المجموع : 7
ما أَصبحت حُشاشَتي في أَسرِها
ما أَصبحت حُشاشَتي في أَسرِها / إلاَّ وَقَد أَودَت بِها بأَسرِها
ولا غدَت لموثِقي ناسيَةٌ / إلاَّ بِكَوني هائِما بذكرِها
لِلَّهِ ما أَجودَها ذَاتُ لَمى / تأَلُّمي مِن عينِها وَسِحرها
هَيفاءُ بيضاءُ لهَا غَدائِرٌ / مُسوَدَّةٌ كأَنَّها مِن غَدرِها
مُخلفِةٌ وعُودَها مُنجِزَةٌ / وَعيدَها في وَصِلها وَهَجرِها
كأَنَّما عُقودُهَا مَنظومَةٌ / من أَدمُعي وَلفظِها وَثغرِها
وَجدتُ فيها الوَجدَ من ثَلاثَةٍ / أَعدَمَتِ الُمهجةَ حُسنَ صبَرِها
مِن مَشقةٍ في قَدِّها وَرِقَّةِ / في خَدَّها وَدِقَّةٍ في خَصرِها
باخِلَةٌ حتَّى بِطَيفٍ طَارقِ / يَطوي الدُّجَى يَحمِلُ طيِبَ نَشرِها
قانِصَةٌ لِكُلِّ لَيثِ مُخدرٍ / بِطَرفِها مِن خَلفِ سَجفِ خِدرِها
يا حُسنَ أَعطافٍ لَهَا لَو جَبرَت / بِضَمِّها القُلوبَ بَعد كَسرِها
وَوجَنةٍ مُستَغرقٍ في لُجَّةٍ / مِن مَائِها الصَّافي لَهيبُ جَمرِها
يا للضَّلالِ كَم أَرىَ مُعلِّلاً / روحي بما في حَجرِها وأُزرِها
أَأَرتَجي من عِطفِها عَطفاً وَقَد / رَأَيتُ فَرطَ أَمرها في إِمرها
أيُّ ضنَىً لمَ تُهدهِ وَعاشقٍ / لَم تَهدهِ وأَدمُعِ لَم تُجرِها
ما لذُنوبي عِندها عَظِيمةٌ / نَيلُ نُجومِ الغَفرِ دونَ غَفرِها
كَأَنَّني قُلتُ العَطَايا مُسنَدٌ / حَديثُها من غَيرِ كَفِّ بَدرِها
وَلَيلة بتُّ بها مُنادماً
وَلَيلة بتُّ بها مُنادماً / أَهيفَ ما الَبدرُ سوَى طَلعتهِ
يُديرُها صفراءَ عَسجديَّةً / أَغنى الوَرى من هيَ في قَبضتهِ
كأَنَّها سَبيكةٌ من ذَهبٍ / أضافَها الكأس إلى فضَّتهِ
جاءَ بها يَكسرُ جَفنا مُودِعاً / نِشاطَهُ الزَّائدَ في فَترته
قَد كَفلَت منهُ لهُ كَسرتُهُ / بِكُلِّ ما يطلُبُ من نُصرتهِ
فَبتُّ حتَّى ذَبُلت سَوسنةُ ال / لَّيلِ وَوَلَّى الفجرُ عن وَردتهِ
أَشربُ صَهباوَين مَخمورُهُما / ليسَ يُفيقُ الدَّهرَ من سَكرَتهِ
من نَرجسينِ نَرجِسٍ في يَدهِ / وَنَرجسٍ آخرَ في مُقلَتهِ
فيالَها من لَيلَةٍ ما شانَها / إلاَّ انقضاءُ الوَقتِ في سُرعَتهِ
أَسفرَ من قَبلِ غُروبِ الشَّمسِ لي / فيها ضِياءُ الصُّبحِ عن غُرّتهِ
لولاَ زَمان سَلَفا
لولاَ زَمان سَلَفا / لَم يَشكُ قَلبي الأَسفا
وإنَّما هَيَّجني / رَبعٌ على الجزعِ عَفا
وذكرُ من دمعي بهم / على خُدودي قد نَفَى
حسبي غراماً بهمُ / حسبي غرامي وكفَى
قالوا عَشقت أَهيفاً / نَعم عشقتُ أَهيفا
مُمنطقَا مُقرَّطاً / مُطوَّقاً مُشنَّفا
لهُ سهامُ أعيُنِ / غادرنَ قلبي هَدفا
وليس قصدي ابداً / في الحُبِّ إلا يُوسُفا
أمرضني فليسَ إلاَّ / شفتاهُ لي شِفا
كالبدرِ وجهاً مُشرقاً / والغُصنِ خصراً مُخطفا
ما ضَرَّني أنِّي بهِ / أَصبحتُ صباً مُدنفَا
لَو أُنجزَت لصبِّهِ وُعُودهُ
لَو أُنجزَت لصبِّهِ وُعُودهُ / لَما ذوي من الصُّدودِ عودُهُ
ولو رثى للمُشَتكي مَجهودَهُ / ما لَجَّ في إبعادهِ مَجهودهُ
يزعُمُ أنَّ نهرَ وجدي خالدٌ / ولو بِفرطِ هَجرهِ يَزيدهُ
أَما وَصبري خانَني في حُبِّهِ / أَمينُهُ لمَّا غَوى رَشيدُهُ
إِنَّ فُؤادي فيهِ لا يقوى على / جَمرِ هوىً حميمُه جليدهُ
فديتهُ من معرضٍ برز في / وزنِ عَروضِ فعلهِ تجويدهُ
فَوَصلُهُ سريعُهُ خفُيفُه / وَهجرهُ طويلُهُ مديدهُ
مالي أرى أَجفانهُ قاهِرتي / حيثُ عزيزُ وَجنَتي صَعيدهُ
يا حاكماً قَضى بأَن يَقضي لنا / قلبي بنيرانِ الهوَى شُهودهُ
دريتُ جِسمي حينً كانَ شامِلاً / ضَناهُ إذ غيرَكَ لا يعُيدهُ
حاشاكَ أن تحملَ بالصَدِّ على / قَلبٍ غدا مُنكسراً عميدهُ
يا صاحباً في بُردهِ وسَرجهِ
يا صاحباً في بُردهِ وسَرجهِ / ودستهِ غيثق وليثٌ وقَمَر
ويا وزيراً شد أَزر الُملكِ بالرَّ / أي الذي أيدهث حتى استقر
يراكَ من يسمعث عنكَ مدِحهً / فيلتقي الخُبرَ لَديكَ كالخبر
كم لك من أُثرِ وحُسنِ سيرةٍ / يتلو الذي ينشُرهُا منها سُور
إذا انتصَبتَ للخطوب راشقاً / كالصُّقل ماضي العزمِ محمودَ الأثَر
أعدتها وهي على أعقابها / ناكصةً تُبصِرُ منكَ ما بهَر
إذا انثنت مِن خوفهِ قائلةً / أين المفرُّ قالَ كلاَّ لا وزَر
يا سيداً أنملُه لم تَسقِني / ومنه صَدرٌ وصفُه لا يستمر
وماجداً أخلاقُه وكفُّه / كالبرق في إشراقهِ وكالمطر
أشكو إليكَ من زماني نُوباً / لو قاربت عِقدَ الثُّريَّا لا نتثر
عائدَ منِّي الدُّهرُ غيرَ خاضعٍ / لهُ فلم يُبقِ أذىً ولم يَذَر
وكيف يرتاعُ لفقرٍ شاملٍ / مشتملُ القلبِ على هذا الفِقَر
أودت بمن كان لقَدري رافعاً / نوائبُ الدَّهرِ وأحداثُ الغِيَر
غَالَت ملوكاً كنُتُ من وجُوههِم / وَجودُهم بينَ بُدورٍ وبدَر
وأَفردتني من جَوادٍ صادقٍ / إِن سِيلَ برَّ الُمعتفي أَو قالَ بَر
فانتهز الفرصةَ من أمري لَعلَّ / ني بما تُسدي إليَّ مُفتخِر
وفُز بها فإِنَّها مَكرمُةٌ / تُبقي بها ذكراً إذا الدَّهرُ عثَر
واغنم قوافيَّ التي من دَنِّها / صَرفُ الطِّلا ما كلُّ من قالَ شَعَر
قصائدٌ أُجِلُّها أن تغتدي / حُجولَ مجدٍ شامخٍ لكن غُرَر
شَواردٌ بهنَّ حُسنُ نَظمهِا / ووصفِها بالُمنتقى من الدُّرر
تبقَى بقاءَ الدَّهر في سمائِها / وغيرَها يبقى كما يبقى الزَّهَر
هَيهاتَ أن تُضِيَعَ صُنعَ مُحسِنٍ / لا سيَّما عندَ فتىً إِذا شَكَر
يَنشَرحُ الصَّدرُ لِمَن لاعَبَني
يَنشَرحُ الصَّدرُ لِمَن لاعَبَني / والأرضُ بي ضَيَّقةٌ فُروجُها
كَم شَوَّشَت شيُوشها عَقلي وَكَم / عَهداً سَقَتني عامِداً بنُوجُها
إِن كانَ يُرضِيكُم بأَن أَبقى كَذا
إِن كانَ يُرضِيكُم بأَن أَبقى كَذا / رَهنَ الصبَّابَةِ والغَرامِ فَحبَّذا
سَهلٌ بِكُم هذا السَّقامُ وَهَيِّنٌ / في حُبِّكُم ما أَلتَقيهِ منَ الأَذَى
يا عاذِلي ما العَذلُ ضَربةُ لازِبٍ / لِفَتىً عَلَيهِ غَدا الهَوى مُستَحوذا
لي لا لكَ القَلبُ الَمشوقُ وَأَدمُعي / لاَدمعُكَ الجاري فَمَن يُصغي إِذا
لي شادِنٌ لاَ قَيَّضَ اللهُ الذي / أَبلَى بِهِ مِن أَسرهِ لِيَ مأخَذا
لَيلِيُّ لَونِ الشَّعرِ صُبِحيُّ السَّنا / خُوطيُّ لينِ القَدِّ مِسكيُّ الشَّذا
لَو قابَلَ القَمرَ الُمنيرَ وَقِيلَ لي / هَذاكَ أَم هذا الهِلالُ لَقُلتُ ذا
يا مَن لَهُ خَدٌّ غَدا مُتَنَزِّهاً / يا قوتُهُ عَن أَن يكونَ زُمُرُّذا