المجموع : 14
يا أَيُّها الثعلبُ وَثباً وثبا
يا أَيُّها الثعلبُ وَثباً وثبا /
تأبى كلابي لكَ إلاَّ حَربا /
إنَّ عَرُوساً مَلأتكَ رُعبا /
كما رأيتَ الكوكبَ المُنصبا /
أو عاصفاً من الرِّياحِ هَبا /
تَرى لها إِذا الطِّرادُ غَبا /
طَرفاً شَرافيًّا وخَدًّا شَطبا /
وبُرثُناً شَثناً ومَتناً رَحبا /
يقطَعُ أمراسَ القيادِ جذبا /
إِذا اشرَأبَّت مَرَحاً وشَغبا /
لاصَقَ طُبياها التُرابَ قُربا /
يا لكِ كلباً ما ابتَغيتُ كلبا /
يأبى فؤادي لكِ إلاَّ حُبا /
لطالما نمتُ عن الصلاةِ
لطالما نمتُ عن الصلاةِ /
وقد أمِنتُ روعَةَ البَيَاتِ /
بوزي يُلاقي أوجُهَ العُداةِ /
يلقاكَ جوَّالٌ بشاهِقاتِ /
أغضفُ عَطافٌ على الأصواتِ /
يهوي هُوِيَّ الكوكبِ المُنصاتِ /
مُيَمَّنُ السطوةِ والشَّداتِ /
مُقتدِرٌ منها على الأقواتِ /
في هَبواتٍ مُتَزَوبِعاتِ /
يا لذَّتي فيكَ إلى المَمَاتِ /
قالوا تَمَنَّ ما هَوِيتَ واجتَهِدْ
قالوا تَمَنَّ ما هَوِيتَ واجتَهِدْ /
فقلتُ قولَ المُتَشَكِّي المُقتصِدْ /
لقاءَ من غابَ وفقدَ مَن شَهِدْ /
لو اكتنفتَ النَّضرَ أو مَعدّا
لو اكتنفتَ النَّضرَ أو مَعدّا /
أو اتَّخذتَ البيتَ كهفاً مهدا /
وزَمزَماً شريعةً وَوِردا /
والأخشَبينِ مَحضَراً ومَبدى /
ما ازدَدْتَ إلاَّ من قريشٍ بُعدا /
أو كنتَ إلاَّ مَصقَليًّا وَغدا /
سيرٌ حثيثٌ وزمانٌ مُسعِدُ
سيرٌ حثيثٌ وزمانٌ مُسعِدُ /
وغُدوةٌ طابَ عليها المرقدُ /
سَيلتقي مُنحدِرٌ ومُصعِدُ /
يا فَرحتي وفَرَحٌ لا يَنفدُ /
بالظَّهرِ يومَ عيدُنا يستحشدُ /
ثمَّ غدونا والغُدوُّ أحمدُ /
والقادسيَّةُ الهَوَى والمَنشَدُ /
وبالمغيثةِ استغاثَ المُكمَدُ /
يوماً له القرعاءُ لا شكَّ غدُ /
ثمَّ إلى واقصَ كان المقصدُ /
ثمَّ لنا ب العقبات مَورِدُ /
وفي ضحا القاعِ العليلِ نَبرُدُ /
وغادةٌ يطلبها المُعَوَّدُ /
والوصلُ يدنو والهمومُ تبعدُ /
وراحت العِيسُ العتاقُ تُنجِدُ /
إلى زبالةَ اطَّباها المُنشِدُ /
وبالشقوق غَرَّدَ المُغرِّدُ /
والقبرُ لا سقاهُ غيثٌ مُرعِدُ /
قبر العباديِّ الذي يُعَدَّدُ /
وقد جَرت لكَلَفٍ ما ترقُدُ /
ب الثعلبية النجومُ الأسعدُ /
ومن زرودٍ فَوَّزَ المُزردُ /
يمضي إلى الأجفر لا يُعدِّدُ /
وراحت العِيسُ ب فيدٍ تنهِدُ /
تحطُّ في أنيابِها وتحصِدُ /
ووردَ توز وسميرا تُوعدُ /
وكانَ بالحاجرِ يومٌ أسعدُ /
منه إلى النقرة قد تُومي اليَدُ /
ثمَّ إلى الماوان رحباً تَعمدُ /
واللهُ بالنزولِ فيها يُحمَدُ /
والرَّبذات حمدٌ محَدَّدُ /
ثُلثان قد مروا وثلثٌ ينفدُ /
والهائمُ المشتاقُ ليسَ يرقُدُ /
وكم حسا السليل منا مؤبِدُ /
حتَّى إِذا ما سدَّدَ المُسدِّدُ /
ودَّعها في المعدن المدودُ /
لوح بالأفيعيات الموقِدُ /
ومنزلٌ من بعدِها يستطردُ /
اسمٌ قبيحٌ ومحلٌّ يُجهِدُ /
وحَمِدَ الغمرةَ منا الموفدُ /
ثمَّ يُلبى الصمدُ المُوحَّدُ /
وذات عِرقٍ ويغورُ مُنجدُ /
ومنزل البستان فيه المَحشدُ /
لا زلتَ تُولى بالثنا وتُعهَدُ /
صارت عليكَ مُهجتي تَبدَّدُ /
ومكَّة الله فحَلَّ الوُفَّدُ /
فحُطَّ عنها رحلُها المؤكَّدُ /
واختلف الصفاءُ والتودُّدُ /
يا مشهداً ما مثل ذاك مشهدُ /
كم مُفردٍ يسطو بحزنٍ يضهدُ /
وغلَّةٍ تُطفى وعينٍ تجمدُ /
مؤرَّقٌ من سَهَدِه
مؤرَّقٌ من سَهَدِه / مُعذَّبٌ من كِمَدِه
خلا به السُّقمُ فما / أسرَعَه في جسَدِه
يرحمُهُ مِمّا بهِ / من ضُرِّهِ ذو حَسدِه
كأنَّ أطرافَ المُدى / تجرحُ أعلى كَبِدِه
قد أغتدي والليلُ وَردٌ مِنسرُه
قد أغتدي والليلُ وَردٌ مِنسرُه /
كأنَّما ألقت عليه أُزُرُه /
موكبَ دُهمٍ لائحاتٍ غُرَرُه /
أو أسودَ اللِّمَّةِ شابت طُرَرُه /
والفجرُ مولودٌ يَبينُ صِغرُه /
يطوي الظلامَ والظلامُ ينشرُه /
بأشوسَ الغَدوةِ سامٍ نظَرُه /
يُبادِرُ الناظرَ وهو يَبدُرُه /
كأنَّ من يُبصِرُهُ لا يُبصِرُه /
يزهاهُ بعدَ أينِهِ تَجَبُّرُه /
فصَحَّ مرآهُ لنا ومَخبَرُه /
أطولُ عُمرٍ ما رآهُ أقصرُه /
ونرجسٍ ذي بَصَرٍ ما غَضَّه
ونرجسٍ ذي بَصَرٍ ما غَضَّه /
حثَّ على الهَوَى الفتى وحضَّه /
فتَّ الربيعُ مِسكَهُ ورضَّه /
زبرجَدٌ وذَهبٌ وفِضَّه /
من زهرةٍ بالطَّلِّ ريا غَضَّه /
مُخضَرَّةٍ مُصفَرَّةٍ مُبيَضَّه /
ليست ترى من حولِها مُنفَضَّه /
مثل النجومِ لا ترى مُنقَضَّه /
وعذرةُ اللَّهو بها مُفتَضَّه /
صبٌّ إلى عبارة الملوكِ
صبٌّ إلى عبارة الملوكِ /
باتَ على الفراشِ كالموعوكِ /
من زَمَعٍ مضطرم التحريكِ /
حتَّى إِذا أحسَّ بالدُّلوكِ /
وصقعَت أواخرُ الديوكِ /
بادرَ مثلَ الرُّجلِ المسلوكِ /
يمسحُ وجهَ كلبِه صعلوك /
أصفر مثل الذَّهبِ المسبوك /
ذي مُقلةٍ قليلةِ الشكوك /
حمال أوزارِ الدَّمِ المسفوك /
تَحَلَّيا من حليةِ الزَّمانِ
تَحَلَّيا من حليةِ الزَّمانِ /
لا تَسكُنا منهُ إلى أمانِ /
لم تَريا عَوارضَ الفتيانِ /
كأنَّها سبائكُ العُقيانِ /
نيطت بنوعينِ من الهوانِ /
بشَعَرٍ من شائبٍ وفانِ /
شأنكما فقد عناني شاني /
رُدا زماني أو فخلِّياني /
أيامَ كنتُ والهاً تهواني /
يُقالُ هذانِ صُغيِّرانِ /
من الجواري ومن الغلمانِ /
خوطةُ بانٍ وقضيبُ بانِ /
جادَهما بالريِّ جَدولانِ /
قد جاورت في حوزة الثمانِ /
سسان وسسان كذا /
كان على الشبابِ خَلتانِ /
من سفيان مسحوبتان كذا /
فليُ جُفونِ أعيُنِ الغواني /
أيّامَ وجهُ لذَّتي وجهانِ /
من العِيانِ ومن الميدانِ /
خدنُ الصِّبا وصاحبُ الشبانِ /
أيامَ أغدو طَلِقَ العِنانِ /
من الأُكَيراحِ إلى خَفانِ /
فالظَّهرِ فالحيرة فالكُثبانِ /
دار نعيمِ الملكِ النُّعمانِ /
دار الظباء العُفرِ والظِّلمانِ /
والراح والرَّيحانِ والندمانِ /
فقدُ الشبابِ والرَّدى سيانِ /
أين الشَّفيعانِ المُقدَّمان /
صَفوُ الصِّبا وشِرَّةُ الشبانِ /
وأينَ سلطاني بلا سلطانِ /
على القلوبِ وعلى الأجفانِ /
مُزاهياً ذوائبَ الأقرانِ /
أما تَرى شيبيَ قد بَراني /
أهتزُّ مثلَ قُضُبِ الرَّيحانِ /
لا تَتَخطاني يدُ الأماني /
أسخطني الشيبُ وما أرضاني /
من جَعَلَ الجديدَ كالخُلقانِ /
أماتني الدهرُ كما أحياني /
بفُرقةِ الإخوانِ والأخدانِ /
صَبَّ إلى عبادة الملوكِ
صَبَّ إلى عبادة الملوكِ / باتَ على الفراش كالموعوك
من زَمَعٍ مضطرم التحريك / حتى إذا أحسَّ بالدلوك
وصفعت أواخرُ الملوك / بادَر مثلَ الرجل المسلوك
يمسحُ وجهَ كلبه صُعلوك / أصفَر مثل الذهب المسبوك
ذي مقلةٍ قليلة الشكوكِ / حَمّالِ أوزارِ الدم المسفوكِ
لطالما نمتُ على الصلاة
لطالما نمتُ على الصلاة / وقد أمنت روعة البيات
يوري يلاقي اوجَه العُداة / يَلقاك جَوّال بشاهقات
أغضف عطاف على الاصوات / يهوي هوي المُنصات
مُيمّنُ السطوة والشدّاتِ / مُقتدرٌ منها على الاقوات
في هبواتٍ متزوبعاتِ / يا لذتي فيك الى الممات
يا أيُّها الثعلُب وثبا وثبا
يا أيُّها الثعلُب وثبا وثبا / تأبى كلابي لك إلا جربا
إن عروساً ملأتك رعبا / كما رأيتَ الكوكب المنصبّا
أوعاطفاً من الرياح هبّا / ترى لها إذا الطرادُ غبّا
طَرفاً شرافياً وخدّا شطبا / وبُرثناً شثناً ومتناً رحبا
يقطع اسراسَ القياد جدبا / إذا اشرأبّت مَرحاً وشغبا
طبياها الترابَ قربا / يا لك كلباً ما ابتغيت كلباً
قد اغتدي والليل وردٌ منسرُه
قد اغتدي والليل وردٌ منسرُه / كأنما ألقت عليه آزرُه
موكبُ دُهمٍ لائحاتٌ غُرُرُه / أو اسودُ اللّمة شابت طرُرُه
والفجر مولود يبينُ صغرَهُ / يطوي الظلام والظلام ينشره
بأشوس الغدوة سامٍ نَظَرُهُ / يبادُر الناظرُ وهو يبدرُه
كأنّ من يُبصرُه لا يبصره / يزهاه بعد ابنه تجبُّرُه
فصحّ مرآه لنا وَمخبره / أطولُ عُمرٍ ما رآه اقصرُه