القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الحِمّاني الكوفي الكل
المجموع : 14
يا أَيُّها الثعلبُ وَثباً وثبا
يا أَيُّها الثعلبُ وَثباً وثبا /
تأبى كلابي لكَ إلاَّ حَربا /
إنَّ عَرُوساً مَلأتكَ رُعبا /
كما رأيتَ الكوكبَ المُنصبا /
أو عاصفاً من الرِّياحِ هَبا /
تَرى لها إِذا الطِّرادُ غَبا /
طَرفاً شَرافيًّا وخَدًّا شَطبا /
وبُرثُناً شَثناً ومَتناً رَحبا /
يقطَعُ أمراسَ القيادِ جذبا /
إِذا اشرَأبَّت مَرَحاً وشَغبا /
لاصَقَ طُبياها التُرابَ قُربا /
يا لكِ كلباً ما ابتَغيتُ كلبا /
يأبى فؤادي لكِ إلاَّ حُبا /
لطالما نمتُ عن الصلاةِ
لطالما نمتُ عن الصلاةِ /
وقد أمِنتُ روعَةَ البَيَاتِ /
بوزي يُلاقي أوجُهَ العُداةِ /
يلقاكَ جوَّالٌ بشاهِقاتِ /
أغضفُ عَطافٌ على الأصواتِ /
يهوي هُوِيَّ الكوكبِ المُنصاتِ /
مُيَمَّنُ السطوةِ والشَّداتِ /
مُقتدِرٌ منها على الأقواتِ /
في هَبواتٍ مُتَزَوبِعاتِ /
يا لذَّتي فيكَ إلى المَمَاتِ /
قالوا تَمَنَّ ما هَوِيتَ واجتَهِدْ
قالوا تَمَنَّ ما هَوِيتَ واجتَهِدْ /
فقلتُ قولَ المُتَشَكِّي المُقتصِدْ /
لقاءَ من غابَ وفقدَ مَن شَهِدْ /
لو اكتنفتَ النَّضرَ أو مَعدّا
لو اكتنفتَ النَّضرَ أو مَعدّا /
أو اتَّخذتَ البيتَ كهفاً مهدا /
وزَمزَماً شريعةً وَوِردا /
والأخشَبينِ مَحضَراً ومَبدى /
ما ازدَدْتَ إلاَّ من قريشٍ بُعدا /
أو كنتَ إلاَّ مَصقَليًّا وَغدا /
سيرٌ حثيثٌ وزمانٌ مُسعِدُ
سيرٌ حثيثٌ وزمانٌ مُسعِدُ /
وغُدوةٌ طابَ عليها المرقدُ /
سَيلتقي مُنحدِرٌ ومُصعِدُ /
يا فَرحتي وفَرَحٌ لا يَنفدُ /
بالظَّهرِ يومَ عيدُنا يستحشدُ /
ثمَّ غدونا والغُدوُّ أحمدُ /
والقادسيَّةُ الهَوَى والمَنشَدُ /
وبالمغيثةِ استغاثَ المُكمَدُ /
يوماً له القرعاءُ لا شكَّ غدُ /
ثمَّ إلى واقصَ كان المقصدُ /
ثمَّ لنا ب العقبات مَورِدُ /
وفي ضحا القاعِ العليلِ نَبرُدُ /
وغادةٌ يطلبها المُعَوَّدُ /
والوصلُ يدنو والهمومُ تبعدُ /
وراحت العِيسُ العتاقُ تُنجِدُ /
إلى زبالةَ اطَّباها المُنشِدُ /
وبالشقوق غَرَّدَ المُغرِّدُ /
والقبرُ لا سقاهُ غيثٌ مُرعِدُ /
قبر العباديِّ الذي يُعَدَّدُ /
وقد جَرت لكَلَفٍ ما ترقُدُ /
ب الثعلبية النجومُ الأسعدُ /
ومن زرودٍ فَوَّزَ المُزردُ /
يمضي إلى الأجفر لا يُعدِّدُ /
وراحت العِيسُ ب فيدٍ تنهِدُ /
تحطُّ في أنيابِها وتحصِدُ /
ووردَ توز وسميرا تُوعدُ /
وكانَ بالحاجرِ يومٌ أسعدُ /
منه إلى النقرة قد تُومي اليَدُ /
ثمَّ إلى الماوان رحباً تَعمدُ /
واللهُ بالنزولِ فيها يُحمَدُ /
والرَّبذات حمدٌ محَدَّدُ /
ثُلثان قد مروا وثلثٌ ينفدُ /
والهائمُ المشتاقُ ليسَ يرقُدُ /
وكم حسا السليل منا مؤبِدُ /
حتَّى إِذا ما سدَّدَ المُسدِّدُ /
ودَّعها في المعدن المدودُ /
لوح بالأفيعيات الموقِدُ /
ومنزلٌ من بعدِها يستطردُ /
اسمٌ قبيحٌ ومحلٌّ يُجهِدُ /
وحَمِدَ الغمرةَ منا الموفدُ /
ثمَّ يُلبى الصمدُ المُوحَّدُ /
وذات عِرقٍ ويغورُ مُنجدُ /
ومنزل البستان فيه المَحشدُ /
لا زلتَ تُولى بالثنا وتُعهَدُ /
صارت عليكَ مُهجتي تَبدَّدُ /
ومكَّة الله فحَلَّ الوُفَّدُ /
فحُطَّ عنها رحلُها المؤكَّدُ /
واختلف الصفاءُ والتودُّدُ /
يا مشهداً ما مثل ذاك مشهدُ /
كم مُفردٍ يسطو بحزنٍ يضهدُ /
وغلَّةٍ تُطفى وعينٍ تجمدُ /
مؤرَّقٌ من سَهَدِه
مؤرَّقٌ من سَهَدِه / مُعذَّبٌ من كِمَدِه
خلا به السُّقمُ فما / أسرَعَه في جسَدِه
يرحمُهُ مِمّا بهِ / من ضُرِّهِ ذو حَسدِه
كأنَّ أطرافَ المُدى / تجرحُ أعلى كَبِدِه
قد أغتدي والليلُ وَردٌ مِنسرُه
قد أغتدي والليلُ وَردٌ مِنسرُه /
كأنَّما ألقت عليه أُزُرُه /
موكبَ دُهمٍ لائحاتٍ غُرَرُه /
أو أسودَ اللِّمَّةِ شابت طُرَرُه /
والفجرُ مولودٌ يَبينُ صِغرُه /
يطوي الظلامَ والظلامُ ينشرُه /
بأشوسَ الغَدوةِ سامٍ نظَرُه /
يُبادِرُ الناظرَ وهو يَبدُرُه /
كأنَّ من يُبصِرُهُ لا يُبصِرُه /
يزهاهُ بعدَ أينِهِ تَجَبُّرُه /
فصَحَّ مرآهُ لنا ومَخبَرُه /
أطولُ عُمرٍ ما رآهُ أقصرُه /
ونرجسٍ ذي بَصَرٍ ما غَضَّه
ونرجسٍ ذي بَصَرٍ ما غَضَّه /
حثَّ على الهَوَى الفتى وحضَّه /
فتَّ الربيعُ مِسكَهُ ورضَّه /
زبرجَدٌ وذَهبٌ وفِضَّه /
من زهرةٍ بالطَّلِّ ريا غَضَّه /
مُخضَرَّةٍ مُصفَرَّةٍ مُبيَضَّه /
ليست ترى من حولِها مُنفَضَّه /
مثل النجومِ لا ترى مُنقَضَّه /
وعذرةُ اللَّهو بها مُفتَضَّه /
صبٌّ إلى عبارة الملوكِ
صبٌّ إلى عبارة الملوكِ /
باتَ على الفراشِ كالموعوكِ /
من زَمَعٍ مضطرم التحريكِ /
حتَّى إِذا أحسَّ بالدُّلوكِ /
وصقعَت أواخرُ الديوكِ /
بادرَ مثلَ الرُّجلِ المسلوكِ /
يمسحُ وجهَ كلبِه صعلوك /
أصفر مثل الذَّهبِ المسبوك /
ذي مُقلةٍ قليلةِ الشكوك /
حمال أوزارِ الدَّمِ المسفوك /
تَحَلَّيا من حليةِ الزَّمانِ
تَحَلَّيا من حليةِ الزَّمانِ /
لا تَسكُنا منهُ إلى أمانِ /
لم تَريا عَوارضَ الفتيانِ /
كأنَّها سبائكُ العُقيانِ /
نيطت بنوعينِ من الهوانِ /
بشَعَرٍ من شائبٍ وفانِ /
شأنكما فقد عناني شاني /
رُدا زماني أو فخلِّياني /
أيامَ كنتُ والهاً تهواني /
يُقالُ هذانِ صُغيِّرانِ /
من الجواري ومن الغلمانِ /
خوطةُ بانٍ وقضيبُ بانِ /
جادَهما بالريِّ جَدولانِ /
قد جاورت في حوزة الثمانِ /
سسان وسسان كذا /
كان على الشبابِ خَلتانِ /
من سفيان مسحوبتان كذا /
فليُ جُفونِ أعيُنِ الغواني /
أيّامَ وجهُ لذَّتي وجهانِ /
من العِيانِ ومن الميدانِ /
خدنُ الصِّبا وصاحبُ الشبانِ /
أيامَ أغدو طَلِقَ العِنانِ /
من الأُكَيراحِ إلى خَفانِ /
فالظَّهرِ فالحيرة فالكُثبانِ /
دار نعيمِ الملكِ النُّعمانِ /
دار الظباء العُفرِ والظِّلمانِ /
والراح والرَّيحانِ والندمانِ /
فقدُ الشبابِ والرَّدى سيانِ /
أين الشَّفيعانِ المُقدَّمان /
صَفوُ الصِّبا وشِرَّةُ الشبانِ /
وأينَ سلطاني بلا سلطانِ /
على القلوبِ وعلى الأجفانِ /
مُزاهياً ذوائبَ الأقرانِ /
أما تَرى شيبيَ قد بَراني /
أهتزُّ مثلَ قُضُبِ الرَّيحانِ /
لا تَتَخطاني يدُ الأماني /
أسخطني الشيبُ وما أرضاني /
من جَعَلَ الجديدَ كالخُلقانِ /
أماتني الدهرُ كما أحياني /
بفُرقةِ الإخوانِ والأخدانِ /
صَبَّ إلى عبادة الملوكِ
صَبَّ إلى عبادة الملوكِ / باتَ على الفراش كالموعوك
من زَمَعٍ مضطرم التحريك / حتى إذا أحسَّ بالدلوك
وصفعت أواخرُ الملوك / بادَر مثلَ الرجل المسلوك
يمسحُ وجهَ كلبه صُعلوك / أصفَر مثل الذهب المسبوك
ذي مقلةٍ قليلة الشكوكِ / حَمّالِ أوزارِ الدم المسفوكِ
لطالما نمتُ على الصلاة
لطالما نمتُ على الصلاة / وقد أمنت روعة البيات
يوري يلاقي اوجَه العُداة / يَلقاك جَوّال بشاهقات
أغضف عطاف على الاصوات / يهوي هوي المُنصات
مُيمّنُ السطوة والشدّاتِ / مُقتدرٌ منها على الاقوات
في هبواتٍ متزوبعاتِ / يا لذتي فيك الى الممات
يا أيُّها الثعلُب وثبا وثبا
يا أيُّها الثعلُب وثبا وثبا / تأبى كلابي لك إلا جربا
إن عروساً ملأتك رعبا / كما رأيتَ الكوكب المنصبّا
أوعاطفاً من الرياح هبّا / ترى لها إذا الطرادُ غبّا
طَرفاً شرافياً وخدّا شطبا / وبُرثناً شثناً ومتناً رحبا
يقطع اسراسَ القياد جدبا / إذا اشرأبّت مَرحاً وشغبا
طبياها الترابَ قربا / يا لك كلباً ما ابتغيت كلباً
قد اغتدي والليل وردٌ منسرُه
قد اغتدي والليل وردٌ منسرُه / كأنما ألقت عليه آزرُه
موكبُ دُهمٍ لائحاتٌ غُرُرُه / أو اسودُ اللّمة شابت طرُرُه
والفجر مولود يبينُ صغرَهُ / يطوي الظلام والظلام ينشره
بأشوس الغدوة سامٍ نَظَرُهُ / يبادُر الناظرُ وهو يبدرُه
كأنّ من يُبصرُه لا يبصره / يزهاه بعد ابنه تجبُّرُه
فصحّ مرآه لنا وَمخبره / أطولُ عُمرٍ ما رآه اقصرُه

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025