المجموع : 9
سِوايَ فِي سَلْوَتِهِ يُطْمَعُ
سِوايَ فِي سَلْوَتِهِ يُطْمَعُ / فَعَنِّفُوا إِنْ شِئْتُمُ أَو دَعُوا
أَوْضَحْتُمُ الرُّشْدَ فَمَنْ يَهْتَدي / وَقُلْتُمُ الحَقَّ فَمَنْ يَسْمَعُ
بي ضَيِّقُ العَيْنِ وَإنْ أَطْنَبُوا / فِي الأَعْيُنِ النُّجْلِ وَإنَ أَوْسَعُوا
الليْلُ مِنْ شَعْرَتِهِ مُسْبَلُ / وَالشَّمْسُ مِنْ طَلْعَتِهِ تَطْلِعُ
فِي قُنْدُسِ الْكُمَّةِ مِنْ وَجْهِهِ / لي شاغِلٌ عَمَّا حَوَى الْبُرْقُعُ
تَزْرَعُ عَيْنايَ عَلَى خدِّهِ / وَرْداً وَلاَ أجْنِي الَّذي أزْرَعُ
جَنَتْ بِهِ عَيْنِي فَإِنْسَانُها / مُسَلْسَلٌ أغْلاَلُهُ الأدْمُعُ
فِي خَدِّهِ مِن صُدْغِهِ عَقْرَبٌ / دِرْياقُها الرِّيقُ فَما تَلْسَعُ
كَيْفَ احْتِيالي فِيهِ مُسْتَيْقِظاً / وَدُونَهُ سُمْرُ الْقَنا الشُّرَّعُ
وَكَيْفَ أرْجو وَصْلَهُ فِي الكَرَى / وَالْعَيْنُ لا تَغْفُو وَلا تَهْجَعُ
مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَما لي سِوى / مَنْ يَمْنَعُ اَلجَارَ وَلا يُمْنَعُ
المَلِكُ الأَشْرَفُ شاهَ ارْمَنٍ / مُظَفَّرُ الدّينِ الفَتى الأَرْوَعُ
إِنْ غاضَ مَاءُ الرِّزْقِ موسى وَإِنْ / تَغْرُبُ شَمْسِي إِنَّهُ يوشَعُ
لَهُ يَدٌ ظاهِرُها كَعْبَةُ / وَفِي نَدَى باطِنِها مَشْرَعُ
بَيْضاءُ فِي السَّلْمِ وَلكنها / حَمْراءُ إِذْ سِنُّ القَنا تَقْرَعُ
إِذْا دَجا النَّقْعُ وَصَلَّتْ بِهِ / بِيضٌ سُجُودٌ وَقَنَا رُكَّعُ
شامَ حُساماً وَامْتَطَى أَشْقَراً / فَأَيُّ بَرْقَيْهِ بِهِ أُسْرَعُ
طِرْفٌ مِنَ الصُّبْحِ لَهُ غُرَّةٌ / وَمِن رياحٍ أَرْبِعٍ أَرْبَعُ
فِي جَحْفَلٍ يُحْمَدُ يَوْمَ الْوَغَى / فِي جَمْعِهِ تَفْرِيقً ما يَجْمَعُ
بَحْرُ حَديدٍ مَوْجُ أَطْلاَئِهِ / يُزْبِدُ بِيضاً وَقَناً يَلْمَعُ
مَلْكٌ لَهُ الأمْلاَكُ مِنْ رَهْبِةٍ / وَرَغْبِةٍ أَعْناقُها خُضَّعُ
تُخيفُها السًّطْوًةُ مِنْ بَأسِهِ / لكِنَّها فِي جُودِهِ تَطْمَعُ
لا تَرْتَضي هِمَّتُهُ غايَةً / مِن رُتَبِ المِجْدِ وَلا تَقْنَعُ
مُبْتَكِرٌ لِلْمَجْدِ مُدَّاحُهُ / تَبْتَكِرُ الْمَدْحَ الّذي تَصْنَعُ
تَنَزَّهَتْ أَفْعالُهُ فَهْوَ عَنْ / ما يُمْدَحُ النَّاسُ بِهِ أَرْفَعُ
مَحاسِنُ طَرْفُ الّذي رامَها / لَهُ حَسيراً خائِباً يَرْجِعُ
ما زَنْدَهُ وَارٍ بَلى زَنْدُهُ / عَنْ نَيْلِ أدْنى فَضْلِهِ أقْطَعُ
يا بنَ الّذي لَو كادَهُ تُبَّعٌ / لَكانَ كالْعَبْدِ لَهُ يَتْبَعُ
كَفاهُ فَخْراً أنْ تَكونَ ابنَهُ / وَأنْتَ فِي أوْلادِهِ إِنْ دُعوا
بَقيتَ لِلإسْلامِ ما غَرَّدَتْ / قُمْرِيَّةٌ فِي دَوْحِها تَسْجَعُ
هذا اللِّوَى وَالحَيُّ مِنْ أَمامِهِ
هذا اللِّوَى وَالحَيُّ مِنْ أَمامِهِ / قَدْ خَفَقَ البَرْقُ عَلى أَعْلامِهِ
وَهَذِهِ مَرابِعُ السِّرْبِ الَّذِي / تَخَوَّفَ الآسادُ مِنْ آرامِهِ
مِنْ كُلِّ وَسْنانِ العُيونِ لَمْ يَزَلْ / يَحْجُبُ جَفْنَ الصَّبِّ عَنْ مَنامِهِ
يُرِيْكَ وَجْهاً وَثَنايا لُمَّعاً / وَقَامَةً تَهْتَزُّ فِي الْتِزامِهِ
كَالبَدْرِ فِي تَمامِهِ وَالدُّرِّ فِي / نِظامِهِ وَالغُصْنِ فِي قَوامِهِ
تَكاثَرَ اللَّثْمُ عَلى خُدُودِهِ / فَاعْتاضَ مِنْ لَثْمِيَ عَن لِثامِهِ
وَمَرَّ يُخْفِي خَدَّهُ بِكُمِّهِ / فَقُلْتُ هَذا الوَرْدُ فِي أَكْمامِهِ
كَمْ لَيْلَةٍ وَصَلْتُها بِشَعْرِهِ / فَلَمْ أَخَفْ صُبْحاً سِوَى ابْتِسامِهِ
تَنُوبُ لِي خَدَّاهُ عَنْ صَباحِهِ / وَرِيْقُهُ العاطِرُ عَنْ مُدامِهِ
فَلَيسَ لِلْقَلْبِ خَدِيْنٌ غَيْرَهُ / وَلَيسَ لِلدِّيْنِ سِوَى حُسامِهِ
عَلِيٌّ الحَاجِبُ لا أَمْوالَهُ / وَقامِعُ المُفْسِدِ بِانْتِقامِهِ
كَالْغَيْثِ طَوْراً مُبْرِقاً وَمُرْعِداً / وَمَاؤُهُ لأَمَلِ انْسِجامِهِ
حامِلُ عِبءِ المُلْكِ لا يَؤُودُهُ / وَطبُّهُ المُبْرِئُ مِنْ سَقامِهِ
وَلَمْ يَزَلْ فِي سَلْمِهِ وَحَرْبِهِ / مُؤَيَّدَ الآراءِ بِاهُتِمامِهِ
فُكُفْرُ زَمَّارَ عَلى طِعانِهِ / وَقْفٌ وَحَرَّانُ عَلى طَعامِهِ
يَومَ انْثَنَى أَتابِكٌ هَزِيمَةً / مِنْكَ يَرى سَيْفَكَ فِي أَحْلامِهِ
جَمَعْتَ بِالرَّأيِ قُلوباً مُزِّقَتْ / عَلَيْهِ فَاسْتَعْصَمَ بِانْهِزامِهِ
مَواقِفٌ مَشْكورَةٌ مَشْهورةٌ / جَرى بِهَا المُلْكُ عَلى انْتِظامِهِ
ما المَلِكُ الأَشْرَفُ إِلا راشِقٌ / رَماهُ بالأَصَلَبِ مِن سِهَامِهِ
أَشْكو إِلَيْكَ الدَّهْرَ يا مَنْ يَدُهُ / مالِكَةٌ لِلْفَضْلِ مِنْ زِمامِهِ
وَسائِلٍ عَنْ حالَتِي أَجَبْتُهُ / لا يُسْأَلُ النَّائِمُ عَنْ مَنامِهِ
أَنا بِمَيَّا فَارِقيْنَ مِثْلَمَا / أَقِيْلُ فِي حَرَّانَ فِي إِنْعامِهِ
بَقِيْتَ ما غَنَّى حَمامُ أَيْكَةٍ / فِي غَلَسِ الصُّبْحِ وَفِي ظَلامِهِ
تَبّأ لِحُمَّاكَ الَتي
تَبّأ لِحُمَّاكَ الَتي / كَسَتْ فُؤَادِي وَلَهَا
هَلْ سَأَلَتْكَ حاجَةً / فَأْنَت تَهْتَزُّ لَهَا
يا طَيْفُ يا أكْرَمَ طَيفٍ قَد طَرَقْ
يا طَيْفُ يا أكْرَمَ طَيفٍ قَد طَرَقْ / لِمِثْلِهِ تُعْقَدُ أَجْفانُ الحَدَقْ
تَراكَضَتْ خَيْلُ دُموعِي وَدَمِي / فِي حَلْبَةِ الخَدِّ فَلِلْحُمْرِ السَّبَقْ
جُدْتَ فَلَولا أَنْ أَراكَ زائِراً / مَا عُتِقَتْ عَيْنِيَ مِن رِقِّ الأرَقْ
هَلْ مِن سَبِيلٍ أَنْ أُرَوِّي عَطَشِي / مِنْ بَرَدِ الثَّغْرِ الَّذِي قَدِ اتَّسَقْ
مُهَفْهَفٌ جَبِينُهُ وَشَعْرُهُ / يَنْتَسِبانِ لِلصَّباحِ وَالغَسَقْ
خُضْرَةُ خّدَّيْهِ رَبِيعُ ناظِرِي / كالغُصْنِ فِي أَوَّلِ إِخْرَاجِ الوَرَقْ
حُلْوُ اللَّمَى يَميلُ مِنْ خَمْرِ الصِّبَى / طُوبَى لِمَنْ قبَّلَهُ أَوِ اعْتَنَقْ
حَذارِ مِنْ جَمْرَةِ خَدَّيْهِ فَقَدْ / تَجاسَرَ الخالُ عَلَيهِ فَاحْتَرَقْ
يا أَيُّها العَاذِلُ ما لِي سَلْوَةٌ / عَنهُ وَلاَ حُبِّي لَهُ كَما اتَّفَقْ
دَعِ الفُؤَادَ عِنْدَ ذِكْرِ حُبِّهِ / يَخْفِقُ فَالعُذْرُ لَهُ إِذَا خَفَقْ
ما كُنْتَ يا طِيبَ زَمانِ وَصْلِهِ / مِن دَوْلَةِ الصَّاحِبِ إِلا مُسْتَرَقْ
لَمَاكَ وَالخَدُّ النَّضِرْ
لَمَاكَ وَالخَدُّ النَّضِرْ / ماءُ الحَياةِ وَالخَصِرْ
أَخَذْتَنِي يا تارِكِيْ / أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرْ
أَحلْتَ سُلْوانِي عَلى / ضامِنِ قَلْبٍ مُنْكَسِرْ
وَنِمْتَ عَن ذِي أَرَقٍ / إِذْا غَفا النَّجْمُ سَهِرْ
وَماءُ عَيْنَيَّ التَقَى / لا بَرِحَتْ عَلى قَدَرْ
ما نُصِبَتْ أَشْراكُ أَلْ / حاظِكَ إِلاَّ لِلْحَذِرْ
قَلْبِي عَلى التُّرْكِ بِه / ذَا البَدَوِيِّ يَفْتَخِرْ
وَلِيُّ عَهْدِ البَدْرِ إِنْ / غابَ فَإِنِّي مُنْتَظِرْ
خَلَعْتُ إِذْ بايَعْتُهُ / عِذَارَ مَن لا يَعْتَذِرْ
عُقّدَةُ قافٍ صُدْغُهُ / تَحُلُّ عِقْدَ المُصْطَبِرْ
فِي خَلْقِهِ وَخُلْقِهِ / طَبْعُ الغَزالِ وَالنَّمِرْ
تَرْعاهُ أَحْداقُ القَنَا / فَكَيْفَما سَارَ تَسِرْ
إِنَّ طَرِيقَ نَاظِري / إِلَى مُحَيَّاهُ خَطِرْ
وَحَقِّ مَن بَدَّلَ نَومِي بِالسَّهَرْ
وَحَقِّ مَن بَدَّلَ نَومِي بِالسَّهَرْ / وَعَذَّبَ القَلْبَ بِأَنْوَاعِ الفِكَرْ
وَأَسْقَمَ الجَفْنَ بِسُقْمِ جَفْنِهِ / وَأَسْهَرَ الطَّرْفَ وَلِلْقَلْبِ أَسَرْ
ما خِلْتُ ذاكَ الوَجْهَ لمَّا أَنْ بَدا / فِي جُنْحِ لَيْلِ شَعْرِهِ إِلاَّ قَمَرْ
وَهْوَ فَما ظَنَّ دُموعَ مُقْلَتِي / بِما جَرَى مِن فَيْضِها إِلاَّ مَطَرْ
أَحْوَرُ وَالفُتور حَشْوُ جَفْنِهِ / يا حَبَّذا ذَاكَ الفُتورُ وَالحَوَرْ
مَرَّ بِنا يَخْطُرُ فِي مَشْيَتِهِ / وَالقَلْبُ مِن خَطْرَتِهِ عَلى خَطَرْ
هَزَّ لَنا مِن قَدِّهِ رُمْحاً وَمِن / أَلْحاظِهِ يا عَاذِلي سَيْفاً شَهَرْ
مُخالِفٌ إِنْ قُلْتُ دَعْ زيارَتِي / زارَ وَإِنْ قُلْتُ لَهُ صِلْني هَجَرْ
وَاللَّهِ ما عاتَبْتُهُ إِلاَّ وَفَى / وَلا وَفَيْتُ عَهْدَهُ إِلا غَدَرْ
ظَبْيٌ يُخالُ البَرْقُ مِن بَرِيقِهِ
ظَبْيٌ يُخالُ البَرْقُ مِن بَرِيقِهِ / غَنِيْتُ عَنْ إبْرِيقِهِ بِريقِهِ
وَلَمْ أَزَلْ أَشْرَبُ مِنْ رَحيقِهِ / حَتَّى سَقَيْتُ القَلْبَ مِن حَريقِهِ
كَم غَرَضٍ فِيهِ لِلَحْظٍ رَشّاقْ
كَم غَرَضٍ فِيهِ لِلَحْظٍ رَشّاقْ / يَجْرَحُهُ وَهْوَ جَرِيحُ الآماقْ
حَظِّيَ َبْعَد بُعْدِها وَالإحْراقْ / طَوِيلُ هَجْرٍ وَهَجيرُ أَشْواقْ
ذاتُ ذُوْاباتٍ وَثَغْرٍ بَرَّاقْ / أَبْيَضُهُ لِأَسْوَدَيْها دِرياقْ
لَو نُقِلَ الخاتَمُ وُهْوُ سَفّاْق / مِن خِنْصَرِي لِخَصْرِها لَما ضاقْ
لِلقَلْبِ أَسْرٌ وَالدُّموعِ إطْلاقْ / فِي حُبِّها فَالدَّمْعُ جارٍ سَبّاقْ
وَرَوْضَةٍ أَبْدَعَ فِيها الخَلاّقْ / لِحُسْنِ مَرْأىً وَبِطيبِ اسْتِنْشاقْ
تَبْسِمُ عَن دَمْعِ غَرامِ رِقْراقْ / رُصِّعَ كالجَوْهَرِ فَوْقَ الأَوْراقْ
حَكَى عَلى الأَغْصانِ دُرّاً مُتَلاقْ / أَوْ مِنَنَ الفاضِلِ فَوْقَ الأَعْناقْ
لَهُ يَدٌ قَد قابَلَتْ باسْتِحَقاقْ / بِقَبْضِ أَرْواحٍ وَبَسْطِ أَرْزاقْ
كَمْ صَرَفَ العامِلَ حَرْفٌ قَد فاقْ / فَوَعْدُهُ لَلْخَطْبِ مِنْهُ إشْفاقْ
دَوْحَةُ أَفْضالٍ تَفُوقُ الآفاقْ / زَكَتْ فُرُوعاً ثُمَّ طابَتْ أَعْراقْ
لِلبشْرِ فِي مَرآهُ لَمْعٌ بَرّاقْ / يُوْلِي مَنِ اسْتَسْقَى وَلِيّاً غيْدَاقْ
قَلَّدَنِي بِيضَ الأَيَادِي أَطْواقْ / أما تَرَى سَجْعِيَ بَيْنَ الأَوْراقْ
أَقامَ لِلَّذَّةِ فِينا أَسْواقْ / يُرْدِفُها مِن سِرِّ قَلْبٍ إِشْراقْ
إِنِّي وَإِنْ حَذَوْتُ حَذْوَ الحُذّاقْ / مُقَصِّرٌ لِصيغَةِ الإسْتِغْراقْ
هَلْ يَلْحَقُ النِّجْمَ العَلَّيِ لَحّاقْ / أَو قلَّةٌ مِثْلَ خِضَمٍّ دَفّاقْ
هُنِّئْتَ عاماً قَدْ أَتاكَ يَشْتاقْ / تُفْنِي أُلُوفاً مِنْهُ فِي عِزٍّ باقْ
واقِفَةٌ بِلا تَعَبْ
واقِفَةٌ بِلا تَعَبْ / تَشْكُو مِنَ الصَّبِّ لَهَبْ
كَأَنَّها فِي حُسْنِها / وَقَدْ أَتَيْنَ بِالْعَجَبْ
فَوّارَةٌ مِن فِضَّةٍ / تَمُجُّ ماءً مِنْ ذَهَبْ