إركب إذا دارت رَحَاهَا وَانزلِ
إركب إذا دارت رَحَاهَا وَانزلِ /
وَقُلْ إذا صَمَّ صَدَاها وَافْعَلِ /
واقْتَضِ فَاسْتَوْفِ وَهَبْ فَاحْتَفِلِ /
وَابْلُغْ بأَدْنَى السعيِ أقْصَى الأمَلِ /
وَرُتْبَةَ الوُسْطَى مِنَ العِقْدِ العَلِي /
وَجْهُكَ بالإحْسانِ والحُسْنِ مَلِي /
وأنتَ للدنيا وللدينِ وَلِي /
نِيْطَتْ بِكَ الأسْبَابُ فاقطعْ وَصِلِ /
وهذهِ الدُّنْيَا فولِّ واعْزِلِ /
مَرآكَ لا ما يَدَّعِي الصُّبْحُ الجَلي /
إذا بدا في مُنْتَدى أو جَحْفَلِ /
رَأيْتَ حزْبَ الله كيفَ يَعْتَلي /
لآخرٍ من الطّرازِ الأَوَّلِ /
منتشىءٍ في بُرْدَتَيْ مُكْتَهِلِ /
مُعَظّمٍ في قَوْمِهِ مُبَجَّلِ /
بَهْشٍ إلى الطّعِانِ قَبْلَ القُبَلِ /
نالَ الأَمَانِي وكأنْ لمْ يَنَلِ /
لله منكَ عزمةٌ لا تأْتَلي /
والموتُ قد أوْضَحَ كلَّ مُشْكِلِ /
في مأزقٍ من الظُّبا والأَسَلِ /
أضْيَقَ من عُذْرِ الكبير الغَزِلِ /
إذا انتحى نَفْسَ امرىءٍ لم يُبَلِ /
طالتْ به الحياةُ أوْ لمْ تَطُلِ /
في غَمْرَةٍ منَ الوَغَى لم تَنْجَلِ /
تَلْعبُ بالرُّؤوسِ بين الأَرْجُلِ /
إذا ارتمتْ بالمُعلَمِين البُسُلِ /
رأيتَ ناراَ تَرْتَمِي بِشُعَلِ /
ما أَعْدَلَ الحربَ وإن لم تَعدِل /
وأقْبَحَ الموت بمنْ لمْ يُقْتَلِ /
لا وأَلتْ نفسُ الهِدانِ الفَشلِ /
مُعْتَزِلاً لو أنَّهُ بِمَعْزِلِ /
أوْلى له مِنْ أجلٍ مُؤجّل /
دونكَ أسْباب المعالي فاعْتَلِ /
والحربُ تَغشى مُدْبراً بِمُقْبِل /
ظَمْأَى إلى نفْسِ الشجاعِ البطل /
قد نَهِلَتْ فيه كأنْ لم تَنْهَل /
مُخْتالةً في هَبَواتِ القَسْطَل /
في كلِّ بُرْدٍ للعوالي مخمل /
تَرَاه مَصْقولاً وإن لم يُصْقَل /
يَنْسابُ في الغِمْدِ انسيابَ الجدْوَلِ /
فاعجب به ما بالهُ لم يَسل /
حسامُكَ الماضي فطبقْ واخْتل /
وَزَنْدُكَ الواري فهلْ مِنْ مُصْطَلي /
لسانُ فَخْرِكَ العليِّ المُعْتَلي /
يُفْصِحُ بالجِلاَدِ لا بالجَدَل /
يُلْقي بِقَوْلٍ كالقَضاءِ المُنْزَل /
ليسَ بِمُجْمَلٍ ولا مُفَصّلِ /
يَنْسَخُ ما قيلَ وما لمْ يُقَلِ /
باني المباني ومُزِيلُ الدُّول /
تَغَابَرَ الفِرِنْدُ فيه والحُلِي /
فانظرْ إلى الأعلى وَقُلْ بالأسْفَلِ /
وَصَفْحَةِ كأنَّها قلبُ الخلي /
تحمرُّ في الهيجاءِ لا مِنْ خَجَل /
وكلِّ رحْبِ الخَطِّ ضَنْكِ المَدْخَلِ /
لكلِّ ما حَمَّلتَهُ مُحْتَمِل /
إنْ تَأبَ يُسْمِح أوْ تَمِلْ يَعْتدِلِ /
مُطَّرِدٍ صُلْبٍ وَقاحِ الخَجَلِ /
أزْرَقَ وَرَّادٍ لكلِّ أكْحَل /
ألعَسَ لم يُرْشَفْ ولم يُقَبَّلِ /
يَخْتَرِعُ الفَتْلِ لكلِّ مَقْتَل /
كأنّما نَصَّلْتَهُ بالأَجَلِ /
كيفَ تراهُ جابَ كلَّ غَيْطَل /
ذبالةٌ مُذْ أُسْرِجَتْ لم تَذْبُلِ /
تَسبي القلوبَ كالعيونِ النُّجُل /
والخيلُ تأتي كلَّ شيءٍ من عَلِ /
بكلِّ ليث فَوْقَ كلِّ أَجْدَلِ /
فَوْضَى كأمْثَالِ القَطَا المُنْجَفِلِ /
عَجلى إلى المستوفزِ المُسْتَعْجِل /
في لُجَّةٍ لا تَدْنُ بل لا تَسَلِ /
مُلْحَمَةٍ تَغلي كَغَلْيِ المِرْجَلِ /
ضَيّقةٍ عن المُنَى وَالحِيَلِ /
مَشْهورةً بالقولِ لا بالعملِ /
والرعبُ قد لفَّ فلاناً بِفُلِ /
لا يَتَنَاجَوْنَ بغير الأَنْصُل /
قد أَعْصِمُوا منكَ بأحْمَى مَعْقِلِ /
بقلَّبٍ منَ الخطوب حُوَّلِ /
بالأفضلِ ابنِ الأَفضلِ ابنِ الأَفضلِ /
ما امتدَّ صَوْتي وَتَراخَى أجَلي /
يا ابْنَ أبي يَعْقُوبَ ثمَّ بجَلِي /
مُعْتَصَرُ الجاني وَصُبْحُ المُجْتلي /
أُمْنِيَة السَّفْرِ وأمْنُ السُّبُلِ /
مُدوِّخُ الأرضِ فأَهْمِلْ واغْفِلِ /
وقاتل المحْلِ فحُلَّ وارْحَلِ /
فالأرضُ بينَ رَوْضة ومَنْهَل /
إلى جَنَابٍ للأمانِ خَضل /
تَعانَقَ الوسميُّ فيهِ والولي /
وروضةِ تَنْظِمُ شَمْلَ الجَدَلِ /
بكلِّ ثَغْرٍ بالنّسيم رتِلِ /
وكلِّ جَفْنٍ بالنّدَى مُكْتَحِلِ /
يبيتُ من حَوْكِ الحيا في حُلَلِ /
والريحُ كَسْلى غَيرَ أن لم تَكْسَلِ /
تَعْثُرُ في ذيل الغَمامِ المُسْبَلِ /
والزَّهْرُ كالكؤوسِ لو لم تَزَلِ /
مُتْرَعَةً منَ الرحيقِ السَّلْسَلِ /
تَشُجُّها يَدُ الصبا والشّمْأَلِ /
فاضربْ وإن عاقَكَ عذلُ العُذِّلِ /
وأنتَ في حِلٍّ فإلاّ تُحْلِل /
اذكر أميرَ المؤمنينَ واحْمِل /
وَكلَّ طِرْفٍ ارْمه بِمِسْحلِ /
وكلَّ سيْفٍ بين لحييْ رَجُلِ /
والجوُّ قد بانَ لمنْ لمْ يَجْهَلَ /
وكادتِ الحربُ ولمّا تَفْعَلِ /
وصالتِ الخيلُ بمنْ لم يَصُلِ /
أنت مُوَافٍ فاتئدْ أو فَاعْجَلِ /
مَنْ نَصَرَتْهُ نَفْسُهُ لم يُخْذَلِ /
ومن أَقَرَّ عَيْنَهُ لم يَحْفَلِ /
لا يَقْبَلُ السرورَ قلبُ الوَجِلِ /
ولا يطيبُ العيشُ لِلْمُنْتَحِلِ /
لله درُّ الأَبْلَهِ المغفل /
دَهْرُكَ ذا مُسْتَرْسِلٌ فاسْتَرْسِلِ /
لكلِّ والٍ مَذْهَبٌ فيما ولي /
إن شئتَ أنْ تُدْعَى حَمُولاً فَاحْمِلِ /
إن الكماةَ بالسيوف تَغْتَلي /
يا ربَّ حَزْمٍ ليسَ عَنْ تَأَمُّلِ /
لا فَرْقَ بين لأْمَةٍ وَمِجْوَلِ /
أرْضُ وليِّ العَهْدِ خيرُ مَجْهَلِ /
وجوُّهُ ليسَ بهِ من عَضَلِ /
مَلْكٌ فَدَعْ ذكرَ الملوكِ الأُوّلِ /
ما شئتَ منْ فَضْلٍ وَمِنْ تَفَضُّلِ /
ليس سِمَاكُ مَجْدِهِ بأعْزَلِ /
قدْ جَمَعَ الماضِي إلى المستَقْبَلِ /
هل عَقَلَتْ لَمْطَةُ أو لم تَعْقِلِ /
إذ زحفت بحدِّها المُفَلّلِ /
تَقْضِي على العِيَانِ بِالتّخَيُّلِ /
ونَحْسَبُ القَوْلَ من التْقَوُّل /
أمْهَلْتَها والسيفُ غيرُ مُهْمِلِ /
حتى إذا هَبّتْ بأَمرٍ مُعضِلِ /
صَبّحْتَها بكلِّ لَيْثٍ مُشْبِلِ /
إذا المنايا أَرْقَلتْ لم يُرْقِل /
وَرْدٌ إذا أوردَ لم يشْتَمِلِ /
كأنّه بالشّفَقِ الأدْنى طُلِي /
يَرْنُو بشعلتي لظىً لم يُشعَل /
تَصْلى المنايا بهما إنْ تَصطل /
ألْحَبُ لا وانٍ ولا بِتُكل /
عَبْلُ الذراعينِ عَرِيضُ الكَلكَل /
أهرتُ نابي الهمّ داني المأكل /
يَكْثِرُ عن مُؤَلّلات عُصلِ /
مثلِ مُدَى الجازر لم تُفلّل /
قد رُكّبَتْ في مثلَ حرْف الجندلِ /
وربما اتّقى بِحُجْنٍ وُغُلِ /
أَهِلّة للموتِ غيرِ اُفَلِ /
أفْلاكُهَا بَين الطُّلى والقُلَلِ /
فاسألْ بأَهْلِ السوسِ واسألء وسل /
وعن مُضلٍّ غرّهُمْ مُضَلّلِ /
بكلِّ قَوْلٍ لم يَكنْ بفيصلِ /
لو أنّهُ عُذْرُ هوىً لم يُقْبَل /
ما غَرَّهُم بالباسلِ المُسْتَبْسِل /
بالبدرِ أو بالبحرِ أو بالجبلِ /
نَهْنَهْتَهُمْ بالسيف لا بالعَذَل /
لُفُّوا من الحربِ بليلِ أَليَلِ /
بِحَدِّ لا غَمْرٍ ولا مُغَفّل /
حُلاحِلٍ سَمَيْدَعٍ شَمَرْدل /
تَعْرِفُهُ أقْلَلَ أو لم يُقْبِل /
يجتابُكلَّ جوزِ هَوْلٍ أهول /
بِمُشرِفِ الحارِك نَهْدِ الكَفَل /
أقبَّ محبوكِ السَّراة هَيْكَل /
كلِّ مُعمٍّ في الجيادِ مُخْول /
أَغَرَّ مِنْ عِتَاقِها مُحَجَّلِ /
ذي بَشرٍ أَمْلَسَ كالسَّجَنْجَلِ /
نَزِلُّ عنها لَحَظَاتُ المقل /
كأنما صَهِيلُهُ في المَحْفَل /
غِنَاءُ إسحاقَ وَضَرْبُ زَلْزِل /
تَعْرِفُ فيهِ العُنْفَ فاسْمَعْ وَخَل /
يَمْرَحُ مشكولاً كأنْ لم يُشكَل /
يَبِقُ بينَ مُحْزِنٍ وَمُسهِلِ /
عَدْوَ الظَّليمِ في ظهور الأحْبُل /
يلاعبُ العِنَانَ عَندَ الوَهَل /
بجيدِ حَوْراءِ العِيُونِ مُطْفِلِ /
كالغُصْنِ قد أَيْنعَ من تَدَلُّل /
وَيَتَّقي الأرْضَ بِمْثلِ المِعْوَل /
لا يَشْتَكي الوَجى وإن لم يُنْعَل /
ذو مِسْمَعٍ حَشرٍ وَقَلْبٍ أَوْجَلِ /
يَكَاد يَرْتَابُ بما لم يَفْعَل /
فَقُلْ لأَهْلِ السُّوْسِ هَلْ مِنْ مَوْئِلِ /
قد استقالوكَ وإنْ لم تُقِلِ /
وَأذْعَنُوا لِجَدِّكَ المُقْتَبِلِ /
هلاَّ ولم تَذْعَرْ نجومَ الكِلَلِ /
بأَنْجُمِ منَ الطّوالِ الذُّبَّلِ /
هيهاتِ لا حولَ لمنْ لم تُحِلِ /
لا حُكْمَ عند النّصْلِ للتّنَصُّلِ /
صُنْ يا وليَّ العَهْدِ إن لم تَبْذُلِ /
مَنْ للمنى بِقُرْبِكَ المُؤَمّلِ /
وَدُوْنَهُ مَرْتٌ كَظَهْرِ الأَيِّلِ /
يأتي على المُخِفِّ قَبْلَ المُثْقِلِ /
وَيُذْهِبُ الغَوْلَ عن التَغَوُّلِ /
يُلْقَى به الدليلُ ذو التمحُّلِ /
أضْيَعَ مِنْ دَمْعٍ جَرَى في طَلَلِ /
حِرْبَاؤُهُ كالضّارِعِ المُبْتَهِلِ /
لو أنّهُ مُؤَيَّدٌ بمِقْوَلِ /
صلّى إلى الشمسِ فبئس ما صَلِي /
أن المجوسيّةَ شرُّ النحَلِ /
يا لكِ بَيْداءَ كَعَيْنِ الأَحْوَلِ /
لو ظَهَرَ الموتُ بها لم يَنَل /
ترى بها الواضحَ كالمُشْتَكلِ /
إنَّ الصدودَ في الهوى كالملَلِ /
ومُدلَهِمَّ وجْهِهِ كالظُّلَلِ /
مثلِ فؤادِ الوالهِ المُخْتَبَلِ /
تُرِيك رضوى كالكثيبِ الأهيَل /
للهِ أيُّ فارغِ مُشْتغِل /
سَمْحٍ بخيلٍ مُصعَبٍ مُذلَل /
على المنايا والمنى مُشْتَمِل /
كأنَّه من سَيْبِكَ المُحْتَفِل /
أصبحتُ مِنْ حِمْصَ بشرِّ مَنْزِل /
مَن سرَّه النقصُ به فَلْيَكْمل /
في شرِّ أحوالِ العُفَاةَ العُيَّل /
أشعثَ ذا طِمْرَينِ لا يؤْبَهُ لي /
وأنتَ نعمَ أملُ المؤمّلِ /
دونك مجد الدين بالمنتحل /
مَهَزَّة الواني وزادُ المَرْحَل /
حَلْيٌ بِلَبَّاتِ الزمانِ العَطِل /
لم يُؤْتَ مِنْ عِيٍّ ولا مِنْ خَطَلِ /
فانضِجْ صُدُورَ حاسدِيكَ الضُلَّل /
بِطَلَقِ من كلِّ ذلقٍ منْحَل /
يَشْفِي منَ الأضْغَانِ قبل العِلَلِ /