المجموع : 9
جامٌ حَوَى في الظَّرْفِ كلَّ بابِ
جامٌ حَوَى في الظَّرْفِ كلَّ بابِ / مُستملَحٍ منه ومستطابِ
فالحسنُ فيه واضحُ الأسبابِ / منقِطع الأشكالِ والأَضْراب
يُعجِز في الوصفِ ذوى الأَلْباب / مع التَّغالي فيه والإطْناب
له غِشاءٌ صيغ من إهاب / حُرِّر بالأيدي وبالألباب
حتى أتى في غاية الصواب / ليس بذي مَيْل ولا اضطراب
مُزَعفَرٌ محبَّب الْجِلْباب / كظاهِرِ النارَنجُ والعُنّاب
أو مثلُ دينارٍ كِرا ضَرّابِ / ثم يُعرَّى منه باسْتِلاب
مثلُ حُسامٍ سُلَّ من قِراب / أو بدرُ تِمٍّ لاحَ من سَحاب
أو غادةٍ تُسْفِر من نِقاب / شَفٍّ كماءٍ راقَ في ثِعاب
كأنما صُوِّر من شَراب / صُفَّ على ساحاتِه الرِّحاب
قَطائفٌ لَطائفٌ رَوابِ / لم تُحْشَ بل صُفَّت على اصْطِحاب
في المسكِ والفُسْتقِ والْجُلاَّب / كأنها أَلسِنة الأحباب
في الشَّكْل والنَّكْهة والرُّضاب / مَلْمَسُهاَ كوَجْنَةِ الكَعاب
وطعمُها كلَذَّة العِتاب / من بعدِ صَدٍّ طالَ واجْتنابِ
تَنزل في الْحَلْق بلا حِجاب / فهْي طعامٌ وهْي كالشَّراب
فالنّابُ عنها الدهرَ غيرُ نابِ / والقلبُ في حرصٍ وفي طِلاب
واليدُ بين السَّيْرِ والإياب / في نَقْلِها للفم كالدُّولابِ
كأنها زيارةُ الإغْبابِ / والعُمرُ في الصحة والشَّباب
وروضةٍ زاهرةٍ
وروضةٍ زاهرةٍ / منَ اللُّجَيْنِ والذَّهبْ
لكنَّها ما نبتتْ / في الأصل إلا باللَّهبْ
انظر إلى صنعتها / فكلُّ ما فيها عَجَب
كأنما عُطارِدٌ / أَحْكَم فيها ما ضَرَب
كأنما ابنُ مُقْلةٍ / حَرَّر فيها ما كَتَبْ
أوْدَعها نَقّاشُها / لكلِّ عين ما تُحِبّ
فهْيَ كوجهٍ حَسَنٍ / إذا تَبَدَّى لُمحِبّ
من بعدِ صَدٍّ واجتنا / ب وافتراقٍ وغضبْ
منسوبةٌ للصينِ ل / كنْ نُتِجت بين العرب
أخْلَصها السَّبْكُ فما / فيها من الغش نَدَب
مثلُ غَديرٍ قد صَفا / وراق ما بين الكُثُب
جاءتْ بها سعادة ال / أفضلِ حَسْبَ ما طلب
لو لم يَصُغْها صائغ / تكَّونتْ بلا تَعَب
وحجرةٍ من عَدد القبورِ
وحجرةٍ من عَدد القبورِ / بِتُّ بها للقَدرَ الضَّروري
في ليلةٍ مُسْرِفِة الحُرور / كأَرْؤُسِ الخِرْفان في التَّنّور
مُطبَّق مُطيَّن مَسْجور / بَعوضُها يكسر كالنسور
أو كالبُزاة الشُّهْب والصقور / تفعل في الأَوْجُه والظهور
فِعْل رِماحِ الخَطِّ في النُّحور / أصواتُها في الحالكِ الدَّيْجور
تُشبِه ما صاح من الناعور / فلم نَزلْ في الوَيْل والثُّبور
وكلِّ أمرٍ خَطِرٍ محذور / حتى أتانا صبحُها بالنور
فذقتُ طعمَ الموتِ والنُّشور /
يا مَنْ صَفا لي ظاهِرا ونِيَّهْ
يا مَنْ صَفا لي ظاهِرا ونِيَّهْ / ومَنْ يدي بِوُدِّه غَنِيَّةْ
وَقَتْك نفسي وافدَ المَنِيَّة / هَلُمَّ عندي تحفةٌ سَنِية
وأكلةٌ طيبة هَنِيّة / بنتُ نخيلٍ حلوةٌ جَنِيّة
أحلَى من الفرصةِ بالأُمنيَّة / بالغ فيها النُّضجُ وهْي نِيَّة
لا تُتِعب الضرس ولا الثَّنِيَّة / كأنها تُشْتَفُّ في الصِّينية
يا قوتة حمراء معدنية / في طمعها وزيها مكّية
كأنما البرنية البرنية / فهْي لها شَبيهة كَنِيَّة
يا سادةٌ قد كَمُلوا
يا سادةٌ قد كَمُلوا / خَلْقا وخُلْقا وشَرَفْ
أظن دهري نادما / على الذي كان اقترف
رأى عظيم ذنبه / عندي فتاب واعترف
وقد حَباني بكم / كفَّارةً لِما سلف
ولو دَرَى مقدارَ ما / أهدى من هَذي التُّحَف
لانقضتْ قوّتُه / ومات غيظاً وأسف
ووردةٍ يَقْصُرُ عنها الوصفُ
ووردةٍ يَقْصُرُ عنها الوصفُ / صورتُها لكلِّ طَرْفٍ ظَرْفُ
بيضاء فيها حمرةٌ تشْتَفُّ / بينَ بَنانٍ للنوالِ وَقْفُ
فيها حياةٌ للورى وحَتْفُ / كأنها حين جَناها القَطْف
ونافسَ الكافورَ منها العَرْفُ / وابتهج القلبُ بها والطَّرف
مجموعُ كِمٍّ قد حَوَتْه كفُّ / كانَ أحْمَرَ اللون وعاد يَصْفو
حتى لقد كاد الصِّباغ يَعْفُو / أو خامةٌ لم يعلُ منها الحرف
رُصَّتْ بها قَطائفٌ لا تجفو / محكمَةٌ من فوق صفٍّ صفُّ
لم يُفسد التحريرَ منها اللفُّ / ترسُب في جُلاَّبها وتطفو
كبارةٌ لاح بها
كبارةٌ لاح بها / زهرٌ عجيبُ الْخُلُقِ
كأنه لما بدا / في شكله المنمَّق
بيضُ القَباطي أُودعتْ / أنصافَ قشرِ الفُسْتق
منوطة أجوافُه / بشَعْرِ شِيب يَقَق
كأنَّ في أطرافه / أُثْرِ خِضاب قد بقِي
يشبه ما أَثارَه / شحْطُ النَّوى في مَفْرّقي
خاض الظلامَ فاهتدى بغُرّةٍ
خاض الظلامَ فاهتدى بغُرّةٍ / كوكبُها لمُقْليته قائدُ
يُجاذب الريح على الأرضِ ومِنْ / قَلائد الأفْقِ له قلائد
ينصاع كالمرّيخ التهابه / وأنت فوق ظهره عُطارِد
تُعطِي وأنت مُعدِمٌ وإنما / يُعطِي أخوك الغيثُ وهْو واجد
جاء بلَوْزٍ أخضرِ
جاء بلَوْزٍ أخضرِ / أصغرُهُ مِلْءُ اليدِ
كأنما زِئْبِرُه / نَبْتُ عِذارِ الأمردِ
كأنما قلوبه / من تَوْءَمٍ ومفرد
جواهرٌ لكنما ال / أصدفُ من زبرجدِ