المجموع : 7
لَم يَبْقَ رَسْمٌ للأدَبْ
لَم يَبْقَ رَسْمٌ للأدَبْ / أودَى ضَياعاً وَذَهَبْ
أوْفَدْتُه فَلَم يُفِدْ / مِنْ فِضّةٍ ولا ذَهَبْ
أشدو بها وَسطَ النّدِيِّ الحاشِدِ
أشدو بها وَسطَ النّدِيِّ الحاشِدِ / وَضّاحَةً مِن غُرَرِ المَراشِدِ
سنا الصّباح مِن سَنَاها الواقِدِ / شِيدَت مَبانيها عَلَى قَواعِدِ
وَأَيُّ مَرْأَى صَادِقٍ وَقَاصِد / صاعِدَةٌ إلى المَحلّ الصاعِدِ
سَعيدَة في زَمَنٍ مُسَاعِد / كَريمَةُ المَعْهَدِ وَالمَعاهِدِ
وانْتَسَبَت في أَشرَفِ المَحاتِد / فَلَيسَ عَنْها أَحدٌ بِحائِدِ
ولا لَها في الأرْضِ مِن مُعانِد / بَيْعَةُ رضْوَان وهَدْيُ خَالِدِ
ما بَينَ مَعْهودٍ لهُ وعَاهِد / مِيثَاقُها حَلَّ عُرَى المَكائِدِ
وَعَقْدُها جَلّ عَنِ العَقائِدِ / كانَت لَها السَعود بالمَراصِدِ
فَالمُشتَري يُملي على عطارِد / مَا أمَّلَتْ مَنابِرُ المَساجِدِ
وأَسْمَعَتْ أَلْسِنَةُ القَصَائِد / وجدانُها المَنشودُ حَسبَ الناشِدِ
وَزَنْدُها المَقدُوحُ غَيرُ صالِد / قد حَصْحَصَ الحَق فَما مِنْ جاحِدِ
وألْقَت الأمْلاك بِالْمَقالِد / فانْظُرْ إلى الجامِحِ طَوْع القائِدِ
كُلُّ عَميدٍ مَدّ يُمنَى عامِد / يَبْأى بوَسمي حامد وحافِدِ
إنَّ المَسودَ تَبَعٌ للسائِد / هِدايةٌ لِصادِرٍ وَوارِدِ
ونَجْعَةٌ لِفَارِط ورائِد / وعِصْمَةٌ لِقَائِمٍ وقاعد
وافَتْ بِها وافِية المَواعِد / كالغَمْضِ في عَينِ المُعنّى الساهِد
كالأمنِ في قلبِ المروع الشارِد / للّهِ عَهدٌ مُحْكَمُ المَعَاقِد
قُلد مِنه أعْظَمَ القَلائِد / مُبارَكُ المَبادي والمَقاصِد
يَحوي لرحْبِ الباعِ طُولَ الساعِد / لَيس يَؤُودُهُ احتِمالُ الآيد
إنّ العُلى مَجموعَةٌ في واحِد / مِنْ زَكرِياءَ الأميرِ الماجِد
مَلْكٌ يجلِّي عَن ثَناء الحامِد / وأينَ وَصْفُ شاكِرٍ مِن شاكِد
وَهّابُ كُلّ طارِفٍ وَتالِد / لِلْوافِدينَ مِنه حَظُّ الرافِد
كَم مُقتِرٍ ألحقَه بِواجِدِ / وكَم أصابَ مُلْحِداً بِلاحِد
في كَفِّه مِثْلُ الشُعاعِ الحارِد / أسرَعُ في النّسِّ مِن الأساوِد
مَكرَعُهُ بحيثُ حقد الحاقِد / مُسْتَأسِدٌ للبَطَلِ المُستَأسِد
سِنانُه الوقّادُ رَجْمُ المَارِد / لَهُ تثني القُضُبُ الموائِد
ولِبْسهُ الكواعِب النواهِد / به نفاقُ كل حَتف كاسِد
وَمُنتَضىً نازَعَ كفَّ الغامِد / كالرُّؤْدِ لا تُذْعِنُ لِلمُراوِد
أُنجِبَ في معادِن الجرَائِد / لشَوكَة الأعداءِ أمضَى خاضِد
يَتركُ بالخُدودِ كالأخَادِد / لَهُ بنَقْرِ الهامِ خرْقُ الناقِد
نِجادُهُ مِنه عَلى مُنَاجِد / أرْصَدَه لخاتِرٍ وعاقِد
حَيثُ الحُتوفُ مُرّةُ المَوارِد / بِمَعْزلٍ من الزُّلالِ البارِد
والهامُ زَرْعٌ يُجْتَنى بحاصِد / هُناكَ تَلْقاهُ أعزّ عاضِد
يَنْهَدُ فَرداً للخَميسِ الناهِد / في بادِئ مِنْ بأسِه وعائِد
وَجوده كالمُستَهلّ الجائِد / يُحيطُ بالأدْنَيْنِ والأباعِد
وَرِفْدُه لِقَاطِنٍ ووَافِد / شِنْشِنَةٌ في وَلَدٍ مِن والِد
تأثرُها البحارُ في المَشاهِد / تَحَدُّثَ الرُّواةِ بِالمَسانِد
أسعد به من باهر المَصاعِد / سُلالة الخَضارِم الأجاوِد
وعترة الأعاظِم الأماجِد / يَنْميهِ في أُرومَةِ الْمَحَامِد
للمرْتَضى يَحيَى بن عبدِ الواحِد / ابن أبي حَفص وَهَل مِن زائِد
بيْتٌ علا بَيتاً عَلى الفَراقِد / له من الإنجابِ أزْكى شاهِد
مُجاهِدٌ يُنمَى إلى مجاهِد / كُلٌّ يُشيدُ كأبيهِ الشائِد
عِصابَةٌ قُدْسِيةُ المَوالِد / يُولَد كُلٌّ مِنْهُم بحاسِد
قد أُيِّدوا فَما لَهم من كائِد / وأُوجِدوا لِعَدمِ الشّدائِد
كَم راكِعٍ لِسُمرِهِمْ وساجِد / ليْسَ لهُ فيها ثوابُ العابِد
هَذي العِدى من طائِحٍ وصائِد / أصولُهُم تُحْدَف كالزّوائِد
بكُلِّ عامِلٍ لَهُم مُطارِد / في صادمٍ مِن الوَغى وصامِد
يَرْفُل للدّماء في مَجاسِد / من ذائِبٍ صَاكَ بهِ وجامِد
لَوْلاهُمُ أعيا صَلاحُ الفاسِد / ولَحِقَ العامِر بِالفَدافِد
هُمُ مَصابيحُ الظلامِ الراكِد / وهُم حياةُ الأنْفسِ الهَوامِد
مِن كلِّ شَهْم مِثل سَهمٍ صارِد / لأصيدِ الكُماةِ سابٍ صائِد
مُجادِلٍ عَن الهُدى مُجالِد / سُؤْدَدُه العادِيّ غَيْر نَافِد
مَوْلايَ صَفْحاً فَهوَ جُهدُ الجاهِد / أمْتحُه مِن حُسنِ حسٍّ خامِد
يَأبى الهبوبَ من سِناتِ الراقِد / قلتُ لكَ الأمداحُ كالفَرائِد
والرّوض في أزهارِهِ النّضائِد / قَد صُغتُ مَعناها بِلَفظٍ خالِد
إنّ إمَامَ الحَقّ لا يَسْأمُ أنْ
إنّ إمَامَ الحَقّ لا يَسْأمُ أنْ / يُصْدِرَ عن حَقِيقَةٍ ويُورِدا
قلّدَها عن اجْتهادٍ أهْلها / يا من رأى مُجتَهِداً مُقَلِّدا
وَحَاطَها مِنْ جَانِبَيْهِ سَعْيُه / بِها مُشيداً وَلَها مُشَيِّدا
خِلافةٌ لوْ غيرُ يحيَى المُرْتَضى / بِعِبْئها رَام قياماً قَعَدا
مِن رَأيهِ سلّ حُساماً دُونها / مَا ضَرّهُ أن لمْ يكنْ مُهَنَّدا
ولمْ يدَعْ أمّةَ أحْمدٍ سُدى / حيثُ ارْتَضى لِعَهدِها مُحَمَّدا
للّهِ مَا أشرَف آثَارَهُما / في الصالِحاتِ وَالِداً وَولَدا
ما بَيْنَ هَادٍ مِنهُما ومُهتَدٍ / تَبدو كَمالاتُ الوُجودِ إذ بَدا
وكُلّما أظْلم عصْرٌ طَلَعا / فَنَوّراه قَمَراً وفَرْقَدا
وإن وَهى للملكِ ركنٌ أو هوَى / تدَاركاهُ ساعِداً وعضُدا
يا بَيعة الرّضْوانِ أوْ يا أخْتَها / هُنِّئتِ فَخراً عمرُه لن ينْفَدا
أهدى بكَ العامُ الجديدُ أملاً / بينَ يَدَيْهِ للهُدى مُجَدِّدا
واستَظهرَ الدينُ الحَنيفُ والدنَى / بمنْ ظَهيراهُ المَضاءُ والهُدى
يا حُسْنَها سَوْسَنَةً
يا حُسْنَها سَوْسَنَةً / تَصْبُو إلَيْها الحَدَقُ
فِي حُقَّةٍ مِن فِضَّةٍ / عَلَى نُضَارٍ تُطْبَقُ
وَرُبمَا تَفَتَّحَتْ / عَنِ العَبيرِ يَعْبَقُ
إِن سَعِيدَ بنَ حَكَمْ
إِن سَعِيدَ بنَ حَكَمْ / صِنوُ العُلَى نَجْلُ الكَرَمْ
رِئَاسَةٌ بِمِثْلِها / يُفاخِرُ السيْفَ القَلَمْ
وَسُؤْدَدٌ مَجمُوعَةٌ / فيهِ مَحَاسِنُ الشِّيَمْ
مُعتَمدٌ مِن شَأْنِهِ / رَعيُ العُهُودِ وَالذِّمَمْ
فَأَنحَنِي مُمَهِّدا / إِلَى جَوابِهِ القَلَمْ
عادَةُ نَدْبٍ أَرْوَعٍ / خَصَّ بِبرَّهِ وَعَمْ
فَتَنزه فِي كُلِّ حا / لٍ وَمَآلٍ مُلْتَزِمْ
حَيَّا الحَيَا حَضْرَتَه / وَجَادَهَا ثَرُّ الدِّيَمْ
من ذا على الدهر مكث
من ذا على الدهر مكث / وأيّ عمرٍ ما نكث
خان الفتى ما جمعت / يمناه خوفا وحرث
وحبطت أعماله / فما بكى ولا اكترث
يعبثُ في سفاهة / والمرء لم يخلق عبث
يا عامر القصر أما / تأسى لإخرابِ الجدث
كيف اغتررت والردى / يلفّ كهلا تجدث
إيّاك والاسفاف للأطماع
إيّاك والاسفاف للأطماع / قناعةُ المرء من الإقناع
في ما ادّعى من كرم الطّباع / وعاف من بذلة الانتجاع
تاللّه ما الإصرار كالإقلاع / انخفض الوهد عن اليفاع
عاريةُ العمر إلى ارتجاع / وصلة الحبل إلى انقطاع
واهاً لأسماع بلا استماع / وأنفسٍ ترضى بالانخداع
دع الوفا وجدّ في الزماع / إنّ الفطام عقبَ الرضاع