المجموع : 9
تمَّ لِسانُ العَرَب
تمَّ لِسانُ العَرَب / فَجاءَ قَصدَ الأَرَبِ
عِشرونَ سِفراً بَعدَها / سَبع ذوات نخَبِ
جاءَ جَمالُ الدينِ في / تَصنيفِهِ بِالعَجَبِ
أَبقاهُ ذُخراً للوَرى / يَبقَى بَقاءَ الحِقَبِ
طَوّقَ جيدَ عَصرِهِ / طَوقاً بِهِ مِن ذَهَبِ
رَصَّعَهُ بِجَوهَرٍ / فَصارَ زَينَ الكُتُبِ
كِتابُهُ شَمسُ الضُحى / وَكُتبُهُم كَالشُهُبِ
مِن أُسرَةٍ بَذّوا الوَرى / بِسُمرِهِم وَالقضبِ
أَبناءُ قَحطانَ الأُلى / سُمُّوا بِأَنصارِ النَّبِي
فَيا لَها مِن أُسرَةٍ / شَريفَةٍ في النَّسَبِ
جَمَّلَهم جمالهُم / إِنسانُ عَينِ الأَدَبِ
سَقَى الإِلهُ قَبرَهُ / مِن مُثجِماتِ السُحُبِ
وَلا تَزالُ روحُهُ / مَع الحِسانِ العُرَّبِ
في جَنَّةٍ يُسقى بِها / مِن لَبَنٍ وَضَرَبِ
يَرشُفُنا مِن ريقِهِ مُدامَةً
يَرشُفُنا مِن ريقِهِ مُدامَةً / نَكهَتُها تَهزَأُ بِالعَبيرِ
وَنَجتَلي دِعصاً مَهيلاً فَوقَهُ / أَملَدُ تَحتَ قَمَرٍ مُنيرِ
وَانحَدَرَت ذُؤابَةٌ مِن شعرِهِ / فَانظُر ورُودَ الصِلِّ للغَديرِ
يَلفِتُ مِن طَرفٍ خَفِيّ خَجَلاً / يَبغَمُ مثلَ الشادِنِ الغَريرِ
مَن ناصِري مِن شادِنٍ
مَن ناصِري مِن شادِنٍ / في هَجرهِ مبالغِ
سهلِ الكَلام لَينِهِ / صَعبِ الجنى مراوغِ
حازَ علوماً جَمَّة / مِن قَبلِ سِنِّ البالِغِ
وَبَعدُ فاقَ صَحبَهُ / في كُلّ فَنٍّ نابِغِ
يَرفُل مِن عُلومِهِ / في بُردِ فَضلٍ سابِغِ
قَد صيغَ مِن نُورٍ فَما / أَبدَعَ صُنعَ الصانعِ
فَخَلقُهُ أَحسن مِن / بَدرٍ بَليلٍ بازِغِ
وَخُلقُهُ أَلطفُ مِن / عَذبٍ فُراتٍ سائِغِ
فَصوغُهُ للنظم قَد / أَعجَزَ كُلَّ صائِغِ
شَهمٌ أَبيٌّ باسلٌ / يَدمَغُ كُلَّ دامِغِ
وَذو حَياءٍ صَيِّنٍ / مِن نَزغِ كُلِّ نازِغِ
قَلبيَ مَلآن بِهِ / لَيسَ يُرى بِالفارغِ
إِن زاغَ عَن وُدّي فَما / وُدّي لَهُ بالزائغِ
أَو راغَ عَنّي جَفوةً / فَما أنا بِالرائِغِ
يا حَبّذا عُقيربٌ / بِوَجنَتَيهِ لادِغي
وَحُمرةٌ بِخَدِّه / جاءَت بِغير صابغِ
بَخِلتَ حَتّى بِالوَرَق
بَخِلتَ حَتّى بِالوَرَق / عَلى كَئيبٍ ذي قَلَق
بِأَيِّ شَيءٍ جُدتَ قَد / أَمسَكتَ لي بِهِ الرَمَق
يا بَدر تمٍّ قَد بَدا / في جنحِ لَيلٍ قَد غَسَق
وَيا غَزالاً نافِراً / يسبي الأسودَ بِالحدَق
وَيا قَضيباً مائِساً / قَلبي بِهِ قَد اِعتلَق
الطُف بِمَن يَحلو لَهُ / فيكَ العَذاب وَالأَرَق
كاتمِ سِرٍ لَم يَفه / يَوماً بِكُم وَلا نَطَق
ما إِن رَأَيتُ عاشِقاً / مثلي في الحُبِّ صَدَق
جَمَعتَ ضِدَّينِ مَعاً / ناراً وَماءً قَد دَفَق
فَالقَلبُ مني في حَرَق / وَالعَينُ مني في غَرَق
وَلي عَلى ذا أَزمُنٌ / سُنونَ سَبعٌ في نَسَق
أقنعُ مِن حَديثكُم / وَأنسِكُم بِما اِتَّفَق
يا سَيِّداً قَد حازَ حُسنَيَينِ
يا سَيِّداً قَد حازَ حُسنَيَينِ / العلمَ وَالدينَ بِغَيرِ مَينِ
قَد اِنقَضى وَقتُ جُمادَيَينِ / وَما أَتى المَعلومُ مِن لُجينِ
أَلا اجمَعَن ما بَينَهُ وَبَيني / فَما يَسُرُّ العينَ غَيرُ العَينِ
بِهِ اِنقِضاءُ مَأرِبي وَدَيني /
عرفهما أَو نكرن أَو عرفن
عرفهما أَو نكرن أَو عرفن / للوصف أَو معموله وَلتعرِبَن
معمولَه بضمة أَو كسره / فَتحة تَبلغ ثَماني عَشره
يَقبح ما حذفت مِنهُ المضمرا / أَو كانَ فيهِ مضمر تكررا
وَنحوَ داجي شعره قَد وَردا / نَثراً وَنَظماً فاترك المبردا
وَنصب شعره دليل الجر / وَالنَصب في النَثر أَتى وَالشعر
وَيمنع اِثنانِ كَهِم بِالحَسَنِ / عَذارُه لا بِالقَبيح ذَقنِ
وَحذفه للحولِ وَالإبهامِ
وَحذفه للحولِ وَالإبهامِ / وَالوَزن وَالتَحقير وَالإعظام
فالعلم وَالجَهل وَالاختصار / وَالسجع وَالوِفاق وَالإيثار
وَكُل ما ذكرت في التَقسيم
وَكُل ما ذكرت في التَقسيم / يَرجع للتَخصيص وَالتَعميم
اللَفظ إِن أريدَ مِنهُ الظاهِرُ
اللَفظ إِن أريدَ مِنهُ الظاهِرُ / حَقيقة مجازُه مغاير
لا بُدّ مِن عَلاقةٍ تَكون / بَينَهما تقرب أَو تَبين
مثالُه مقال بعض العُربان / صارَ الثَريدُ في رُؤوس العيدان
أَرادَ بِالثَريدِ حَبَّ السُنبُلَه / سَماه بِالشَيءِ الَّذي يَؤولُ لَه
وَفي الأَعمِّ جعلوا مَدارَه / كِنايةً تَمثيلاً اِستعارَه
كِناية أَن تثبت المَعنى لَما / يَكونُ عَن وجوهِهِ قَد لزما
كَقولهم يتعبُ هنداً رِدفُها / كَمثل ما يريح دَعداً عِطفُهما
وَذا رَمادُ قَدره جَليلُ / وَذا نجادُ سيفِهِ طَويل
دَلا عَلى الجودِ وَطولِ القامه / كِلاهُما لذا وَذا علامه
وَرُبما يُنسَبُ ما يرادُ / لشاملٍ لِمَن لَهُ المراد
نَحوَ رقاشُ الحُسن في بُردَيها / وَحَبَّذا التُفاحُ في خَدّيها
وَالنَحوُ وَاللُغى لسيبويه / في قُبةٍ مَضروبةٍ عَلَيه
تَمثيله كَنحو إِنّ بشرا / مُقَدِّمٌ رجلاً مُؤخر أُخرى
إِذا يَكونُ فعلُه تردُّدا / في فعلهِ أَو تَركه ما قَد بَدا
وَنَحو لَم يَبرح أَبو المَناقِب / يفتل في ذروته والغارب
إِذا غَدا مُستسهلاً ما استصعبا / كَيما يَنال مِنه ما قَد طَلَبا
وَجَعلك اسم مُشبِه عباره / عَن مشبه ذَلِكَ الاستعاره
بِشَرط فقدانِ أَداةٍ للشَّبه / وَجَعلك الشَيء لشيء لَيسَ لَه
نَحو محت خُطا الدُجى كَف الصَباح / وَقَد جَرى ريق النَدى عَلى الأَقاح