القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : خَليل مطران الكل
المجموع : 41
ولَيْلَةٍ رَائِقَةِ الْبَهَاءِ
ولَيْلَةٍ رَائِقَةِ الْبَهَاءِ / مَشُوبَةِ الظَّلاَمِ بِالضِّيَاءِ
أَشْبَهَ بِالجَارِيَةِ الْغَرَّاءِ / فِي حُلَّةٍ شَفَّافَةٍ سَوْدَاءِ
بَادِ جَمَالُهَا عَلَى الْخَفَاءِ / سَكْرَى مِنَ النَّسِيمِ وَالأَنَّدَاءِ
جَرَتِ الْفُلكُ عَلَى الدَّأْمَاءِ / خَافِقَةَ الْفُؤَادِ بِالرَّجَاءِ
خَفِيفَةً كالظِّلِّ فِي الإِسْرَاءِ / تُبْدِي افْتِرَاراً فِي ثُغُورِ المَاءِ
كَأَنَّمَا طَرِيقُهَا مَرَائِي / وَالشُّهْبُ فِيهَا أَعْيُنٌ رَوَائِي
بِمَشْهَدٍ مِنْ عَالَمِ الأَضْوَاءِ / في مُتَرَاءَي البَحرِ وَالسّمَاء
يحمِلُهَا المَوجُ عَلَى الوَلاءِ / وَالرِّيحُ تَحْدُوهَا بِلاَ حُدَاءِ
كَأَنَّمَا الأَسْمَاعُ فِي الأَحْشَاءِ / وَالدَّهْرُ فِي سَكِينةِ الإصْغَاءِ
يَا مِصْرُ دَارَ السَّعْدِ وَالهَنَاءِ / وَمَهْبَطَ الأَسْرَارِ وَالإِيحَاءِ
عَلَيْكِ مِنْ هَذَا الْمُحِبِّ النَّائِي / سَلاَمُ قَلْبٍ ثَابِتِ الْوَلاَءِ
يَهْوَاكِ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرِّاءِ /
هَذِي رُؤُوسُ الْقِمَمِ الشِّمَّاءِ
هَذِي رُؤُوسُ الْقِمَمِ الشِّمَّاءِ / نَوَاهِضاً بِالْقُبَّةِ الزَّرْقَاءِ
نَوَاصِعُ الْعَمَائِمِ البَيْضَاءِ / رَوَائِعَ المَنَاطِقِ الْخضْرَاءِ
يَا حُسْنَ هَذِي الرَّمْلَةِ الوَعْسَاءِ / وَهَذِهِ الأَوْدِيَةِ الْغَنَّاءِ
وَهَذِهِ المَنَازِلِ الْحَمْرَاءِ / رَاقيةْ مَعَارِجَ العَلاَءِ
وَهَذِهِ الْخُطُوطِ فِي البَيْدَاءِ / كَأَنَّهَا أَسِرَّةُ العَذْرَاءِ
وَذلِكَ التَّدْبِيجِ فِي الصَّحْرَاءِ / مِنْ كُلِّ رَسْمٍ بَاهِرٍ لِلرَّائي
وهَذِهِ الِميَاهِ فِي الصَّفَاءِ / آناً وَفِي الإِزْبَادِ وَالإِرْغَاءِ
تَنْسَابُ فِي الرَّوْضِ عَلَى الْتِوَاءِ / خَفيَّةً ظَاهِرَةَ الَّلأْلاَءِ
وَنَسَمٍ قَوَاتِلٍ لِلدَّاءِ / يَشْفِينَ كُلَّ فَاقِدِ الشِّفَاءِ
وَمَعْشَرٍ كَأنْجُمِ الْجَوْزَاءِ / يَلْتَمِسُونَ سُتْرَةَ المسَاءِ
فِي مَلْعَبٍ لِلطِّيبِ وَالْهَوَاءِ / وَمَرْتَعٍ لِلنَّفْسِ وَالأَهْوَاءِ
وَمَبْعَثٍ لِلفِكْرِ وَالذَّكَاءِ / وَمُنْتَدىً لِلشِعْرِ وَالغِنَاءِ
يَا وَطَناً نَفْدِيهِ بِالدِّمَاءِ / وَالأَنْفُسِ الصَّادِقَةِ الْوَلاَءِ
مَا أسْعَدَ الظَّافِرَ بِاللِّقَاءِ / وَالقُرْبِ بِعْدَ الهَجْرِ وَالْجَلاَءِ
إِنْ أَكْ بَاكِياً مِنَ السَّرَّاءِ / فَإِنَّ طُولَ الشَّوْقِ فِي التَّنَائِي
أَلَّفَ بَيْنَ العَيْنِ وَالْبُكَاءِ /
يَا مُسْرِفاً فِي لَهْوِهِ
يَا مُسْرِفاً فِي لَهْوِهِ / وَمُذْهَباً فِي العَجَبْ
هَلاَّ احْتَشَمْتَ وَتَصَدَّقْتَ / بِبَعْضِ الكَسَبْ
مَاذَا يَفِيْدُكَ الْغِنى إِنْ قِيْلَ / مِثْرِيٌ حَرَبْ
خَطْبَانِ قَدْ تَتَابَعَا وَأحْرَبَا
خَطْبَانِ قَدْ تَتَابَعَا وَأحْرَبَا / لِمَا أَصَابَ الثَّاكِلَ المُنْتَحِبَا
أَنْضَبَ مَاءُ عَيْنِهِ مِمَّا بِكَى / نَجْلَيْهِ حَتَّى قَلْبُهُ تَصَبَّبَا
يُوسُفُ أَنَّ الرُّزْءَ جِدُّ فَادِحٌ / فَارْجَعْ إِلَى العَقْلِ إِذا الطَّبْعُ أَبَى
أَلَمْ تَكُنْ فِي كُلِّ مَا مَارَسْتَهُ / مَنْ عَرَكَ الدَّهْرَ وَرَاضَ المَصْعَبَا
حِكْمٌ مِنَ اللهِ جَرَى فَاصْبِرْ لَهُ / وَعَلَّ صَبْراً يَدْرَأُ المَغْيَبَا
شَفْعٌ بِطِفْلَيْكَ اللَّذَيْنِ بَقَيَا / لَكَ المَلاَكَيْنِ اللَّذَيْنِ ذَهَبَا
وَاشْدُدْ قِوَى رُوحَكَ وَاحْمِلْ جَاهِداً / عِبْئَيْهِمَا أَلَسْتَ لِلْكُلِّ أَبَ
إِذَا ضَحَا ظِلُّكَ مَا حَالُهُمَا / مُعَاقَبَينِ وَهُمَا مَا أَذْنَبَا
يَا مَنْ بِعَطْفِهِ وَبَسْطِ كَفِّهِ / كَفَى الضِّعافَ المُعْدَمِينَ النُّوَبا
وَوَسَّعَ العَيْشَ لَمَنْ ضَاقَ بِهِمْ / فَجَعَلَ العَيْشَ لَهُمْ مُحَبَّبَا
كَيْفَ يَكُونُ بُؤْسُهُمْ إِنْ حُرِمُوا / ذَاكَ النَّصِيرَ الأَرْيحيَّ الحَدَبَا
وَالأَصْفِياءُ الكُثْرُ مَا وَحْشَتُهُمْ / إِنْ فَقَدوا أُنْسَ الصَّفِيِّ المُجْتَبَى
وَأُمَّةٌ أَنْتَ فَتَاهَا المُرْتَجَى / فِي كُلِّ مَا تَبْغِي وََيَنْأَى مَطْلَبَا
لاَ تَقْطَعَنَّ سَبَباً عَزَّتْ بِهِ / وَلَمْ يَكُنْ إِلاّكَ ذَاكَ السَّبَبَا
دُرويسُ كَانَتْ فِي حَلاَهَا زَهْرَةً / والْيَومَ أْسَتْ فِي عَلاَها كَوكَبَا
أَبْهَى البَنَاتِ صُورَةً أَنْقَى / اللَّدَاتِ سِيرَةً أَعَفَّهُنَّ مَشْرَبا
مَرَّتْ بِدُنْيَاهَا فَلَمْ تَأْتَلِفَا / وَلَيسَ لِلْضِّدَيْنِ أَنْ يَصْطَحِبَا
فَمَا دَرَتْ مِنْهَا وَلاَ عَنْهَا سِوَى / ما كَانَ مَلْهَى طَاهِراً ومَلْعَبا
يَا أُمَّهَا وَأَنْتََِ أَهْدَى قِدْوَةً / للأُمَّهَاتِ خُلُقاً وَأَدَبَا
إِيمَانُكِ الحَيِّ وَهّذَا وَقْتُهُ / يُهِّنُ الْبَلْوَى وَيَأْتِي العَجَبَا
عِيشِي وَرَبِّي وَلَدَيْكِ فَهُمَا / يُعَزِّيَانِ الفَاقِدَ المُحْتَسَبا
وَارْعَيْ أَبَاهُمَا فَمَا أَحْوَجَهُ / إلى الَّتي رَعَتْهُ مِنْ عَهْدِ الصِّبَا
فِي جَنَّةِ اللهِ وَفِي نَعِيمِهِ / مُغْتَرِبَانِ عِنْدَهُ مَا اغْتَرَبا
تَغَيَّبَا عَنِ العُيوُنِ غَدْوَةً / لَكِنْ عَنِ الْقُلُوبِ مَا تَغَيَّبَا
يا أَيُّهَا ذَا الوَطَنُ الْمُفَدَّى
يا أَيُّهَا ذَا الوَطَنُ الْمُفَدَّى / تَلَقَّ بِشْراً وَتَمَلَّ السَّعْدَا
لَمْ يَرْجِعِ العِيدُ مُرِيباً إِنَّما / أَرَابَ قَوْمٌ مِنْكَ ضَلُّوا الْقَصْدَا
يَا عِيدُ ذَكِّرْ مَنْ تَنَاسَى أَنَّنَا / لَمْ نكُ مِنْ آبِقَةِ العِبِدَّى
كُنَا عَلَى الأَصْفَادِ أَحْرَارَاً سِوَى / أَنَّ الرَّزَايَا أَلْزَمَتْنَا حَدَّا
كُنَّا نَجِيشُ مِنْ وَرَاءِ عَجْزِنَا / كَمُتَوَالِي الْمَاءِ لاقَى سَدَّا
حَتَّى تَدَفَّقْنَا إِلى غَايَتِنَا / تَدَفُّقَ الأَتِيِّ أَوْ أَشَدَّا
وَكُلُّ شَعْبٍ كَاسرٍ قيُودَهُ / بِالْحَقِّ مَا اعْتَدَى وَلاَ تَعَدَّى
فَلَم نَكُنْ إِلاَّ كِرَاماً ظُلِمُوا / فَاسْتَنْصَفُوا وَلَمْ نَطِش فَنَرْدَى
إِنِّي أُحِسُّ فِي الصُّدُورِ حَرَجاً / يُقِيمُهَا وَفِي الزَّفِيرِ صَهْدا
إِيَّاكُمُ الْفِتْنَةَ فَهْيَ لَوْ فَشَتْ / فِي أَجَمَاتِ الأُسْدِ تُفْنِي الأُسْدَا
أَما رَأَيْتُمْ صَدَأَ السَّيْفِ وَقَدْ / غَالَ الفِرِنْدَ ثُمَّ نَالَ الْغِمْدا
فَلاَ تَفَرَقُّوا وَلاَ تنازَعُوا / أَعدَاؤُنا شُوسٌ وَلَيسُوا رُمْدا
أَخَافُ أَنْ نُمْكِنَكُم مِنَّا بِمَا / يَقْضِي لَهُم ثَأْراً وَيشْفِي حِقْدَا
أَوْ أَنْ نُقِيمَ حُجَجاً دَوَامِغاً / لَهُمْ عَلَيْنَا فَنَجِيءَ إِدَّا
قَدْ زَعَمُوا الشُّورَى لَنَا مَفْسَدَةً / عَلَى صَلاَحِهَا أَقَالُوا جدَّا
وَهَلْ أَزَلْنَا مُسْتَبِداً واحِداً / عَنَّا كَدَعْوَاهُمْ لِنَسْتَبِدَّا
دُعاةَ الاسْتِئْثَارِ إِنْ لَمْ تَنْتَهُوا / وَتَرْعَوُوا سَاءَ المَصِيرُ جِداً
بِصِحَّةِ الشُّورى نَصِحُّ كُلُّنَا / فَإِنْ أَرَبْنَا قَتَلَتْنَا عَمْدَا
فِي كُلِّ شَعْبٍ كَثُرَتْ أَجْنَاسُهُ / لاَ شَيْءَ كَالْقِسْطِ يَصُونُ العِقْدَ
تَشَارَكُوا فِي الْحُكْمِ وَاخْتَارُوا لَهُ / خِيَارَ كُلِّ مِلَّةٍ يَستَدَّا
فَقَدْ يَرَى الْبَصِيرُ مِنْهَا كَثَبَا / مضا لاَ يَرَاهُ الاَبْصَرُونَ بُعْدَا
إِنَّ السِّرَاجَ الَّذِي جَاوَرَهُ / أَجْلَى مِنَ النَّجْمِ سَنىً وَأهْدَى
تَعَاوَنُوا تَرْقَوْا فَإِنْ تَنَافَرُوا / عَلَى الحُطَامِ لَمْ تَصِيبُوا مَجْدَا
أَغْلَى تُرَاثٍ فِي يَدَيْكُمْ فَاحْرِصُوا / مِنْ قَدَّرَ الذُّخَر تَفَادَى الفَقْدَا
دَوْلَتُنَا دَوْلَتُنَا نَذْكُرُهَا / بِأَنْفُسٍ تَدْمَى عَلَيْهَا وَجْدَا
أَلْحُرَّةُ المُنْجِبَةُ الأُمُّ الَّتِي / بِالْمَالِ تُشْرَى وَالْقُلُوبِ تُفْدَى
إِخْشَوْا عَلَيْنَا الْيُتْمَ مِنْهَا فَلَقَدْ / أَرَى أَمَرَّ اليُتْمِ أَحْلَى وِرْدَا
وَأَنْتُمُ يَا أُمَّتِي أُرِيدُكُمْ / عِنْدَ رَجَائِي حِكْمَةً وَرُشْدَا
يَا أُمَّتِي بِالعِلْمِ تَرْقَوْنَ الْعُلَى / وَتَكْسِبُونَ رِفْعَةً وَحَمْدَا
وَبِالْوِفَاقِ تَمْلِكُونَ أَمْرَكُمْ / وَتَغْنَمُونَ الْعَيْشَ طَلْقَاً رَغْدَا
فَمَنْ يُخَالِفْ صَابِرُوهُ إِنَّهُ / لَذَاهِبٌ فَرَاجِعٌ لاَ بُدَّا
أَلَيْسَ تَائِباً إِلى حَيَاتِهِ / مَنْ لَمَحَ الخَطْبَ بِهَا قَدْ جَدَّا
فَإِنْ غَوَى أَخُْو نُهىً فَمُهْلَةً / حَتَّى يَرُدَّهُ نُهَاهُ رَدَّا
مَتَى أَرَى الشَّرْقِيَّ شَيْئاً وَاحِداً / كَمَا أَرَى الغَرْبِيَّ شَيْئاً فَرْدَا
مَتَى أَرَانَا أُمَّةً تَوَافَقَتْ / لا مِلَلاً مُمْتَسِكَاتٍ شَدَّا
كَمْ سَبَقَتْنَا أُمَّةٌ فَاتَّحَدَتْ / وَأَدْركَتْ شَأْناً بِهِ مُعْتَدَّا
قَامَ بَنُوهَا كَالعِمَادِ حَوْلَهَا / فَبَسَطُوا رُوَاقَهَا مُمْتَدَّا
سَعَتْ إِلَى غَايَتِهَا قَصْداً عَلى / تَثَبُّتٍ فَبَلَغَتْهَا قَصْدَا
بِلْكَ لَعَمْرِي سُنَّةٌ نَجَا بِها / مِنْ قَبْلُ أَقْوَامٌأَنَتَحَدَّى
لِيَأْبَ حِرْصُنَا عَلَى البَقَاءِ أَنْ / جَدَّتْ بِنَا حَالٌ وَلا نَجِدَّا
كَالطَّلَلِ الْبَاقِي عَلَى إِقْوَائِهِ / لا عَامِراً يُلْفَى وَلا منْهَدَّا
نَصِيحَتِي نَظَمْتُهَا وَدَّاً لَكُمْ / وَلَوْ نَثَرْتُ لَمْ أَزِدْهَا وُدَّا
أَلْفَاظُهَا نَدِيَّةٌ بِأَدْمُعِي / عَلَى التَّلَظِّي وَالْمَعَاني أَنْدَى
أَرْسَلْتُهَا مَعَ الضَّمِيرِ مِثْلَمَا / جَاءَتْ وَمَا أَفْرَغَتُ فِيهَا تجُهْدَا
إِنِّي أُبَالِي وَطَنِي أَصْدُقُهُ / وَمَا أُبَالِي لِلْوُشَاةِ نَقْدَا
يَا أَيُّها الْخَافِقُ فَوْقَ هَامِنَا
يَا أَيُّها الْخَافِقُ فَوْقَ هَامِنَا / أَشْرِفْ وَدُمْ فَوْقَ الْبُنُودِ بَنْدَا
أَنْتَ الَّذِي صُنْتَ الْحِمَى وَأَهْلَهُ / قَبْلاً وَحَرَّرْتَ النُّفُوسَ بَعْدَا
أَنْتَ الَّذِي بَعَثْتَنَا مِنَ الرَّدَى / وَجِئْتَنَا بِالْفَخْرِ مُسْتَرَدَّا
أَنْتَ الَّذِي تُقْبِسُ كُلَّ خَامِدٍ / إِيمَانَهُ مِنَ اليَقِينِ وَقْدَا
أَنْتَ الَّذِي تَجْلُو الهِلاَلَ زَاهِراً / فِي كُلِّ حِينٍ وَالسَّمَاءَ وَرْدَا
أَنْتَ الَّذِي تَتْرُكُ أَنْوَارَ الضُّحَى / حَوَاسِداً مِنْكَ الظِّلاَلَ الرُّبْدَا
طَاوِلْ فَمَا فَيْئُكَ إِلاَّ أُمَّةٌ / مِلءُ البِلاَدِ قَادَةً وَجُنْدا
أَحْلاَسُ حَرْبٍ حُلَفَاءُ حِكْمَةٍ / فِي السِّلْمِ غُرٌّ هِمَّةٌ وَرَفْدَا
فِي مِثْل هَذَا العِيدِ عاهَدْنَاكَ لَمْ / نَكْذِبْكَ وَالْيَوْمَ نُعِيدُ الْعَهْدَا
ذِمَّتُنَا ذِمَّتُنَا عِنْدَ الْعُلَى / وَالفَوْزُ كَانَ للثَّبَاتِ وَعْدَا
زُفَّتْ إِلَيْكَ وَالزَّمانُ وَرْدُ
زُفَّتْ إِلَيْكَ وَالزَّمانُ وَرْدُ / وَالنُّورُ تَاجٌ وَالفَرِيدُ عِقْدُ
وَالجَوُّ صَفْوٌ وَالنَّسِيمُ نَدُّ /
مَا أَبْهَجَ الْعَيْشَ إِذَا تَلاَقَى / مُلْتَهِبَانِ ظَمَأً فَذَاقَا
كَأْساً مِزَاجُهَا أَلْهَوَى وَالسَّعْدُ /
مَا الحُبُّ إِلاَّ نِعْمَةٌ وَأَمْنٌ / لأَهْلِهِ وَرَحْمَةٌ وَيُمْنُ
دَعْ عَاذِلاً أَوْ سَائِلاً مَا بَعْدُ /
أَلْيَوْمَ ظُلْمَةٌ تَسِيلُ خَمْرا / مُوْقِدَةٌ فِي كُلِّ قَلْبٍ فَجْرا
وَفِي غَدٍ شَمْسٌ سَنَاهَا شَهْدُ /
أَلْيَوْمَ تُعْرَفُ أَلْغَرَامَ البِكْرُ / وَمَا عَلَيْهَا فِي الْغَرَامِ نُكْرُ
يَا حُسْنَ غِيِّ صارَ وَهْوَ رُشْدُ /
مَضَى زَمَانُ الغِرَّةِ اللّطِيفَهْ / وَجَاءَ وَقْتُ الصَّبْوَةِ العَفِيفَهْ
يُعِدّ لِلعُمْرانِ مَنْ يُعِدُّ /
وَفي غَدٍ تَوَافُدُ البَنِينَا / ثُمَّ عَلَى تَقَادُمِ السِّنِينَا
تَجَامُلٌ حُلْوٌ وَعَيْشٌ رَغْدُ /
جُرْجِيتُ يَا مَنْ خَصَّهَا بالحُبِّ / أَسْرَى الشَّبَابِ فِي أَعَزِّ شَعْبِ
إِنْ الْوُرُودَ شِبْهُ مَن بَوَدُّ /
جُرْجيتَ قد أُجيزَ لِلْقَوَافِي / وَصفُ العَرُوسِ سَاعَةَ الزِّفافِ
فَلا يَكُنْ عَنْهُنَّ مِنْكَ صَدُّ /
وَعَلَّ زوجَكِ أَلأَدِيبَ آذِنْ / إِنِّي إِذَنْ بعَينِهِ مُعَايِنُ
وبِفُؤادِهِ لِسَانِي يَشْدو /
أُحِسُّ فِي رَأْسِيَ مِنْهُ وَحْيا / يُنْزِلُ فِي نَفْسِي شِعْراً حَيّا
فَهْوَ يَقُولُ وَأَنَا ارُدُّ /
وانْظُمُ أَلْبَيْتَ أَلْذِي يُؤويكِ / فَلَيْسَ يَبدُو رَسْمُ مَعنىً فيكِ
إِلاَّ ومَعْنىً مِنْهُ فِيهِ يَبْدُو /
لِلهِ أَنتِ فِي أَلْغَوَانِي أَلْحُورِ / مِنْ روحِ ظرفٍ في مِثَالِ نورِ
لِكُلِّ عينٍ مِنْ سَنَاهُ وِرْد /
لِلهِ فِي مُقْلَتِكِ النَّجْلاءِ / تِبْرُ الأَصيلِ في مَدَى السماءِ
بِبَهْجَةٍ تَكَادُ لاَ تُحَدَّ /
يَا لَهُ ذاكَ الخَدُّ مَا أَرْوَعَهُ / لِلهِ ذَاكَ القَدُّ مَا أَبْدَعَهُ
إِذَا اسْتَظَلَّ بِجَنَاهُ القد /
مَحَاسِنُ الأَوصَافِ وَالأَخلاقِ / فِيكِ الْتَقَتْ والحمدُ للخَلاَّقِ
وبعدَه لأَبَوَيْكِ الحَمْدُ /
أَخَذْتِ عَنْ أَكْمَلِ أُمٍّ وَأَبِ / أَوْفَى الجَمَالِ وَأَتَمَّ الأَدَبِ
وَهَكَذَا مَا جَدَّ يسْتَجدُّ /
وانتَ يا نَجْلَ أَخي نقولا / قَدْ سَاغَ يَومَ العرْسِ أَنْ نقولا
فِيكَ الَّذِي فِيكَ وَلَسْنَا نَعدو /
إِن تَكُنِ النَّابِغَةَ الحَبِيبَا / فَعُنْصُرَكَ مَن عَرَفْنَا طِيبَا
كَيْفَ العفافُ منْجِباً والمَجدُ /
فِعش وعاشتْ عِرسُكَ المُنيرَهْ / في نِعْمةٍ سَابغةٍ وَفِيرَهْ
إِنَّ الصَّفَاءَ للرِّقاءِ وَعْدُ /
وَلْتَكُنِ الدَّارُ الَّتِي ابْتَنَيْتُمَا / دارَ السَّعَادَةِ الَّتِي ابْتَغَيتُما
زِينتُهَا مَالٌ زَكَا وَوِلْدُ /
أَلمُورِيَاتُ أَخْمَدَتْ زِنَادِي
أَلمُورِيَاتُ أَخْمَدَتْ زِنَادِي / وَالمَرْثِيَاتُ أَنْضَبَتْ مِدَادِي
وَكادَ لاَ يَتْرُكُ إِلاَّ لَوْنَهُ / فِي أَعْيُنِي تَعَاقُبُ الحِدَادِ
يَا مُلْهِمَ الشِّعْرَ طَغَى الحُزْنُ عَلَى / فِكْرِي فَهَلْ فَضْلٌ مِنَ الإِمْدَادِ
أَلعَلمُ الخفَّاقُ فِي الشَّرْقِ هَوَى / عَنْ طَوْدهِ المُوفِي عَلَى الأَطْوَادِ
أَأَصْبَحَ اليَوْمَ فَقِيدَ قَوْمهِ / مَنْ عَاشَ فِيهِمْ فَاقِدَ الأَنْدَادِ
وَاعُمَرَا أَسَامِعٌ يَوْمَ النَّوَى / آهَة مِصْرٍ وَأَنيِنَ الْوَادي
اَسَامِعٌ فِي أُمَّةٍ وَالِهَةٍ / شَكْوَى الأَسَى مِنْ رَائِحٍ وَغَادِ
إِسْكنْدَرِيَّةُ التِي آثَرْتَهَا / مَا نَالَهَا مِنْ أَلَمِ البِعَادِ
وَكُنْتَ فِيهَا مَوْرِداً مُبَارَكاً / وَمَصْدَراً لِلخَيْرِ وَالإِسْعَادِ
فِي النُّوبِ وَالسُّودَانِ قَوْمٌ رُزِئُوا / أَكْفى نَصِيرٍ وَأَبَرُّ هَادٍ
شدَّ بِمَا أُوتِيَهُ مِنَ القُوَى / أَوَاخِيَ الإِلْفِ وَالاِتَّحَادِ
بِكُلِّ قُطْرٍ عَرَبِيٍّ نَزَلَتْ / نَازِلَةٌ تَفُتُّ فِي الأَعْضَادِ
مَا بِالحِجَازِ وَالسَّوَادَيْنِ وَمَا / بِالشَّامِ مِنْ تَصَدُّعِ الأَكْبَادِ
أَلَمْ تَكُنْ أَوْحَى وَأَقْوَى نَاصِرٍ / لِكُلِّ شَعْبٍ نَاطِقٍ بِالضَّادِ
وَهَلْ أُبِيْحَ مِنْ حِمى فِي الشَّرْقِ لَمْ / يَفُزْ بِذُخْرٍ مِنْكَ أَوْ عَتَادِ
أَعْظِمْ بِمَا خَلَّفْتَ فِي الجِيلِ الَّذي / عَايَشْتَهُ مِنْ خَالِد الأَيادي
أَلسْتَ أَوَّلَ المَيَامِينِ الأُولَى / دَعَوْا إِلى تَحَرُّرِ البِلاَدِ
يحْفِزُكَ الإِيمَان بِالحقِّ وَمَا / تَثْيِنكَ عَنْهُ صَوْلَةٌ لِعَادي
وَإِنَّمَا الأرَاءُ أَنْ تَجْلُوَهَا / مَا تَفْعَلُ السُّيُوفُ فِي الأَغْمَادِ
أَيُّ أَميرٍ كُنْتَ ما أَتْقَى وما / أَنْقَى وما أَهْدى إِلى السِدادِ
أَيُّ وَفِيٍّ لاَ وَفِيَّ مِثْلُهُ / أَيُّ هُمَامٍ مُسْعِفٍ جَوَادِ
أَيُّ أَبٍ لِلْفُقَرَاءِ وَأَخٍ / لِلضُّعَفاءِ عَاجِلِ الإِنْجَادِ
أَيُّ حَكِيمٍ لَمْ يُكدِّرْ صَفْوَهُ / تَخَالُفُ الرَّأْيِ وَالاِعْتِقَادِ
وَيَرأَبُ الصُّدُوعَ فِي أُمَّتهِ / بِحِكْمَةٍ تَشْفِي مِنَ الأَحْقَادِ
وَيَجْعَلُ الخُلْفَ بِمَا فِي وُسْعِه / زِيَادَةً فِي الإِلْفِ وَالوِدَادِ
كَمْ جَدَّ فِي صِيَانَةِ السَّوَادِ مِنْ / غَوَائِلِ التَّاْوِيدِ وَالفَسَادِ
بِمَنْحهِ الأَخْلاَقَ قِسْطاً وَافِراً / مِنْ هِمَمٍ تُعْطِي بِلاَ نَفَادِ
أَلجَهْلُ وَالخَمْرُ وَآفَاتُهُمَا / أَلَسْنَ مِنْ أَسْلِحَة الأَعَادي
كانَ البِدَارُ دَأْبَهُ عِنَايَةً / بِشَأْنِ مَنْ يَرْعَى مِنَ العِبَادِ
أَجَائِزٌ لِي ذِكْرَ إِحْسَانٍ لَهُ / عِنْدِي وَفِي الحَقِّ بِه اعْتِدَادِي
مَا أَخْطَأَتْنِي كُتْبُهُ فِي فَرَحٍ / أَوْ تَرَحٍ بِحُسْنِ الاِفْتِقادِ
عَوَارِفٌ هَيْهَاتَ أَنْ تُنْسَى وَقَدْ / يُضَاعِفُ الجَمِيلَ لُطْفُ البَادي
فِي عُمْرِكَ المَيْمُونِ كَمْ مِنْ مَسْجِدٍ / عَمَرْتَهُ وَمَعْهَدٍ وَنَادِ
وَكَمْ جَمَاعَةٍ وَكَمْ نِقَابَةٍ / أُلْتَ بِهَا مَرَافِقَ العِبَادِ
لَمْ تَدَّخِرْ نُصْحاً وَلاَ عَزِيمَةً / فِي سُبُلِ المَعَاشِ وَالمَعَادِ
عُنِيتَ بِالزَّرْعِ وَبِالزُّرَّاعِ مَا / فَرَّطْتَ فِي جُهْدٍ وَلاَ اجْتِهَادِ
عُنيتَ بِالفُنُونِ وَالآدَابِ لَمْ / تَضَنَّ بِالعَطْفِ عَلَى مِجْوَادِ
وَكُنْت لِلعَدْلِ نَصِيراً يَقِظاً / وَكُنْتَ لِلظَّالِمِ بِالمِرْصَادِ
هَذَا وَكَمْ عَانَيْتَ فِي ضُحَاكَ مِنْ / جُهْدٍ وَفِي دُجَاكَ مِنْ سُهَادِ
فَجِئْتَ بِالآيَاتِ تَعْيَا دُونَهَا / عَزَائِمُ الجُمُوعِ لاَ الآحَاد
مِنْ كُتُبٍ أَخْرَجْتَهَا وَصُحُفٍ / دَبَّجْتَهَا لِلهَدْيِ وَالإِرْشَادِ
وَسِيَرٍ بَعَثْتَهَا فَجَدَّدَتْ / مَفَاخِرَ الآبَاءِ وَالأَجْدَادِ
وَذِكَرٍ نَشَرْتَ مِنْ مَطْوِيِّهَا / مَآثِرَ الجُيُوشِ وَالقُوَّاد
وَقَبَسَاتٍ مِنْ هُدَى الأَسْفَارِ فِي / حَواَضِرِ الدُّنْيَا وَفِي البَوَادِي
وَصُورٍ تَجْلُو بِهَامَا غَيَّبَتْ / أَيْدي البِلَى فَكُلُّ خَاف بَادِ
وَأَثَرٍ تَرُدُّهُ مِنْ غُرْبَةٍ / وَقَدْ بَذَلْتَ فِيه بَذْلَ الفَادِي
تِلكَ ذَخَائِرٌ لِتَارِيخِ الحِمَي / لَوْلاَكَ ظَلَّتْ طُرُفاً بَدَادِ
يَا مَنْ سَمَا بِنَفْسه كَمَا سَمَا / بِشَرَفِ المَحْتدِ وَالمِيلاَدِ
فَارَقْتَ دُنْيَاكَ وَلَمْ تَأْبَهْ لَهَا / مُجْتَزِئاً عَنْهَا بِخَيْرِ زَادِ
مُنْتَبِذاً بَهَارِجَ التَّشْيِيعِ وَالتَّ / وْدِيعِ فِي نِهَايَة الجِهَادِ
أَثَابَكَ اللهُ بِمَا أَسْلَفْتَ مِنْ / مَحَامِدٍ تَبْقَى عَلَى الآبادِ
وَزَادَ نَجْلَيْكَ كَمَالاً وَعُلىً / فِي الأُمَرَاءِ النُّجُبِ الأَمْجَادِ
شَادَ فَأَعْلَى وَبَنَي فَوَطَّدَا
شَادَ فَأَعْلَى وَبَنَي فَوَطَّدَا / لاَ لِلْعُلَى وَلاَ لَهُ بَلْ لِلْعِدَى
مُسْتَعْبِدٌ أُمَّتَهُ فِي يَوْمِهِ / مُسْتَعْبِدٌ بَنِيهِ لِلْعَادِي غَدَا
إِنِّي أَرِى عَدَّ الرِّمَالِ هَهُنَا / خَلاَئِقاً تَكْثُرُ أَنْ تُعَدَّدَا
صُفْرَ الوُجُوهِ نَادِياً جِبَاهُهُمْ / كَالْكَلإِ الْيَابِسِ يَعْلُوهُ النَّدى
مَحْنِيَّةً ظُهُورُهُمْ خُرْسَ الْخُطَى / كَالنَّمْلِ دَبَّ مُسْتَكِيناً مُخْلِدَا
مُجْتَمِعِينَ أَبْحُراً مُنْفَرِعِي / نَ أَنْهُراً مُنْحَدِرِينَ صُعَّدَا
أَكُلُّ هَذِي الأَنْفُسِ الْهَلكَى غَداً / تَبْنِي لِفَانٍ جَدَثَا مُخَلَّدَا
يَا أَيُّهَا المَوْتَى أَلَم يُسْمِعْكُمُ / صَوْتَ المُنَادِي صَادِعاً مُرَدَّدَا
قُومُوا انْظُرُوا السُّوقَةَ فِيمَا حَوْلَكُمْ / تَدُوسُ هَامَاتِ المُلُوكِ هُمَّدَا
قُومُوا انْظُروا الْعَدُوَّ فِي دِيَارِكُمْ / يَحْكُمُ فِيهَا مُسْتَبِداً أَيِّدَا
قُومُوا انْظُروا أَجْسَادَكُمْ مَعْرُوضَةً / فِي مَشْهَدٍ لِمَنْ يَرُومُ المَشْهَدَا
بَعْثٌ بِهِ يَسْأَلُكُمْ حِسَابَ مَا / قَدَّمْتُمُ مَنْ رَاحَ مِنَّا وَاغْتَدَى
لَمْ يُغْنِكُمْ مِنْهُ الْبِنَاءُ عَالِياً / وَالأَرْضُ نَهْباً وَالمُلُوكُ أَعْبُدَا
وَكَانَ يُغْنِيكُمْ جَمِيلُ الذِّكْرِ لَوْ / خَفَضْتُمُ اللَّحْدَ وَشِدتُمْ بِالهُدَى
أَخْطَأَ مَنْ تَوَهَّمَ القَبْرَ لَهُ / حِرْزاً يَقِيهِ بِالرَّدَى مِنَ للرَّدَى
يَا مَنْ عَشَاؤُهُمُ شَفَى
يَا مَنْ عَشَاؤُهُمُ شَفَى / مَرَارَتِي وَالكَبِدَا
نَهَضْتُ فِي الصُّبْحِ معَافى / وَزَرَعْتُ البَلَدَا
كَالبَطَلِ المعْتَزِّ بِالقُوةِ / يَمْشِي صَيِّدَا
طَلَبْتُ نَداً غَيْرَ أَنِّي / مَا وَجَدْتُ أَسدَا
هَلْ تَعْرِفُونَ أَحَدَا
هَلْ تَعْرِفُونَ أَحَدَا / أَحَرَّ مِنِّي كَبِدَا
أُمْسِي فَأَلْقَى نَكَدَا / أَضْحَى فَأَلْقَى نَكَدَا
أَطْوِي نَهَارِي مُتْعَباً / أُحَيِّي الدُّجَى مُسْهَدَا
أَنَا الصَّبُورُ الجَلْدُ مَا / بَالِي عَدِمْتُ الجَّلَدَا
شَقِيْقُ رُوْحِي مُنْذِرٌ / يَا لَيْتَنِي لَهُ فِدَى
عِلَّتُهُ أَلِيمَةٌ / تُذِيبُ قَلْبِي كَمَدَا
كُنْتُ شُجَاعاً وَأَخَافُ / الْيَوْمَ مَا يَأْتِي غَدَا
يَا وَلَداً يَا وَلَدَا / يَا وَلَدَا يَا وَلَدَا
زُفَّتْ إِلَيْكَ وَالزَّمَانُ وَرْدُ
زُفَّتْ إِلَيْكَ وَالزَّمَانُ وَرْدُ / وَالنُّوْرَ تَاجٌ وَالْفَرِيدُ عِقْدُ
وَالْجَوُّ صَفْوٌ وَالنَّسِيمُ نَدُّ /
مَا أَبْهَجَ الْعَيْشَ إِذَا تَلاَقَى / مُلْتَهِبَانِ ظَمَأً فَذَاقَا
كَأْساً مِزَاجُهَا الْهَوَى وَالسَّعْدُ /
مَا الْحُبُّ إِلاَّ نِعْمَةٌ وَأَمْنٌ / لأَهْلِهِ وَرَحْمَةٌ وَيُمْنُ
دَعْ عَاذِلاً أَوْ سَائِلاُ مَا بَعْدُ /
أَليَوْمَ ظُلْمَةٌ تَسِيلُ خَمْرَا / مُوْقِدَةً فِي كُلِّ قَلْبٍ فَجْرَا
وَفِي غَدٍ شَمْسٌ سَنَاهَا شُهْدُ /
أَلْيَوْمَ تَعْرِفُ الْغَرَامَ الْبِكْرُ / وَمَا عَلَيْهَا فِي الْغَرَامِ نُكرُ
يَا حُسْنَ غَيٍّ صَارَ وَهْوَ رُشْدُ /
مَضَى زَمَانُ الْغِرَّةِ اللَّطِيفَهْ / وَجَاءَ وَقْتُ الصَّبْوَةِ الْعَفِيفَهْ
يُعِدُّ لِلْعُمْرَانِ مَنْ يُعِدُّ /
وَفِي غَدِ تَرْفُدُ الْبَنِينَا / ثُمَّ عَلَى تَقَادُمِ السَّنِينَا
حُلْوٌ وَعَيْشٌ رَغْدُ /
جُرْجِيتَ يَا مَنْ خَصَّهَا بِالْحُبِّ / أَسْرَى الشَّبَابِ فِي أَعَزِّ شَعْبِ
إِنَّ الْوَدُودَ شِبْهُ مَنْ يَوَدُّ /
جُرْجِيتَ قَدْ أَجِيزَ لِلْقَوَافِي / وَصْفُ الْعَرُوسِ سَاعَةَ الزَّفَافِ
فَلاَ يَكُنْ عَنْهُنَّ مِنْكِ صَدُّ /
وَعَلَّ زَوْجَكِ الأَدِيبَ آذِنُ / إِنِّي إِذَنْ بِعِيْنِهِ مُعَايِنُ
وَبِفُؤَادِهِ لِسَانِي يَشْدُو /
أُحِسُّ فِي رَأْسِي مِنْهُ وَحْيَا / يَنْزِلُ فِي نَفْسِي شِعْراً حَيّا
فَهْوَ يَقُولُ وَأَنَا أَرُدُّ /
وَأُنْظِمُ الْبَيْتَ الَّذِي يُؤْوِيكِ / فَلَيْسَ يَبْدُو رَسْمُ مُعْنىً فِيكِ
إِلاَّ وَمَعْنىً مِنْهُ فِيهِ يَبْدُو /
للهِ أَنٌتِ فِي الْغَوَانِي الحُورِ / مِنْ رُوحِ ظَرْفٍ فِي مِثَالِ نُورِ
لِكُلِّ عَيْنٍ مِنْ نَدَاهُ وِرْدُ /
لِلّهِ فِي مُقْلَتِكِ النَّجْلاَءِ / تِبْرُ الأَصِيلِ فِي مَدَى السَّمَاءِ
بِبَهْجَةٍ تَكَادُ لاَ تُحَدُّ /
لِلّهِ ذَاكَ الْخْدُّ مَا أَرْوَعَهُ / لِلّهِ ذَاكَ الْقَدُّ مَا أَبْدَعَهُ
إِذَا اسْتَظَلَّ بِجَنَاهُ الْقَدُّ /
مَحَاسِنُ الأَوْصَافِ وَالأَخْلاَقِ / فِيكِ الْتَقَتْ وَالْحَمْدُ لِلْخَلاَّقِ
وَبَعْدَه لأَبَوَيْكِ الْحَمْدُ /
وَأَنْتَ يَا نَجْلَ أَخِي نِقُولاَ / قَدْ سَاغَ يَوْمَ الْعرْسِ أَنْ نَقُولاَ
فِيكَ الَّذِي فِيكَ وَلَسْنَا نَعْدو /
إِنْ تَكنِ النَّابِغَةَ الْحَبِيبَا / فَعُنْصرَاكَ مَنْ عَرَفْنَا طِيبَا
كَيْفَ الْعَفَافُ منْجِباً وَالمَجْدُ /
فَعِشْ وَعَاشَتْ عِرْسُكَ المنِيرَهْ / فِي نِعْمَةٍ سَابِغَةٍ مَوْفُورَهْ
إِنَّ الصَّفَاءَ لِلرِّفَاءِ وعْد /
وَلْتَكُنِ الدَّارُ الَّتِي ابْتَنَيْتُمَا / دَارَ السَّعَادَةِ الَّتِي ابْتَغَيْتُمَا
زَينَتُهَا مَالٌ زَكَا وَوُلْدُ /
إِنَّ الَّذِينَ الدَّاءُ فِي صُدورِهِم
إِنَّ الَّذِينَ الدَّاءُ فِي صُدورِهِم / والمَوْتُ يَلْقاهُمْ بِوَجْهٍ أَغْبَرِ
يَرْجُونَ مِنْ إِخْوَانِهِمْ إِسْعَافَهُمْ / وَالأَجْرُ عِنْدَ اللهِ لِلْمُبْتَدِرِ
مَإِذَا عَلَى الْجَّائِدِ مِنْ فَضْلِة / بِالنَّفعِ وَهْوَ آمِنْ لَمْ يُضْرَرِ
خَيْرُ الوَرَى مُقْتَدِرٌ بَرٌّ بِهِمْ / وَشَرُّهُمْ مُقْتَدِرٌ لَمْ يَبْرُرِ
عَطاؤُكُم يُمْنٌ لَكُمْ وَرَحْمَةٌ / تُجْزَوْنَ من أَيْسَرِهِ بِالأَكْثَرِ
أَصْبَحْتَ مَطراناً وَأَنتَ الْخوري
أَصْبَحْتَ مَطراناً وَأَنتَ الْخوري / وَالصِّفَتانِ مَصْدَرٌ لِلنُّورِ
كُنتَ أَبا بِرِّ تَفانى فِي التُّقى / وَمَا وَنى عَن عَمَلٍ مَبْرور
وَكُنتَ فِي الدَّيْرِ رَئِيساً لَمْ يَدَعْ / فِي الدَّيْرِ غَيْرَ الأَثرِ المَأْثور
يَا أَيُّهَا الرَّاعي الَّذِي رُقِيُّهُ / قدْ غَمَرَ الْقلوبَ بِالْحُبُورِ
عِيدُ البَشَارَةِ إِغْتَدَى عِيدَيْنِ في / يَوْمِ فَثَنَّى آيَةَ الْبَشِيرِ
للهِ حَفْلٌ ضم أَسْمَى نُخْبَةٍ / مِنْ وُزَرَاءِ اللهِ وَالجُّمْهُورِ
بَدَتْ بِهِ مَلاَئِك تُقِلُّهَا / أَجْنِحَةُ التَّسْبِيحِ وَالبَخُّورِ
وَبَرَقتْ أَسِرةُ الْوُجُوهِ عَن / سَرائِرَ تَفِيضُ بِالسُّرُورِ
يُهْنِئُكَ التَّاجُ السَّنِيُّ مِنْ يَدَيء / بَطْرِيقِنا كِيرَلُّلس الكبِيرِ
أَتْمِمْ حَلاَهُ بِحُلَى لاَبِسِهِ / مِنْ حِكْمَةٍ وَرَحْمَةٍ وَخَيْرِ
وَاسْتَقْبِلِ الأَيَّامَ وَامْلُكْ رَاشِداً / زِمَامَهَا بِعَزْمِكَ الْمُوْفُورِ
حَاجَتُنَا إِلى الْهدَى قَدْ بَلَغَتْ / غَايَتَهَا فِي الزَّمَنِ الأَخِيرِ
وَنِيطَ بِالرُّعَاةِ كُلُّ مَطْلَبِ / لَيْسَ أَدَاؤُه مِنَ الْيَسِيرِ
فَلاَ عِدَتُّكَ دُونَ مَا حَمَلْتَهُ / مَعُونَةً مِنْ رَبِّكَ الْقَدِيرِ
جَاءَتْكِ يَا أُمَيْمَتِي
جَاءَتْكِ يَا أُمَيْمَتِي / بُشْرَى الشِّفَاءِ فَانْظُرِي
مَاذَا تقوِلينَ بِهَذَا الْغُصُنِ المُنَوِّرِ /
أَلمَالِيءِ النَّفْسَ بِرَيَّا / هُ الذَّكِيَّ العَطِرِ
أَلذَّاهِبِ الأَفْرُعِ كُلَّ مَذْهبٍ مُحَيِّرِ /
فِي كلِّ فَرْعٍ زِينَةٌ / مِنْ نَاصِعَاتِ الزَّهَرِ
يَمْلأُ كُلَّ جَانِبٍ / مِنْهُ ضَحُوك الشَّرَرِ
وَفِيهِ مَا يَبْهَرُ مِنْ / قَطْرِ النَّدَى المُسْتَعِرِ
كَأَنَّهُ قَدْ عَلِقَتْ / بِهِ صِغارُ الزُّهُرِ
هَّوَ الرَّبِيعُ عَائِداً / بِحُسْنهِ المُزْدَهِرِ
أَجْمَلُ مَا يُرَى كَبِيرُ الْحُسْنِ فِي مُصَغَّرِ /
وَفوْقَ مَا يَبْلُغُهُ / تَصَوُّرُ المُصَوِّرِ
يَنْقَعُ غُلَّةَ النُّفُو / سِ بِالرَّفِيفِ الْخَصِرِ
قَدْ مَلأَ الْغُرْفَةَ بَهْجَةً وَحُسْنَ مَنْظَرِ /
وَقَدْ نَفَى بِصَفْوِهِ اللَّمَّاحِ كُلَّ كَدَرِ /
فَاسْتَقْبِلِي الصِّحَةَ فِي / لِقَائهِ وَاسْتَبْشِرِي
نَظَمْتُ هَذه الفِكَرْ
نَظَمْتُ هَذه الفِكَرْ / ذاتَ شُؤُونٍ وَعِبَرْ
وَلا أَقُولُ إِنَّنِي / قَدْ صُغْتُهَا صَوغَ الدُّرَرْ
أَرْسَلْتُهَا كَمَا أَتتْ / بَيْنَ غُيَابٍ وَحَضَرْ
أَوَابِداً لَمْ يكُ لِي / مِنْهَا بِتَأْبِيدٍ وَطرْ
وَلَمْ أَخَلْنِي إِنْ أَمُتْ / يَسْتَحْيِنِي هَذَا الأَثَرْ
كَظَنِّ كلِّ مَنْ بَدَا / لَهُ خَيَالٌ فَشَعَرْ
وَظنِّ كلِّ مَنْ رَأَى / مَوْضِعَ نَثْرٍ فَنَثَرْ
يَحْسَبُ تِيهاً أَنَّهُ / غَزَا الخُلُودَ فَانْتَصَرْ
وَهْمٌ قَديمٌ سِيرَتِي / فِيه عَلى غَيْرِ السِّيَرْ
مَا أَكْلَفَ الإِنْسَانَ / بِالبَقَاءِ حَتَّى فِي خَبَرْ
وَمَا أَشَدَّ وُدَّهُ / لَوُ يُسْتَدَامُ فِي حَجَرْ
كمْ خاطِرٍ دَوَّنَهُ / كَاتِبُهُ حِينَ خَطَرْ
وَقالَ هَذَا مُكْسِبِي / لا شكَّ إِعْجَابَ البَشَرْ
إِذْ يَعْلَمُونَ أَنَّنِي / صَاحِبُ هَذَا المُبْتَكَرْ
حَتَّى البُكَاءُ وَالسُّرُو / رُ حِينَ يَبْكِي أَوْ يُسُرْ
يَخُطُّهُ كَأَنَّهُ / جَوْعَانُ يَسْتَجْدِي النَّظَرْ
لَكِنَّنِي وَأَنْتَ تَدْ / رِي أَيُّهَا الأَخُ الأَبَرّ
لَمْ أَتَمَنَّ مَرَّةً / هَذِي الأَمَانِيَّ الكُبَرْ
وَلَمْ أُبالِ مُصْحَفاً / لِيَ انْطَوَى أَوِ انْتشَرْ
وَلمْ أُبَالِ اسْمِيَ إِنْ / لَمْ يُشْتَهَرْ أَوِ اشْتُهِرْ
أَلاَ وَقدْ عَلَّمْتَنِي / بِمَشْهَدٍ وَمُخْتَبَرْ
كَيْفَ يَكُونُ أَحْكَمَ / السفَّارِ وَالعُمْرُ سَفَرْ
يَأْخُذُ فِي مَسِيرِهِ / مَا يُجْتَنَى مِنَ الثمَرْ
وَيَجْتَلِي حُسْنَ السُّهَى / إِنْ فَاتَهُ حُسْنُ القَمَرْ
وَيَصْطَفِي رِفَاقَهُ / لِلاِئْتِنَاسِ وَالسَّمَرْ
مُجَامِلاً أَمْثَالَهُ / عَلَى الرَّخَاءِ وَالغِيَرْ
مُجْتَنِباً زَلاَّتِهِمْ / مُغْتَفِراً مَا يُغْتَفَرْ
مُنْتَبِذَ السُّبْلِ الَّتِي / تُعْلِقُ بِالثَّوْبِ الوَضَرْ
مُسْتَنْصِفاً وَمُنْصِفاً / فِي الوُدِّ أَوْ فِي المُتَّجَرْ
مُسْتَمْسِكاً بِالحَقِّ لاَ / يَغُرُّهُ وَهْمٌ أَغَرّ
يَجْرِي عَلَى حُكْمِ النهَى / وَلاَ يُغَالِبُ القَدَرْ
فِي الدِّينِ وَالدنْيَا لَهُ / حِكْمَةُ وِرْدٍ وَصَدَرْ
إِنْ يُؤْتَ فَضْلاً بَثَّهُ / فِي النَّاسِ فِعْلَ مَنْ شَكَرْ
يَشْرَكهُمْ فِيهِ وَلَوْ / إِشْرَاكَ سَمْعٍ وَبَصَرْ
وَلمْ يَصُنْهُ عَنْهُمُ / صَوْنَ بَخِيلٍ مَا ادَّخَرْ
وَلمْ يُبَددْهُ سُدىً / بِمَا تَباهَى وَافْتَخَرْ
ذلِكَ مَا أَفَدْتَنِي / وَهْوَ عُيُونٌ وَغُرَرْ
فَلْسَفةٌ خِلْقِيَّةٌ / أَلِفْتَهَا مِنَ الصِّغَرْ
عَنْ فِطْرَةٍ سَامَى بِهَا / نقَاؤُهَا أَسْمَى الفِطرْ
أَخذْتُ عَنْكَ آيَهَا / وَلمْ تُفَصَّلْ فِي سُوَرْ
حَضَرتُها كقَارِيءٍ / مَغْزَى النُّهَى فِي مُخْتَصَرْ
أَرَتْنِيَ الدنْيَا وَبِي / عَنْهَا جَلاَلٌ وَكِبَرْ
وَأَزْهدَتْنِي فِي المَدِيحِ / وَالأَبَاطِيلِ الأُخَرْ
يَوْمَ أَبِيتُ هَامِداً / مَثْوَايَ فِي إِحْدَى الحُفَرْ
لَكِنَّ مِنْهَا دَاعِياً / أَجَبْتهُ وَقَدْ أَمَرْ
قَالَ دَعِ الآتِيَ لِلغَيْبِ / وَخُذْ بِمَا حَضَرْ
صِفْ لِلرِّفَاقِ مَا تَرَى / مِنْ زُهُرٍ وَمِنْ زَهَرْ
أَنْشِدْهُمُ مَا يَجْلِبُ / الصَّفاءَ أَوْ يَنْفِي الكَدَرْ
حَذِّرْهُمُ مَا فِي الطَّرِيقِ / مِنْ بَلاَءٍ وَخَطَرْ
سَكِّنْ حَشَى مَرُوعِهِمْ / وَلاَ تُؤَازِرْ مَنْ وَزرْ
أَرْشِدْ بِرِفْقٍ تَارَة / وَتَارَةً بِمُزْدَجَرْ
يَا مَنْ دَعَانِي أَنَا مَنْ / إِنْ يُدْعَ لِلخَيْرِ ابْتَدَرْ
أَلنَّاسُ بِالنَّاِس وَكُلٌّ / وَاهِبٌ عَلَى قَدَرْ
وَشَرُّهُمْ مَنِ اسْتَطَا / عَ أَنْ يُفِيدَ فَاعْتَذَرْ
لَوْ لمْ تَكُنْ مُجَرِّئِي / هَذَا الكِتَابُ مَا ظَهَرْ
وَليْسَ إِلاَّ قِصَصاً / إِلى شُُونٍ وَذِكَرْ
وَنفحَاتٍ بَاقِيَا / تٍ مِنْ شبَابٍ قَدْ عَبَرْ
وسَانِحَاتٍ سَنَحَتْ / بَيْنَ غُرُوبٍ وَسَحَرْ
فِي مُسْتَضَاءِ الخَمْرِ أَوْ / فِي مُتَفَيَّإِ الخمَرْ
تَحْتَ مَرَائِي الشُّهْبِ أَوْ / بَيْنَ مَلاَحِظِ الشَّجَرْ
خَوَاطِرٌ وَضَّاءَةٌ / بِهَا مَلاَمِحُ السَّهَرْ
أَلْبَسْتها مِنْ أَدْمُعِي / وَمِنْ دَمِي هَذِي الحِبَرْ
قَشِيبَةً غَرِيبَةً / عَصْرِيةً نَسْجَ مُضَرْ
ذلِكَ دِيوَانِي وَمَا / أُزْجِيهِ إِزْجَاءَ الغَرَرْ
فَإِنْ أَفَادَ رَاحَةً / أَوْ سَلوَةً مِنَ الضَّجَرْ
أَوْ حِكْمَةً تُؤْخَذُ عَنْ / مُتَّعِظٍ وَمُعْتَبِرْ
فَهْوَ الذِي نَشَرْتُهُ / لأَجْلِهِ بِلاَ حَذَرْ
وَبَعْدَ ذَاكَ لاَ يَكُنْ / لِيَ افْتِخَارٌ أَوْ خَطَرْ
يَا آلَ نُحَّاسِ وَآل بَحْرِي
يَا آلَ نُحَّاسِ وَآل بَحْرِي / دَامَتْ لَكُمْ عَلْيَاؤُكُمْ وَأَحْرِ
رِجالُكُمْ أَرْقَى رِجَالِ القُطْرِ / بَنَاتُكُمْ أَنْقَى بَناتِ الْقُطْرِ
قَدْ كَرُمَتْ خِصَالُكُمْ فِي السِّرِّ / وَقَدْ سَمَتْ خِلاَلُكُمْ فِي الْجَهْرِ
حَتَّى غَدَا بَيْنَ حُلِيِّ الْعَصْر / مَنَاطُكُمْ مَنَاطَ عِقْدِ الدّرِ
عَزِيزُ خَنْكِي عَلَمٌ فِي مِصْرِ / بِعِلْمِهِ تَنْفَسُ كُلَّ مِصرِ
تَاهَتْ بِعُرْسِهِ سَمَاءُ الخِدْرِ / عَلَى مَطَالِعِ النجُومِ الزهْرِ
شَيحَا فَتّى سمْحٌ رَفِيعُ النَّجْرِ / صِفَاتُهُ أَسْمَى صِفَاتِ التُّجْرِ
لَيْلاَهُ مَا زَالَتْ عرُوسُ الشِّعْرِ / تَطْلَعُ شَمْساً تَحْتَ جُنْحِ الشَّعْرِ
مَا جُهْدُ نَظْمِي أَوْ وَفَاءُ نَثْرِي / بِمَدْحِ يُوسُفَ السَّنِيِّ الْقَدْرِ
وَزَوْجِهِ ذَاتِ النُّهَى وَالطُّهْرِ / بِنْتِ الوَزِيرِ الأَلْمَعِيِّ الحُرِّ
عَزِيزُ بحريٌّ أَخٌ عَنْ خَبْرِ / يَجْدُرُ أَنْ نَدْعُوهُ بِالبَحْرِ
فَهْوَ بِأَجْمَعِ المَعَانِي مُثْرٍ / وَخَيْرُ مَنْ أَدَّى زَكَاةَ الوَفْرِ
وَبَهْجَةٌ سَاطِعَةٌ بِالبِشْرِ / أَعَارَتِ اللَّيْلَ ضِيَاءَ الفَجْرِ
دَلَّ اسْمُهَا دَلاَلَةَ اسْمِ العُطْرِ / عَلَى جَمَالِ نَوْعِهِ فِي الزَّهْرِ
أَلَيْسَ فِي الخِتَام أَحْلَى ذِكْرِ / ذِكْرُ فَتَاةٍ بُرِئَتْ مِنْ نَكْرِ
عَنَيْتُ إِيزابِيلَّ أُخْتَ الْبَدْرِ / ذَاتَ الصِّفَاتِ البَاهِرَاتِ الغُرِّ
مِنْ حُسْنِ وَجْهٍ وَجَمَالِ فِكْرِ / وَخُلُقٍ لَمْ يَتَّسِقْ لِبِكْرِ
عَلَى مِثَالِ خَيرِ أُمٍّ تَجْرِي / وَنَعْمَتِ النِّسْبَةُ يَومَ الفَخْرِ
قَدْ ظَفِرَتْ بِالخَاطِبِ الأَبَرِّ / بِطَيِّبِ النَّفْسِ رَحِيبِ الصَّدرِ
لِيَسْعُدَا مَا شَاءَ صَفْوُ الدَّهْرِ / بِالْمَالِ وَالوُلْدِ وَطُولِ العُمْرِ
يَا صَاحِبَ الدَّوْلةٍ يَا ابْ
يَا صَاحِبَ الدَّوْلةٍ يَا ابْ / نَ صَفْوةِ الْعشَائِرِ
شَمَائِلُ العَلْيَاءِ فِيكُمْ / كابِراً عَنْ كَابِرِ
يَا لُطْفَ مَا أَبْدَعْتَ / فِي سَفَارَةِ الْمُسَافِرِ
ذَاك جَمِيلٌ يَا / جَمِيلُ الخَلْقِ وَالمَآثِرِ
تَلقَّ حَمْداً صَادِراً / عَنْ أَصْدَقِ الْمَصَادِرِ
يَشِفُّ مِنْهُ بَعْضُ مَا / تُكِنُّهُ سَرَائِرِي
وَارْفعْ إِلى فَخامَةِ الرَّ / ئِيسِ شُكْرَ الشَّاعِرِ
كَمْ لَكُمَا لوْ أُحْصِيَتْ / نِعْماً كمَا مِنْ شَاكِرِ
بَيْنَ بَنِي الشآمِ مِنْ / بَادٍ بِهِمْ وَحَاضِرِ
وَنُجَبَاءُ الْعُرْبِ فِي الأَ / وْطان وَالمَهَاجِرِ
عَاشَ الرَّئِيسُ حَافِلُ الأَ / يَّامِ بِالمَفاخِرِ
وُصُحْبُهُ الأَبْرَارُ فِي / العهْدِ الجَدِيدِ الزاهِرِ
وَدُمْتَ فِي رِعَايَةِ / اللَّهِ الْعَلِيِّ الْقادِرِ
عَلاَمَ أَعْرَضْتِ وَمَا مِنْ سبَبٍ
عَلاَمَ أَعْرَضْتِ وَمَا مِنْ سبَبٍ / إِنَّا وَدَدْنَاكِ وَمَالَنا غَرَضْ
لاَ نَبْتَغِي عَلَى الهَوَى مِنْ عَوَضٍ / وَلِلْهَوَى مِنْ نَفْسهِ كُلِّ العَوَضْ
إِنْ كُنْتَ يَا صَوْتِي غَيْرَ رَاجِعِ
إِنْ كُنْتَ يَا صَوْتِي غَيْرَ رَاجِعِ / فَتِلْكَ وَاللهِ مِنَ الفَوَاجِعِ
يَا بُحَّةً بُحِحْتهَا فَأَصْبَحَتْ / فصَاحَتِي مَذْبُوحَةَ المَقاطِعِ
أَلَحَّتِ العِلَّةِ إِلْحَاحاً عَلَى / حُنْجُرَتِي هَلْ مِنْ عِلاَجٍ نَاجِعِ
أَيَرْجِعُ العَهْدُ الَّذِي يجْرِي بِهِ / قَوْلِي هَنِيئاً فِي فُؤَادِ السَّامِعِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025