المجموع : 36
تُب يا عَذولي عَن مَلامي وَاِتَّئِب
تُب يا عَذولي عَن مَلامي وَاِتَّئِب / فَلَيسَ قَلبي عَن غَرامي مُنقَلِب
بي أَهيَفٌ مِثلُ قَضيبِ البانِ مِن / أَجفانِهِ السودِ اِنتَضى بيضَ القُضُب
أَودَعَ قَلبي أَلَماً بَردُ اللَمى / وَلَم يَدَع لي نَشباً بَرقُ الشَنَب
أَعرَبَ عَن مَحاسِنٍ تَحسدُها ال / غيدُ وَإِن أَصبَحنَ أَبكاراً عُرُب
ما اِستافَ مِغناطيسُهُنَّ مُهجَتي / إِلّا وَكادَت مِن حَيازيمي تثب
يا حَبَّذا أَرواحُنا كاسِيَةً / بِراحِنا تَحتَ رَياحينِ الطَرَب
وَنَحنُ في اِغتِباقِنا نَدأَبُ وَاِص / طِباحِنا لَم نَخشَ مِن نابِ النُوَب
وَالعَيشُ صافٍ وَالأَماني غَضَّةُ ال / أَوصافِ تسّاقطُ مِنهُنَّ الرُطَب
وَكُلَّما اِفتَرَّ الحَبيبُ ضاحِكاً / تَبَسَّمَت كاساتُنا عَنِ الحَبَب
أَراكَ هَذا الدرَّ في الياقوتِ مَن / ظوماً وَهَذا لُؤلُؤاً عَلى ذَهَب
يُقابِلُ الوَردَ بِوَردٍ مِثلِهِ / مِن وَجنَتَيهِ إِن صَحا وَإِن شَرِب
يَمُدُّ لِلكَأسِ بَناناً أَبيَضاً / فَيَنتَشي مِنها البنانُ مُختَضِب
يُخشى عَلى الساقي إِذا ما شَجَّها / في الكَأسِ مِن شُعاعِها أَن يَلتَهِب
وَلَّت لَيالينا حميداتٍ فَكَم / طَوَت مِنَ اللَذاتِ عَنّا وَالأَرَب
فَغودِرَت أَنفاسُنا في صَعَد / لِفَقدِها وَالدَمعُ مِنّا في صَبَب
عَلَّ الزَمانَ أَن يَعودَ عَودَةً / بِها فَيَجلو الشَكَّ عَنّا وَالرِيَب
كَما حَبا الرِياسَةَ الغَرّاءَ مِن / مُؤَيدِ الدينِ بِكافٍ مُنتَجَب
بِالأَريَحِيِّ اللَوذَعِيِّ الأَلمَعِي / يِ الشمَّرِيِّ الهِبرِزِيِّ المُنتَخَب
بِأَسعَد الطالِعِ جاءَت أَسعُداً / تَرمي العِدا بِسَهمِ سوءِ المُنقَلَب
لِيَهنِها أَن ظَفِرَت لا صَفِرَت / عَنهُ بِجَدٍّ نازِحٍ عَنهُ اللَّعِب
رِئاسَةٌ أَوسَعها سِياسَةً / مُحتَسِباً في اللَهِ غَيرَ مُكتَسِب
وَلَم تَزَل تَلوحُ في أَعطافِهِ / مُذ كانَ طِفلاً كَالفِرِندِ في القُضُب
نَمَت بِهِ إِذ وُسِمَت بِمَجدِهِ / فَهيَ إِلى الجَوزاءِ تَرنو عَن كَثَب
سُرَّ بِهِ الناسُ فَقالوا كُلُّهُم / لِمِثلِ هَذا اليَومِ كُنّا نَرتَقِب
الآنَ أَضحى الجودُ فينا عامِراً / مُشَيَّداً وَكانَ قِدماً قَد خَرِب
ما لِلمَعالي عَنهُ مِن مَندوحَةٍ / فَهيَ إِلى أَبي المَعالي تَنتَسِب
أَقلامُهُ فيها المَنايا وَالمُنى / كَوامِناً وَطَعمُ صابٍ وَضَرَب
نَستَنبِطُ الأَفكارَ وَهوَ كاتِبٌ / بيضَ المَعاني مِن سَوادِ ما كَتَب
فَلَو رَأَتهُ مُقلَة اِبنِ مُقلَة ال / كاتِبِ نادى مُعلِناً يا للعَجَب
هَذا هُوَ اللؤلُؤُ مَنظوماً بِلا / شَكٍّ وَخَطي عِندَهُ كِالمَخشَلَب
وَلَو رَآكَ اِبنُ العَميدِ مَنشَئاً / يا اِبنَ العَميدِ عادَ مَقطوعَ النَسَب
وَقال ما عَبدُ الحَميدِ هَكَذا / وَهَل يُقاسُ النَبعُ يَوماً بِالغَرَب
أَبا المَعالي أَنتَ أَذكى مَن كَتَب / وَمَن تَصَدّى لِلقَريضِ وَالخُطَب
ها أَنا كَالمُهدي إِلى بَغدادَ مِن / دِمَشقَ إِذ أُنشِد تَمراً أَو رُطَب
يكفيكَ إِقرارُ الأَنامِ كُلِّهِم / أَنَّكَ خَيرُ اِبنٍ أَتى مِن خَيرِ أَب
قَد خُصَّ ذا المَنصِبُ مِنكَ بِاِمرِئٍ / قامَ لَهُ الدَهرُ قِياماً فَاِنتَصَب
بِمَن مَتى ما سَلَّ سَيفَ عَزمِهِ / قَهقَرَ مِن هَيبَتِةِ الجَيشَ اللَّجِب
بِمَن يَرُدُّ نابَ عَزمي نابِياً / عَنّي إِذا مَدَّ ذِراعاً فَوَثَب
فَعِرضُهُ في حَرَمٍ وَمالُهُ / بِشَنِّ غاراتِ العُفاةِ في حَرَب
مُرَوِّضُ الأَخلاقِ يُستَغنى بِهِ / عَن شُربِ ما رُوِّقَ مِن ماءِ العِنَب
تُثني سَجاياهُ عَلَيهِ مِثلَ ما / يُثني شَذا الرَوضِ عَلى صَوتِ السُحُب
مَنِ اِدَّعى في دَهرِنا مِثلاً لَهُ / يَوماً فَقَد باءَ بِزُورٍ وَكَذِب
أَكفى الكفاةِ مَشرِقاً وَمَغرِباً / وَأَنجَبُ العُجم نصاباً وَالعَرَب
سَمَت بِهِ مَآثِرٌ شَريفَةٌ / بَديعَةُ الوَصفِ إِلى أَعلَى الرُتَب
فَهَذِهِ الدَولَةُ دامَ ظِلُّها / تَهتَزُّ مِن تيهٍ بِهِ وَمِن طَرَب
آراؤُهُ خَلفَ عَفاريتِ العِدا / راجِمَةٌ ثاقِبَةٌ مِثلَ الشُهُب
وَسَّعَ لِلعُفاةِ ما ضاقَ وَقَد / ضاقَ عَلى الحُسّادِ مِنهُ ما رَحُب
لا تَرتَضي سُحبُ جَداهُ أَن ترى / مُصَوِّحاً مِن ظَمَأٍ زَهرَ الأَدَب
وَالدَهرُ قَد أَصبَحَ طَوعَ أَمرِهِ / فَلَو عَصاهُ الدَهرُ أَبصَرت العَجَب
سَعادَةٌ تَبَّت يَدا حاسِدِهِ / بِها كَما تَبَّت يَدا أَبي لَهَب
مُكتَهلٌ حِلماً وَرَأياً وَنُهىً / فَاِعجَب لَهُ مُكتَهِلاً لمّا يَشِب
مُحتَجِبٌ عَن كُلِّ ذامٍ عِرضُهُ / وَلَيسَ عَن حُسنِ الثَنا بِمُحتَجَب
أَصدَقُ في وُعودِهِ مِنَ القطا / إِن شيبَ وَعدٌ بِالغُرورِ وَالكَذِب
مازالَ مغرىً حيثُ كانَ مُغرماً / يَجمَعُهُ الحَمدُ بِتَفريقِ النَشَب
أَبلَجُ وَضّاحُ الجَبينِ ماجِدٌ / يَهُزُّهُ المَدحُ اِهتِزازَ ذي الطَرَب
يَحنو عَلى سائِلِهِ تَلَطُّفاً / بِهِ حُنُوَّ الوالِدِ البَرِّ الحَدِب
بَرقُ أَساريرِ مُحَيّاهُ مَتى / ما لاحَ غَيرُ خلَّبٍ لِمَن رَغِب
وَبابُهُ حِصنٌ حَصينٌ لَم يُسَم / من أَمَّهُ حَسو أَفاويقِ العطَب
مَنابِرُ المَدحِ بِهِ عامِرَةٌ / وَصِيتُهُ في الناسِ مَنشورُ العَذَب
وَمَدحُهُ سارٍ مَسيرَ جُودِهِ / فينا فَعَمَّ مَن نَأى وَمَن قَرُب
أَسعَدُ أَسعِدني عَلى دَهرٍ غَدا / عَدوَّ كُلِّ فاضِلٍ بِلا سَبَب
وَاِكسَب ثَناءً مِن بَني الفَضلِ فَما / زِلتَ تَرى ذَلِكَ نِعمَ المُكتَسَب
تَفنى العَطايا مِن نضارٍ وَكُسىً / وَشُكرُهُم يَبقى عَلى مَرِّ الحِقَب
جُزيتَ خَيراً عَنهُمُ فَكُلَّما اِس / تَسقَوا جَداكَ كانَ غَيثاً مُنسَكِب
بَدَّلتَ أَسمالَهُم وَقَد عَرَوا / فِناءَكَ الرَّحبَ بِأَبرادٍ قُشُب
وَلَم تَزَل تَنشُرُ إِنعاماً عَلى / مُدَوِّني مَدحِكَ في طَيِّ الكُتُب
فَهاكَها طَيِّبَةَ النَشرِ حَكَت / ذِكراكَ في النادي إِذا الفَخرُ نَسَب
لَو طَرَقَت سَمعَ السَرِيِّ لَم يَقُل / عَرج عَلى ذاكَ الكَثيبِ مِن كَثَب
أَطيَبُ شَيءٍ في الزَمانِ مَشرَبا
أَطيَبُ شَيءٍ في الزَمانِ مَشرَبا / مُدامَةٌ في الكَأسِ تَجلو حَبَبا
كَاللؤلُؤِ المَنظومِ يَعلو فِضَّةً / ذائِبَةً بِالمَزجِ صارَت ذَهَبا
لِمِثلِها يَنتَخِبُ الأُسقُفُ مِن / خَيرِ كُرومِ صيدنايا العِنَبا
يَسعى بِها طِفلٌ رَشيقٌ قَدُّهُ / وَاِ كبِدي من صُدغِهِ مُعَقرَبا
ريمٌ مِنَ التُركِ مَتى رَنا رَمى / بِأَسهُمٍ عَن مَقتَلٍ لَن يحجبا
يَشُدُّ في قَيدِ الهَوى العُيونَ وَال / قُلوبَ إِذ يَميسُ في بَندِ القَبا
في مَجلِسٍ رَحبٍ أَنيقٍ وَردُهُ / مِثلُ خُدودِ الغيدِ يُبدي اللهَبا
يَشدو بِهِ الشادي بِمَدحِ خَيرِ مَن / في دَهرِنا مُحَمَّدِ بنِ كَمشَبا
يَحمِلُ مِنهُ طِرفُهُ إِلى العِدا / يَومَ الوَغَى لَيثاً جَريئاً أَغلَبا
يولِغُ في دَمِ العِدا سِنانَهُ / إِذ كانَ مِسمارُ السِنانِ ثَعلَبا
فَعَزمُهُ تَحتَ العَجاجِ ما اِنثَنى / وَسَيفُهُ يَومَ الهياجِ ما نَبا
يَميسُ في سابِغَة وَمِغفَرٍ / فيها يُرينا القَمَرَ المُنتَقِبا
مَن خالُهُ بَينَ المُلوكِ الملكُ ال / عادلُ لَم يَفُقهُ خَلقٌ نَسَبا
سادَ بِجودِهِ وَبَأسِهِ مَعاً / كُلَّ المُلوكِ مَشرِقاً وَمَغرِبا
كُلُّ اِمرِئٍ يُكسِبُهُ تَلقيبُهُ / زَيناً وَسَعدُ الدينِ زانَ اللَّقَبا
لا زالَ في سَعادَةٍ ما أَرسَلَ ال / شَرقُ إِلى الغَربِ رَسولاً كَوكَبا
شَدا الحَمامُ في الحِمى فَأَطرَبا
شَدا الحَمامُ في الحِمى فَأَطرَبا / فَثَمَّ لَم أَسطِع لِصَبري طَلَبا
ذَكَّرني جارِيَةً جائِزَةً / حِجابَ عَقلي إِذ تؤُمُّ الرَبرَبا
تَهُزُّ بِالقَدِّ قَضيباً إِن مَشَت / وَإِن رَنَت بِاللَحظِ هَزَّت قُضُبا
مُرتَجةٌ أَردافُها مُهتَزَّةٌ / أَعطافُها كَالغُصنِ هَزَّتهُ الصَبا
ما بَينَ أَسماءَ وَرَيّا وَسُلَي / مَى وَالرَبابِ أُختِها وَزَينَبا
بُدِّلتُ مِن بَعدِ الغُرابِ الحا لِك ال / لَونِ عَلى رَغمِيَ بازاً أَشهَبا
فَنَفَّرَ البيضَ بَياضُ الشَيبِ وَال / بيضُ يُعادينَ العِذارَ الأَشيَبا
فَها أَنا القائِلُ مِن فَقدِ الصِبا / وا أَسَفا وا حَزَنا وا حَرَبا
وَلَيسَ يَهوَينَ سِوى مَن وَجهُهُ / كَوَجهِ شَمسِ الدينِ حُسناً قايَبا
شَمسُ ضُحىً بَدر دُجىً لَيث وَغىً / غَيثُ جدىً سَيف رَدىً ماضي الشَبا
أَحسَنُ خَلقِ اللَهِ طُرّاً خُلُقاً / أَجمَلُهُم خلقاً وأَوفَى أَدَبا
ما اللَّيثُ عَن أَشبالِهِ مُحامِياً / يثني الخَميسَ ناكِصاً إِن وَثَبا
غَضبانَ مِن أسدِ الشَرى مُزَمجِراً / مَجَرمِزاً بادي النُيوبَ أَغلَبا
يَختَطِفُ الأَبطالَ مِن سُروجِها / بِكَفِّهِ حَتّى تَعَضَّ التُرُبا
يَوماً بِأَوفى مِنهُ في الحَربِ سُطاً / فَمَن يُلاقِهِ يُلاقِ الحَرَبا
وَلا السَحابُ هامِياً رَبابُهُ / مُنبَجِساً مُثعَنجِراً مُنسَكِبا
قامَت لَهُ السُهولُ وَالحزونُ إِج / لالاً وَحُلَّت فَرَحاً بِهِ الحُبا
دَنا مُسِفّاً ساحِباً هَيدَبَهُ / معانِقاً بِالسَيلِ أَعناقَ الرُبا
يَوماً بأنَدى مِن يَمينِهِ إِذا / وافاهُ مَن يَسأَلُهُ أَن يَهَبا
يَقولُ لِلعُفاةِ حُسنُ بشرِهِ / أَهلاً وَسَهلاً بِكُمُ وَمَرحَبا
صَحَّحَ عِلمَ الكيمياءِ مَدحُهُ / فَفيهِ قَضَّيتُ زَماني عَجَبا
نُهدي لَهُ المَديحَ في أَوراقِهِ / فَنَأخُذُ الوِرقَ بِهِ وَالذَهَبا
أَلقى عَلَيهِ رَبُّنا مَحَبَّةً / مِنهُ فَأَضحى في الوَرى مُحَبَّبا
سَمَت بِهِ هِمَّتُهُ فَصارَ في / اللَّفظِ الفَصيحِ مُعرِباً وَمُغرِبا
أَضحى بِهِ الإِسلامُ مَنصوراً وَوَل / لَى الشِركُ لا يَلفِتُ جيداً هَرَبا
سَدَّ ثُغورَ السِلمِ لَكِن هَدَّ ثَغ / رَ الكُفرِ مِن تَقويضِهِ ما طَنَّبا
لا زالَ شَمسُ الدينِ في سَعادَةٍ / ما أَبدَتِ السَماءُ لَيلاً كَوكَبا
ما شَدَّ أَزرارَ القَبا
ما شَدَّ أَزرارَ القَبا / أَحسَنُ مِن أَلطونَبا
أَجفانُهُ مِنها يَسُل / لُ حَدَّ سَيفٍ ما نَبا
أُعيذُهُ بِاللَهِ مِن / غاسِقِ لَيلٍ وَقَبا
أَحسَنُ مَن أَدارَ كَأ / س الراحِ أَو مَن شَرِبا
كَأَنَّهُ شَمسُ الضُحى / تَحمِلُ لَيلاً كَوكَبا
كَأَنَّ دُرَّ ثَغرِهِ / نَظَّمَ فيهِ الحَبَبا
كَأَنَّهُ يَمزُجُ بِال / فِضَّةِ فيها ذَهَبا
سَيفُ لحاظَ اَلطونَبا
سَيفُ لحاظَ اَلطونَبا / عَن قَتلِ مِثلي ما نَبا
أَحسَنُ مَن نَكَّسَ شُر / بوشاً وَمَن شَدَّ قَبا
أُعيذُ ذا التُركِيَّ مِن / غاسِقِ لَيلٍ وَقبا
وَغَنِّ في اللَحنِ القَديمِ مُعرِباً
وَغَنِّ في اللَحنِ القَديمِ مُعرِباً / بِخَيرِ ما تَحفَظُهُ لِلعَرَبِ
ما لَذَّةُ العَيشِ سِوى الشُربِ عَلى ال / وَردِ أَمامَ الشَربِ أَهلِ الأَدَبِ
هاتِ اِسقِنيها فَيهَجا
هاتِ اِسقِنيها فَيهَجا / تَصدَع بِالصُبحِ الدُجا
وَعاطِني كَأساً رَنَو / ناةٍ وَقُل لا حَرَجا
في فُلكِ نوحٍ حُمِلَت / وَقبلُ عاشَت حِجَجا
كَم قَدَحَت إِذ قُدِحَت / زَنداً فَأَذكَت سُرُجا
لَو شَرِبَ المنطيقُ مِن / ها أَربَعاً تَلَجلَجا
مُهجَةُ دَنٍّ أُودِعَت / سِرّاً يَسُرُّ المُهَجا
هَلِ اِستَعارَ المِسكُ في / دارينَ مِنها الأَرَجا
دارُ الوَزيرِ جَنَّةٌ
دارُ الوَزيرِ جَنَّةٌ / لَكِنَّها مُسَيَّجَة
سِياجُها إِذ جُعِلَ ال / بوابُ فيها عَوسَجَة
بَدرُ الدُّجى شَمسُ الضُّحَى
بَدرُ الدُّجى شَمسُ الضُّحَى / غادَرَ جِسمي شَبَحا
قَلبي بِهِ قَد كادَ مِن / طولِ البِلى أَن يُمصَحا
يَحكي القَضيبَ في الكَثي / بِ كُلَّما تَرَنَّحا
ساحِرُ طَرفٍ مِنهُ ها / روتُ اِنثَنى مُفتَضِحا
لِحاظُ مُردِ التُّركِ أم / ضى مِن ظُبا ذَوي اللّحى
حينَ يُديرونَ بِها / في حَومَةِ الحَربِ الرَحا
يَفتَرُّ فوهُ عَن سَنا / البَرقِ إِذا ما لَمَحا
سُبحانَ مَن أَودَعَ وَج / نَتَيهِ تِلكَ المُلَحا
كَأَنَّما نَكهَتهُ / مِسكٌ أَريجٌ نَفَحا
مُعَربِدُ اللّحاظِ مِن / سُكرِ هَواهُ ما صَحا
ما العَيشُ إِلّا قَهوَةٌ / حَمراءُ تَنفي التَرَحا
وَهيَ التَّي تَجلِبُ مِن / كلِّ النَواحي الفَرَحا
فَكُن لَها مُعتَنِقاً / مغتَبِقاً مُصطَبِحا
يا حَبَّذا السُكرُ بِشُر / بِها إِذا ما طَفَحا
يوسي أَذى الخُمارِ بِال / خَمرِ إِذا ما جُرِحا
يَلقى بِها النَدمانُ مِن / نَيلِ المُنى ما اِقتَرَحا
فَهيَ مَحلٌّ قابِلٌ / لِأَن يَهيجَ البُرَحا
أَعيَت صِفاتُها نَحا / ريرَ العُقولِ الفُصَحا
مَن مُبلِغٌ نَجداً وَمَن بِنَجد
مَن مُبلِغٌ نَجداً وَمَن بِنَجد / سَلامَ مَيتِ الصَبرِ حَيِّ الوَجدِ
يَبكي مَتَى شامَ بَريقاً بِالحِمى / وَقَلَّ ما يُغني البُكا أَو يُجدي
يُلصِقُ بِالصَعيدِ قَلباً خافِقاً / ظَمآنَ طالَ عَهدُهُ بِالوِردِ
يَنشُرُهُ الشَوقُ وَيَطويهِ كَما / يُعيدُهُ غَرامُهُ وَيُبدي
ذابَ مِنَ الشَوقِ فَلَو فُتِّشَ عَن / هُ بردُه لَم يُرَ غَيرُ البُردِ
تَقرفُ أَظفارُ الأَسى قُروحَهُ / بِقَلبِهِ لا لَحمِهِ وَالجِلدِ
أَفدي عريباً بِالحِمى عِندَهُمُ / قَلبي وَتَبريحُ الغَرامِ عِندي
تَكادُ تُلقي كَبِدي أَفلاذها / مِن لَهَفي عَلى الكَثيبِ الفَردِ
فَاِعجَب لِحُرٍّ ذلَّ بَعدَ عِزَّةٍ / فَاِقتادَهُ الهَوى اِقتِيادَ العَبدِ
دَعنِي وَنعمانَ الأَراكِ أَبكِهِ / فَكَم زَجَرتُ فيهِ طَيرَ سَعدي
أَيام غُصني مُثمِرٌ وَلمَّتي / مُسوَدَّةٌ وَالبيضُ تَرعى عَهدي
وَفي الشِفاهِ خَمرَتي وَفي العيو / نِ نَرجِسي وَفي الخُدودِ وَردي
أَيام كنتُ وَالَّذي أُحِبُّهُ / لا فَرقَ بَينَ خَدِّهِ وَخَدّي
حينَ شَبابي ما هُريقَ ماؤُهُ / وَلا كَبا عِندَ الحِسانِ زَندي
وَالآنَ بي مِن زَمَني ضَمانَةٌ / ضامِنَةٌ لِلكاشِحينَ فَقدي
إِن لَم تَدارَكني أَيادي الملكِ ال / ظاهِرِ خَيرُ مُنجِدٍ وَمُعدي
فَها أَنا الآنَ عَلى دَهري إِلى / مَعروفِهِ وَعَدلِهِ أَستَعدي
مَلكٌ مِنَ الدَهرِ يُجيرُ ناسَهُ / وَلا يُجارُ مِنهُ غُلبُ الأسدِ
لَو كانَ يَومَ الدارِ غازي شاهِداً / عُثمانَ رَدَّ عَنهُ كُلَّ حَدِّ
وَلَم يَكُن جَرى الَّذي قَبلُ جَرى / بَينَ أَبي السبطَينِ وَاِبنِ هِندِ
مَلكٌ إِذا نارُ الهياجِ اِحتَدَمَت / في مَأزِقِ الحَربِ الشَديدِ الوَقدِ
يَوماً تَرى فيهِ القَنا رَواعِفاً / وَالخَيلُ تَردي وَالكُماةُ تُردي
وَالنَّقعُ فيهِ كَالغَمامِ وَالظُّبى / بُروقُهُ وَالرَّكضُ صَوتُ الرَعدِ
هُناكَ يُلفى سَيفُهُ بِكَفِّهِ / صَلتاً وَمِن دَمِ العِدا في غِمدِ
يَركَعُ في الهامِ فَتَهوي سُجَّداً / مِن كُلِّ مَن لَم يَتلُ آيَ الحَمدِ
فَمن هُناكَ عَنتَرٌ وَعامِرٌ / لَدَيهِ في الإِقدامِ وَاِبنُ مَعدِي
هَيبَتُهُ تَكادُ تَغنيهِ لَدى ال / رَوعِ عَنِ اِستِظهارِهِ بِالجُندِ
كَأَنَّما المُلوكُ عِقدٌ وَهوَ في / جِيدِ العُلى واسِطَةٌ لِلعِقدِ
يَضرَعُ خَدُّ كُلّ جَبّارٍ لَهُ / وَيصرَعُ الهَزلَ بِجِدِّ الجِدِّ
أَكسَبَهُ فِعالُهُ بَينَ الوَرى / أَجَدَّ مَدحٍ وَأَجَلَّ حَمدِ
تَقاعَسَ المُلوكُ دونَ شَأوِهِ / عَن غايَتَي سُؤدَدِهِ وَالمَجدِ
يُسَرُّ بِالوَفدِ مَتى ما أَمَّهُ / فَهوَ بِبَذلِ الرِّفدِ مُغني الوَفدِ
ما أَمَّهُ في دَهرِنا مِن قاصِدٍ / فَشَدَّ عَنساً بَعدَها لِقَصدِ
فاقَ المُلوكَ في المَعالي مِثلَ ما / فاقَت أَياديهِ اِنحِصارَ العَدِّ
كَأَنَّما صِفاتُهُ في العَدلِ وَال / إِحسانِ وَالفَضلِ صِفاتُ المَهدي
يا أَيُّها المَلكُ الَّذي يَهتَزُّ لِل / مَدحِ اِهتِزازَ السَيفِ ذي الفِرِندِ
خُذ مِدحَةً وافَتكَ مِن مُفَوَّهٍ / بِالأَفوَهِ الأَودِيِّ جاءَت تُودي
رَدَّت لَبيداً كَالبَليدِ وَاِنثَنى / عَنها عَبيدٌ في ثِيابِ عَبدِ
لا يَكنِدُ الكِندِيُّ فَضلَ مِثلِها / أَعني اِمرَأَ القَيسِ بنَ حُجرِ الكِندي
أَهدَيتُها عَذراءَ غَيرَ فارِكٍ / لَكِنَّها مَسرورَةٌ بِالقَصدِ
كَفيئَةً تُهدى لِأَكفى مَلِكٍ / حازَ العُلى بِمَهرِها وَالنَقدِ
لا بَرِحَ الظاهِرُ مَلكاً ظاهِراً / عَلى الأَعادي بِعُلُوِّ الجَدِّ
ما هَبَّ مُعتَلُّ النَسيمِ سحرَةً / وَما شَدَت حَمائِمٌ في الرَّندِ
أَبصَرَني مُوَلَّهاً مُدَلَّهاً
أَبصَرَني مُوَلَّهاً مُدَلَّهاً / مَن حُبُّهُ أَسلَمَني إِلى الأَذى
فَقالَ مَن قاتِلُ ذا واهاً لَهُ / قُلتُ لَهُ القائِلُ مَن قاتِلُ ذا
لَو لَم يَلُح في خَدِّهِ عِذارُهُ
لَو لَم يَلُح في خَدِّهِ عِذارُهُ / ما وَضَحَت لِعاشِقٍ أَعذارُهُ
إِنَّ اِصفِراري في الهَوى مِن هَجرِهِ / في خَدِّهِ أَوجَبَهُ اِحمِرارُهُ
وَاعجَبا لِخَدِّهِ إِذ جُمِعَ ال / ضِدانِ فيهِ ماؤُهُ وَنارُهُ
إِنّي لَمَقتولٌ بِسَيفِ لَحظِهِ / فَاِرثِ لِمَقتولٍ يَضيعُ ثارُهُ
مَن ذا يَنالُ ثارَهُ مِن قَمَرٍ / في تِمِّهِ لَم يَغشَهُ سِرارُهُ
سَكرانُ لا يَصحو وَهَل يَصحو الَّذي / في فَمِهِ رُضابُهُ عُقارُهُ
فَاِعجَب لَهُ قَضيبَ بانٍ ناشِياً / فَجُلُّ ناري فيهِ جلَّنارُهُ
فيكَ عَذولي عَذَرا
فيكَ عَذولي عَذَرا / وَلائِمي قَد أَقصَرا
طَيفُكَ ما وَدَّعَني / لمّا سَرى بَل أَسَرا
كَم لَوعَةٍ أَسعَرَ بَي / نَ أَضلُعي وَأَسأَرا
وَحَسرَةٍ حاسِرَةٍ / في كَبِدي إِذ حَسَرا
وَكَم صَباحٍ مُسفِرٍ / مِن ثَغرِهِ إِذ سَفَرا
وَأَسمَرَ اللَّونِ مَتى / ما اِهتَزَّ هَزَّ أَسمَرا
أَودَعَ في لِثامِهِ / بَرقاً وَأَذكى قَمَرا
واهاً لَهُ مِن أَسمَرٍ / أَمسَيتُ فيهِ سَمَرا
رَجَوتُ أَن يَخفِرَني / مِن هَجرِهِ فَأَخفَرا
حَفِظتُهُ أَحفَظَني / دَنَوتُ مِنهُ نَفَرا
يا غُصُناً نَقطِفُ مِن / هُ بِاللِحاظِ الثَمَرا
يا بَدَوِيّاً يَعتَزي / إِلى عُبَيدِ بنِ مِرا
إِرعَ ذِمامي وَاتَّئِب / ما حَسَنٌ أَن تَغدُرا
إِنَّ الأَعاريبَ الأُلى / طابوا نَثاً وَعُنصُرا
وَاِستَوطَنوا مِن العلا / ءِ وَالعُلى أَعلى الذُرا
يَرَونَ إِخفارَ الذِّما / مِ في الأَنامِ مُنكَرا
وَذاكَ ذَنبٌ عِندَهُم / لِفَضلِهِم لَن يُغفَرا
أَبى لَهُم آباؤُهُم / ضَيماً فَسادوا البَشَرا
كَم عَسكَروا لِذَبِّهِم / عَنِ الذِمامِ عَسكَرا
وَكَم حَمَوا حَقيقَةً / وَلَم يُوَلّوا القَهقَرا
وَكَم حُسامٍ أَبيَضٍ / رَدّوا شَباهُ أَحمَرا
وَأَسمَرٍ دَقّوهُ في / كُلى العِدا مُنكَسِرا
يَدعونَ في الحَربِ نَزا / ل بِالقَنا مُنأَطِرا
أَخبارُهُم مُجَمِّلا / تٌ في الطُروسِ السِيَرا
هُم زَحزَحوا عَن مُلكِهِ / كِسرى وَأَردَوا قَيصَرا
يا حارِ إِن جِئتَ ضُحىً / ذاكَ الكَثيبَ الأَحمَرا
وَعايَنَت عَيناكَ حَو / ذانَ الحِمى وَالعَبهَرا
وَالشيحَ وَالقَيصومَ وَال / عرارَ غَضاً مُزهِرا
فَنادِ في وادي القُرى / هَل يا عُرَيبُ مِن قِرى
سَوفَ تَرى مِن أَسَدٍ / دونَ الكَثيبِ مَعشَرا
كُلُّ اِمرِئٍ مُنصُلُهُ / مُنصَلِتٌ لِيَعقِرا
وَلِلعِشارِ ضَجَّةٌ / مَخافَةً أَن تُنحَرا
وَالشاءُ مُبذَعِرَّةٌ / مَزؤودَةٌ أَن تُعتَرا
تَلقَ رُغاءً وَثُغا / ءً وَدَماً مُثعَنجِرا
وَالنارُ في يَفاعِها / قَد أُجِّجَت لتُبصَرا
فَقُل لَهُم ما طلبُنا / يا أُمراءُ ذا القِرا
خَير القِرى أَن تَزَعوا / أَحسَنَكُم أَن يَهجُرا
أَجفانُهُ تُدهِشُ عَن / جِفانِكُم من حَضَرا
أَسدافُ صُدغَيهِ حَمَت / سَديفَكُم أَن يُمتَرى
وَثَغرُهُ يمنَعُ ثَغ / رَ زادِكُم أَن يُثغَرا
مَن لِكَئيبٍ قَد جَفا / أَجفانَهُ طيبُ الكَرى
حَيرانَ ما نالَ مِن ال / لذي يُحِبُّ الوَطَرا
يُلصِقُ بِالصَعيدِ قَل / باً صادِياً مُنكَسِرا
يَستافُ تُربَ حاجِرٍ / عَلَّ يوافي أَثَرا
يَقتادُهُ الهَوى كَما / تُقادُ عَنسٌ بِالبُرا
يا سَعدُ عَدِّ عَن هَوىً / فيهِ اِرتَكَبتَ الخَطَرا
وَاِدفَع براحِ الجِدِّ في / صَدرِالمُزاحِ مُنكَرا
وَحُك قريضاً مونِقاً / مُفَوَّفاً مُحَبَّرا
أَندى مِنَ النَسيمِ مَط / لولَ الحَواشي سَحَرا
أَبهَجَ مِن نَبتِ رِيا / ضِ الحَزنِ حينَ نَوَّرا
أَذكى مِنَ المِسكِ إِذا / فاحَ شَذاً وَأَعطَرا
أَحسَنُ مِن وَعدٍ بِوَص / لٍ مِن حَبيبٍ هَجَرا
فَاِخلَع عَلى القاضي صَفِي / يِ الدِّينِ مِنهُ حِبَرا
عَلى الَّذي زَمانُهُ / أَضحى بِهِ مُفتَخرا
كَم عالِمٍ في حَفلِهِ / أَلقَمَ فاهُ حَجَرا
وَشاعِرٍ أَشعَرَهُ / بِأَنَّهُ ما شَعَرا
قيلَ لَهُ أَطرِق كَرى / إِنَّ النَعامَ في القُرى
وَمُنشئٍ غادَرَهُ / أَلكَنَ يُبدي الحَصَرا
وَهَل يُقاسُ جُندُبٌ / صَرَّ بِبازٍ صَرصَرا
وَلَيسَ مَسكٌ أَدفَرٌ / يَصيرُ مِسكاً أَذفَرا
وَالثَعلَبُ الرَوّاغُ لا / يَروعُ لَيثاً قَسوَرا
لا حَبَّذا الدَهرُ الَّذي / يُصَغِّرُ المُكَبَّرا
وَيَجعَلُ النَجمَ الثُرَي / يا خاضِعاً تَحتَ الثَرى
يُسمِعُنا جَعجَعَةً / مِن غَيرِ ما طَحنٍ يُرى
يا شُعَراءَ العَصرِ لا / تَأسَوا لِدَهرٍ غَبَرا
دونَكُمُ نَزاهَةً / عَنِ المَقامِ المُزدَرى
أُمُّوا جَنابَ الصاحِبِ ال / قاضي تُوافُوا وَزَرا
إِنَّ اِبنَ شُكرٍ مُستَحِقٌّ / سَعيُهُ أَن يُشكَرا
بِوجهِهِ بِشرٌ يُرى ال / عافي بِه مُستَبشِرا
يُبدي تواضعاً إذا / ما غَيرُهُ تَكَبَّرا
خاطِرُه نارٌ وُيُم / ناهُ تَفيضُ أَبحُرا
لو لم تكن حرّ ذكا / ء صدرِهِ مُستَتِرا
لاحتَرَقَت ذكاء إذ / يُلقي إلَيها الشَّررا
بحرُ ندىً نحرُ عدىً / غَيثُ جَداً ليثُ شَرى
أثبتُ من رَضوى وَثَه / لانَ وقُدسٍ وَحِرا
فكلُّ مَدحٍ غَيرُ مد / حِهِ حَديثٌ يُفتَرى
وبالمقاديرِ على / كلِّ عَدوٍّ نُصِرا
يَقذِفُ بحرُ صَدرِهِ / من لفظِ فيهِ الدّرَرا
قد أُلبِسَ الملكُ بهِ / أَنفَسَ تاجٍ جَوهَرا
بهِ غدا متَوّجاً / مُخَتَّماً مُسَوَّرا
وهوَ الذي سَما عَلى / كُلِّ وَزيرٍ وَزَرا
ووعدُهُ بِسُرعَةِ ال / إِنجازِ يَأتي مُثمِرا
عَلَيهِ أَضحى المَلِكُ ال / عادِلُ يَثني الخِنصَرا
في نُصحِهِ لَهُ وَصِد / قِ وُدِّهِ لا يُمتَرى
عَبدَ الإِلَهِ يا أَبا / مُحَمَّدٍ سُدتَ الوَرى
يا اِبنَ عَلِيٍّ من أَبي / بَكرٍ رَأَينا عُمَرا
بِرَأيِهِ لَمّا يَزَل / مَؤَيَّداً مُظَفَّرا
لا بَرِحا في النصرِ ما / واصَلَ طَرفٌ نَظَرا
يا هِبَةَ اللَهِ لَقَد
يا هِبَةَ اللَهِ لَقَد / مانَ المُسَمّي وَاِفتَرى
يَكذِبُ في لِحيَتِهِ / ما يَهَبُ اللَهُ خَرا
مَتى أَرى وَزيرَكُم
مَتى أَرى وَزيرَكُم / وَما لَهُ مِن وَزَرِ
يَقلَعُهُ اللَهُ فَذا / أَوانُ قَلعِ الجَزَرِ
أَتَبخَلونَ بِالخِيارِ خِسَّةً
أَتَبخَلونَ بِالخِيارِ خِسَّةً / عَلى أُناسٍ نَزَلوا بِدارِكُم
خِيارُكُم لَيسَت لَهُ مِن قيمَةٍ / فَلَعنَةُ اللَهِ عَلى خِيارِكُم
لَو كانَ قَثّاءً عَذَرناكُم بِهِ / إِذ كانَ لا يَفضُلُ عَن أَدبارِكُم
ما غادَةٌ راكِبَةُ النَّسرِ وَقَد
ما غادَةٌ راكِبَةُ النَّسرِ وَقَد / بَدَت لِأَبصارِ الوَرى نُقوشُها
يَحمِلُها النَسرُ الَّذي أَضحى لَهُ / مِنَ الطَواويسِ الذُكورِ ريشُها
خافَت سُطاها الشَّمسُ في مَصامِها / وَذاكَ إِذ شَكَّ الهِلالَ شيشُها
كَأَنَّما الهِلالُ خَشكَنانَةٌ / وَكَفُّهُ في أُفقِهِ تَحوشُها
لي في هَواكُم قِصَصُ
لي في هَواكُم قِصَصُ / يَطولُ فيها القَصَصُ
ما حِصَّتي في حُبِّكُم / واحِدَةٌ بَل حِصَصُ
عَمَّكُمُ الحَسَنُ وَلي / في حُبِّكُم تَخَصُّصُ
أَصبَحتُ في الهَوى كَأَن / ني طائِرٌ مُقَصَّصُ
آهاً لِقَلبٍ مُوجَعِ
آهاً لِقَلبٍ مُوجَعِ / مِن لَوعَةٍ لَم يُقلِعِ
يَشُبُّها في كَبِدي / فَيضُ سَحابِ أَدمُعي
يا مَن جَفَوني فَجُفو / ني بَعدَهُم لَم تَهجَعِ
أَفرَشتُموا بِبَينِكُم / شَوكَ القَتادِ مَضجَعي
يا عاذِلي في حُبِّهِم / بِسَلوَتي لا تَطمَعِ
لا تَحسَبَن قَلبِيَ مُذ / فارَقتُ أَحبابي مَعي
يا كَبِدي الحَرّى عَلى / فِراقِهِم تَقَطَّعي
أَتَحسَبونَ غَربَ أَجفانِيَ جَف
أَتَحسَبونَ غَربَ أَجفانِيَ جَف / بَعدَ النَوى لا وَضريحٍ بِالنَجَف
أُكَفكِفُ الدَّمعَ بِخَدَّيَّ أَسىً / فَيَملَأُ الكَفَّينِ كُلَّما وَكَف
لَو أَستَطيعُ زَورَةً زُرتُكُمُ / حَتّى أَرى ذا سِمَنٍ بَعدَ العَجَف
وَكَيفَ يَسطيعُ مَزاراً يَفَنٌ / شَيخٌ بِقَيدِ الهَمِّ إِن هَمَّ رَسَف
قُلتُ لِمَن أَكثَرَ مِن مَلامَتي / أَطنَبتَ في المَلامِ يا وَيحَكَ خَف
إِنَّ الَّذينِ بِالعُذَيبِ عَذَّبوا / قَلبي وَعَنهُم لَم يَحِد وَلا اِنحَرَف
أَشتاقُ حَزوى وَالنَقا إِذا ضَفا / ظِلٌّ بِريفِ الغوطَتَينِ أَو وَطَف
يا لأُعَيرابٍ عَلى كاظِمَةٍ / شُمِّ عَرانينِ الأُنوفِ بِالأَنَف
قَومٌ مَتى دُعوا لِشَنِّ غارَةٍ / سَدّوا الفِجاجَ بِالعَجاجِ وَالحَجَف
وَكُلُّ طِرفٍ سابِحٍ يَغدو بِذِم / رٍ باسِلٍ بِالزَرَدِ الصافي التَحَف
فَما تَرى إِلّا حُساماً قَطَرَ ال / دِماءَ بِالضَربِ وَعَسّالاً رَعَف
دَعوَةُ مَظلومٍ تَلَت نَفثَةَ مَص / دورٍ لَهُ الدَهرُ بِجَعجاعٍ قَذَف
وَقَد رَجا ذَهابَ نَقصِ حَظِّهِ / بِراجِحِ القيمَةِ راجِحِ الشَرَف
ذاكَ اِمرُؤُ القَيسِ وَقِسٌّ ناظِماً / وَناثِراً يَعرِفُ قَولي مَن عَرَف
ما لُؤلُؤُ العُقودِ إِلّا نَظمُهُ / لا نَظمُ دُرٍّ صادِفٍ عَنِ الصَدَف
إِنَّ لِأَهلِ الفَضلِ مِن عَيمَتِهِم / بِراجِحٍ في حَلَبٍ أَسمَحُ كَف
عِندَ المَليكِ الظاهِرِ الجَمِّ النَدى / نَجلِ مُلوكٍ خَلَفاً بَعدَ سَلَف
لَمّا رَأى الحِلِّيَّ بَحراً زاخِراً / ناداهُ أَقبِل آمِناً وَلا تَخَف
نادَمَ مِنهُ الأَصمَعِيَّ حاكِياً / أَجَل وَحَمّاداً وَذا الفَضلِ خَلَف
وافى إِلَيَّ نَبَأٌ عَنهُ تَلا / فاني حِمى تَكذيبِهِ مِنَ التَلَف
وَكَم أَتَتني عَنهُ مِن بِشارَةٍ / عَروسُها تُهدى إِلَيَّ وَتُزَف
فَأَقبَلَ الناسُ فَهَنّوني بِها / وَاِحتَرَقَ الحاسِدُ في نارِ الأَسَف
وَقامَ كُلٌّ داعِياً لِلمَلِكِ ال / ظاهِرِ بِالجامِعِ صَفّاً دونَ صَف
وَقَولهُم قَد وُضِعَ الهِناءُ في / مَواضِعِ النُقبِ فَفازَ بِالزَلَف
وَقَد أَصَمَّت مَسمَعي جَعجَعَةٌ / مِن غَيرِ ما طَحنٍ وَأَطفالي ضَفَف
فَاِستَنجِزِ الوَعدَ لَهُم مِن مَلِكٍ / ما عَيبُهُ في جودِهِ سِوى السَرَف
بَشَّرَني الناسُ بِأَلفِ دِرهَمٍ / إِن لَم تَصِل واصَلَني كُلُّ أَسَف
وَإِنَّ لي تَصَوُّناً طائِرُهُ / لَم يَدنُ مِن دَناءةٍ وَلا أَسَف
إِن حَصَّ ريشي زارق النَعّابِ في ال / وَكرِ فَمَن قَصَّ يَجودُ بِالعَلَف