المجموع : 12
أنعَتُ نخلاً تُجتنَى
أنعَتُ نخلاً تُجتنَى / ثِمارُها من كثبِ
مخلوقةً من فضَّةٍ / مغموسةً في ذهبِ
من ذَوبِها تُسقَى ولا / تَروي إِذا لم تذُبِ
لا عِرقُها تحتَ الثَّرَى / ولا لها من كَرَبِ
تحملُ فوقَ رأسِها / جُمَّارةً من ذَهَبِ
وطلعُها منسبكٌ / من ذوبها المنسكبِ
مغروسةً في مجلسٍ / ضَنْكٍ بمرأى عجبِ
نوريَّةً ناريةً / شبيهةً بالشُّهُبِ
يُمعِنُ جُنْدُ الليل من / لقائِها في الهَربِ
ساريةٌ لم تُخْلِنَا
ساريةٌ لم تُخْلِنَا / من رَغَبٍ ومن رَهَبْ
فودْقُها وبَرْقُها / ماءُ حياةٍ ولَهَبْ
والوَدْقُ منها فِضَّةٌ / بيضاءُ والبَرْقُ ذَهَبْ
إنْ نامَ جَفْنُ برقِها / صاحَ به الريحُ فَهَبّْ
أصبحتِ الأرضُ بها / غنيّةً مما تَهَبْ
فالماءُ خمرٌ تُجْتَلَى / والماءُ مسكٌ مُنْتَهَبْ
لاحَ الهلال والثُّرَيْ
لاحَ الهلال والثُّرَيْ / يا فوقهُ في مجسدِ
وللهلالِ جُمّةٌ / من عَنْبر منضَّدِ
مثل وشاح لؤلؤ / مفصَّل مُبَدَّدِ
على عروس لبِستْ / لثامَ خَزٍّ أسودِ
نارنْجُنَا في لونِه
نارنْجُنَا في لونِه / وشَكلِه المُدَوَّرِ
يحكي كُراتِ سُفُنٍ / مصبوغةٍ بالعُصْفُرِ
ملفوفةً في خِرَقٍ / من الحريرِ الأخضرِ
أو كَنهودٍ ظَهَرَتْ / من تحت لاذٍ أحمَرِ
حِقاقُ تِبْرٍ ضُمِّنَتْ / حشواً بديعَ المنظرِ
أبريسَمٌ كبَّتُه / مبلولةٌ لم تُعْصَرِ
كُراتُ نارنجٍ لِطَافٌ غضَّه
كُراتُ نارنجٍ لِطَافٌ غضَّه / مُحْمَرَّةٌ بطونُها مبيضَّه
حِقاقُ تِبْرٍ بُطّنَتْ بفضَّه /
كَحُلَّةٍ دكناءَ في حاشيةٍ
كَحُلَّةٍ دكناءَ في حاشيةٍ / منها طِرازٌ ذهبٌ مسلسلُ
غنيّةٍ من ذهب ولؤلؤٍ / قَطْرٌ يصوبُ ووميضٌ يُشعَلُ
إِذا ونتْ عِشارُها صاحَ بها / قاصفُ رعدٍ وحَدَتْها الشمألُ
قد خلط البياض بالسوادِ
قد خلط البياض بالسوادِ / وأحكم التدبير بالتردادِ
وأخرج الرطب من الشدادِ / وغاض ما فيها من السوادِ
وصارت الأجساد بالأهماد / بلا نفوس فهي كالجمادِ
ثم التقطنا زهرة الأجسادِ / وهو الصدى من ذلك الرمادِ
والماء يشتاق إليه الصادي / سبع مرار كَمَل الأعدادِ
ولم تزل تنضج بالإيقادِ / في الجسد البالي بلا فسادِ
غاص بها رمائم البلادِ / وصار خلطانا إلى اتحادِ
وأنجب الروحان في الميلادِ / كأنما كانا على ميعادِ
رطّب تراكيبك إن
رطّب تراكيبك إن / جفّت بماء الورقِ
إنّ الطبيخ كله / قوته في المرق
أول أعشابك أن / تخرج بالماء النقي
خضرته مشوبة / بحمرة من غسقِ
بعد سواد فاحم / إلى بياض يققِ
وآية الشمس ظهو / ر حمرة في الشفق
والزعفران صبغة / يتلوه لون العلق
فعود الطفل يسي / ر النار لا يحترقِ
ويتفق منه الذي / ما كان بالمتفق
واحذر عليه نكبة / من غرق أو حرق
واحذر على السر ففي ال / إفشاء ضرب العنق
تالله ما نال امرؤ / مراده بالخرق
ولم تفت حكمتنا / غير جهول أو شقى
فالرزق لا الحذق هوال / أصل فباللله ثقِ
المبدأ الأول في
المبدأ الأول في / علوما فرد أحد
وحدته في نوعه / وهو كثير في العدد
واثنان في حكمتنا / أب قديم وولد
تتلوهما ثلاثة / نفس وروح وجسد
وأربع أركاننا / قد زال عنهن الحسد
ألّف منها واحد / فدام فينا وخلد
فجدّ في استخراجك ال / رمز فمن جدّ وجد
الحمد لله العلي القادر
الحمد لله العلي القادر / ذي النعيم البواطن الظواهرِ
والصلوات عدد القطارِ / على النبي المصطفى المختارِ
وبعد فالتركيب سر غامض / بحر عميق لم يخضه خائضُ
وهو الذي قد حار فيه الناسُ / وحاد عن طريقه القياسُ
تحالف القوم على كتمانِه / وأضربوا في الكتب عن بيانهِ
فكرت عشر حجج كواملِ / في سره فلم أفز بطائلِ
حتى إذا استولى عليّ الياسُ / وطار عن مقلتي النعاسُ
فزعت في ذاك إلى التضرعِ / وهو لمن وفق خير مصرعِ
نذرت أن أتركه مكتوما / سراً بختم ربه مختوما
أصوم إظهاره لا أفطرُ / وإن علمت إنّ روحي تهدرُ
إلا بسر غامض مماطلِ / يلوح للعاقل دون الجاهلِ
فاعمل بما قلت ولا تخالف / وإنه من أفضل المعارفِ
بيّض نحاساً محرقا فهو جسد / قد زالت الظلمة عنه والحسد
ثم اعقد الدهن بماء البحرِ / فإنه صابون هذا الأمرِ
وبعده فاعمد لأسريقونِ / مستخرج من عنصر الصابونِ
جزأين مجموعين في التدبيرِ / قد قدرا بأعدل التقديرِ
لونين صارا واحداً فازدوجا / بالسقي والسحق معاً فامتزجا
يطبخ في أداتنا المكتومة / مدته الموقوتة المعلومة
حتى يصيرا زعفراناً عرقا / وقبل ذاك قد عقدت زئبقا
فاجمعهما ثم بوزن واحدِ / ينعقدا انعقاد زيت جامدِ
وبرّهما في السحق بالعمياء / فإنها تعكس قطر الماءِ
والشبّ قيد الآبق الفرّارِ / قَيّد به فهو من الأسرارِ
وعد إلى الناهك من أجسادِ / مغسولة مبيضّة شدادِ
ثم أطل عذابها في النارِ / مطروحة في جاحم الأوارِ
حتى تصير تربة عطشانه / عزيزة في عزها ريانة
كالحوت لا يرويه شيء يلهمه / يصبح عطشانا وفي البحر فمه
ضمّ إليها نفسها المبيّضة / نفسا غدت مذهبة منضَّضة
واسحقهما بمائنا المصفى / واسقهما حقهما موفّى
وخذ من الزيت العتيق الأولِ / مثلهما في وزنه المعدّلِ
واطبخهما في الاله المستورة / فهي التي تعطي كمال الصورة
قيامة الأرواح في الأجسادِ / لأربع صرن إلى اتحاد
والرفق ثم الرفق بالنيرانِ / فإنها من أكبر الأعوانِ
إلا إذا عقدتها بالرفقِ / وفزت من تدبيرها بالحقِ
وهي عطاء الله للأبرارِ / تنجيهمُ من فقر هذي الدار
فالله في كتمانه إن فزتا / فالملك لا يعدل ما قد حزتا
فاسعَ لعقباك فقد كفيتا / مؤونة الدنيا بما أوتيتا
اعمل بجدّ وجَلَد
اعمل بجدّ وجَلَد / فإنّ من جَدّ وجد
وحمّر الروح وبَيّض / بالتصاعيد الجسد
وحكم التزويج فال / خلط هو الأمر الأشد
واسبك بلين النار فال / خلط إذا ذاب همد
وكلما حللته / من جسد فقد عقد
وإن جهلت الوزن فاع / دنه ففي العجن الرشد
وكن خبيراً بالأدا / ة والسداد والمدد
وحجر الصنعة فاع / رفه فقد نلت الأمد
فقد كشفنا لك ما / لم يبده قطّ أحد
حضاننا السحق فلا
حضاننا السحق فلا / تسحق دواءٌ بيدِ
وهو الذي قد جاءنا / من صبغنا بالولدِ
لا يجلب الصبغ الذي / تريده من بعدِ
إن الذي يصبغ لا / يزيد وزن الجسدِ
لذاك قد حدّوه في / علومنا بالعددِ
وقال قوم جهلوا ال / حكمة ذا قول ردي
حكماً بلا علم مقا / لَ جاهل ذي فندِ
ما خالفوا حكمتنا / لو وفقوا للرشدِ