المجموع : 21
قد لفَّها الليلُ بمدلاج الليلْ
قد لفَّها الليلُ بمدلاج الليلْ / ألَفَّ هفْهافِ الإزار والذيل
ليس بِرعديدٍ ولا بزُمَّيلْ / جلْد السرى مُعودٍ طرد الخيل
إلى الكمال الدَّارمي ذي النِّيلْ / إلى الغمام المُعْتفى ليْث الغيلْ
نماهُ للعلياء قَيْلٌ عن قَيْلْ / يغنيه لفح الحر عن شرب القيْل
كأنما عطاؤه مَدُّ السَّيلْ /
مشمِّرٌ للهولِ غيرُ زُمَّلِ
مشمِّرٌ للهولِ غيرُ زُمَّلِ / ينظرُ من لحظِ قطامٍ أجْدلِ
ثبْتٌ وماضي عزمهِ كالُمنْصلِ / تخالُ في بُرديه حين تَبْتلي
زُعازعَ الريح وركْني يذبُلِ / غَمْرُ الرِّداءِ للمُسيفِ المرمل
يُفاخر السُّحب بصوب الأنملِ / يحمدهُ ضيفُ الجديب المُمحل
وخائفٌ ليس له من موْئلِ / من خوفهِ وضُرِّه في أفْكلِ
أسلمهُ كل مُطاعٍ عَبْهَلِ / حتى اذا أظْلَمَ ليلُ القَسْطلِ
وأطلعَ الروعُ نجوم الذُّبَّلِ / وأوسع العسَّالُ رزق العُسَّلِ
واشْتبه الهامُ بمُلْقى الجَندلِ / جاء الوزير في الرَّعيل الأول
تاجُ الملوكِ ذو المقامِ الأفضلِ / يحمي حمى الليث صغار الأشبل
يُثْبتُ كل صارمٍ في مقتلِ / اِثباته الصَّواب عند المُشكلِ
تلقاهُ في ركوبهِ والمنْزلِ / صدر النَّديِّ ومُشارُ الجحْفل
فهنِّي الدهرُ به من مُفْضِلِ / في رَجبٍ وكل شهرِ مُقبلِ
هُنيت يابْن السادة الغُر النُّبلْ
هُنيت يابْن السادة الغُر النُّبلْ / غِنى المعاديم وأبطال الوهَلْ
الكاشفين الخطب والخطبُ جلل / والماطرين الجوْدَ اِذ عزَّ السَّبل
بالشهر والعام واِدراك الأملْ / من عاجلٍ تبغي وأنت مُقْتبلْ
أنت بهاءُ الدين والسامي المَحلْ / تعصي إِلى المعروف والجود العذل
وتخجل الغيث اذا الغيثُ هطلْ / وتحفظُ العهد اذا النِّكس نكلْ
باسلُ قرضابٍ اذا هُزَّ قَصلْ / حلمك طْودٌ ذو قِنانٍ وقلُلْ
فضلُك جيّاشُ العُبابِ ذو زجلْ /
ليس بمِحْجام اذا النَّقع ادْلَهمْ
ليس بمِحْجام اذا النَّقع ادْلَهمْ / وخامَ مْدامُ الكَماةِ وانْهزمْ
وانْأطر الرُّمحُ القويمُ وانحطم / واعْتاضت البيضُ غموداً من قممْ
يهزم كبَّات الخطوب اِنْ عَزمْ / هزْمَ المغاويرِ أقاطيعَ النَّعَمْ
رحبُ نواحي الصدر مأمون السأم / حى اذا ما أخمد القرُّ الضَّرم
ويمَّمَ النَّابحُ كسْراً فهجمْ / واعتصمت كومُ النِّياقِ بالعِصمْ
بذي أواخٍ وطِرافٍ منْ ادَمْ / وبات راعي الذود مأسور الرَّهم
لا سائلاً عن فالجٍ ولا أحَمْ / هدى سناهُ الطَّارقين عن أمَمْ
وبدَّلَ الرَّهْبةَ دِفءً وكَرمْ / خيرُ وزيرٍ سَحَّ معروفاً وَدَمْ
وأحْرَزَ المَجْدَ بسيفٍ وقلمْ /
اذا اطَّباها الناضِرُ الحَزْنيُّ
اذا اطَّباها الناضِرُ الحَزْنيُّ / قد جادَهُ الوسْميُّ والوَليُّ
يأرَجُ منه الصُّبْحُ والعَشيُّ / مْنبتهُ الرِّمْثَةُ والنَّصيُّ
طوتْهُ حتى وخْدُها رِيحِيُّ / إِلى مُناخٍ عيْشُه مَرِيٌّ
يمنحُه أبْلَجُ زَيْنبيُّ / مُطهَّرُ الأعْراقِ هاشميُّ
أغْلَبُ مَنَّاعُ الحمى أبيُّ / مُشيَّعُ الفؤاد شَمَّريُّ
يحْمَدهُ القريبُ والقَصيُّ / والحربُ والخَلْوةُ والنَّديُّ
مُستيقظُ العَزْمةِ ألْمَعيُّ / فعاشَ مجموعَ العُلى عليُّ
يُصيبُ منه المُسْنتُ المحرومُ
يُصيبُ منه المُسْنتُ المحرومُ / وبْلاً اذا أخْلَفتِ النُّجومُ
يُسَرُّ اِذْ يَشيمهُ العَديمُ / كأنما أنْملُهُ غُيومُ
ثَبْت اذا ما خَفَّتِ الحُلومُ / ماضٍ اذا ما اشْتجَر الخصومُ
حامٍ اذا ما أسْلِمَ الحَريمُ / نِجارهُ اللُّبابُ والصَّميمُ
ومجدهُ الحديثُ والقَديمُ / يحمدهُ الظَّاعنُ والمُقيمُ
والضَّيفُ والمُسْتنجد المَضيمُ / لا نَزِقُ النَّفْسِ ولا سَؤومُ
ولا مَلولُ الوِدِّ لا يَدومُ / أبلجُ اذْ وجْهُ الرَّدى شَتيمُ
هو الوزيرُ الزَّاهِدُ الرَّحيمُ / حَديثهُ وعِرْضهُ الكريمُ
كأنه الرَّوضةُ والنَّسيمُ /
اذا الجيادُ مَدَّتِ الأعِنهْ
اذا الجيادُ مَدَّتِ الأعِنهْ /
وبَذَّتِ الخيلَ لسَبْقِهنَّ /
غَدا عليٌّ العُلى بِهِنَّ /
صاحبَ كلِّ مِنْحَةٍ ومِنَّهْ /
الزَّيْنبيُّ ذو النُّهى والفِطْنَهْ /
وخائفٍ جَمِّ الحِذارِ مُرْملِ
وخائفٍ جَمِّ الحِذارِ مُرْملِ /
أشعثَ عجلانَ صدوفِ المَنْهلِ /
ينغْضُه الخوفُ كنغض أفْكلِ /
سرى بشفَّانِ ظلامٍ شَمْأَلِ /
يَخْبطُ في أثْباج ليلٍ أرْيَلِ /
أناخَ منك بالنَّصيرِ المُضِلِ /
باتَ بين يابسٍ ومُخْضِلِ /
من شِدَّةِ الباس وبينِ المَنْزلِ /
بِحَرمٍ من الأذى بمعْزلِ /
وكرَمٍ بالعُدْمِ لم يُعَلَّلِ /
عند ربيعٍ خَضِلٍ وجَحْفَلِ /
عند الوزير شرفِ الدينِ عَلي /
عند الجَوادِ والهُمامِ والبَطَلِ /
مَن هو مِن حِلمٍ وعزمٍ مقصلٍ /
ما بين طَوْدٍ أيْهَمٍ ومُنْصُلِ /
الباذلُ الجودَ وانْ لم يُسألِ /
والحامِلُ الغُرْمَ اذا لم يُحْمل /
نِعْمَ مُناخِ ولخاشئفِ المُؤمِّلِ /
لِعَقْرِ أعْداءٍ وعَقْرِ بُزَّلِ /
للهِ ما أكرمَها مطيَّا
للهِ ما أكرمَها مطيَّا /
حملنَ جلْدَ القلبِ درامِيَّا /
مُشَمِّراً للهوْلِ شَمَّريَّا /
يحْضُنُ بحراً من دجى لُجيَّا /
حتى وصلْنَ بالسُّرى عَليَّا /
أبْلجَ سمح الكفِّ هاشميَّا /
نَشْوانَ في الثَّناءِ أرْيحيَّا /
سهلَ القياد مُصْعَباً أبِيَّا /
يقظانَ في المُشْكلِ لوذعيَّا /
يفِلُّ مِنْ عزْمتهِ الهِنْديَّا /
يدقُّ من آرائهِ الخّطِّيَّا /
تلْقاهُ خِرقاً في النَّدى كميَّا /
اذا السَّحابُ أخْلفَ الظَّميَّا /
كان لنا الوسْميَّ والوليَّا /
اذا دَعاها الروضُ واطَّباها
اذا دَعاها الروضُ واطَّباها / واشْتاقها الوِرْدُ على صَداها
وخَلَطَتْ بِقاعِها رُباها / ولم يُرَمْ لِحَثِّها حُداها
وشَفَّها الذَّميلُ وانْتضاها / فلا تَلوماها على شَقاها
حيثُ أَبو القاسِمِ مُبْتغاها / أبلَجُ للعلياءِ في ذُراها
اذا دَنا لِفاقةٍ أغْناها / وانْ بَدا لِكُرْبَةٍ جَلاها
طَبٌّ بعَقْر النِّيب في ممساها / وبالجيادِ الجُرْدِ في ضُحاها
تحسُدهُ الحُفَّلُ في نَداها / فبلغَ الوزيرُ منتهاها
أشكو إليكَ نهضةً سَريعهْ
أشكو إليكَ نهضةً سَريعهْ / مُؤلمةً لمُهجتي وجيعَهْ
كلَّفها ذو النَّجْدةِ السَّريعَهْ / والحزمُ كل الحزم أن أُطيعهْ
وحالتي مُغْبَرَّةٌ شَنيعَهْ / بين أُناسٍ كسَرابِ قيعَهْ
فارْعَ مَقالي لا تكُنْ مُضيعَهْ /
أحببتُهُ غَمْر الرِّداءِ والشِّيَمْ
أحببتُهُ غَمْر الرِّداءِ والشِّيَمْ / شهماً يَفِرُّ القِرْن منه والعدَمْ
من رائعِ البأسِ وفيَّاض الكرَمْ / طوْداً من الصَّبْر إذا الخطب ألَم
وصارماً ذا شُطَبٍ إذا عَزَمْ / طَبَاً بضرْب الدارعين في القِمَم
حتى إذا الجوُّ من المحْلِ قَتَمْ / واحْلوْلكتْ غُبرته حتى ادْلهم
وأصبح القِشْعُ شتيتاً مُقْتَسمْ / مُفرَّقاً مثلَ أقاطيعِ الغَنَمْ
لا بَلَلٌ من جَوْنِهِ ولا رَذَمْ / أغْنى الوزيرُ الصدر عن صوب الديم
وجادَ أغْماضَ الرجال والأكَمْ / بالوابل الغَيْداقِ من صوب النِّعَمْ
فأصبح المُسنتُ في غمرٍ خِضمْ / يرْهبُهث الفقر وتخشاهُ الإِزَمْ
أموالُه الدَّثرُ الكثيرُ لا الصَّرَم / منْ تامِكٍ وذي سنامينِ أحَمْ
تاجُ الملوكِ والملاذُ المُعْتصَمْ / مشَمِّرٌ يزْجُر أسْطار القلمْ
زَجْرَ المراسيلِ بسوَّاقٍ حُطَم / أو نَقدٍ تُعْلى بعُجرٍ من سَلَمْ
فدسْتُهُ مثل وَغاهُ في البُهَمْ / يُلْحقُ أحياءَ الكُفاةِ بالرِّمَمْ
فالكلُّ صرْعى من حجاهُ والفَهَمْ / عاش مُطاعاً ما هدى السَّفْر علَمْ
أمْدحُه أبْلَجَ كالنَّهارِ
أمْدحُه أبْلَجَ كالنَّهارِ / غمْرَ السَّجايا سالماً منْ عارِ
يجْلو دُجى القَتامِ والغُبارِ / ما بينَ حامٍ باسلٍ وقارِ
طَبَاً بقَتْلِ المَحْلِ والجَبَّار / قد بَليا من فضلهِ المُشارِ
بمِدْرَهٍ سَميْذَعٍ كَرَّارِ / سُيوفُهُ في المحْلِ والغِمارِ
جَزَّارَةُ الأبْطالِ والعِشارِ / جوادُ مجْدٍ دائِمُ الإِحْضار
يَجُلُّ عن بُهْرٍ وعن عِثارِ / إذا احْتبى فالطَّوْدُ في الوَقار
وإن غزا فهو الهِزبرُ الضاري / أغْلب ماضي العزْم من نِزارِ
ثُمَّ تَميمٍ مَعْدِنِ الفَخارِ / المانِعينَ شَرَفَ الذِّمارِ
المُدْركينَ قاصياتِ الثَّارِ / والمُنْهِبي حَوافِرِ الجَرَّارِ
صَوامِلَ الأرْضينَ كالخَبارِ / لا يكْسعونَ الشَّوْلَ بالأغْبار
ولا ينامونَ عن الأوْتارِ / ضُيَّافُهُمُ لكَثْرةِ المَزارِ
غنيَّةٌ عن نابِحٍ ونارِ / تاجُ المُلوك مُخْدِلُ البحار
والسُّحْبِ إذْ تجودُ بالقطارِ / والسَّيْفِ إذْ يَصولُ بالغِرار
مُخْتارُ مهديِّ الورى المُختار / حاطِمُ عِيدانِ القَنا الخُطَّارِ
برأيهِ والمِزْرَرِ الصَّرَّارِ / وزيرُ مَجْدٍ مُحْمدُ الآثارِ
إذا كُفاةُ المُدْنِ والأمْصارِ / أسْدُ الدَّواوين أولو الأخطار
جارَوْهُ عند القول في مضمارِ / أوْرَدَهُمْ ورْداً بلا إصْدارِ
حديثُهُ في الناسِ كالعِطارِ / أو كَنسيم الرَّوض ذي العَرار
أخْلاقُهُ كَرِقَّةِ المِسْطارِ / أو سَلْسلٍ على دَميثٍ جارِ
فعاشَ أعْماراً على أعْمارِ / مُهَنَّأً بالصَّوْمِ والإِفْطارِ
تَضيقُ عن مِدْحتهِ أشْعاري / فأوسِعُ الدَّعاءَ بالأسْحارِ
حُيِّيتَ يا فارس ليلِ القسطلِ
حُيِّيتَ يا فارس ليلِ القسطلِ / وصدْرَ كلِّ معْركٍ ومحْفِلِ
مُهَنَّأً بكُلِّ عامٍ مُقْبِلِ / سامي عِمادِ البيت رحْبَ المنزلِ
مُؤمَّلَ النُّعْمى كريمَ النُّزَّلِ / تحْمي وتقْري بالنَّدى والمُنصُل
في الحرب والجدب الشنيع المُمْحل / فأنتَ للخائف خيرُ مَوْئِلِ
ونِعْمَ مأوى مُسنتٍ ومُرْمِل / تُمطر أكْماعَ المُروتِ العُطَّلِ
بعارضٍ من البنانِ مُسْبِلِ / وتصْرعُ الخصمينِ غيرَ مُؤتَل
شهمَ الكُفاةِ وكُماةِ الجحفَل / ما بين فصْلٍ مُفْحمٍ وفيْصَلِ
حتى إذا أخْلف نوْءُ الأعْزَلِ / وماتَ صوتُ الرَّاعِد المُجلجِل
وماتتِ الرِّيحُ صليبَ الأكْحل / وأشْبهتْ مُطْلَقةٌ بمُغْزِلِ
للمحلِ حتى المِصْر مثل الهوجل / وأصْبح المُتْرَفُ في التَّذَلُّلِ
بعد نَضيدِ الجفْنةِ المُسغْبِلِ / يَوَدُّ سَفّاً من هَبيدِ الحنْظَل
أغْنى الوزيرُ بادِئاً لم يُسْألِ / عن كَرمِ المُزْن وجَوْدِ الحُفَّل
تاجُ المُلوكِ ذو المقامِ الأفْضلِ / سَرَّ تَميماً كل قَيْلٍ عَبْهَلِ
وكلَّ جَيَّاشِ وَغىً ومِرْجَل / ناجمةٌ منْ مَجْدكَ المُؤَثَّلِ
أحْيَتْ دَريساتِ الفَخارِ الأوَّلِ /
هامي النَّوالِ في السنينِ الغُبْر
هامي النَّوالِ في السنينِ الغُبْر / إذا السَّماءُ بَخِلَتْ بالقَطْرِ
سَنى مُحيَّاهُ كضوْءِ الفجْرِ / يجودُ قبلَ جُودِهِ بالبِشْرِ
ثِمالُ خيْرٍ وثَفالُ شَرِّ / عادتُهُ وشْكُ القِرى والنَّصْر
أغْلَبُ يمْطو بالخميس المجْرِ / بمُرْهفاتٍ من حِجاً وبُتْرِ
آمَنُ ما يكونُ عند الذُّعْرِ / تاجُ الملوكِ ذو العُلى والفَخْرِ
مُهَنَّدٌ عَضْبٌ بكفِّ ذِمْرِ / يَقُدُّ ما يُصِيبُهُ ويَفْري
لا يَضْرِبُ الأعْداءَ غيَ هَبْرِ / لا يأخُذُ الآرابَ غيرَ قَهْرِ
لا يبذُلُ المعروفَ غيرَ غَمْرِ / أعومُ من أوصافِهِ في بحْرِ
فأبْتَني مديحَهُ منْ دُرِّ / قَلائِداً مثل النُّجومِ الزُّهْرِ
فهو مُقيمٌ والثَّناءُ يَسْري / عاشَ مدى الدهر مُطاعَ الأمْرِ
مُهَنَّأً بعيدِهِ والعَشْرِ /
يُقْدِمُ إِقْدامَ الأتيِّ المُفْعَمِ
يُقْدِمُ إِقْدامَ الأتيِّ المُفْعَمِ / أو سابقٍ يوم الرهان مِرْجَمِ
إلى طِعَانِ الفارسِ المُسْتَلْئمِ / والضَّرْب في رأس الكميِّ المُعلَم
وهو من الأناةِ والتَّلَوُّمِ / في السَّلْم للجاني وللمستسلِمِ
يُربي على الطَّود المُنيف الأيْهَم / ببذلِ غمْرٍ وسيْفٍ مِخْذمِ
أغَرُّ يجْلو كلَّ خطْبٍ مُظلِم / بمُحْصدٍ منْ رأيهِ ومُبْرَمِ
إِن أضرمت نار وغىً لم يُحْجم / أوْ عَنَّ عارٌ مُوبِقٌ لم يُقْدِم
وافٍ إذا واددتهُ لم يصْرِمِ / ومقْسِطٌ إذا قضى لم يَظْلِمِ
أحمد مختارُ الإمامِ الأعْظَمِ / تاجُ المُلوكِ ذو المقامِ الأكْرَمِ
وشَرف الدين الجَزيل الأنْعُمِ /
مُطهَّرُ النَجْرِ كريمُ المَسْعى
مُطهَّرُ النَجْرِ كريمُ المَسْعى / قد طابَ أصلاً زاكياً وفَرْعا
يفْضُل غَرْب المَشْرفيِّ قطْعا / والعارضَ الجَوْنَ المُسفَّ نفعا
ليلتُهُ وصُبْحُه إذْ يَدْعى / تُعْلى دُخاناً ساطعاً ونَقْعا
وتْرُ عُلاً يُعطي النَّوالَ شفعا / حتى إذا الأزْمةُ جاءتْ شَنْعا
تُذيبُ نَحْضاً وتُضيعُ كَسْعا / وأوسَعَتْ كُلَّ سليمٍ شَكْعا
وقعْقعَ القَرُّ الشَّديدُ القَشْعا / وكَذَب البرْقُ اللَّموعُ لَمْعا
فأصبحت خُضْر الرياض سُفْعا / وأشْبِهَتْ مُوبِرَةٌ بِقَرْعا
تعْدَمُ حَمْضاً وتَرومُ سَلْعا / فلم تجدْ غيرَ الصَّعيدِ مَرْعى
قادَ الغِنى للمُسنِتين شِبْعا / سَحّاً تميميّاً ودَسْعاً دَسْعا
لا يُمْترى عَصْباً ولكنْ طَبْعا / فأنْبَت المَرْتَ النَّدى والجَرْعا
مِنْ بارِضٍ ونَفَلٍ وصَمْعا / وزيرُ خيرٍ للثَّناءِ يَسْعى
وجاعِلٌ تَقْوى الإِلهِ دِرْعا / تاجُ ملوك الأرض طُرّاً جَمْعا
فعاشَ ما صَاحبَ قلْبٌ سَمْعا /
تُنيخُ منه مُعْمَلُ المَطِيِّ
تُنيخُ منه مُعْمَلُ المَطِيِّ / منْ أرْحبيَّاتٍ وأرْحَبيِّ
تَعومُ في بحرِ دُجىً لُجِيِّ / بين سَحيقِ الغورِ والنَّجْديِّ
مَعْروقَةً بالقَرَبِ الخِمْسيِّ / هاجِرَةَ الصَّمْعاءِ والنَّصِيِّ
طامحةً للرَّغَدِ الرِّيفِيِّ / إلى كريم النَّجْرِ خِنْدِفِيِّ
جَمِّ رَمادِ الموْقِدِ الذَّكِيِّ / ضارب رأس البطلِ الكَميِّ
ومُطْعِم الضِّيفانِ بالعَشِيِّ / وسَيِّدِ الهَيْجاءِ والنَّدِيِّ
ومُحْرِزِ المُمَنَّعِ القَصِيِّ / من كلِّ مَجْدٍ فاخِرٍ سَنِيِّ
بيْنَ حُروفِ الخطِّ والخَطِّي / بالبأسِ والعَزْمَةِ والرَّويِّ
إلى أبي جعفرٍ الأبيِّ / إلى الوزيرِ البطلِ السَّخيِّ
أبْلَجُ مثْلُ الكوكبِ الدُّرِيِّ / يجْلو الدُّجى بواضِحٍ مُضيِّ
بَنانُهُ مِنْ جودِهِ الوَبْليِّ / يُغْني عن الوسْميِّ والوَليِّ
فاسْتَبْشَرتْ بشبَعٍ ورِيِّ / وركْبُها بالرَّغَدِ الخُلْدِيِّ
أبْلَجُ ما في بُرْدِهِ مَعابُ
أبْلَجُ ما في بُرْدِهِ مَعابُ / يُكْرمُ منهُ الظَّعْنُ والإِيابُ
دُنُوُّهُ الإِعْشابُ والإخصابُ / وبُعْدُهُ الإِمحالُ والإِجْداب
سَحٌّ إذا ما بخِلَ السَّحابُ / ماضٍ إذا لم يقطعِ القِرْضابُ
قاضٍ إذا ما اخْلَوَّجَ الصَّوابُ / أزْهَرُ لا بُخْلٌ ولا حِجابُ
تحْمَدُهُ الضِّيفانُ والصِّحابُ / إذا دَنا محْلٌ أو احْتِرابُ
شكا ظُباهُ بَطَلٌ ونابُ / تاجُ المُلوكِ البطلُ الغَلاَّبُ
بحْرُ نَوالٍ كُلُّهُ عُبابُ / طوْدُ اِحْتمالٍ لاصَفاً ولابُ
قد أذْعَنَ الأبطالُ والكُتَّابُ / وشَهِدَ المزراقُ والكِتابُ
بأنَّهُ المِقْدامُ لا يَهابُ / وأنَّهُ البَليغُ لا يُعابُ
كَفُّ الوزيرِ أحمدَ الرَّبابُ / ليس لها في جَوْدِها اِغْبابُ
جَمُّ القِرى أوْطانُهُ رِحابُ / يُثْني عليه الرَّكْبُ والرِكابُ
فَغُنْمهُ الثَّناءُ والثَّوابُ /
مُمدَّحٌ غمْرُ الرِّداء والشِّيَمْ
مُمدَّحٌ غمْرُ الرِّداء والشِّيَمْ / إذا حمى أبْدى وإِن جادَ كَتَمْ
شهْمٌ يفِرُّ القرْنُ منه والعدَمْ / منْ رائعِ البأس وفيَّاض الكرَمْ
طوْدٌ من الصَّبر إذا الخطب ألَمْ / وصارِمٌ ذو شُطَبٍ إذا عَزَمْ
طبٌّ بضرب الدَّارعين في القِمَمْ / حتى إذا الجَوُّ من المَحْلِ قَتَمْ
واحلولكتْ غُبرته حتى ادْلهمْ / وأصبح القِشْعُ شتيتاً مُقْتسمْ
مُفرَّقاً مثل أقاطيعِ النَّعَمْ / لا بلَلٌ من جَوْنِه ولا رَذَمْ
أغْنى ندى الصَّاحب عن صوب الديم / وجادَ أغْماضَ الرجال والأكم
بالوابل الغَيْداق من صوب النِّعمْ / لا بلَلٌ من جَوْنِه ولا رَذَمْ
يرْهبُه الفقْرُ وتخْشاهُ الإِزَمْ / منْ تامِكٍ وذي سَنامينِ أحَمْ
أموالهُ الدَّثْر الكثيف لا الصَّرمْ / فهو عِمادُ الدولة الوافي الذِّمَمْ
مجْدُ المُلوكِ والمَلاذِ المُعتصم / إنْ حادثٌ جار وإنْ خطبٌ ألَمْ
عاش مُطاعاً ما هَدى السَّفْر علَم / أيَّامُه في كلِّ ما يبْغي خَدَمْ