القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ قَلاقِس الكل
المجموع : 24
غَنَّى فكُلُّ حاضرٍ
غَنَّى فكُلُّ حاضرٍ / إِصْبَعُهُ في أُذْنِهِ
شِعْراً كَبرْدِ فَكَّهِ / لفظاً وطُولِ قَرْنِهِ
فالحمدُ لله الذي / غَنَّى ولم يُثَنِّهِ
تاهَ بخالِ خَدِّهِ
تاهَ بخالِ خَدِّهِ / كما يَتِيهُ الثَّمِلُ
وظنَّ أَنَّ حَسْنَه / وقد مضى مُقْتَبَلُ
وقال خَدِّي رَوْضّةٌ / تَرْتَعُ فيها المُقَلُ
فقلتُ ما أَقْبَحَ ما / جئتَ به يا رَجُلُ
لو كان وَرْدًا لم يَكُنْ / يَسْكُنُ فيه جُعَلُ
أَوْمَضَ بَرْقُ الخَجَلِ
أَوْمَضَ بَرْقُ الخَجَلِ / فانهَلَّ غيثُ المُقَلِ
وافتَرَّ روضُ الحُبِّ عن / نُور الصبا والغَزَلِ
وهَزَّ أَغصانَ القُدو / دِ سَجْعُ أَطيارِ الحُلِي
وانآدَ دَوْحُ اللَّهْوِ من / حَمْلِ ثمارِ الجَذَلِ
يا سائِلي عن خبرِ الرّغيف
يا سائِلي عن خبرِ الرّغيف / وعن أَبي القاسم في التَّوليفِ
ناهِيكَه من خبرٍ طريفِ / تُحْلَقُ فيه لِحْيَةُ العريفِ
ولا يقيم قمحُهُ في الرِّيفِ / ويهربُ الربيعُ للخريفِ
كم للفقيهِ فيه من وقوفِ / مشتهرِ في أَوَّل الصّفوفِ
يُنْفَشُ فيه أَلْفُ عِدْلِ صوفِ / حتى يعرّي جلدة الخروفِ
يقول هل أَنكرتُمُ معروفي / والله لا أَسكتُ عن رغيفي
ولا قنعتُ عنه بالتَّسويف / كان غذائي وغذا حليفي
وكان لي يُدَقُّ في السَّفوفِ / لو رامه فارٌ من السقوفِ
صرفته في قبضة الصّروفِ / كم شاربٍ من دونه مَنْتوفِ
وكم صِفاعٍ دونه عنيفِ / من ذا يوافيني به ويوفي
يردُّ فضل عقلِيَ المصروفِ / مُكفكِفاً لدمعِيَ المذروفِ
آه عليه وعلى مَصِيفي / أَظَنَّنِي أَمَلُّ من تعنيفي
لعقلِ أَكَّالٍ له سخيفِ / شيخٍ أَكولٍ أَحمَقٍ خفيفِ
يضيع في توليفه تأْليفي / يأْكلُ أَلْفَ حَمَلٍ معلوفِ
يبدأَ قبل لحمه بِالصُّوفِ / أَدعو عليه اللَّه في وقوفِ
دعاءَ خيرِ دَيِّنٍ عفيفِ /
رُدُّوا لها أَيامَها الأَوائِلا
رُدُّوا لها أَيامَها الأَوائِلا / وإِن تَقَضَّتْ بالحِمى قلائلا
وبَدِّلُوها من سُرَاهَا راحَةً / ومن حَرُوْرِ وَهْجِها طَلاَئلا
وجنِّبُوها هَضَبَاتِ عالِجٍ / واستقبِلوا سِقْطَ اللِّوَى قبائلا
واستنشِقُوا الريحَ البليلَ عَلَّها / تُخْمِدُ من نارِ الجَوَى بلابلا
فَفَوْقَهَا كُلُّ قتيلِ صَبْوَةٍ / يَهْوِي وهَلْ يَهْوَى القتيلُ القاتلا
يَسْتَخْبِرُ الرِّيحَ رسولاً عنهُمُ / ورُبَّما حَمَّلَها رسائلا
وما الصَّبا رِيحىَ لَوْلاَ أَنَّها / تَجُرُّ في رُبُوعِها الغائلا
هاتِ الشَّمولَ إِنني أَرى بها / من ظَبَيَاتِ عاقِلٍ شَمَائِلا
فَثَمَّ رِيمٌ كلما رِيمٌ أَبَى / إِلا صُدودًا في الهوى مُواصِلا
تحسَبُهُ من مَعْطِفَيْهِ رامِحاً / ومن فُتورِ مُقْلَتَيْهِ نابلا
وطالما قبَّلْتُ منه قمرًا / بدرًا وعانَقُتُ قضيبًا مائلا
أَيامَ كانَتْ لِمَّتِي مُسْوَدَّةً / أَنصِبُ للبيضِ بها حبائلا
لا أَخْتَشِي صَدَّ حبيبٍ واصِلٍ / يومًا ولا أَبْكِي خليطاً راحلا
أَقطِفُ أَثمارَ التَّصابِي غضَّةً / وأَحْتَسِي ماءَ الهوى سلاسلا
فاليومَ أَستَسْقِي غماماً مُقْلِعًا / منهمْ وأَسْتَطْلِعُ بَدْرًا آفِلا
كَأَنَّني ما سُمْتُ إِلا غائباً / قَطُّ ولا استنصرتُ إِلا خاذلا
سقي الغمامُ طللاً بعاقلٍ / راحَ لقلبي بعدَهُنَّ عاقلا
أَو راحَةُ الحافِظِ تَهْمِي إِنها / عَلَّمَتِ الجُودَ الغمامَ الهاطلا
جَلَّى به اللُّه الزمانَ فاغتدَى / يُزْهَى بما نالَ وكان عاطِلا
لو صُوِّرَ الدَّهْرُ لأَضْحَى تاجَهُ / وأَصبَحَتْ كِرامُهُ خلاخلا
يا طالِب العِلْمِ اغْتَرِفْ من زاخرٍ / لا يُدْرِكُ الأَوهامُ منه ما حلا
ويا أَسيرَ الفَقْرِ قِفْ ببابِه / مستنصرًا راحَتَه أَو سائلا
قد أُنشِرَ الفضلُ وكانَ مَيِّتاً / وأُظهرَ المَجْدُ وكانَ خاملا
أَصبح بَيْتُ المال منه مُقْفِراً / وظَلَّ بَيْتُ الشكرِ منه آهلا
فارسُ عِلْمٍ جَرَّدَتْ فِطْنَتُه / على مُجَارِيهِ به مَنَاصِلا
أَلْوى طويلُ السّاعِدَيْن أَروَعٌ / قامَ بأَعباءِ المعالي حاملا
انْظُرْ إِلى البدرِ تَجِدْ من حُسْنِهِ / فيه إِذا أَبْصَرّتَهُ مَخَايِلا
واستَنْشِق الروض تجِدْ من نَشْرِهِ / وبِشْرِهِ الممدوحِ مَعْنًى حاصِلا
فَرَتْ إِليه العِيسُ أَثواب الدُّجَى / رافِلَةً بين الرُّبَى ورافِلا
لا تشتكِي السَّيْرَ على أَنَّ السُّرَى / أَبادَ مَتْنَ ظهرِها والكاهِلا
يا حافِظًا للمستجيرِ حافِظاً / وعالِماً بما لَدَيْهِ عاملا
أَلبست عيدَ الفطرِ منك بهجةً / بعها غدا عيداً لدينا كاملا
واسلَمْ متى غنَّى الحمامُ سَحَراً / وهزَّتِ الرياحُ غُصْنًا ذابلا
سَيْفُ القريضِ كامِنٌ في غِمْدِهِ
سَيْفُ القريضِ كامِنٌ في غِمْدِهِ /
أَبلاه فَقْدُ سلَّه ورَدِّهِ /
والجُودُ أَولَى صاقلٍ لِحَدِّه /
والشعرُ مثلُ الروضِ حَوْكُ بُرْدِه /
أَبيضُه يضحكُ عن مُسْوَدِّه /
تختالُ بين آسِه وَوَرْدِه /
وإِنما ضامِنُ رِيِّ ورْدِه /
وهَزَّ أَعطافِ قدودِ مُلْدِه /
ما فاضَ من غيثِ الندى وجوْده /
والحافظُ المطلِعُ نَجْمَ سَعْدِه /
يحدو له ببَرْقِه ورَعْدِه /
غيثاً يَضيعُ الغيثُ دون ثَمْدِه /
فكلُّ خير عندَهُ من عِنْدِه /
حَبْرٌ جلا الظلماءَ وَرْيُ زَنْده /
والويلُ والويلُ لِمَنْ لَمْ يَهْدِهِ /
بدرُ علاهُ في سماءِ مَجْده /
ذو نسبٍ يُريكَ عند عَدِّه /
دُرًّا أَجادَ المجدُ نَظْمَ عِقْدِه /
ورونقاً كالعَضْبِ بل فِرِنْدِهِ /
كِسْرَى به مفتخِرٌ من مَهْدِهِ /
يرويهِ عن والِدِه وجَدِّه /
وعبدُهُ الخادِمُ وابْنُ عَبْدِه /
قد أَنطقَ الجودُ لِسانَ حَمْدِهِ /
يطلبُ منه اليومَ فَرْضَ بَعْدِهِ /
وَهْوَ يُحاشِي فَضْلَهُ من رَدِّه /
يا ماجداً أسْري إذا
يا ماجداً أسْري إذا / أسْري على مَنارِهِ
ومن أنا أعْشو إذا / أعشو لضوءِ نارِهِ
شِعارُ قلبي أن يُرى / صَبّاً الى أشعارِهِ
جُدت على اختيارِه / أجَدْتُ في اختبارِه
فلستُ عن أوْكارِهِ / أرحَلُ غيرَ كارِهِ
عهدتُ من أبكارِهِ / رسماً على إنكارِهِ
فدارَ عنّي نازحاً / على دُنوّ دارِه
فخاطِري مُقتَحمٌ / للّهوِ من أخطارِهِ
يا لَيتَ شِعري ما الذي / ثَناهُ عن شِعارِهِ
عزمي وحزمي والحسامُ الماضي
عزمي وحزمي والحسامُ الماضي / تكفّلوا بصادِقِ الإيماضِ
إن أقعدَتْ في نكبةٍ إنهاضي / فكم مَطارٍ وكمِ انقضاضِ
لي بجناح ليس بالمُنهاضِ / وقد رأى مني الزمانُ الماضي
شماسَةً أعيَتْ على الرُّوّاضِ / غيريَ مَنْ يسخطُ وهْو راضي
يشغَلُه المَطْلُ عن التقاضي / أمَا أمَضّ الحارثَ المُضاضي
برْضٌ أبَتْهُ همّةُ البرّاضِ / فواصَلا الطِّوالَ بالعِراضِ
يسْرونَ أنقاضاً على أنقاضِ / لا بدّ للزُبدِ من امتخاضِ
وإنما الأجسامُ للأعراضِ / ما أقر الليوثَ في الغِياضِ
أينَ القرومُ من بني مِخاضِ / عزّ السّهامِ وُصلةُ الأغراضِ
لو لم يُصِبْها حادثُ الإنباضِ / كم جاءَ إبرامٌ من انتِفاضِ
وشاعَ ما قد كان ذا اعتراضِ / خفِّفْ فإني لستُ ذا انخفاضِ
غازَلْتُ غُرَّ الأعيُنِ المِراضِ / من أسودٍ يلمعُ في بياضِ
أما رأيتَ مونِقَ الرّياضِ / عقدْتُ منه لأبي الفيّاضِ
المالك المالِك عن تراضِ / رِقَّ مريض غيرِ ذي انقِراضِ
يخطِرُ في ردائه الفَضْفاضِ / يكرَعُ في سَلْسالِه الرّضْراضِ
يعلو مَطا جوادِه المُرتاضِ / يجمعُ بين الروضِ والحِياضِ
أكرم له من مبرم نقّاضِ / ذي نظر ثَبْتٍ وذي تَغاضي
حاسِمِ ما بالدّهرِ من أمراضِ / على الليالي منه حين قاضِ
قارَضَني وأيّما قِراضِ / فاعْتَضْتُ منه أحسنَ اعْتياضِ
كم صِبْغُ همٍّ بسناهُ ماضِ / نَضا عليه سيفَ حدٍّ ماضِ
فقابلَ الإحلاءَ بالإحْماضِ / كما جمعْتَ شفرَتَيْ مِقراضِ
تجانُسٌ يصدُرُ عن نِقاضِ / فقل لباغي جودِه الفيّاضِ
اقْعُدْ فقد جاءك ذا ارتِكاضِ / وليس محتاجاً الى حضّاضِ
فريضةٌ زادت على الفرّاضِ / بانَ بها الواني من الرُّكّاضِ
ترمي الأعادي منه بالعِراضِ / لنزعِ بابِ الأزمةِ العضّاضِ
يرمي بذي الرّيشِ وبالمِعراضِ / يجدك بطْشاً كل ذي انتهاضِ
يحذَرُ عزماً كلَّ ذي انتفاضِ / وإذا العدى ناراً على ارتِماضِ
صيّرهُم من جملةِ الأمراضِ / لا عادَ ما أبرم لانتقاضِ
ولا انبساطَ منه لانقباضِ / آمينَ في مستقبلٍ كماضِ
قد أغتدي والصبحُ خفّاقُ العذَبْ
قد أغتدي والصبحُ خفّاقُ العذَبْ / وعسكَرُ الليلِ مجدٌّ في الهرَبْ
وللدّراري دُرَرٌ بلا ثُقَبْ / براحةِ الأنوار راحَتْ تُنتهَبْ
كأنها في لُجّةِ البحرِ حبَبْ / والوُرْقُ في أوراقِها ذاتُ صخَبْ
حين رأتْ جيشَ الدُجى قدِ انقلَبْ / إذ ضربَ السِّرحانُ فيه بذَنَبْ
والصبحُ قد صال عليه وغلَبْ / ففرّ عنه وهو لا يثني الطلب
كما تفرّ الزّنْجُ من جورِ العرَبْ / بمُخْطَفِ الكشْحَيْنِ من غيرِ سغَبْ
لمنْ رُبوعٌ مقفراتٌ باللّوى
لمنْ رُبوعٌ مقفراتٌ باللّوى / فالمنحَنى فذي الأراكِ فالوَفا
فالسِّقْطِ فالأراكِ فالثرثارِ فال / جِزعِ ففيْدٍ فالعقيقِ فالحُوى
جارَ عليها الدهرُ حتى أصبحتْ / قفراً يباباً خالياتٍ واعتدى
كم كان فيها من أغنَّ شادنٍ / يرعى القلوبَ لا الأراكَ والغَضا
كأنه شمسُ ضحًى بدتْ على / غصن رطيب في كثيبٍ في نَقا
كالغُصنِ بل يُخجِلُه إذا مشى / كالشمسِ بل أربى على شمسِ الضُحى
لله ظبيٌ من ظباءِ يثبرب / جفا الجفونَ مُذ جفا طيفُ الكرى
كالبدرِ إن لاح وكالغصين إذاً / ماسَ ويُزْري بالغزال إن رَنا
لله ريمٌ في سُوَيدا القلبِ قد / حلّ إذا أحْوى الجمالِ قد حوى
هيّج في الأحشاءِ تذكاري له / ناراً أضرّتْ بالفؤادِ والحشا
صدّ فصدّ الصبرُ عني وجفا / فالقلبُ لا يجفوه تبريحُ الجوى
لا حظّ لي في قربه وبعده / فقُربُه وبعدُه عندي سوا
مذ حازَه البينُ فؤادي مُدنَفٌ / متيّمٌ فلا رعى الله النوى
جرّعني الدهرُ لعَمري غُصَصاً / من صدّه تُغصُّ أصلادَ الصّفا
شجَتْ فؤادي غُصّةٌ غدا بها / قلبي رهيناً بين سُقمٍ وضَنا
أجرَضَني الصدودُ حتى إنني / لولا كلامي كنت ممّن لا يُرى
فالقلبُ موقوفٌ على نار الجوى / والطّرفُ موقوفٌ إذاً على البكا
في كل يوم مقبلٍ أمنيّةٌ / ولستُ أُلْفى بالغاً إحدى المنى
لأصرفنّ الهمّ عني إن أتى / بذَعْلَبٍ معتادةٍ جِدّ السُّرى
دِعبِلةٌ هوجاءُ ذات ميسمٍ / تعوّذت به إذاً وسْمُ الفَلا
يلوحُ في الصّفْصَفِ والقاعِ إذا / بدا الصباحُ ثُمّتَ انجابَ الدّجى
مثل النّسوعِ في النّسوعِ تارةً / وتارةً مثلَ البُرى وسْط البُرى
مرّارةُ الأيدي ولكنْ وخْدُها / يبعُدُ بالأرجُلِ صلبةُ القَرا
تلوح كالأشباحِ في البيداءِ من / تعاقُب الأخماسِ مع طولِ الطّوى
عَوْدٌ دِفاق عبدَلٌ تلعاءُ لا / طليحةٌ تشكو حفاً ولا وَجى
تلوحُ كالسّفين في الآلِ إذا / نظرْتَها يوماً إذا الآلُ طفا
أو بجوادٍ أدهمٍ محجّلٍ / يسيرُ كالبرقِ إذا البرقُ بدا
إذا جرى ما إنْ ترى على الفلا / أثراً له فيها كأنْ ما إنْ جرى
أدهمُ كالليلِ وفي غُرّتِه / لناظرٍ ينظرُه بدرُ دُجى
له غَداةَ الحربِ إن مارَسْتَه / ومعظَمُ الحربِ على ساقٍ بدا
حوافرٌ صُفرٌ وصُلبٌ صُلبُ / أقبُّ شاطٌ أدهمٌ شرْط الوغى
أو فعلَي نهدٍ سريعٍ أشقرٍ / ينقضّ كالنجم إذا النجمُ هوى
يسمعُ للريح على لَبّتِه / كالرّعدِ جساً إن جرى أو كالرّحى
أو أحمرٍ قانٍ كأنّ جلدَهُ / بالدّمِ مصبوغٌ إذا قبّ الكُلى
يشُبُّ في استقدامِه إذا أتى / يكُبُّ في استدبارِه إذا نأى
كأنما صهْلَتُه إذا عدا / مُقهقِهاً جِنحُ سحابٍ قد بدا
مالَتْ نواحي عُرفِه كأنّه / تعثكُلُ القِنْوِ سريع كالهوا
يا صاحِ ها نصيحةٌ أقولها / فإنني أنصحُ مخلوقٍ ترى
لا تسقمْ للدهرِ بل أنت وهو / كُنْ تنْجُ بالله على حالٍ سوا
إن استقامَ فاستقِمْ كفِعلِه / وإن أبى فأْبَ إذاً كما أبى
شمِّرْ وتُب لله واترُك قولَ مَنْ / مقالُه سوفٌ وحتى ومتى
دعِ الصِّبا عنك وكن معتبراً / بالشيبِ فهو واعظٌ لمَنْ أتى
والجأ إذا فاجأك الدّهر الى الص / برِ فإنّ الصبرَ أوفى مُلتَجا
لقد أصابَتْ مقلتي أسهُمُه / عَمْداً فأصْمَتْه فلا سهمٌ شوى
وفوقَ متْنِ الظّهرِ حطّ كلكلاً / له فأصْمى المَتْنَ بالله الردا
وكلُّ ثوبٍ للرّيا فاتْرُكْهُ يا / ويحَ امرئٍ لِباسُه ثوبُ التُقى
واعلمْ بأن كلّ مخلوقٍ وإنْ / طال المدى مصيرُه الى البلى
لا تصحبِ العبد ولا ذا سفَهٍ / واصحَبْ إذا صاحَبْتَ كلَّ ذي حِجى
واسْتَجرِ الصاحبَ في الشدّة فالش / دة فيها يظهرُ الخِدْنُ الفتى
ما الصاحبُ الصادقُ إلا رجلٌ / يُبعدُهُ الفقرُ ويدنيهِ الغنى
لا تشكُ للمخلوقِ أمراً قد قضى / عليك ربّ العرش فيما قد قضى
عليك بالصمتِ فإنْ كلَّ مَنْ / يصمتُ ينجو سالماً فيمن نجا
وجانب الغيّ وأهلَ الغيّ ما / حييتَ واتركْ فعلَ كلّ ذي هوا
لا تظلِم العبادَ واعلَمْ أن مَنْ / آذى امرءاً يُجزاهُ في يومِ اللِّقا
وافعلْ إذا ما اسطعت خيراً واعلمَنْ / أنك تُجزى مثلَه يوم الجَزا
مَنِ اعتدى يوماً عليك فاعْتَدي / عليه يا صاحِ بمثلِ ما اعتدى
مَنْ لم يُقم تعويجَه اللومُ من ال / أحرارِ حقّاً لم تقوّمْهُ العصا
لا تضرِبِ الطائعَ يوم دهره / فإنما هذي العَصا لمَنْ عصا
طوبى لمن أسّس بُنياناً له / طولَ المدى دون الورى على التقى
ليس البِنا على أساسٍ ثابتٍ / يا صاحبيّ كالبنا على شَفا
حلفتُ بالله وبالنبيّ وال / كعبةِ في أستارِها ثمّ الصّفا
وكلّ من يَحجُجْ وحجّ مكةً / ثُمّتَ ثجّ ثم لبّى ودَعا
ما في الورى كالحافظ العالم في ال / خَلقِ والخُلقِ معاً ما في الورى
حَبْرٌ إمامٌ أوحدٌ علامةٌ / حاز من العلياءِ أوفى منتهى
قد جمعَ الله الأنامَ كلَّهُمْ / فيه إذاً وشخصُه شخصُ فتى
يهوى الصّلاحَ مُذْ نَشا وهكذا الس / يّدُ لا يهوى مدى الدهرِ الثّأى
سحابُ كفّيهِ على طولِ المدى / بالمالِ لا بالماءِ في القحْطِ جرى
أسمحُ من تحمِلُه الأرضُ يداً / أكرم من دَبّ عليها ومشى
يصلُح للسّيفِ وللضيفِ معاً / فهو الأجلُّ في اللقا وفي القِرى
أعراضُه مصونةٌ لأنه / قُدّامَها بالجودِ سوراً قد بَنى
لله منه عالِمٌ علاّمةٌ / في العلمِ سيفٌ لا يكلّ مُنتضى
لا أشْمتَ الله به عُداتَهُ / فأصعَبُ الأشياءِ إشماتُ العدا
تراهُ كالبدرِ إذا جالَسْتَه / يوماً وعند النائبات الأربا
بَدا له في العِلْمِ ما عن غيرِه / من سائرِ الناس إذاً قد اختفى
للقاصدينَ مالُه وجاهُه / فرِجلُه تعلو على شَوى العِدا
على المدى دانى النّدى بدْرٌ بدا / يسقي العِدى طول المدى كأسَ الرّدى
أبلجُ ما في خدّه من صعَرٍ / يرى اللُهى في كفّه مثلَ الجَنى
إذا دجا ليلٌ من الخطب غدَتْ / آراؤهُ منه صباحاً فأضا
له يدٌ طالت الى هام العُلى / إذا انثَنَتْ عن نيلها أيدي الورى
نحنُ له من كل سوءٍ أبداً / لا زال في عزٍّ مدى الدهرِ الفِدا
أعلى الورى مرتبةً أفضلُهم / قدراً إمامٌ أوحدٌ جزلُ العطا
أعطى اللُهى فانفتح الآن من الن / اس بوصف جوده الجزل اللَّها
ما قالَ لا قطُّ لعَمْري غيرَ في / شهادة الإخلاص لا ما قال لا
حبرٌ على الأعداءِ طُرّاً قد علا / ندْبٌ من العافين طُرّاً قد دنا
بدرٌ إذا البدرُ بدا في سَعْدِه / بحرٌ إذا ما البحرُ تالله طَما
بصّرَنا طرائقَ الخير وقد / كنّا لعمر الله عنها في عمى
به الى الحق إلا له قد هدى / بعدَ النبي العربيّ المصطفى
ليس لأهلِ الأرض إلاّه امرءاً / ندباً غدا في النائبات يُرتَجى
به الى كل سبيلٍ رفعةٌ / من نحوِه ومكرُماتٌ تُقتدى
لا زال في عزٍّ متى ما طلعَتْ / شمسٌ وهزّت بانةً ريحُ الصَّبا
يا سيداً حوى الجلاَ والعُلا / والفضلَ والدينَ وما هذا سُدى
إليك بالله العليّ أتى على / رغم الأعادي مُسرعاً وما دَنا
أما العُلا فحاصلٌ فاطلُب إذاً / شيئاً على هام المعالي قد علا
يا بْنَ الكرامِ هاكَها قصيدةً / جاد بها الفكر سريعاً ما رَدى
زيّنَها ذكرُك فاكتَسَتْ به / ثوبَ فخارٍ وجلالٍ وبَها
خُذْها ابنةَ الفكرِ فقد جاءت على / رغم الأعادي مائةً حقاً سَوا
بكراً أتتكَ ذا الأيادي فاصفحَنْ / عن ما ترى في ضِمْنِها من الخطا
واسلَمْ ودُم ما لاح برقٌ في دُجى / ليل وناحَ الطيرُ في غصنِ الغضا
هل يا حُداة النُجُبِ
هل يا حُداة النُجُبِ / للركب من منقلَبِ
والعيشُ لما عزَموا / على النّوى لم يَطبِ
سارتْ بقلبي عيسُهمْ / وا أسَفي وا حرَبي
من حُبّ أحوى أغيدٍ / مهفهَفٍ محجَّبِ
زرى بحسنِ وجهه / على ابنِ يعقوبَ النّبي
عِذارُه في خدّه / كأرقمٍ أو عقربِ
تيّمني بحُسنه / ظبيٌ سريعُ الغضب
علِقْتُه فليس لي / عن حبّه من مهربِ
أعاذِلي في حُبّه / لم تُصِبِ لم تُصِبِ
تعذُلُني في رشأٍ / أرى هواهُ مذهبي
ما إن رآه البدرُ إل / ا واختفى في السُحُبِ
يا ويحَهُ ما بالُه / بصدّه معذّبي
ما ضرّه لو جادَ لي / بلثمِ ذاك الشّنبِ
يا رُبّ ليلٍ زارني / في غفلة المرتَقِب
فخِلتُه بدراً بدا / على قضيبِ ذهبِ
أو طلعةَ الشيخ الإما / م ذي الحِجى والحسب
خير الورى قاطبةً / من عجَمٍ أو عرَبِ
الحافظِ الحبرِ الإما / مِ الشافعي المذهب
هو الكريمُ بن الكري / مِ الأنجبُ بن الأنجبِ
مَن حسنُه كيوسفٍ / ونطقُه كيعْرُبِ
ومن نداهُ دائماً / يفيضُ فيضَ السُحُبِ
ومن علَتْ همّته / على السُهى والعقربِ
ومن غدَتْ ألفاظُه / مشرقةً كالكوكبِ
ومن أقلُّ خادمٍ / يخدُمُه كثعلب
ومن إذا ناظرَ ير / ضاهُ الإمامُ اليَثْربي
والشافعيُّ المُرتضى ال / مفضّلُ المطّلبي
يا عُمدَتي يا عُدّتي / يا جُنّتي في النّوَب
تهنّ بالشهر الذي / حوى الصيامَ المُذهَبِ
وعشْ ودمْ في نِعَمٍ / على ممرِّ الحِقَبِ
ما لاح برقٌ ساطعٌ / في خفض عيشٍ طيّبِ
يا عاذليّ لا تُطيلا عذَلي
يا عاذليّ لا تُطيلا عذَلي / إني عن عذلِكما في شُغُلِ
رضيتُ بالهوان والتذلّل / في حبّ من في الحب لا يرقّ لي
ظبيٌ ظُبى أجفانِه كالمُرهَفِ / ناهيكَه من أغيدٍ مهفهَفِ
لو أنه في كل حالٍ مُنصِفي / لفُزْتُ منه بالنعيمِ الأكمل
أحمُّ أحوى بابليٌّ أحورُ / في خده وردٌ نصيرٌ أحمرُ
بسحرِ عينيه القلوبُ تُسحَرُ / ويلاهُ من طرفِ الغزالِ الأكحلِ
علِقْتُه غرّاً جَهولاً بالهوى / لم أدْرِ طعمَ الهجرِ قبلُ والنّوى
لله أيامٌ تقضّتْ باللَّوى / لهفي على ذاك الزمانِ الأولِ
يا أيها العذالُ فيه أقصِروا / أو أكثِروا فالحب عندي أكثرُ
والقلبُ لا يسطيعُ عنه يصبِرُ / حالَ عن الميثاقِ أو لم يحُلِ
ودِدْتُ لو أتحفني بودّه / ودام لي على قديمِ عهدِه
أعوذُ من هجرانِه وصدّه / بلطفِ ذي العرشِ القديم الأزلي
يا قمراً قلوبَنا قد قمَرا / ويا قضيباً لا يزال مُثمِرا
ويا رشاً من شرَكي قد نفَرا / ما شئتَ في قلبي العميدِ فافعلِ
يظنّ أنّ القلبَ عنه قد سلا / وأنه من الغرامِ قد خلا
عوفيتَ عما حلّ بي من البَلا / جهلْتَ ما ألقى وما لم أجهلِ
الله يدري أنّ في قلبي ألمْ / من أجلِ أنّ الطيف حيناً ما ألمّ
وها أنا واللهِ في الحبّ علمْ / وأنت عما حلّ بي في شُغُلِ
يا يوسفيَّ الحُسنِ كُن لي مُحسِنا / أسأتَ إذ ملَكْتَ رقّي زَمنا
ملكْتَني فاجعَل وصالي ثمَنا / وعدّ عن هذا الهجرِ والتعلّلِ
ليتكَ لما أنْ علِمْتَ أنني / أهواكَ من دون الورى وصلْتَني
فلِم لغيرِ زلةٍ هجرْتَني / ذاك لفرطِ الحب والتدلّلِ
يا أيها البدرُ المنيرُ الزاهرُ / ما شئتَ فافعَلْ بي فإني صابرُ
هأنَذا كما تراني حائرُ / وإن جهِلْتَ ما الأقلُّ فسَلِ
أقسمْتُ لا حُلْتُ وإن حُلْتَ ولا / رُمْتُ سواكَ اليوم خِلاً بدَلا
ولا سَلا قلبي فيمَنْ قد سلا / وحقِّ آياتِ الكتابِ المنزَل
أفديه من ظبيٍ غريرٍ أغيدِ / يَميسُ كالغُصْنِ الرّطيبِ الأملَدِ
لو أنّه أصبح لي طوعَ يدي / لهانَ عندي ما يقول عُذّلي
لله دَرُّ أهيفٍ محجَّبِ / مجوهَرُ الثغرِ شهيُّ الشّنَبِ
كأنهُ مثلُ ابنُ يعقوبَ النّبي / في الظّرفِ والجمالِ والتجمّلِ
له الدلالُ والخفَرْ / والفخْرُ للحفاظِ من دون البشَرْ
علاّمةٌ سؤدُدُه قدِ اشْتهَرْ / أرْبى على النعمان وابنِ حنبَلِ
هو الإمام الأوحدُ السّميْدَعُ / الأريحيّ الألمعيُّ المِصقَعُ
العالِمُ النّدْبُ السّريّ الأروعُ / المرتجى لكلِّ أمرٍ مُشكِلِ
ليثٌ يموتُ جاحِدوهُ فرَقا / غيثٌ يُرى جودُ يديهِ غدَقا
بدرٌ يشيءُ مغرباً ومَشرِقاً / بوجهه جِنحُ الظلامِ ينجلي
مَنْ مثلُه في خلقِه والخُلُقِ / ما مِثلُه في مغربٍ ومشرقِ
وقفٌ على النوال والتصدّقِ / يذخَرُه لكلّ أمرٍ معضِلِ
أكرِمْ به من عالمٍ مهذّبِ / يُعربُ نطقاً عن مقالِ يعرُبِ
ذي نسب ناهيكَه من نسبِ / وهمّةٌ مقرونةٌ بالحمَلِ
زُرْهُ أزكى الأنام عُنصُرا / وأكرَمَ الخَلقِ وأبهى منظَرا
الخُبْرُ قد صدّق فيه الخَبرا / أقلامُه تفعلُ فِعلَ الأسَلِ
قد جمعَ العلومَ والمكارِما / وفاقَ في معروفه الأكارِما
يذْلُ اللُهى يراهُ حقاً لازِما / يجودُ بالجودِ وإنْ لم يُسألِ
ما إن له في الفقهِ من مُقاومِ / أكرِم به بين الورى من عالِم
به غدا اليومَ قوامَ العالَمِ / عن حاله منذُ نَشا لم يَحُلِ
يروي حديثَ المصطفى عن خامسِ / ليس له في ذاك من مُنافِسِ
يقوم إذ يراه كل جالِسِ / مُبجّلٌ ناهيكَ من مبجّلِ
هو الذي همّتُه فوقَ السُهى / حوى الجلالَ والجمالَ والنُهى
وطبعُه منذُ نَشا بذلُ اللُهى / بذلَ جوادٍ أريحيٍّ مفضّلِ
يا سيّدَ الزُهّادِ والأحبارِ / وكعبةَ العلياءِ والفَخارِ
وذا الندى في العُسرِ واليسارِ / وذا الحِجى والفضلِ والتطوّلِ
تهنّ يا عيدَ الورى بالعيدِ / وابْقَ كذا في العزّ والتأييدِ
برغمِ كل مُبغضٍ حَسود / واعلُ على ظهرِ السِّماك الأعزلِ
ما غرّدَ القُمريّ في الأشجارِ / وأذهَبَ الليلُ ضِيا النهارِ
ودام مُلْكُ الملِك الجبّار / ربِّ السمواتِ العليّ الأوّلِ
خُذها عَروساً من بنات فكري / بِكراً وما الثيّبُ مثلُ البِكْرِ
ألبسَها مدحُك ثوبَ فخرِ / تغْنى بذاك الفخرِ عن لُبْس الحُلي
تيّم قلبي أغيدُ
تيّم قلبي أغيدُ / وخانَ فيه الجلَدُ
وليس لي من يُسْعِدُ / عليه مُذ فارقني
الله في قتل فتى / ذي كبدٍ قد فتّتا
فكم وحتّى ومتى / بعدَ الرِّضا تسخطني
يا قمراً قد قمَرا / قَلبي لما غَدرا
ألِفْتُ منك السّهرا / والقلبُ خِدْنُ الحزَنِ
لقد جفا جَفْني الكَرى / منذُ سرى مع السُّرى
فها أنا بينَ الورى / متيّمٌ ذو شجَنِ
أكثر فيه العُذّلُ / جاروا ولمّا يَعدِلوا
والعدلُ ليس يُجهَل / في حُبِّ من تيّمني
ويلاهُ من مهفهَفِ / أحورَ أحوى صلِفِ
أفي له ولا يفي / بالعهدِ طولَ الزمنِ
يا ويح صبٍّ عشِقا / مثلي ظبياً مؤنِقا
لم يُبْقِ مني رمَقا / مذْ للجفا أسلمني
أورثَ جسمي سقَما / وجار لما حكَما
فالشوق مني كلما / ذكرْتُه يقلقني
أودَع لما ودّعا / نارَ الغرامِ الأضلُعا
فالقلبُ أضحى موجَعا / عليه مذْ ودّعني
أقولُ لما ظعَنا / وزادَ قلبي حزَنا
هيّجْتَ ناراً سكَنا / بين الحشايا سكَني
يا قلبُ دعْ ذِكرَ الهوى / ومن نَوى لك النّوى
وعدِّ عن ذكر اللِّوى / وكلّ ظبيٍ مُفتِنِ
وانْحُ الإمامَ أحمدا / أنْدى الورِ طُرّاً يَدا
ومن يَعُدُّ الفرْقَدا / هجرَ النّدى والمِنَنِ
هو الإمامُ الحافظُ / فأينَ منه الجاحظُ
والألمعيُّ الواعظُ / في كلِّ فنٍّ حسَنِ
لقد حوى المفاخِرا / وجمّل المحابِرا
وحاز فضلاً باهِرا / وفاقَ أهلَ الزمنِ
أكرِمْ به من عالِمِ / فاقَ جميعَ العالَم
بالجودِ والمكارِم / فمثلُه لم يكُنِ
من مثلُه في نخوتِهْ / وفي علوّ همّتِهْ
يجلو ضياءَ طلعَتِهْ / عنّا دياجي الفِتَنِ
علاّمةٌ حبْرٌ علَمْ / العُرْبُ فاقَ والعجمْ
ما مثلُهُ بين الأمَمْ / وحقِّ آلِ الحسَنِ
طلعتُه كالقمرِ / وجودُه في البشرِ
يفيضُ فيضَ المطرِ / في السّرِ ثم العلنِ
في الحِلْمِ فاقَ أحنفا / وفي الجمالِ يوسُفا
فكم كتابٍ ألّفا / ناهيكَه من فطِنِ
أسعدَنا بسعْدِه / وخصّنا برفدِه
كأنّه في زُهدِه / مثلُ أوَيسَ القُرَني
يجود وهو مبتسِمْ / من قاصديه محتشِمْ
وجوده مثل الدِّيَمْ / وكالغمامِ الهَتِنِ
لم ترَ عيني قبلَه / في كل فن مثلَهُ
حوى الفخارَ كلَّهُ / وحازه في قرَنِ
همّتهُ فوق السُّها / بذا قضى أهلُ النُهى
وطبعُه بذلُ اللُهى / بذلَ الجوادِ المحسِنِ
زُرْهُ تزُرْ مهذّبا / أزكى الأنامِ منصبا
في النطق فاق العَرَبا / وفي العلوّ المُزَني
له الحِجى والسّؤدُدُ / والفضلُ والتودّدُ
فمَنْ سواهُ يُقصَدُ / عند حلولِ المحَنِ
أكرِمْ به من بارع / مثل الهلال الطّالعِ
كمالكٍ والشافعي / ومَعمرٍ باليَمنِ
إذا سألناه النِّعَمْ / جوابه لنا نعَمْ
وبذْلُه حُمرُ النِّعَمْ / ما بُخلُه بمُمكِنِ
يا سيّداً حاز العلا / على السِّماكين عَلا
أربَيْتَ في الفقه على / ابنِ ثابتٍ والحسَنِ
يا ذا العلا والحسبِ / والفضل والتأدّبِ
يا عُدّتي في النّوبِ / ومنقِذي من زمني
تهنّ يا سيّدنا / فالعيدُ وافي ودَنا
وأنت أنتَ عيدُنا / فابْقَ ممرَّ الزمن
وعِشْ سعيداً مُسْعَدا / ألفا على رغم العدى
ودُم لنا مدى المدى / في أطيب العيش الهَني
يا حافظَ الدينِ الذي
يا حافظَ الدينِ الذي / أصبح فرداً علَما
ومنْ سحابُ جودِه / على الأنامِ قد هَمى
أطلَعْتَ في شمسِ العُلا / بالمكرماتِ أنجُما
وجُدْتَ حتى لم تدعْ / من يتشكّى عدَما
الله قد عافى بك ال / مَجْدَ معاً والكَرَما
فالحمدُ لله الذي / أذهبَ عنّا الألما
أصبحْتُ لا أملكُ ما / بين الأنامِ دِرْهَما
فاجعَلْ نداكَ مُنعِماً / لجَرْح فَقري مَرْهَما
وابقَ سعيداً مُسعداً / موفّقاً مُسلَّما
دع عنك ذكرَ منزلٍ بالأبرقِ
دع عنك ذكرَ منزلٍ بالأبرقِ / أماته حَيا السحابِ المُغدِقِ
وكلّ ريحٍ دائبٍ مصفّقِ / فصار بعد جِدّةٍ في خلَقِ
فإنما العيشُ حُداءُ الأينُقِ / وقطْعُ كلّ مهمهٍ منخَرِق
بمُقرَبٍ أدهمَ ذي تَلهوقِ / وشرطِ الوغى صهْصَلَقِ
آباؤه من بعض خيل يلبَقِ / أقبّ نهدٍ صلِفٍ ذي أولَقِ
أو أبيضٍ مثلَ ابيضاضِ المبرق / تحسَبُه في الليلِ ضوءَ الفلَقِ
ومرهَفٍ يَفري كثيفَ الحلَقِ / لا تُتّقى ضربَتُه بالدّرَقِ
يختطِفُ الألحاظَ حُسنَ رونقِ / وأسحمِ اللونِ أحمّ غدِق
تحسَبُه كالليلِ لو لم يبرُقِ / لما حواهُ من حَياً مفرِّق
فعلَ الإمامِ الحافظِ الموفّقِ / القائل الفاعلِ شمسِ المَشرِق
بابُ العطاءِ عندَه لم يُغلَق / قليلُه مثلُ الخضمِّ المتأقِ
فاز كآباءٍ له بالسّبقِ / فقُلِّد الجودَ مكانَ الرّبَقِ
فهو على أعراضِه كالخندَقِ / ما دُنِّسَتْ أعراضُه بالرّنقِ
فردٌ وفي الشدة مثلُ الفيلقِ / ومقتدي مذْ كان كلِّ الفِرَقِ
يا سيّداً أمثالُه لم تُخلَقِ / ثوبي علاهُ وسخٌ كالغسَقِ
أعراضُ من عاداكَ منه تستقي / وإنّني أصبحتُ أوفى مُمْلِقِ
لا زلتَ في سعادةٍ لم تُخلِق / تلبَسُ من بُرْدِ الفخارِ المونِقِ
ما قابلَ المغربُ وجهَ المشرِقِ /
مالكُ قلبي عن يدِ
مالكُ قلبي عن يدِ / يقتلُني ولا يدي
فأنثني ومهجتي / نهْبَ جيوشِ الكمَدِ
وإنما تخدعُني / بمُلق التودد
ينعَمُ بالطيفِ على / ناظريَ المسهَّدِ
وأين من إلمامِه / مُقلةُ مَن لم يرقدِ
وربما واصلني / لكن بخُلْفِ الموعد
وجاء بالحب بما / لم يعترض في خلدي
ولم يجُدْ بربّةٍ / لغُلّةِ القلبِ الصدي
وإنما يُبردُها / برشفِ ذاك البرَدِ
ودونه صَمصامةٌ / من لحظِه المعربدِ
قد أصبحتْ في جفنِها / كالصارمِ المهنّدِ
منكمْ أحومُ والهوى / يصدِفُني عن موردي
وقد أذاب طولَ ه / ذا المَطْلِ روحُ الجلدِ
الله في حُشاشةٍ / أنبَتُها عن جسدي
طرفي جنى فما الذي / أوجب ظُلْمَ الكبِدِ
وإنما حكمُ القِصا / صِ واقعٌ بالمُعتَدي
دهيتَني فصِرْتُ لا / أعرف أمسي من غَدي
ورّدْتَ دمْعَ مقلتي / بخدّك المورَّدِ
وأشبه الحالُ به / إنسانَ عينِ الأرْمَدِ
كعبةُ حُسنٍ كمُلَتْ / بالحجر المسوّد
لكنْ براحاتِ المُنى / تلمُسُ لا راحِ اليد
معطلُ اللبةِ إل / ا من حُليّ الغيَد
تجمّع الحُسنُ به / من مزوَجٍ ومفردِ
كأنما استعارَ من / بعضِ صِفاتِ أحمدِ
وأين منه حُسنُها / والصُّفرُ غيرُ المَسجَدِ
السيدُ بنُ السيد ب / نُ السيد بنُ السيدِ
جلالةٌ من آدمٍ / باقيةٌ للأبدِ
ورفعةٌ قضتْ له / بها نُجومُ المَولدِ
ذو راحةٍ قد ضمنَتْ / بالبَذْلِ برّ المُجتَدي
يقظانُ إلا أنه / نائمُ طرفِ الحسَدِ
تواضعٌ أنزلهُ / بين عِراضِ الفرقَدِ
وقد لوى اللهُ له / أخدعَ كلّ أصيدِ
فكلهمْ أجابَه / ولم يُنادِ أسعدِ
هذا وكم مدرسةٍ / تدرسُ إفكَ المُلحِدِ
تُضحِك عن لألائها ال / مُشرقِ ثغرَ البلَدِ
كأنما خريدةٌ / حاليةُ المقلَّدِ
حلّ سليمانُ بها / في صرْحِه المُمَرَّدِ
ورامَها الغيثُ فنا / دَتْهُ على البعدِ اجْهَدِ
وأتعبتْهُ فابْتَنى / عنها رسوخَ النجَدِ
لا تكذبنّ إنها / لولاهُ لم تُشيّدِ
قد أوضحَ اللهُ به / لنا طريقَ الرَّشَدِ
وزهّرَتْ نجومُه / فويلَ من لم يهتدِ
وإن روى الأخبارَ منْ / مُرسِلِها والمسنَّدِ
فاصغِ إليه والتقِطْ / من دُرِّه المنضَّدِ
وقلْ لقد سمعتُها / من فلقٍ محْمَدِ
يا ضامناً يُسْرَ النّدى / ببشْرِ وجهه النّدي
ومن إذا مدحتَه / قال لي العُلا زدِ
مثلُك من قوّم ما / في كلِمي منْ أوَدِ
فاهنأ بعشرٍ لم يزلْ / منه أخيرُ العددِ
هذا على أنك في / أولِ كلِّ سؤدَدِ
واسلمْ ودُمْ في نعمةٍ / باقيةٍ للأبدِ
أحسن منْ وصفِ ديارِ الطائفِ
أحسن منْ وصفِ ديارِ الطائفِ / ومن خليطٍ سارَ في مَتالِفِ
ومن كئيبٍ للطيورِ عائفٍ / مرْأى بديعِ هذه القطائفِ
كأنّها في عينِ كلِّ واصفِ / قد صُوِّرَتْ من أبيضِ المَناشِفِ
وحُشيَتْ حشوَ خبيرٍ عارفِ / وجادَها عارضُ حُلْوٍ واكِفِ
أحلى من الأمانِ عندَ الخائفِ / قد قُدِّمَتْ لسادةٍ غَطارِفِ
كلٌّ على السؤددِ جدُّ عاكفِ / قل لأبي العباسِ ذي المعارفِ
قد جئتَ بالنعماءِ في ترادُفِ / وجُدْتَ في القادمِ مثلَ السالفِ
لولاك يا مُحْيي فؤادي التالِفِ / ضيعتُ فيها تالِدي وطارِفي
وا بأبي مَنْ لم يدَعْ
وا بأبي مَنْ لم يدَعْ / فيّ مكاناً للألَمْ
بدرٌ أبى ضياؤُه / أن تتغشّاهُ الظُلَمْ
أبصرتُه في مأتمٍ / يا مأتماً عليّ تَمْ
وقلت لمّا أن بَكى / كأنّه قدِ ابتَسَمْ
للهِ فيه جامعاً / أحسنَ أوصافِ القلَمْ
إن جوًى لو يُذهبُ الأوجالا
إن جوًى لو يُذهبُ الأوجالا / يُخْفي الهوى ودمعَهُ هطّالا
أرقَه الحبّ وأضنى جسدَهْ / وأشمَت الوجدَ به من حسَدِهْ
فباتَ بين السّقم والسهادِ / يبكي بدمعٍ رائحٍ وغادِ
ما ضرّ مَنْ حمّله ثقلَ الكُلَفْ / لو منّ بالوصلِ عليه وعطفْ
وا رحمتا للدنِفِ الكئيبِ / من قمرٍ أوفى على قضيبِ
لمّا انتشى من خمرِ الدّلالِ / عرْبدَ بالصّدودِ والمَلالِ
طلبتُ منه مُسعِداً نوالا / قال ألَمْ أبعثْ لكَ الخَيالا
هبِ الخَيال زارني اكتتاما / من أين للمقلةِ أن تَناما
أمّا وخمرِ ريقِه المَصونِ / وعقدِ درّ ثغرِه المكنونِ
وردفِه الأثقلِ من صُدودِهِ / وطرفِه الأسقمِ من عُهودِه
لو زارني الخيالُ في المنامِ / لم يرَني من شدّةِ السَّقامِ
مَنْ مُنصفي من مُقلَتَيْ غزالِ / حيّ الصّدودِ ميّتِ الوصالِ
قلبي منه بين همّ وكمَدْ / ومقلتاي بين دمعٍ وسهَدْ
يا ليت شعْري والهوى فُنونُ / أمثلَ هذا لقيَ المجنونُ
لو أنّه أباحَ لي رشْفَ اللّمى / ما بتّ أشكو في هواهُ ألَما
لا واحمرار خدّه الأسيلِ / وسيفِ لحظ طرفِه الكحيلِ
يا عاذلي شأنُك غير شاني / قد لمتَني في الحبّ ما كَفاني
لو ذقتَ ما قد ذقتُه ما لُمْتنا / ولو بُليتَ بالهوى عذَرَنا
ولو رأيتَ من هَويْتُ قربَهُ / رأيتَ فرْضاً في العباد حبَّهُ
ما شئت من محاسنٍ فيه تجدْ / ليلٍ وصبحٍ وقضيب وعقدْ
كم باتَ يجلو قهوةً صهباءَ / تكسو المديرَ حُلّةً حَمْراءَ
شمسٌ لها من الدِّنان مشرِقْ / كالنّارِ إلا أنها لا تُحرِقْ
كأنّنا من ضوءِ تلك النارِ / نشربُ في بيتٍ من النُضارِ
ومُقعدٍ لا يملكُ القِياما / ولا يُطيقُ دهرَهُ الكلاما
يحيل ما يودعه من السُّبجْ / من غير ما حيفٍ عليه وحرَجْ
أنفاسُه بحرِّها عقيقا / أحسِنْ بذاك منظراً أنيقا
أقول إذ يلوحُ للعيونِ / يا حبّذا الكانونُ في كانونِ
نودعُهُ قلائداً من الفحَمْ / سُوداً سوادَ الليل حين يدلَهِمْ
كأنّها والنارُ فيها تلهَبُ / لناظريها آبنوسٌ مُذهّبُ
ما أنا للعاذلِ بالمطيعِ / وقد تبدّى زمنُ الرّبيعِ
أما تَرى الأطيارَ في ترنّمِ / تهيجُ شوقَ المستهامِ المُغْرمِ
والجوّ ما أحسنَه وأجملَهْ / لما بَدا في حُلَلٍ مُصنْدَلَهْ
والأرضُ إذ تفترّ عن أزهارِها / تستوقفُ الطّرفَ على أنوارِها
من نرجِسٍ أكرمْ به من نرجسِ / كأنّهُ العيونُ ما لم تنعَسِ
أو فأكفٌّ صُوِّرَت من بَرَدِ / قد حُمِّلتْ مَداهِناً من عسجَدِ
كأنّما الطّلّ على الوردِ النّدي / دمعٌ جَرى على خُدودِ الخُرّدِ
أخجَلَهُ النّرجسُ لمّا أن نظَرْ / فاحمرّ من فرطِ الحياءِ والخفَرْ
وانظُرْ الى الأقاحِ وابيضاضِه / يتيهُ إدلالاً على رِياضِهِ
أما رأيتَ روضةَ البنفسجِ / كأنّها معادنُ الفيروزَجِ
كأنّما فرائدُ البَهارِ / مداهنٌ تروقُ من نُضارِ
وانظرْ الى النارنجِ في أغصانِه / يا حُسنَه إذ لاح في زَمانِه
كالذهبِ الأحمرِ قد صيغَ أُكَرْ / من صنعةِ الخالقِ لا صنع البشرْ
فاشربْ ولا تخشَ من الإملاقِ / رزقُك يأتيكَ من الرزّاقِ
والعيشُ كلُّ العيشِ في عصرِ الصِبا / للهِ ما أحسنَهُ وأعْذَبا
سُقيتِ يا معاهدَ الأحباب / بعارضٍ منهمِلِ الرّبابِ
مثلُ ندى الحافظِ دينَ أحمدِ / ذي المنزلِ الرحْب وذي الوجهِ النّدي
أصدقُ من حدّثَنا وأسنَدا / أكرمُ من تحمِلُه الأرضُ يَدا
في وجهه ولفظه للواعي / مستمتع الأبصار والأسماع
إن قلت كالبحر ندى لم تُصب / فالبحرُ ملحٌ وهو عذبُ المَشْربِ
يُشرقُ للقاصدِ نورُ بِشْرِه / والبرقُ في الغيمِ دليلُ قَطْرِهِ
ماذا على الواصفِ أن يقولا / ووصفُه قد أعجزَ العُقولا
يمَمْهُ تُلفِ خيلاً من تؤمِّلُ / للجدبِ والخطبِ حياً ومُنصلُ
تجلو دَياجي المشكلاتِ فطنتُهْ / تَهدي الى سُبْلِ النجاحِ غُرّتُهْ
كالليثِ قد عزّ به العرينُ / كالدهرِ فيه شدةٌ ولينُ
لو صوّروا جسماً جميعَ الناسِ / لكانَ هذا لهمُ كالرّاسِ
جَلا عويصَ المُبْهَماتِ عقلُه / حبّبَهُ الى الأنامِ فِعْلُه
يقولُ مَنْ أبصرَهُ فنظَرَهْ / سبحانَ من صوّرَهُ فقدرَهْ
لِما بَراهُ من محاسنِ الصُوَرِ / قال الورى تاللهِ ما هذا بشَرْ
فاخرَتِ الأرضُ به السّماءَ / فعقدَ السّبْقُ لها اللّواءَ
أين بهاءُ البدرِ من جَبينِه / وأين صوب المُزنِ من يَمينه
أخلاقُه دلّتْ على النِّجارِ / والفجرُ عُنوانٌ على الأسفارِ
إن قلتُ ما أحسنَهُ شَمائلا / فقلْ وما أجملَهُ فعائلا
أو قلتُ ما أفصحَهُ لسانا / فقلْ وما أسمَحَهُ بَنانا
يا موضِحاً سبيلَ علمٍ أنهجا / بصبح فكرٌ منه قد تبلّجا
ومن تحلّى كلّ خطبٍ داجي / فينا بنورِ عزمِه الوهّاجِ
اهنأ فدَتْكَ النفسُ بالمحرَّمِ / وابقَ سعيدَ الجدِّ فرداً أو دُمِ
ما غردتْ قُمْريّةٌ في فنَنِ / وهزّتِ الريحُ قُدودَ الغُصُنِ
راخِ لها في السّبَبِ
راخِ لها في السّبَبِ / وارمِ عِراصَ السَبْسَبِ
وامخِضْ بها الدهرَ لكي / تُعطيك زُبْدَ الحلَبِ
ولا يُغرَّنْك المُنى / ببرقِ وعدٍ خُلَّبِ
فالعيشُ في العِيس وقد / أنجبَ حادي النُجُبِ
فقرِّبِ المَطلَبَ با / لتقريبِ أو بالخَبَبِ
واستمطِ ليلاً أدهَماً / الى صباحٍ أشهبِ
قد وُجِدَ النبعُ فلِمْ / خيّبْتَ عند الغرَبِ
ما أنجبَ الصّقرُ الذي / يرضى بحظِّ الخرِبِ
إن كنتَ تبغي وطَناً / من العُلى فاغترِبِ
فالسُمرُ في غاباتِها / معدودةٌ في القصَبِ
والمرءُ لا يذهبُ ثو / بُ المجدِ ما يذهبِ
والحمدُ حظّ حُوَّلٍ / من الرجال قُلَّبِ
والشمسُ لا ترقَبُ في ال / مَطلَعِ ما لم تغرُبِ
عليكَ أن تسعى وما / عليك نُجْعُ المطْلَبِ
فكن لرَحْلِ الناقةِ ال / كوماءِ مثلَ القتَبِ
واضربْ بصدرِ المشرقِ ال / مُشرِقِ رَدفَ المغربِ
وإن مرَرْتَ بالخي / امِ المشرفاتِ الطُنُبِ
والحيُّ من سنبس أر / بابِ النُهى والحسَبِ
والمعهَدُ المعهودُ من / حالِ الرِضا والغضَبِ
فاربَعْ هناك إنّهُ / مربَعُ تاجِ العرَبِ
حامي الذِمارِ حاملُ ال / عبءِ الثقيلِ المُتعَبِ
ذو مَنكَبٍ من علِقتْ / هُ كفَّه لم يُنكَبِ
أيفْتِكُ في أعدائِه / بمِنْسَرٍ ومِخْلَبِ
بالأسمرِ العسّالِ أو / بالأبيضِ المُشطَّبِ
فيا معالي زِدْ عُلا / تبقى ممرَّ الحِقَبِ
واستَمعِ الشعرَ الذي / ألفاظُهُ كالشُهُبِ
وما خلطتَ الدرّ في / لفظي بالمُخشَلِبِ
قمتُ به أخطَبُ بي / نَ الصِّيدِ أهلِ الخُطَبِ
عن شكرِ نجم الدين وال / قاضي الرشيدِ الأنْجَبِ
ولم أقُلْهُ سبباً / لطائلٍ من نشَبِ
فإنني أقنعُ بال / بِشْرِ وبالترَحُّبِ
تأبى لي الهمّةُ أن / أجعلَ شِعْري مكسَبي

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025