضياع الحزن والدم / ع على العمر المضاع
وهتاف القلب بالشك / وى على غير انتفاع
ما يهمّ الناس من نج / م على وشك الزماع
غاب من بعد طلوعٍ / وخبا بعد التماع
طال بي سُهدي وإِعيا / ئي وقد حان اضطجاعي
وإذا الراحة حانت / بعد لأيٍ ونزاع
فصدور الغيد سيَّا / ن وأنياب السباع
آه لو تقضي الليا / لي لشتيت باجتماع
كم تمنيتُ وكم من / أملٍ مرّ الخداع
وقفة أقرأ فيها / لك أشعار الوداع
ساعة أغفر فيها / لك أجيال امتناع
يا مناجاتي وسرِّي / وخيالي وابتداعي
ومتاعاً لعيوني / وشميمي وسماعي
تبعث السلوى وتنسى ال / موت مهتوك القناع
دمعة الحزن التي تس / كبها فوق ذراعي
حان حرماني وناداني النذير
حان حرماني وناداني النذير / ما الذي أعدَدت لي قبل المسير
زمني ضاع وما أنصفتني / زاديَ الأول كالزاد الأخير
ريّ عمري من أكاذيب المنى / وطعامي من عفاف وضمير
وعلى كفك قلبٌ ودمٌ / وعلى بابك قيدٌ وأسير
حانَ حرماني فدعني يا حبيبي / هذه الجنة ليست من نصيبي
آه من دار نعيم كلما / جئتها أجتاز جسراً من لهيبِ
وأنا إلفك في ظل الصِّبا / والشباب الغض والعمر القشيب
أنزل الربوة ضيفاً عابراً / ثم أمضي عنك كالطير الغريب
لِمَ يا هاجرُ أصبحتَ رحيما / والحنان الجمّ والرقة فيما
لِم تسقينيَ من شهد الرضا / وتلاقيني عطوفاً وكريما
كل شيء صار مرّاً في فمي / بعد ما أصبحت بالدنيا عليما
آه من يأخذ عمري كله / ويعيد الطفلَ والجهلَ القديما
هل رأى الحب سكارى مثلنا / كم بنينا من خيالٍ حولنا
ومشينا في طريق مقمر / تثب الفرحة فيه قبلنا
وتطلعنا إلى أنجمه / فتهاوين وأصبحن لنا
وضحكنا ضحك طفلين معاً / وعدونا فسبقنا ظلنا
وانتبهنا بعد ما زال الرحيق / وأفقنا ليتَ أنا لا نفيق
يقظةٌ طاحت بأحلام الكَرَى / وتولّى الليلُ واللَّيل صَدِيق
وإذا النُّور نَذِيرٌ طَالِعٌ / وإذا الفجر مُطِلٌّ كالحَريق
وإذا الدُّنيا كما نعرفها / وإذَا الأحبابُ كلٌّ في طَريق
هاتِ أسعدني وَدَعني أسعدُك / قَد دنا بعدَ التنَّائي موردُك
فأذقنيه فإني ذاهِبٌ / لا غدي يُرجَى ولا يُرجَى غدُك
وابلائي من لياليَّ التي / قرَّبَت حَيني وراحَت تبعدُك
لا تَدَعني لليالي فغداً / تجرَح الفرقة ما تأسو يَدُك
أزف البين وقد حان الذّهَاب / هذه اللَّحظة قَدَّت مِن عَذَاب
أزف البين وهل كان النَّوى / يا حبيبي غير أن أغلق باب
مضت الشّمس فأمسيت وقد / أغلقت دونَي أبواب السَّحاب
وتلفَّتُّ على آثارِهَا / أسألُ الليَّل ومَن لي بالجواب
يا حناناً كيدِ الآسي الرؤومِ
يا حناناً كيدِ الآسي الرؤومِ / وشُعاعاً يُشتَهى بعد الغُيومِ
أنا في بُعدِكَ مفقودُ الهُدَى / ضَائعٌ أعشو إلى نورٍ كريمِ
أشتري الأحلامَ في سُوق المُنى / وأبيعُ العُمرَ في سُوق الهُمومِ
لا تقل لي في غدٍ موعدُنا / فالغدُ الموعُودُ ناءٍ كالنجومِ
أغداً قلت فعلِّمني اصطبارا / ليتني أختصرُ العُمرَ اختِصارَا
عَبَرَت بي نَشوةٌ مِن فَرَحٍ / فَرَقصنا أنا والقلبُ سُكارَى
وعَرَانا طَائِفٌ مِن خَبَلٍ / فاندَفَعنا في الأماني نتبارَى
سنَذمُّ النور حتى يتَلاشى / ونذمُّ الليلَ حتى يتوارَى
انفَردنا أنا والقلب عشيا / ننسج الآمالَ والنَّجوى سويَّا
فركبنا الوهمَ نبغي دارَها / وطوينا الدهر والعالَم طَيَّا
فبلغناها وهللنَا لها / ونزَلنَا الخُلدَ فينَاناً نَدِيَّا
ولقينا الحسنَ غَضّاً والصّبا / وتملَّينَا الجلالَ الأبدِيَّا
قال لي القلبُ أحقّاً ما بلغنا / كيف نام القَدرُ السَّاهر عنَّا
أتراها خِدعةً حاقت بنا / أتراها ظِنةً مما ظَنَنَّا
قلتُ لا تجزع فكم من منزلٍ / عزَّ حتى صار فوق المتمنى
أذِنَ اللهُ به بَعد النَّوي / فثوينا واسترحنا وأمِنَّا
يا جِنانَ الخُلدِ قَدَّمتُ اعتِذاري / إذ يَطوف الخلدَ سقمي ودَماري
أيها الآمرُ في مُلكِ الهوى / اعفُ عن لهفةِ روحي وأواري
أشتهي ضَمَّكَ حتى أشتفي / فكأني ظامئٌ آخذ ثاري
غير أني كلَّما امتدت يدي / لعناقٍ خِفتُ أن تؤذيكَ ناري
أيها النورُ سَلاماً وخشوعا / أيها المعبَدُ صَمتاً ورُكُوعَا
ملكت قلبي ولُبي رهبة / عصفت بالقلب واللُّبّ جميعَا
رُبَّ قول كنتُ قد أعددتُه / لكَ إذ ألقاك يأبى أن يطيعَا
وحبيسٍ من عتابٍ في فمي / قد عصاني فتفجَّرتُ دموعَا
لذعتني دمعة تلفح خدي / نبهتني من ضلالٍ ليس يُجدِي
واختفت تلك الرُّؤَى عن ناظري / وطَواها الغيبُ في سِحري بُردِ
وتَلفَّتُّ فلا أنت ولا / جنةُ الخلد ولا أطيافُ سَعدِ
وإذا بي غارقٌ في محنَتي / وبلائي أقطعُ الأيامَ وَحدِي
هاتِ قيثاري ودَعني للخيالِ / واسقني الوهمَ وعَلِّل بالمحالِ
ودَع الصدق لمن ينشده / الحجى خصميَ فاغمر بالضلالِ
وخُذ الأنوار عنّي ربما / أجدَ الرحمةَ في جوفِ الليالي
خلِّني بالشوقِ أستدني غداً / فغداً عندي كآبادٍ طوالِ
يا أميري أزف البي
يا أميري أزف البي / ن وما زلت ضنينا
أصغ لي وانظر ودع كف / فك في كفيَ حينا
آهِ من يمناك هذي / والذي منها سقينا
عللتنا بالأماني / فشربنا ظامئينا
ثم دارت بالمنايا / فوردنا طائعينا
آه من قاسية ريا / نةٍ ضعفاً ولينا
يا بناناً ساحراً قد حك / كَم الأقدار فينا
شفتي موتورة ظم / آنة جنت جنونا
وكأن الآن كفي / حملت ثأراً دفينا
تتمناك حبيساً / عندها العمر سجينا
طائراً ألفى على را / حتها وكراً أمينا
وشعاعاً قدسياً / هادي النور مبينا
كم تجرّعنا هوانا
كم تجرّعنا هوانا / ولقينا في هوانا
وبلونا نار حب / لم نذق فيها أمانا
وإذا حلّ الهوى هي / هات تدري كيف كانا
فإذا ما ملك الأن / فس أصلاها عوانا
فهو نصل مستقر / ولهيب لا يدانى
يا حبيبي هدأ اللي / ل ولم يسهر سوانا
لا الدجى ضمَّد جرحي / نا ولا الصّبح شفانا
لا الهوى رقّ على الش / شاكي ولا قاسيه لانا
قد غدونا غرض الر / رامي كما شاء رمانا
وافني بالله نَطرق / هيكل الحب كلانا
ساعة نبكي على الكأس / ونشكو من سقانا
جئتُ أشكو لكِ روحي وجواها
جئتُ أشكو لكِ روحي وجواها / وردت ظمأى وعادت بصدَاها
آه من عينكِ ماذا صنعت / بغريبٍ مستجيرٍ بحماها
تبعته تقتفي أحلامَهُ / كلّما أغفى أطلَّت فرآها
يا سقى الله لِليلى أيكةً / وجزاها الخيرَ عنّا ورعاهَا
وغذاها من أمانينا ومن / حبنا الشهدَ المصفى وسقاهَا
قرّبي عينكِ مني قرّبي / ظلليني واغمريني بصفاهَا
وأريني هدأة البحر إذا ان / بسط البحرُ جلالاً وتناهَى
وأريني لجة السحر التي / ضلَّ في أعماقها الفكرُ وتاهَا
ألمح اللؤلؤ في أغوارها / وأرى الطيبة تطفو في سناهَا
وأراها تخبأ الخلدَ لمن / باع دنياه وبالروح اشتراهَا
نحن أرواحٌ حيارى افترقت / ثم عادت فتلاقت في شجَاها
سوف ينسى القلبُ إلا ساعةً / مِن رضاً في وكرك الحاني قضاهَا
هتف القلب وقد حدثتني / أيّ ماضٍ كشفت لي شفتاها
هَمَسَت في خاطري فاستيقظت / روحيَ الحيرى وأصغت لندَاها
فأنا إن لم أكُن توأمَها / فكأني كنت في الغيبِ أخاها
نحن أرواحٌ حيارَى ثملت / وانتشت سكرى على لحنِ أساهَا
قرِّبي روحَكِ مني قرِّبي / ظلليني واغمريني برضاها
وتعالي حدّثيني حدّثي / أنت مرآة شجوني وصَدَاهَا
فهبيني ساعة الصفو التي / تقسمُ الأيامُ ما فيها سواها
ثم أمضي لحياةٍ مرَّةٍ / صبحُها عندي سواءٌ ومَسَاهَا
آه من لحن سما
آه من لحن سما / ويّ عجيب النغمات
أيها الساحر لم تض / رب بقوس بل عصاة
يا أبا الفن المصفى / هات ألحانك هات
في شطوط النيل مهد ال / فن مهد المعجزات
الصّبا في ريح لبنا / ن رقيق النفحات
وحجاز راقص أو ها / ت من شط الفرات
نحن أبناء المعالي / نحن أبناء الغزاة
غننا لحن أبينا الش / شرق واهتف بالحُماة
هاتِ لحنَ الشرق ما / أجدره بالعبرات
هو أرض المجد أرض ال / خلد من بدء الحياة
هات لحن الشرق هات / هاتِ لحن الشرق هاتِ
رُب لحن قدسيّ / من جنان الخلد آتِ
جعل الأرواح في / هيكله مزدحمات
حشدَ العالم كالعُب / باد قاموا للصلاة
جمَعَ الناس على ال / حب وأدنى من شتات
إن يكن مظهر يا زي
إن يكن مظهر يا زي / نب ربّ المعجزات
مِبضَعٌ يأسو ويشفي / في الأكف الشافيات
وفتى كالملكِ الس / ساحر حلوُ الكلمات
وله مجد المجد / دين وأقدار الثقات
فوق أخلاق كريما / ت رقاق محسنات
إنه يَشفِي وتَشفِي / زينبٌ بالبسمات
أبداً دأبكما الخا / لد بعثٌ للحياة
ومسير الرحمة الكب / رى كما في النسمات
فاهنآ إنكما حق / قاً سواء في السمات
أبعث الآن اعتذاري وأنا
أبعث الآن اعتذاري وأنا / حاضر بالقلب والروح معك
لك ظل مقتفٍ في خاطِري / حيثما سرت مضى فاتبعك
أنا لا أومن بالبعد ولا / أحسب المقدور مني نزعك
أنت لا تبرح عيني فلذا / لا تراني اليوم فيمن ودّعك
يا أبا الأشواق غَن
يا أبا الأشواق غَن / نِ وانقل الألحان عني
إن سونيا ذات حسن / ضارب في كل فن
إيهِ سونيا هجتِ شوقي / وشجوني والتمني
إن تغنيني فإني / طائر في كل غصن
إنني بالحسن أدعى / وأغني كل حسن
إيه سونيا ذاك يومي / فاسكبي لي لا تضني
أفرغي سحر الهوى في / خاطري من كل دنِ
إنما عيدك عيدي / وهو يوم فوق ظني
لا أهنيك ولكن / كل مخلوق أهني
إيه سونيا إيهِ سونيا
إيه سونيا إيهِ سونيا / أنت دنيا أنت دنيا
أنت دنيا الحسن لكن / نَ سماواتك عُليا
بك يلقى القلب ريّاً / وبك الأنفاس تحيا
قد نسينا وطوينا / كل ما قبلك طيّا
كل من يلقاك لا يذ / كر في الأيام شيّا
غير سونيا إن سونيا / هي دنيا أي دنيا
لا تقل عندَ رحيلك
لا تقل عندَ رحيلك / أسعدَ اللهُ مساءَك
أيُّ سعدٍ لخليلِك / شيَّعَ الروحَ وراءَك
إِن تُقِم عندي ظلامي / يستَحِل ليلِي ضياء
منكَ لو كانت تباع / أشتريهَا بالحياه
أحسد الشيبَ على رأ
أحسد الشيبَ على رأ / سك والتسعينَ عامَا
وأحيِّي ناصعَ الصب / ح وأهديه السلامَا
ها هو الحق الذي لم / يُبقِ شكَّا أو كلامَا
وَهوَ الدنيَا وربِّي / نزعَت عنها اللثامَا
روعة الحقِّ لقد نك / كست الصاري احترامَا
نَحن قوم نعشقُ الحق / ق ولو كانَ الحِمامَا
إيه أيامَ شبابي / كيف تمضينَ عقامَا
فيم تمتدين طولاً / وفراغاً وإلامَ
ليتنا نبدو كما نح / ن شقاءً وسقامَا
كلما تخدعنا الأي / يام خادعنَا الأنامَا
فرثينا العمر بِش / راً وبكيناه ابتسامَا
قد ترى المفراحَ لل / بهجةِ تمثالاً مقامَا
أنت تدري أيّ ضن / كٍ في لياليه أقامَا
ولقد تظفرُ بالخا / ئبِ حظَّا وغرامَا
أسود اللمة يح / سبُه الناسُ غلامَا
وهو الفاني الذي / أهلكَه الدهرُ صِدامَا
ويميناً لا ترى أر / وعَ مِن هذا انتقاما
هيكلٌ يرزح في / آلامِه عاماً فعامَا
فَهوَ حي يحمل المو / تَ ولا يلقى الحِمَاما
أعشق الأنوارَ من / تاجِكَ هذا تترامى
وأرى قلبي فراشاً / حول هذا الضوءِ حاما
ليس يرضيكَ شبابي / إن ترِد مني سَوامَا
سترى كأساً ولكن / لا ترى فيها مدَامَا
ربَّ يومٍ إذ حكينا ما لدينا
ربَّ يومٍ إذ حكينا ما لدينا / وقصصنَا
قد أطلت ذقنُ محجوبٍ علينا / فرقصنا
ماجتِ الأرضُ ومادت بالسرور / والحياة
مقبلاً يقرعها قَرعَ الأمير / بعصاه
رب ذقن قد تجلت حول ثغرٍ / باسمِ
وتدلت بدلالٍ فوق صدرٍ / أعظمِ
هي روحٌ هي قديسٌ عظيم / للتبرك
شعرُ شمشون هو السرُّ القديم / وَهيَ سرُّك
هي للأزمةِ في مصرَ دواء / وعلاج
وعن السودانِ صوتٌ ونداء / واحتجاج
تفهمُ القولَ وتصغي للكلام / سامعَة
وهي للآدابِ والعلمِ التمام / جامعَة
زادها الله ولا زالت عليك / تتمادَى
وأراني فرعَها في قدميك / يتهادَى
وأراني وَجهَك البدر التمام / ها هنَا
أنت مدعو لديهم كلَّ عام / وأنَا
أيها الجالسُ في مرقبِه
أيها الجالسُ في مرقبِه / أترى الدميةَ تمشي أترَى
أترى كيفَ مشت مبطئةً / وتأنت فَهيَ تمشي القهقرَى
أترى هذا الذَى ساومَهَا / لا يبالي ما الذي قالَ الورَى
عصبت شهوتُه أعينَه / فَهوَ بالشهوةِ أعمى لا يرى
نسوةٌ معدنُهَا هذا الثرى / هُنَّ دوماً لاصقاتٌ بالثرَى
كَم أغرَّ في بواكيرِ الصبَا
كَم أغرَّ في بواكيرِ الصبَا / ناضرٍ يسحبُ أذيال النعم
طبعُه الجودُ فلما هتفت / مصرُ تدعوه تناهى في الكرم
قَدَّمَ الروحَ إليها ومشى / ثابتَ الخطوةِ جبارَ القدَم
كلفته اليقظةُ الكبرى بها / مهجةً ترعى وعيناً لم تنَم
جشمته خطةً داميةً / وعرةَ المسلكِ حُفَّت بالألم
يجدُ الموتُ بها لذتَه / ويرى العارَ إذا المرءُ سَلِم
يا لمصرَ الجنةِ الفيحاءِ كم / فتحت قبراً لباغٍ قد ظَلَم
يطلع الصبحُ على هذي الربى / فإذا الوردُ ضحوكٌ في الأكَم
فإذا أمسَى المساءُ انقلبت / فوهَةً حمراءَ تغلي بالحمم
لست تدري إذ تراها ظمئت / فَرَوَى الأحرارُ واديها بِدَم
ذاكَ لونُ الوردِ أم لونُ الردى / الجاثم أو لونُ الجحيم المضطرم
أنا أهواكَ وإن لم
أنا أهواكَ وإن لم / تقضِ لي يوماً ديونَك
لا أبالِي خُنتَني أم / غيَّرَ البعدُ يمينَك
أيها الطائرُ عنّي / طرتَ عمَّن لن يخونك
كلَّما عدت ترى القي / د وتلقاني سجينَك
فاسأَلِ الأيامَ هل قد / ضنَّتِ الأيامُ دونَك
كم مَحاني السقمُ والهج / رُ ولم أمح ظنونَك
صاحَ جرحي بك صدِّق / أيها الرامي طعينَك
عندَما استرحمتُ كفي / كَ وقبَّلتُ عيونَك

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025