المجموع : 16
ما طَفْلة ليس سوى إهابها
ما طَفْلة ليس سوى إهابها / يفرشها المرء ولا يحظى بها
تُلاصِق الخد وذا من دابها / شَبعى وإن لم تعتلف بنابها
قد ملأت حاشيتي جرابها / أُخرج وإلا كلنا قمنا بها
أنعت ليلاً ذا سواد كالسَّبَجْ
أنعت ليلاً ذا سواد كالسَّبَجْ / مخدر الصبح خداريّ الدعج
لو أدرج العالم فيه لاندرج / أو نسج الحرمان منه لا نتسج
ليلاً حرون النجم قاريّ النهج / العمر فيه نقطة لو انفرج
والدهر من أجزائه ولا حرج / أيسر ما فيه بالليل إذا الليل ادلج
بل بسنا الفجر إذا الفجر انبلج / إنك يا سهل وللدعوى حجج
إمام من صلى ومن صام وحج / يا سهل يا أطيب عيص المنتسج
يا خير من دب عليها ودرج / يا ابن أبيت الفرع من حيث اتشج
ومنظراً من يره منك ابتهج / ونائلاً لو كاثر البحر فلج
ومنصباً فوق السّمَاكين عرج / يا عائباً مدحي له انظر لا تلج
قد فضل الشمس وأوفى بدَرَج / فهو قريب المجتنَى داني المحَج
وهي إذا حاولها فوق العَرَج / ونُوره عِلم ونورها وَهَج
علقت ظبياً غنجا
علقت ظبياً غنجا / كغصنِ بانٍ دمجا
صحفته نكسته / فكن له مستخرجا
أخرجته يا سيدي
أخرجته يا سيدي / لا مثل إخراج الشجا
أوله كقدهِ / ثم كظهري عوجا
ثم كَمَحْني فمه / ثم كشدّ في الهجا
فهاكه مُفَسراً / على مواجيب الهجا
ما رابني إلا الرقيب إذ نظرْ
ما رابني إلا الرقيب إذ نظرْ / يسرّ حَسْواً ويدب في الخمر
كوى فؤادي وشوى قلبي ومر / علم أجفاني إدمان السهر
كرهت أن أنعم في عيش خضر / ذي غصن رطب وبرد في السحر
ته كيف شئت قد قمرت يا قمر / نزعاً لأرواح العدى فقد حضر
شق عصا المنى وفي الأصل استمر / وَيْبَ الوشاة فاسقني على الظفر
جارة بيتنا أبوك لو قدر / سيم فؤادي منه خسفاً وضرر
كوري على الأعداء مرفوع الثغر / به فرعت كاهل المجد الأغر
سفينة لم تعتمل بنجر
سفينة لم تعتمل بنجر / ولم يجب فبها عظيم أجر
تجري ولكن فوق ظهر البر / تجرى ولا تجري بغير مُجْر
محمرة قد أُزرت بخضر / أشبه شيء ناتئاً بالبظر
يدخل فيها كذراع البكر / أصلع يزهى أصله بالشعر
ذي أخوات في ذراع عشر / مشفعات شفعها من وتر
كالشبر طولاً عرضه في فتر / يا نائم الفطنة غث الفكر
أخرج وإلا فمقص الشعر / لما اعمّيه مكان مقر
جارية تجلد حد المفتري
جارية تجلد حد المفتري / كأن عبد اللّه فيها قد خري
قبيحة المنظر ذات مخبر / كأنها قد ضمخت بالعنبر
معشوقة في قدها المختصر / كأنها الدلو حذاء المشتري
تزهى بأذنين ورأس حجري / أطعن منها في سواءِ الثُّغَر
نسألها عن عجر وبجر / تصدقنا عن مودعات الخبر
نعيت فيهن بمسى الأسر / تسكن في بيت لها مسعر
تسفر عن وجه لها مخدر / مخردل مفلفل مسعتر
سوداء كالقار أو المقير / في حجرها أبيض مثل القمر
مطرز بالام من ذات حر / أخرج هداك اللّه لا تقصر
إن كنت ذا حذق بها أو بصر /
أراه في كفك بالأسحارِ
أراه في كفك بالأسحارِ / ترشف منه صيِب القطارِ
ثمَّت تؤتَى بعده بالنار / تلك لعمري زينة السفار
وعادة الملوك والأحرار / كالنَّور أو كالنُّور أو كالنارِ
مُدَمْلك الرأس لدى انتشارِ / زاد على شبر من الأشجارِ
في راحة الزهاد والفجَّار / منهتك الستر لدى الأبصار
ينم باديه على المضمار / يبكي على الرأس بلا استعبار
يروعك النرجس منه الناكسه
يروعك النرجس منه الناكسه / بعين يقظى وبجيد الناعسه
أنعت جهماً لم أجد فيما مضى
أنعت جهماً لم أجد فيما مضى / أنكر منه حلية ومعرضا
لما انزوى في مَسكه وانقبضا / ثم تمطى وسطَا وانتفضا
ثم أتى ركب الفلا معرضا / يطفر كالبرق إذا ما أومضا
يطم كالسيل إذا ما حفضا / يزأر كالرعد إذا تخضخضا
يغض عن أوسع من صحن الفضا / يكشف عن أرهف من غرب القضا
يطرق عن أوقد من جمر الغضى / أحمر من غيظ يقاني أبيضا
كما نجرت العود في ماء الأضى / ما راح عن معرسه لينهضا
إلا انتصبنا للمنايا غرضا / بين يدي أوهى ظهر أنْقَضا
وظلت أنضي صارمي لو انتضى / أو علقت يمناي منه المقبضا
وأقتضي الناس وما حين اقتضا / والموت قد صرح بي وعرَّضا
فقلت عن ملء ضلوعي مرضا / وحر أحشاء تلظى نبضا
لمهجة لو رمت منها عوضا / لم تكن الأرض وما فيها رضى
يا للرجال الخطر المغمضا / أدلف بالسيف له مخضخضا
ثم قضى اللّه وخيراً ما قضى / فحين صححت المصاع عرضا
وغض من نجدته وغيضا / وقلت لا أفلت مني معرضا
حتى أراك أو تراني حرضا / حاش لما أبرمته أن انقضا
يا آكل الخلة بي تحمضا / أرضَك لا أرض ولا مرتكضا
أسقك من ماء ظباه رفضا / فكر نحوي حمقاً ممتعضا
معبساً لوجهه محمضا / في بردة الموت إذا تعرضا
وصرت حَرّانَ إليه غرضا / بباتر الغرب إذا هز مضى
فقدك من لَيْشَيْءَ لما نهضا / تعاطيا كأس المنايا عن رضى
بحالة بات لها معرضا / من كان لا يصفى الولاء ممحضا
لآل طه والوصيّ المرتضى / أبا عليّ ارعني سمع الرضى
حتى أطيل في الثناء وأعرضا / حجر على عيني أن تغتمضا
ولم أود شكرك المفترضا / ناظم آمالي وكانت رفضا
ومالِىء المنزل مني حفضا / غدت أياديك لجسمي عرضا
بقيت ما شئت بقاء مرتضى / يحكم من عقد المنى ما انتقضا
يبسط من عطف العلى ما انقبضا / يصفي من الغر علينا ما انتضى
يعيد من عز المعالي ما انقضى / يوضح من سر النهى ما غمضا
يقيم من أقدامنا ما دحضا / يسيغ من آمالنا ما اعترضا
يسأل من حاجاتنا ما عرضا / آمين قال العبد واللّه قضى
ينتابني في كل وقت صيف
ينتابني في كل وقت صيف / ضيف على الرجل شديد الحيف
يركض في بتر ليالي الصيف / مقدار ألفي فرسخ ونيف
يبهرج النقد كثير الزيف / أبو المحال واسمه طويف
لما نزلنا بالمنى فالخيف / وذلك بوادي فيف
هب إلينا كهبوب الهيف / ولم يسر قدر غرار السيف
يا نائم الفطنة قل لي كيف /
قرة عيني بذكا
قرة عيني بذكا / محبتي أي فلكا
تريد أن تقتلني / نه درست كردي درلكا
وانهَ حمى ليلك أن / ينصب دوني شركا
أما كفى صدغك لي / إلى الردى معتركا
وأنني لا أرقد ال / ليل وأرعى الفلكا
كأنما ألتحف ال / جمر وأعلو الحسكا
أذابني فرط الضنا / وهدّني طول البكا
أبحت روحي ودمي / بنى هداد روحكا
ورنه دهى بوسه زلب / بهل بَبُوسَمْ لَبَكا
فغاظه قولي له / فقال بس وي نه وكا
تريد تقبيل فمي / إليك لا أم لكا
لو لم ينم لم يحتلم / أحلست كلي فاركا
يا طرة قد سلبت / من الغراب الحلكا
ومقلة من نفثت / فيه بسحر هلكا
هواك إذ أجحف بي / بأي علق فتكا
تفعل ألحاظك بي / ما تفعل الخمر بكا
وكرتو دا دم نه دِهي / يا من إليه المشتكى
يَكَرْزم جامَه دَرَمْ / سسي قاضي وحكا
وقال إذ هدّدته / سبحان من ارفعكا
قاض إذا ما جنّهُ اللّي / ل يصيد السمكا
ينصِب في أسفله / لكل حوت شبكا
أُفٍّ لقاض يبتغي / من المعاصي دركا
مرت بنا وعينها
مرت بنا وعينها / من سكرها منخزلهْ
ذات جفون ضعفت / كمذهب المعتزلة
وظاهر يروعه / وباطن لا أصل لهْ
يا آل عصم أنتمُ أولو العِصَمْ
يا آل عصم أنتمُ أولو العِصَمْ / لم توسموا إلا بنيران الكرم
لا يَنزع اللّهُ سرابيل النعم / عنكم فلا تخطوا بها دون الأمم
طابت مبانيكم وطبتم لا جَرم / يا سادة السيف وأرباب القلم
تهمي سجاياكم بعقبانِ ودم / أنتم فصاح ما خلا في لا ولم
الجار والعرض لديكم في حرم / والمال للآمال نهب مقتسم
أنتم أسود المجدِ لا أسد الأجم / يا سيداً نيط له بيت القدم
بالعمد الأطول والفرع الأشم / هل لك أن تعقد في بحر الشيم
عارفة تضرم ناراً في علَم / ويقصر الشكر عليها قل نعم
أما وإنعامك إنه قسَم / وثغر مجد في معاليك ابتسم
إنك في الناس كبُرء في سقم / يا فرق ما بين الوجود والعدم
وبُعْدَ ما بين الموالي والخدم / ما أحد كهاشم وإن هشم
ولا امرؤ كحاتم وإن حتم / ليس الحدوث في المعالي كالقدم
ولا شباب النبت فيها كالهرم / شتان ما بين الذُّنابى والقمم
أَملَسُ في جانبه خشونة
أَملَسُ في جانبه خشونة / زنٍ ولكن عرسه مأمونهْ
يُعْنى به الناس ويشترونهْ /
وكلني بالهم والكآبة
وكلني بالهم والكآبة / طَعّانَةٌ لعانةٌ سَبَّابَهْ
للسلفِ الصالح والصحابَهْ / أساءَ سمعاً فأساء جابه
تأمَّلُوا يا كبراء الشيعة / لعشرةِ الإسلامِ والشريعه
أتستحلُّ هذه الوقيعة / في تبع الكفرِ وأهل البيعه
فكيفَ من صدقَ بالرسالهْ / وقام للدِّين بكُلِّ آلهْ
واحرز اللّه يد العقبى له / ذَلِكُمُ الصديقُ لا مَحَالَهْ
إمام من أُجمع في السقيفه / قطعاً عليهِ أنهُ الخليفهْ
ناهيكَ من آثاره الشريفه / في رَدِّهِ كيد بني حنيفه
سَلِ الجبالَ الشُّمَّ والبحارا / وسائلِ المنبر وَالْمَنَارَا
واستعلمِ الآفاقَ والأقطارا م / ن أظهر الدين بها شِعارا
ثم سَلِ الفرسَ وبيت النار / من الذي فَلَّ شبا الكفار
هل هذه البيضُ من الآثارِ / إلا لثاني المصطفى في الغارِ
وسائِلِ الإسلام من قوَّاهُ / وقال إذْ لم تَقُلِ الأفواهُ
واستنجز الوعدَ فأوْمى اللّهُ / من قامَ لما قعدوا إلا هو
ثاني النبي في سِني الولادهْ / ثانيهِ في القبر بلا وسادهْ
أتأمُلُ الجنة يا شتامهْ / ليست بمأواك ولا كرامَهْ
إنَّ امرأً أثنى عليه المصطفى / ثُمَّت والاَه الوصيُّ المرتضى
واجتمعت على معاليه الوَرَى / واختارهُ خليفةً رَبُّ العُلاَ
واتبعتهُ أُمَّةُ الأُمِّيِّ / وبايعتهُ راحةُ الوَصِيِّ
وباسمٍهٍ استسقى حَيَا الوسمي / ما ضرَّهُ هجو الخوارزميِّ
سبحان من لم يُلقمِ الصخرَ فمه / ولم يُعدهُ حجراً ما أَحْلَمَهْ
يا نذل يا مأبُونُ أفطِرت فمه / لشد ما اشتاقت إليك الحطمه
إن أميرَ المؤمنين المرتضى / وجعفر الصادِقَ أو مُوسَى الرِّضَى
لو سمعوك بالخنا مُعَرّضَا / ما ادَّخَروا عنك الحسامَ المنتضَى
ويلك لم تنج يا كلب القمر / ما لك يا مأبونُ تغتاب عُمَرْ
سيد من صامَ وحج واعتمر / صَرِّحْ بإلحادِكِ لا تمشي الخمرْ
يا مَنْ هجا الصِّدِّيق والفاروقَا / كيما يقيمَ عند قومٍ سُوقا
نفخت يا طبلُ عليْنا بوقا / فما لك اليومَ كذا موهوقاً
إنك في الطعنِ على الشيخين / والقدح في السَّيِّد ذي النورين
لواهِنُ الظهر سخين العين / معترضٌ للحين بعد الحين
هلا شغلت باستك المغلومه / وهامةٍ تحمِلُهَا ميشومه
هلا نهتك الوجنة الموشومه / عن مشتري الخلد ببئر رومه
كفى من الغيبة أدنى شمه / من استجاز القدح في الأئمّهْ
ولم يعظم أمناءَ الأُمَّهْ / فلا تلوموه ولومُوا أمَّهْ
ما لكَ يا نذل وللزكيَّهْ / عائشة الراضية المرضيهْ
يا ساقِطَ الغيرة والحمية / ألم تكن للمصطفى حظيَّهْ
من مبلغٌ عنِّي الخوارزميَّا / يخبره أنَّ ابنهُ عَليَّا
قد اشترينا مِنهُ لحمانيَّا / بشرطِ أَنْ يفهمنا المعنيَّا
يا أَسَدَ الخلوة خنزير الملا / مَا لَكَ في الجري تقود الجملا
يا ذَا الذي يثلبني إذا خلا / وفي الْخلا أطعِمُهُ ما في الخلا
وقُلتُ لَمَّا احتفل المِضمارُ / واحتفتْ الأسماعُ والأبصَارُ
سوفَ ترى إذَا انْجَلى الغبارُ / أفرسٌ تحتي أم حِمَارٌ