القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ نُباتَةَ السَّعْدِيّ الكل
المجموع : 10
يا دهرُ هلْ عاديتَ فيمنْ سادا
يا دهرُ هلْ عاديتَ فيمنْ سادا / مِثلي وهلْ جاورتَ فيمنْ جادَا
إنّا أُناسٌ نَرحَمُ الأمْجادا / أكثرَ من رحمتِنا الحُسّادا
فلْيأتِني وليجْمَع العُبّادا / وليَمْلأ الآكامَ والوِهادا
الرّجْلَ والفُرسانَ والجِيادا / والسمرَ والصوارمَ الحِدادا
تَمنعُ مني السبعةَ الشِّدادا / ليعلمَ العالمُ من أفادا
وأينا لأيِّنا أبادا / ومن غدتْ صروفُهُ تُقادا
قد لبِستْ من بَعدِهِ حِدادا / إنّ سِناني يَعرِفُ الفُؤادا
أَجودُ من عِرفانِهِ الصِّعادا / كما لساني يُحسنِ الجِلادا
أحسنُ من إحْسانِهِ الإنْشادا / لو كانَ سيفاً أكملَ الأغْمادا
فكيفَ عافَ الشَّفتين زَادَا /
احدى دَواهِيْهَا الكُبَرْ
احدى دَواهِيْهَا الكُبَرْ / انْ سنَحتْ هذي الغُمَرْ
بيداءُ تغتالُ البَصَرْ / دليلُها من الحَصَرْ
يَشُمُّ حَوليَ الثَّغَرْ / وَوِرْدُها بلا صَدَرْ
ملَّ بها النجمُ السَّهَرْ / يَسري الجديُّ والقَمَرْ
في نَبهِهَا على غَرَرْ / رُمَّتْ فَضَمَّنْتُ الخَطَرْ
أهوجَ بَّراقَ النَّظَرْ / بَذَّ المَطَايا وَحَسَرْ
ذرعنَ أَرضاً وَسِيرْ / فهنَّ يطلُبنَ الأَثَرْ
لَواحقاً منها شُرَرْ / أَبْوالهُنَّ في الجِرَرْ
لو أنه داسَ النُغَرْ / من خفَّةٍ لما شَعَرْ
كأَنَّهُ حينَ زَفَرْ / وماجَ نَسْغٌ وظُفُرْ
وقُلِّصَ الظلُّ فَفَرْ / وَحِشيةٌ من البَقَرْ
تُزجى طُلاماً يَستَمِرْ / رِخْو العِظامِ والنَّظَرْ
فَاستودَعَتْهُ بالخَمَرْ / ولبِسَتْ ثَوبَ الذُعُرْ
فصادفتْ فيما تَدُرْ / أَطْلَسَ طَباً بالغِرَرْ
عاقِدَ نابٍ أُقُرْ / أَسرعَ من لمحِ البَصَرْ
وغادرتْه في الغَدَرْ / أو قارحٌ من الحُمُرْ
يَشُلُّ سَبعاً وَنَزَرْ / شَم الحَواني والقَصَرْ
رَعَتْ أَراطَى والحُفَرْ / وصَهوةَ العُودِ الذَّكرْ
أَنفَ الربيعِ المُبتكَرْ / فأَجمَعَتْ ماءَ الغُدُرْ
حتى اذا القيظُ اعتَصَرْ / شوكَ النباتِ والمَدَرْ
وَطَلَع الكلبُ فَهَرْ / والصَّفوُ يتلوهُ الكَدَرْ
أَقبلَها من ذِي سَمُرْ / يَنويِ بِها ما يأتَمِرْ
عَيْنُ النُّباحِ وَهَجَرْ / فوردت معَ السَّحَرْ
صفاً كما قص الشعرْ / وذو صِدَارِ مُصْطَمِرْ
لولا العيالُ ما افتقرْ / في قُترةٍ من القَتَرْ
عارضَ هِداءً يَسرْ / يأطِرُها فتنأَطِرْ
حتى اذا النزعُ حَسَرْ / عن مِرفقيهِ والعِذَرْ
نمَّ على السَّهْمِ الوَتَرْ / كأَنَّهُ بعضُ النُذُرْ
فانصدعتْ مثلَ الشَّرَرْ / على الحِدَابِ والأَمَرْ
يأْخذ نَقعاً ويَذَرْ / أَو قَرهَبٌ من الأشَرْ
تختال كالطِرفِ الطِّمِرْ / فتش جِسمي وسَبَرْ
عن كلِّ عينٍ وأثَرْ / فاغتالهْ دونَ الحَذَرْ
أَهَرْتُ كالحبلِ المُمَرْ / صِيغَ على صيدِ الفُقُرْ
توافياً على قَدَرْ / فابتدرْ الشاةَ الخُضُرْ
تَقَدَّمَ الفِعُل الخَبَرْ / حتى اذا ما قيلَ فَرْ
سَدَّدَ روقيهِ وكَرْ / فاليومَ يلتفُ العُذُرْ
من كان ذا جَدٍ ظَفِرْ / اقدَامُهُ بعدَ الخَوَرْ
علَّمه طعنَ الثُّغَرْ / وربَّ نَفْفٍ في ضَرَرْ
لو حَسَبَا ما في الغَرَرْ / تسالما على غِمَرْ
سِلْمَ الهِزَبْرِ للنمرْ / والدهرُ قَطَّاعُ المِرَرْ
يَصرِفُ أَحوالَ البَشَرْ / مثلَ تَغايير القَمَرْ
أَودى بِشِمْرِ وَحُجُرْ / وأُمَمٍ قَبلُ أُخَرْ
فما هُمُ الاَّ شَمِرْ / تَمَّت تنسَّى وتُزَرْ
هي الجدودُ تُبَدرْ / فعاجزٌ ومقتدِرْ
كم من نجومٍ في الصغرْ / مثل السها لم يَشتَهرْ
حَذَارِ من أم دَفَرْ / ما خَدَعَتْ اِلاَّ غُمُرْ
تَروقُهُ حُسْنُ الصُوَرْ / وهي البَجَاريُّ البُجُرْ
قل لأَبي نَصْرٍ نُصِرْ / على الأَعادي واقتَدَرْ
يا من اذا لاقى صَبَرْ / أَو ضامه الدهرُ انتصَرْ
أَو عظُم الذنبُ غَفَرْ / ويا ابنَ من سادَ البَشَرْ
اذا تحاماكَ القَدَرْ / فالناسُ اِلاكَ هَدَرْ
خانَتكَ أَحياءُ مُضَرْ / والبدوُ جمعاً والحضَرْ
حتى النصيحُ المُدَّخَرْ / لريبِ دَهْرٍ انْ عَثَرْ
وباسلٌ فيمنَ غَدَرْ / وكل من فوقَ العَفَرْ
أَعْطَيْتَهُ فما شَكَرْ / عسَى الذي سَاءَ وسَرْ
يجعل عُقْبَى مَن مكَرْ / ومَن بنُعماكَ كَفَرْ
للعالَمين معتَبرْ / كانتْ خطوبٌ وسِيَرْ
أَهملَ فيهنَّ النَّظَرْ / يا موردَ الرأي الصَدَرْ
لا تَحِقرَنَّ مُحْتَقَرُ / انْ فُلَّتِ اللُدن السُمُرْ
وَنَفَذَتْ زغبُ الابَرْ / فانَّ في الأَفعى قِصَرْ
لاحتْ تَباشيرُ الظَفَرْ / وطردَ المَحْلَ المَطَرْ
وفُضَّ اكمامُ الزَّهَرْ / وكانَ سِراً فَظَهَرْ
عما قليلٍ يَزدَجِرْ / عن بَغيهِ كلُّ مُضِرْ
ولا يقالُ المُعْتَذِرْ / نَبِّهْ عيوناً وفكَرْ
لخنْفَقِيقٍ تَنْتَظِرْ / لو كانَ نوماً لَنَفَرْ
وما بها الاَّ سُكُرْ /
قل للذي بذَّ الشِّيَعْ
قل للذي بذَّ الشِّيَعْ / وقارعوهُ فَقَرَعْ
لا خابَ منكَ المُرتَجَعْ / ولا نأَى عنكَ الطَّمَعْ
كاليومِ انْ مرَّ رَجَعْ / والبدرِ انْ غابَ طَلَعْ
قد جاءَك الدَّهرُ الجَزعْ / معتذراً مما صَنَعْ
أَرادَ ضُراً فنفعْ / يا قربَ أَمنِ من فَزِعْ
وضَحِكٍ بعدَ زَمَعْ / كأَنَّما كانَ وَلِعْ
فَداكَ كلُّ مُصْطَنَعْ / يخلِط بُطْأً بِسَرَعْ
كأَنَّهُ الذئبُ خَمَعْ / لما رآكَ في الخِلَعْ
عاينَ هَولَ المُطَّلَعْ / أَنفاسُه ما لم تُدَعْ
ترومُ تقويمَ الضِّلعْ / كانَ ضَباباً فَانقَشَعْ
غرَّ عيوناً وَخَدَعْ / يا بُؤْسَ للشاءِ الرُّتَعْ
بينَ ثَنِيٍّ وَجَذَعْ / يَبِتْنَ في مَرْعَى السَّبُعْ
مُستعصماتٍ بالجَزَعْ / اليكَ والشَّكوى ضَرَعْ
أَشكو مَلولاً لم يَدَعْ / للعُذرِ عِندِي مُتَّسَعْ
أُذناهُ للقلبِ قِمَعْ / فليس الاَّ ما سَمِعْ
حُطْنَاكَ والطَّعْنُ دُفِعْ / والسيفُ ما مَسَّ قَطَعْ
ولم نكن كمنْ رَتَعْ / في عرضكم فَمَا شَبعْ
انا اذا النَّقْعُ سَطَعْ / وطارتِ البِيضُ قَزَعْ
وَبَلَغ الركْضُ الظلعْ / وفرَّ أَبَناءُ الطَّمَعْ
وكلُّ عِزٍّ مُخْتَدَعْ / وآلَ صَبرٌ فَرجَعْ
الى المشيبِ والنَّزَعْ / أَهلُ الحِفاظِ والوَرَعْ
لا تأمنوا حُراً ضَجَعْ / هَجَعْتُمُ وما هَجَعْ
انَّ الرئيسَ ذا البِدَعْ / وذا الفَعَالِ المُخْتَرَعْ
يَطْلُبُ أماتِ الشِّرَعْ / لِمْ حُثَّ سَهْمٌ وَمَزَعْ
كالبَدَوِيّ المُرْتَبِعْ / أَفلتَ من فَكِ الضَبُعْ
حتى اذا قيلَ قَنَعْ / بِلَسِّ وشْمٍ لم يُطِعْ
أَمرَعَ وادٍ فانتُجِعْ / تحمي مُراراً فيضَعْ
ميسمُهُ على الوَجَعْ / كُوانوا له الدَّهْر تَبَعْ
لَعَلَّهُ يومَ الهَلَعْ / يَذُبُّ عنكم أَو يَزَعْ
انْ لم يُطِقْ مَنْعاً شَفَعْ / رُبَّ مَرَامٍ مُمْتَنِعْ
فيه الرجالُ تَضْطَرِعْ / لم يَرضَ فيه بالخُدَعْ
كابَرَهُ حتى بَرَعْ / لا نالَ خَلْقٌ ما مَنَعْ
ولا علا شيءٌ وضَعْ / دُونكَها لم تُفْتَرعْ
مِنَ القُلُوبِ تُنْتَزَعْ / يُصْغِي اليها المُستَمِعْ
لم يَسْتَمِلهُ بالخُدَعْ / بها اللبيب واللُكَعْ
طَلقُ اللسانِ مُنْدَرعْ / كأَنَّها لم تُبْتَدَعْ
يا هندُ يا ذَاتَ البُرى والخَلخَالْ
يا هندُ يا ذَاتَ البُرى والخَلخَالْ / باللهِ هل سركِ أَنّى ذو مَالْ
وانَّهُ من أُعطياتِ البُخَّالْ / وانَّ لي كلَّ عَلاّةٍ شِمْلالْ
تَقْطَعُ غِيطانَ الفَلا وتَخْتَالْ / مُرتدياتٍ بالسَّرابِ والآلْ
وما رعى بَقلَ الحِمى من هُمَّالْ / وكلَ رَحبِ المِنخَرين ذيَّالْ
لاحِقَ كَشْحي سُرَّةٍ بأطَالْ / يكفيكَ حَلي بالمَلا وتَرحَالْ
وحِيلتي والمرءُ غيرُ مُحْتَالْ / موجَ الخُطُوبِ واصطِفاقَ الزُّلالْ
لا حلَّ حيّ أَبداً بمحلالْ / والدَّارُ قد غيرها بِذي الضَالْ
كرُّ الشهورِ واختلافُ الأَحْوَالْ / جَادَلَ كلَّ مكفهِرٍ هَطَّالْ
وَشَعْشَعَانيُّ الوميضِ جَلْجَالْ / ذَكَرتَنا عهدَ الشَّبابِ والحَالْ
وعُنجهياتِ لَداتٍ اغفَالْ / بانُوا ولم أُخبرُهم بالأفعَالْ
ونَصرُهمُ بالسَّيفِ غيرِ الأَقْوَالْ / وآسفٍ يقطَعُ عمرَ الآجَالْ
وفتيةٍ من السِّلاحِ أعْطَالْ / نَبهتُهم قبلَ العُطاسِ والفَالْ
فقامَ كلُّ وَشْوشِيٍ مُحْتَالْ / كأَنَّهُ صدرُ الحُسامِ القَصَّالْ
لم يخطرِ الغُمض لهُ على بَالْ / يَمْسَحُ عطْفي سَوذَنِيقٍ هَطَّالْ
على الرؤوسِ مرةً والأكفَالْ / فارغُ كفٍّ طَرفُهُ في أشغَالْ
انْ عَدِمَ الطيرُ سَطَا بالأوعَالْ / يطلُبها من أَسفلٍ ومن عَالْ
فعل الغبيِّ وهو زَوْلُ الأَزوالْ / وكل كاسي السَّاقِ حالي السِّرْبَالْ
شَبا المنون وسِلاحُ الآجالْ / طغرنُها التركي هولُ الأَهوَالْ
اذا رآه ذو الشباكِ المُغْتَالْ / بَشَّرَ بؤسَ جَدِّهِ بالاقبَالْ
وراعها من غَلَلٍ وأَغيَالْ / فُطسُ الأُنوفُ رَهَجَاتُ الأَوصَالْ
عاينَ سرباً قد دنتْ لأَسْمَالْ / فصَّلَ مِنها مائةً في مِنْوَالْ
لم يَحْظَ الاَّ بالأَخيرِ الجَوَّالْ / وعادَ محمودَ الضحى والأَوصَالْ
يُصلحُ راء الصدرِ منه والدَّالْ / به غَنَينَا عن طِرادِ الآجَالْ
وعن بناتِ أَعوجٍ والعُقَّالْ / يُثِرْنَ في آثارِهنَّ القَسْطَالْ
وعن مَعوناتِ السلوقي البتَّالْ / يتبعُها ما السَّمهري العَسَّالْ
هَبْطَ السُّيُولِ وثَنايا الأَجبَالْ /
قربتُ للرحلةِ شوشاةً ذُلُقْ
قربتُ للرحلةِ شوشاةً ذُلُقْ / تحسَبُ في القيد اذا ريعتْ طُلُقْ
من ماطلياتِ يزيدِ بنِ الصَعِقْ / طَوى اليها عالِجا بعد السُّرَقْ
حتى اجتناها كَبكِيراتِ السُحُقْ / قُودَ الهوادي بحَواديَها رَوَقْ
طوارحَ الأكمِ على ظهر القَرِقْ / لم يتبايعْ بالنُّضَارِ والوَرِقْ
اِلاَّ بطعنِ الواخضاتِ في الحَدَقْ / والضَّربِ في رأس الكَمي المُعتَنِقْ
يقْسِمُ بينَ المنكبينِ ما فَلَقْ / مُترعَة الأَنقاءِ ما فيها رَقَقْ
لا ضاعَ ما قاسينَه من المَلَقْ / والزَّلجَانِ المُسْبَطرِّ المُنْدَفِقْ
وجائلاتٍ تلتقي وتفتَرقْ / يَصطَرِعُ الآلُ بها ويَستَبقْ
أَرضاً بها أمُّ الطَّريقِ المُنبلِقْ / أَخفى من السِّلْكِ مَراماً وأَدقْ
تَقرِي الضلالَ والكلالَ والفَرَقْ / وتَفْتَلي صَبْرَ الجَليدِ والخُلُقْ
ان لم يُصَحَّ ركبَهَا الموتُ طَرَقْ / اذا الدَّليلُ حارَ فيها وَبَرِقْ
رأدَ الضحى عضَّ يديهِ وَصَفَقْ / وقال يا ليت السُّرىَ لم يَتَّفِقْ
أَوليتَ أَني بالجدِيّ لم أَثِقْ / اذا رأى الرِّمَّةَ والبَيضَ الفِلَقْ
تَداركَ الحوباء منهُ فَلَحِقْ / تنفسٌ في الصعداءِ مُستَرَقْ
كأَنما راخى خِنَاقاً من وَهَقْ / كلُّ حديثٍ مُخْلَقٍ أَوْ مُخْتَلَقْ
اِلاَّ حديثَ المَضرحياتِ العنقْ / مَرَّتْ بماوانَ تَهادىَ وَتَلِقْ
قد بَرأَت أَحلامُها من النَّزقْ / وسالمتْ جَذْبَ الحِبَالِ والحَلَقْ
وانتعلتْ أَخفافُهنَّ بالعَلَقْ / وَلَبِستْ بعد البَضِيعِ المَنْزَهِقْ
وتامِكَ النيِّ سَرابيلَ العَرَقْ / عالجْنَ خَبثاً طبقاً بعد طَبَقْ
ظِلاً يُماشيها وظِلاً قد أَبَقْ / مُكتَحِلاتٍ بالسُّهَاد والأَرَقْ
كأنَّها بين الظَّلامِ والفَلَقْ / غَيلانُ شَرجٍ أَو سَعَالى سَعْسَلِقْ
يتبعن مواراً اذا أرقَدَّ رَفَقْ / عُلِّمَ تعذيب المطايا فَحَذَقْ
أَهوجَ لا من خَرَقٍ ولا حُمُقْ / تَغضَبُ ناباهُ معاً فَتَصطَفِقْ
على نَهِيْمِ مَيسق اذا وَسَقْ / كأَنَّما ظِلُّ أَظلّيْهِ نَفَقْ
اذا لعابُ الشمسِ في الوجهِ بَصَقْ / ولَمعَتْ أَيدي المَهارى كالخِرَقْ
ولَعَقَتْ من عَلقَمٍ الدوِّ لَعَقْ / كأنه من حُمرِ عِرْنَانَ لَهَقْ
فَظٌ على نور الصباحِ صَهْصَلِقْ / رعى طريفاتِ حَبيٍّ مُنبَعِقْ
قاء بها نوءُ الثريا وصَعَقْ / حتى اكتستْ كثبانُ قُوٍّ والفَلَقْ
نوارُها الأَشكالُ منه واليَقَقْ / حتى اذا ما سَحَرَ الآلُ الحَدَقْ
والتَهَبَتْ لُوبُ الحرارِ والبُرَقْ / وفوَّقَ البُهْمَى سَفَاةٌ فَرَشَقْ
واعتاصتِ العائطُ منها والعُقَقْ / وعَدِمَتْ مصَّ الثمادِ والرَّنَقْ
يقدحنَ بالمَعْزَاءِ نيرانَ الصَّذَقْ / مَهْمَا خبا بالوقعِ منهن يَدِقْ
حاولَ كيداً فتنمّي وَبَسَقْ / في قاره قَبلاءَ حولاءِ الطُرُقْ
ذاتِ صُفُوحٍ تَتَعَاذَى بالزَّلقْ / أَخْزَرَ ما في جَفنِ عينيهِ طَرَقْ
لو أَنه يَخْرِقُ طرفٌ بخَرَقْ / كأنما يَرصُدُ في ذاتِ الحَلَقْ
مغاربَ الشمس على جيبِ الأُفُقْ / حتى اذا قال الصدى للفُوقِ فُقْ
وَخَرِسَ الطيرُ الذي كان نَطَقْ / وغاص طافي المَلَقَاتِ في الغَسَقْ
وانكدرَ الليلُ على باقي الشَفَقْ / مثل انكدارِ الصقرِ في الخيطِ المِزَقْ
صكٌّ بها غُبْرَ المَتَانِ والقِيَقْ / مُخْرَوّطُ السُدْوِ رَهيفُ المُنْدَلَقْ
يَرْغَبُ في أَكفَالِنَا عن النَشَقْ / وبِطُلاهَا عن بُراها ف الأَبَقْ
بالأَوْزِ يَمْرِي ركضَها وبالرَّهَقْ / يَطلُبُ من ضَارجٍ بَعْلُولاً غَدَقْ
عَيْناً رَجاها بالفَضيضِ مُخْتَنِقْ / عَلْجُوْمُها بفَاضِلِ الريّ يَنِقْ
يَودُ لو نالَ الورودَ بالشَرَقْ / أو سهم رام يلْتَظِي من الحَنَقْ
بينَ مِلاطيهِ وبينَ المُنْتَطَقْ / ودونها خَرقٌ من البيدِ أَمَقْ
ترسُف فيه ريحُه بلا رَمَقْ / كأَنَّ رَحلي فوقَ صَعْوَزٍّ مَرَقْ
من ذاتِ أَعيارٍ الى ذاتِ الطُوقْ / يَخْطُبُ خُطبانَ الملا ويَرتَزقْ
مُلَهْذَمِ الخَطمِ رُدَيني العَنَقْ / يضحي بسوجٍ وبنجدٍ يَغْتَبِقْ
لا يسأمُ الجريَ ولا طولَ العَنَقْ / ولا باكلِ النارِ يوماً يَحْتَرِقْ
ولا يَحُدُ الماءَ اِلاّ بالغَرقْ / بهِ من الحنوَةِ صبغٌ وَعَبقْ
يَنقِفُ أُولى بيضةٍ على نَسَقْ / أَو ضالعٌ من بقرِ العِينِ سَنَقْ
ملَّ هجيرَ الأَيهَقانِ والنَّهَقْ / وَرَدَّ في الوَرْدِ مُجاجات الذُرَقْ
صُبَّ على بَحْزَجِهِ الواني الخَرِقْ / سِرحَانُ وحشٍ هربتْ منه السِّلَقْ
حَامي الحُميَّا في ذراعيهِ ذَلَقْ / مُجاهر الصَّيدِ اذا الوَغلُ سَرَقْ
حتى اذا فاجأهُ مالم يُطِقْ / سَابَقَ أَنفاسَ النُعامى فَسَبَقْ
في مَنأَجٍ للنائحاتِ مُطَّرَقْ / وافٍ اذا ما كذَّبَ الشدُّ صَدَقْ
أَوْ بِعَقَبْنَاةٍ من الفتحِ عُقَقْ / أُم فُرَيخٍ شَجْرُه ما يَنْطَبِقْ
مُطْعَمةِ الصيدِ بأَطرافِ النِيَقْ / تَهزِمُ غزلانَ الشريفِ بالفَرَقْ
ولا يَطيرُ طيرُها على نَسَقْ / لها السِّتارُ ساعةً الى صُعَقْ
وهي ثَمانٍ للمَطيِّ المُنْطَلِقْ /
بالبيتِ ذى الأَستارِ والحَجُونِ
بالبيتِ ذى الأَستارِ والحَجُونِ / والراقصات كالنّعاجِ العِينِ
غائرةِ الأَعين والبطونِ / تَشرَقُ صبحاً بدمِ الوتينِ
والبيضِ اذْ سُلَّت من الجُفَونِ / مُبْدَلَةَ الأَغمادِ بالشؤونِ
والذبَّلِ المُرعَشةِ المتونِ / تعثرُ في الأَوجه والعُيونِ
لأهْديَنْ في الرَّجزِ المَصُونِ / الى كمال الدولةِ الميمونِ
قوافياً كاللؤلؤِ المكنونِ / بأَيِّ حبلٍ عُلِّقَتْ يَمِيْنِي
تَعَلَّقَتْ بالسببِ المتينِ / بماجدٍ منقطعِ القَرينِ
أَتلعَ خَرَّاجٍ من المنينِ / ليس على الجَفنةِ بالضنينِ
ولا على الكوماءِ بالأَمينِ / ونُفرةِ الجنبِ على الجَّنينِ
وَهُنَّ بالموماةِ كالسَّفينِ / يذرعن أَرضَ السَرْبخِ البَطِينِ
ناديتُ طَلقَ الكفِّ والجبينِ / عَشَنَّقَ القامةِ والعِرنينِ
يهجِمُ بالظَّن على اليقينِ / أَبو سِنانٍ غيرُ مستعينِ
أَنفذُ من سِنانهِ السَّنينِ / في حُطميَّاتِ الدروعِ الجُونِ
كالليثِ يَغنى عن ظُبا القُيونِ / بَنَانُهُ ومخلبٌ كالنونِ
ما شئتَ من خشونةٍ ولينِ / تصلح للدُّنيا ويومِ الدِّينِ
لا أَسأَلُ الربعَ وأَطلالَهْ
لا أَسأَلُ الربعَ وأَطلالَهْ / ولا ضنيناً باللها مالَهْ
أَرفعُ همى وأَصون المُنى / عن طمعٍ أَنفُضُ غِربالَهْ
فما أُرى الاَّ على موردٍ / أُناجِذُ المجدَ وأَشغالَهْ
كأَنما كُوري وأَنساعُه / صُبَّ على خنساء ذيالَهْ
أَو ناشط ضَمَّتْ الى حوزهِ / بوارحُ الجوزاءِ أَطَّالَهْ
فَظلَّ بالصمدِ على مربأٍ / يُراصدُ الليلَ وأهْوالَهْ
كيما يُراميه بمرقومةٍ / مثل شريج النبلِ والضالَهْ
من يصحبِ الدنيا يكن طامعاً / في الماءِ ان يقنصَ تمثالَهْ
مثلُ هُيامِ الرملِ مُنهالهُ / لا يملِك الجفنُ لها حَالَهْ
تُميتُ بالزاد وتُحيي به / فهي على الأَنفسِ مُحتالَهْ
بدَّلَ صرفُ الدهر أَبدالَه / واستقبل العاملُ أَعمالَهْ
يَنبا الفتى منه على حالةٍ / اِذْ صُرِفَتْ عن وجهها الحالَهْ
فتارةً يشرَبُ أَكدَارَه / وتارةً يشرَب سَلسَالَهْ
هذا هلالٌ بعدما غالَه / من حدثانِ الدهر ما غالَهْ
أصبح يَبرى للعدى نبلَه / قد جمع اللهُ له بَالَهْ
وصارتِ الدرع التي ضُوعنَتْ / بَعدَ لباسٍ القِدِّ سِربالَهْ
فقل لذا المبدعِ في عفوه / طوبى لِمأسُورِكَ طوبى لَهْ
أَشليتَ منه أَسداً ضارياً / عَوَّدَ مضغَ اللحم أَشبالَهْ
أَصيدَ لا يرهبُ من بأسه / عجارفَ الدهرِ وأوجالَهْ
فارمِ به ان طَرقتْ موئدٌ / مشاعرَ الروع وأبطالَهْ
وكل نعَّارِ الى فتنَةٍ / شَمَّرَ للوثبةِ أَذيالَهْ
لعلَّه ان شَطَنَتْ داره / وصارتِ الاحبالُ آجالَهْ
واستولتِ الخمرُ على لُبِّهِ / في سكرة تبسط آمالَهْ
انْ يذكر الجهدَ وما ناله / فيشكرُ الطولَ الذي طالَهْ
أَسرفَ فخرُ الملكِ في جودِه / حتى تحامى الناسُ اِفضالَهْ
له قاراتِ الصُّوى رجفةٌ / زلزل فيها الرعبُ زلزالَهْ
لم تَكدِ الأرضُ بأَقطارِها / تحمِلها والأرضُ حمَّالَهْ
وموقفٌ بالامسِ في واسطٍ / هالَ الصناديدَ وما هالَهْ
اِذْ نَغِلَ الملكُ ودبتْ له / رَبداء بالأبرةِ شَوَّالَهُ
لا يَهتدي الناسُ لبزلائِها / والشر قد أَبهم أَقفالَهْ
طبقَ بالرأي أَبو غالب / مفاصلَ الأَمرِ وأَوصالَهْ
اذا مليكٌ زُجِرَتْ طيرُه / كانت له كنيتُه فالَهْ
لا يسلمُ الجارَ لما جرَّه / والطودُ لا يُسلم أَوعالَهْ
ولا تَراه هامداً همَّه / يفرح بالخيرِ اذا نالَهْ
كأَنما أَجرى على خَدِّهِ / سُلافَ حوَّارينَ جِريالَهْ
من سُنّةِ البدر له سُدفَةٌ / وطلعةُ الشمسِ له هَالَهْ
مُقابلُ الاطرافِ في مَنصَبٍ / حيثُ يناصي عَمُّهُ خَالَهْ
لم يَخلقِ اللهُ فتىً مثلَه / هيهاتَ أَنْ يخلقَ أَمثالَهْ
عاينَ حِباً كالحراجِ نِعَمَهْ
عاينَ حِباً كالحراجِ نِعَمَهْ / يكون أَقصى شلةٍ مُحْرنْجمَهْ
هذا سُروري بأَبي المُعَمَّرِ
هذا سُروري بأَبي المُعَمَّرِ / الحسنِ الخَلقِ البديعِ المنظرِ
بجارحي من لحظه بخِنجرٍ / وحاصبي من لفظهِ بأدرُرِ
وهو الذي لو أنه من حذري / يسكن بين ناظري ومَحجري
لم يأمنِ القلبُ عليَّ نظرتي / فتى لقيت وجهه في عَسكري
من همتي وعَزمتي ومَفخري / وبِتُّ من وقعتِهِ لم أَنفرُ
مَنْ مبلغٌ صَحبَ الهلال القَمرِ / سيروا ولا تستخبروا عن خَبري
قد كدت من شُغلي بكم وفَيكري / أَنساكم من كَثرة التذكرِ
أَغرُّهُ بناظِرٍ
أَغرُّهُ بناظِرٍ / ولم أَفه بكلمهْ
يُجيبُني بحاجِبٍ / لكنْ بنونِ العَظمهْ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025