القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : شِهاب الدين التَّلَّعْفَري الكل
المجموع : 7
ما أَصبحت حُشاشَتي في أَسرِها
ما أَصبحت حُشاشَتي في أَسرِها / إلاَّ وَقَد أَودَت بِها بأَسرِها
ولا غدَت لموثِقي ناسيَةٌ / إلاَّ بِكَوني هائِما بذكرِها
لِلَّهِ ما أَجودَها ذَاتُ لَمى / تأَلُّمي مِن عينِها وَسِحرها
هَيفاءُ بيضاءُ لهَا غَدائِرٌ / مُسوَدَّةٌ كأَنَّها مِن غَدرِها
مُخلفِةٌ وعُودَها مُنجِزَةٌ / وَعيدَها في وَصِلها وَهَجرِها
كأَنَّما عُقودُهَا مَنظومَةٌ / من أَدمُعي وَلفظِها وَثغرِها
وَجدتُ فيها الوَجدَ من ثَلاثَةٍ / أَعدَمَتِ الُمهجةَ حُسنَ صبَرِها
مِن مَشقةٍ في قَدِّها وَرِقَّةِ / في خَدَّها وَدِقَّةٍ في خَصرِها
باخِلَةٌ حتَّى بِطَيفٍ طَارقِ / يَطوي الدُّجَى يَحمِلُ طيِبَ نَشرِها
قانِصَةٌ لِكُلِّ لَيثِ مُخدرٍ / بِطَرفِها مِن خَلفِ سَجفِ خِدرِها
يا حُسنَ أَعطافٍ لَهَا لَو جَبرَت / بِضَمِّها القُلوبَ بَعد كَسرِها
وَوجَنةٍ مُستَغرقٍ في لُجَّةٍ / مِن مَائِها الصَّافي لَهيبُ جَمرِها
يا للضَّلالِ كَم أَرىَ مُعلِّلاً / روحي بما في حَجرِها وأُزرِها
أَأَرتَجي من عِطفِها عَطفاً وَقَد / رَأَيتُ فَرطَ أَمرها في إِمرها
أيُّ ضنَىً لمَ تُهدهِ وَعاشقٍ / لَم تَهدهِ وأَدمُعِ لَم تُجرِها
ما لذُنوبي عِندها عَظِيمةٌ / نَيلُ نُجومِ الغَفرِ دونَ غَفرِها
كَأَنَّني قُلتُ العَطَايا مُسنَدٌ / حَديثُها من غَيرِ كَفِّ بَدرِها
وَلَيلة بتُّ بها مُنادماً
وَلَيلة بتُّ بها مُنادماً / أَهيفَ ما الَبدرُ سوَى طَلعتهِ
يُديرُها صفراءَ عَسجديَّةً / أَغنى الوَرى من هيَ في قَبضتهِ
كأَنَّها سَبيكةٌ من ذَهبٍ / أضافَها الكأس إلى فضَّتهِ
جاءَ بها يَكسرُ جَفنا مُودِعاً / نِشاطَهُ الزَّائدَ في فَترته
قَد كَفلَت منهُ لهُ كَسرتُهُ / بِكُلِّ ما يطلُبُ من نُصرتهِ
فَبتُّ حتَّى ذَبُلت سَوسنةُ ال / لَّيلِ وَوَلَّى الفجرُ عن وَردتهِ
أَشربُ صَهباوَين مَخمورُهُما / ليسَ يُفيقُ الدَّهرَ من سَكرَتهِ
من نَرجسينِ نَرجِسٍ في يَدهِ / وَنَرجسٍ آخرَ في مُقلَتهِ
فيالَها من لَيلَةٍ ما شانَها / إلاَّ انقضاءُ الوَقتِ في سُرعَتهِ
أَسفرَ من قَبلِ غُروبِ الشَّمسِ لي / فيها ضِياءُ الصُّبحِ عن غُرّتهِ
لولاَ زَمان سَلَفا
لولاَ زَمان سَلَفا / لَم يَشكُ قَلبي الأَسفا
وإنَّما هَيَّجني / رَبعٌ على الجزعِ عَفا
وذكرُ من دمعي بهم / على خُدودي قد نَفَى
حسبي غراماً بهمُ / حسبي غرامي وكفَى
قالوا عَشقت أَهيفاً / نَعم عشقتُ أَهيفا
مُمنطقَا مُقرَّطاً / مُطوَّقاً مُشنَّفا
لهُ سهامُ أعيُنِ / غادرنَ قلبي هَدفا
وليس قصدي ابداً / في الحُبِّ إلا يُوسُفا
أمرضني فليسَ إلاَّ / شفتاهُ لي شِفا
كالبدرِ وجهاً مُشرقاً / والغُصنِ خصراً مُخطفا
ما ضَرَّني أنِّي بهِ / أَصبحتُ صباً مُدنفَا
لَو أُنجزَت لصبِّهِ وُعُودهُ
لَو أُنجزَت لصبِّهِ وُعُودهُ / لَما ذوي من الصُّدودِ عودُهُ
ولو رثى للمُشَتكي مَجهودَهُ / ما لَجَّ في إبعادهِ مَجهودهُ
يزعُمُ أنَّ نهرَ وجدي خالدٌ / ولو بِفرطِ هَجرهِ يَزيدهُ
أَما وَصبري خانَني في حُبِّهِ / أَمينُهُ لمَّا غَوى رَشيدُهُ
إِنَّ فُؤادي فيهِ لا يقوى على / جَمرِ هوىً حميمُه جليدهُ
فديتهُ من معرضٍ برز في / وزنِ عَروضِ فعلهِ تجويدهُ
فَوَصلُهُ سريعُهُ خفُيفُه / وَهجرهُ طويلُهُ مديدهُ
مالي أرى أَجفانهُ قاهِرتي / حيثُ عزيزُ وَجنَتي صَعيدهُ
يا حاكماً قَضى بأَن يَقضي لنا / قلبي بنيرانِ الهوَى شُهودهُ
دريتُ جِسمي حينً كانَ شامِلاً / ضَناهُ إذ غيرَكَ لا يعُيدهُ
حاشاكَ أن تحملَ بالصَدِّ على / قَلبٍ غدا مُنكسراً عميدهُ
يا صاحباً في بُردهِ وسَرجهِ
يا صاحباً في بُردهِ وسَرجهِ / ودستهِ غيثق وليثٌ وقَمَر
ويا وزيراً شد أَزر الُملكِ بالرَّ / أي الذي أيدهث حتى استقر
يراكَ من يسمعث عنكَ مدِحهً / فيلتقي الخُبرَ لَديكَ كالخبر
كم لك من أُثرِ وحُسنِ سيرةٍ / يتلو الذي ينشُرهُا منها سُور
إذا انتصَبتَ للخطوب راشقاً / كالصُّقل ماضي العزمِ محمودَ الأثَر
أعدتها وهي على أعقابها / ناكصةً تُبصِرُ منكَ ما بهَر
إذا انثنت مِن خوفهِ قائلةً / أين المفرُّ قالَ كلاَّ لا وزَر
يا سيداً أنملُه لم تَسقِني / ومنه صَدرٌ وصفُه لا يستمر
وماجداً أخلاقُه وكفُّه / كالبرق في إشراقهِ وكالمطر
أشكو إليكَ من زماني نُوباً / لو قاربت عِقدَ الثُّريَّا لا نتثر
عائدَ منِّي الدُّهرُ غيرَ خاضعٍ / لهُ فلم يُبقِ أذىً ولم يَذَر
وكيف يرتاعُ لفقرٍ شاملٍ / مشتملُ القلبِ على هذا الفِقَر
أودت بمن كان لقَدري رافعاً / نوائبُ الدَّهرِ وأحداثُ الغِيَر
غَالَت ملوكاً كنُتُ من وجُوههِم / وَجودُهم بينَ بُدورٍ وبدَر
وأَفردتني من جَوادٍ صادقٍ / إِن سِيلَ برَّ الُمعتفي أَو قالَ بَر
فانتهز الفرصةَ من أمري لَعلَّ / ني بما تُسدي إليَّ مُفتخِر
وفُز بها فإِنَّها مَكرمُةٌ / تُبقي بها ذكراً إذا الدَّهرُ عثَر
واغنم قوافيَّ التي من دَنِّها / صَرفُ الطِّلا ما كلُّ من قالَ شَعَر
قصائدٌ أُجِلُّها أن تغتدي / حُجولَ مجدٍ شامخٍ لكن غُرَر
شَواردٌ بهنَّ حُسنُ نَظمهِا / ووصفِها بالُمنتقى من الدُّرر
تبقَى بقاءَ الدَّهر في سمائِها / وغيرَها يبقى كما يبقى الزَّهَر
هَيهاتَ أن تُضِيَعَ صُنعَ مُحسِنٍ / لا سيَّما عندَ فتىً إِذا شَكَر
يَنشَرحُ الصَّدرُ لِمَن لاعَبَني
يَنشَرحُ الصَّدرُ لِمَن لاعَبَني / والأرضُ بي ضَيَّقةٌ فُروجُها
كَم شَوَّشَت شيُوشها عَقلي وَكَم / عَهداً سَقَتني عامِداً بنُوجُها
إِن كانَ يُرضِيكُم بأَن أَبقى كَذا
إِن كانَ يُرضِيكُم بأَن أَبقى كَذا / رَهنَ الصبَّابَةِ والغَرامِ فَحبَّذا
سَهلٌ بِكُم هذا السَّقامُ وَهَيِّنٌ / في حُبِّكُم ما أَلتَقيهِ منَ الأَذَى
يا عاذِلي ما العَذلُ ضَربةُ لازِبٍ / لِفَتىً عَلَيهِ غَدا الهَوى مُستَحوذا
لي لا لكَ القَلبُ الَمشوقُ وَأَدمُعي / لاَدمعُكَ الجاري فَمَن يُصغي إِذا
لي شادِنٌ لاَ قَيَّضَ اللهُ الذي / أَبلَى بِهِ مِن أَسرهِ لِيَ مأخَذا
لَيلِيُّ لَونِ الشَّعرِ صُبِحيُّ السَّنا / خُوطيُّ لينِ القَدِّ مِسكيُّ الشَّذا
لَو قابَلَ القَمرَ الُمنيرَ وَقِيلَ لي / هَذاكَ أَم هذا الهِلالُ لَقُلتُ ذا
يا مَن لَهُ خَدٌّ غَدا مُتَنَزِّهاً / يا قوتُهُ عَن أَن يكونَ زُمُرُّذا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025