المجموع : 5
ومنزلٍ يدخلُه
ومنزلٍ يدخلُه / لشغلهِ كلُّ أَحدْ
يوجدُ فيه السبت في / كلِّ خميسٍ وأحَدْ
لو حفظتْ يومَ النّوىَ عهودَها
لو حفظتْ يومَ النّوىَ عهودَها / ما مَطَلَتْ بوصلكم وعودها
ماذا جنتْ قلوبنا حتى غدا / في النار من شوقكم خلودها
لم أَنسها إذ نثرت دموعها / في خدِّها ما نظمت عقودها
إذا قربتني للوداعِ نحوَها / فبان في وصالها صدودُها
كأسهم الرَّامي متى قرَّبها / يكونُ تقريبها تبعيدها
محمد يحمدُ عيشَ بلدةٍ / مالكُها بعدلهِ محمودُها
مؤيد أُمورَه بعزمةٍ / من السمواتِ العُلى تأييدها
آثارُهُ حميدة وإنّما / للمرءِ من آثارهِ حميدها
إنَّ الورى بحبّه وبغضه / يعرفُ منِ شقيها سعيدها
قد جاءَكم نورمن اللّهِ فمن / به اهتدى فإنّه رشيدها
جلا ظلامَ الظُّلم نورُ الدِّينِ عن / أَرضِ الشآم فله تحميدُها
إنَّ الرَّعايا منه في رعايةٍ / ونعمةٍ مستوجب مزيدها
لنومها يسهرُ بل لأمنها / يخافُ بل يخصبها بجودها
بالدِّين والملكِ له قيامهُ / وللملوكِ عنها قعودُها
ودأبه ثلمُ ثغورِ الكُفرِ لا / لثم ثغورٍ ناقع بَرُودُها
قد أَسبغَ اللّهُ لنا بعدله / ظلالَ أَمنٍ وارف مديدها
غدا ملوكُ الرُّوم في دولتهِ / وهم على رغمهم عبيدُها
لما أَبت هاماتهم سجودَها / للّهِ أَضحى للظُّبى سجودها
إن فارقت سيوفُه غمودَها / فإنَّ هاماتهمُ غمودها
كم مغلقات من حصونِ عزمهِ / مفتاحها وسيفه إقليدها
قد ودَّت الفرنج لو فرَّت نَجَتْ / منكَ ولكن روعها يبيدها
قهرتَها حتى لودَّ حبُّها / من ذلةٍ لو أنّه فقيدُها
أَماتها رعبُكَ في حصونِها / كأنّما حصونُها لحودُها
وإن مصراً لكَ تعنو بعدما / لسيفكِ العضبِ عن صعيدها
والملة الغراء خالٍ بالها / عال سناها بكَ حالٍ جيدُها
مفترةٌ ثغورُها ممنوعةٌ / ثغورُها محفوظةٌ حدودُها
وإن بغي جالوتُها ضلالةً / فأَنتَ في إهلاكه داودُها
يا ابنَ قيم الدَّولة الملك الذي / خرَّت له من الملوك صيدها
دع العدا بغيظها فإنّما / يذيب أكباد العدا حقودها
يا دولة نوريةً أمن الورى / وخصبها وجودها وجودها
ما مَثَلُ الدُّنيا لمن يجمعُها / بالحرصِ إلاَّ قَزَّةٌ ودودُها
أَنتَ الذي يرفضُها عن قدره / فلا يثوب زهدَه زهيدُها
فابقَ لنا يا ملكاً بقاؤه / في كلِّ عامٍ للرَّعايا عيدُها
في نعمةٍ جديدةٍ سعودُها / ودولةٍ سعيدةٍ جدودُها
وما مشيبُ المرءِ إلاّ غُبْرَة
وما مشيبُ المرءِ إلاّ غُبْرَة / تعلّقتْ من ركضِ عُمْرٍ قد غَبَرْ
نفسي فداءُ شادنٍ
نفسي فداءُ شادنٍ / كان على الدَّلِّ نَشا
وافى نزيف قهوةٍ / يحملها مرتعشا
وخدُّه من أَثرِ اللّثمِ / كأنْ قدْ خُدشا
وكادَ يمحو لثمُهُ / عذارَهُ المنقّشا
كأنّما وجنتُهُ / وردٌ بطلٌ رُشِّشا
رأيته فكدتُ من / عُجْبي به أَنْ أُدْهَشا
هممتُ أحياناً بهِ / لولا التُّقى أنْ أبطشا
أَبْصرَني مُبلبلاً
أَبْصرَني مُبلبلاً / وفي الغرامِ مُممتحنْ
فقال مَن قاتِلُه / قلتُ له قائلُ منْ