القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو هِلال العسكريّ الكل
المجموع : 41
وَبَرَكَةٍ مُترَعَةَ الأَرجاءِ
وَبَرَكَةٍ مُترَعَةَ الأَرجاءِ / فارِغَةً مِن سُبُلِ الأَنواءِ
يَغسِلُ فيها حُلَّةَ الظُلَماءِ / أَقامَت النارَ مَقامَ الماءِ
نارٌ كَوَجهِ غادَةٍ حَسناءَ / تَرقُصُ في مَبدَعَةٍ صَفراءِ
وَالجَمرُ في حُلَّتِهِ الحَمراءُ / مِثلَ بَنانٍ عُلَّ بِالحِنّاءِ
وَأَسهُمٌ تُصبَغُ بِالدِماءِ / فَهاكَها رَيحانَةَ الشِتاءِ
وَإِشرَب عَلَيها حَلَبَ الصَهباءَ / فَشُربِ صَهباءَ عَلى صَفراءِ
يَطرُفُ عَينُ البُؤسِ وَالضِراءِ /
جَنَيتُها وَالصُبحُ وَردِيُّ العَذَب
جَنَيتُها وَالصُبحُ وَردِيُّ العَذَب / بَنادِقاً مَخروطَةً مِنَ الذَهَب
قَد ضُمِّنَت أَمثالَها مِنَ الخَشَب / وَاِلتَفَّ مِنها خَشَبٌ عَلى غَرَب
وَصارَ مِنهُ السُمُّ حَشواً لِلضَرَب / فَهيَ لَعَمري عَجَبٌ مِنَ العَجَب
لا أَحسُدُ المَرءَ عَلى دِرهَمِهِ
لا أَحسُدُ المَرءَ عَلى دِرهَمِهِ / وَإِنَّما أَحسُدُهُ عَلى الأَدَب
وَلَستُ بِالغَيرانِ دونَ جارَتي / إِن لَم أَكُن غَيرانَ مِن دونِ الحَسَب
يَمُرُّ بي وَفدُ الصِبا
يَمُرُّ بي وَفدُ الصِبا / وَاللَيلُ يَقضي نَحبُهُ
مَرَّ بِرَوضٍ زاهِرٍ / ذَرَّ عَلَيهِ عُشبُهُ
فَخِلتُهُ مِن طيبِهِ / نَشوَةَ مَن أُحِبُّهُ
طِرفٌ إِذا اِستَقبَلتَهُ قُلتُ حَبا
طِرفٌ إِذا اِستَقبَلتَهُ قُلتُ حَبا / حَتّى إِذا اِستَدبَرتَهُ قُلتُ كَبا
ذو أَربَعٍ يَلقى الصَفا بِمِثلِها / وَلِلحَصى مِن خَلفِهِ وَثبُ دَبا
إِذا تَرامَينَ بِهِ في سَيرِهِ / تَحسَبُهُ مِنها عَلى أَنفِ الصِبا
أَجنِحَةً كَأَنَّها
أَجنِحَةً كَأَنَّها / أَردِيَةٌ مِن قَصَبِ
لَكِنَّها مَنقوطَةٌ / مِثلَ صُدورِ الكُتُبِ
وَأَرجُلٍ كَأَنَّها / مَناشِرٌ مِن ذَهَبِ
وَأَنجُمٍ كَرَبرَبٍ في سِربِ
وَأَنجُمٍ كَرَبرَبٍ في سِربِ / يَحكينَ غُرّاً في جَلالِ خَطبِ
وَالحورُ تَرنو مِن خِلالِ الحُجبِ / وَعَزمُكُم وَرَأيُكُم في الخَطبِ
وَبَيضُكُم وَبيضُكُم في الحَربِ /
وَنَرجِسٌ مِثلَ أَكَفِّ خُرَّدِ
وَنَرجِسٌ مِثلَ أَكَفِّ خُرَّدِ / دُرنَ عَلَينا بِكُؤوسِ الذَهَبِ
ناوَلَنيهِ مِثلُهُ في حُسنِهِ / فَحَلَّ في قَلبِيَ عَقدَ الكُرَبِ
مُبتَسِمٌ عَنهُ وَناظِرٌ بِهِ / هَذا لَعَمري عَجَبٌ في عَجَبِ
مُضطَرِبُ الغُدُوِّ وَالرَواحِ
مُضطَرِبُ الغُدُوِّ وَالرَواحِ / تَخالُهُ يَمشي عَلى أَرماحِ
لِكُلِّ حُرٍّ مُبتَلى
لِكُلِّ حُرٍّ مُبتَلى / يَعيشُ في حالٍ نَكَد
وَالنَحسُ في طالِعِهِ / أَثبَتَ مِن وَصلِ وَتَد
فَكُن رَقيعاً ساقِطاً / تَصدُر بِخَطٍّ وَتَرِد
وَكُن رَفيعاً ماجِداً / وَاِصبِر عَلى ما لَم تُرِد
هَيهاتَ أَن يَحظى الفَتى / بِجَدِّ سَعدٍ دونَ جَد
وَاللَيلُ يَمشي مَشيَةَ الوَئيدِ
وَاللَيلُ يَمشي مَشيَةَ الوَئيدِ / في الخُضرِ مِن لِباسِهِ وَالسودِ
وَالصُبحُ في أُخراهُ ثاني الجيدِ /
وَبِسُهَيلٍ رِعدَةُ المَزؤودِ / وَهوَ مِنَ الأَنجُمِ في مَحيدِ
حَلَّ مَحَلَّ الرَجُلِ الطَريدِ /
وَبِالثُرَيّا أَثَرَ الخُمودِ / كَالنارِ لا تُسعَفُ بِالوُقودِ
في أَنجُمٍ كَرَبرَبٍ في بيدِ / يَلوحُ في التَصويبِ وَالتَصعيدِ
كَشُرفاتِ فَدَنٍ مَشيدِ /
أَلوانُ ياقوتٍ يُريكَ حُسنَها
أَلوانُ ياقوتٍ يُريكَ حُسنَها / أَلوانَ ياقوتٍ زَها في عِقدِهِ
يا حُسنَها في كَفِّ مَن يُشبِهُها / فَاِنظُر إِلى النَدِّ بِكَفِّ نَدِّهِ
مِن أَشهَلٍ كَعَينِهِ وَأَبيَضٍ / كَثَغرِهِ وَأَحمَرٍ كَخَدِّهِ
وَأَصفَرٍ مِثلَ صَريعِ حُبِّهِ / إِذا تَغَشّاهُ غَواشي صَدِّهِ
وَذُقتُ مَهوى النَجمِ ريقاً خَصِراً
وَذُقتُ مَهوى النَجمِ ريقاً خَصِراً / لَو كانَ مِن ناجودِ خَمرٍ ما غَذا
وَقَد تَنَعَّمتُ بِنَشرٍ عَطِرٍ / لَو كانَ مِن فارِهِ مِسكٍ كانَ ذا
وَلاحَ آذَرِيونُها
وَلاحَ آذَرِيونُها / مِثلَ الغَوالي في السُرَّر
ما خَيرُ عَيشٍ صَفوُهُ يُكَدِّرُه
ما خَيرُ عَيشٍ صَفوُهُ يُكَدِّرُه / لا بُدَّ أَن يَشكُوَهُ مَن يَشكُرُه
وَالمَرءُ يَنسى وَالمَنايا تُذكِرُه / يُميتُهُ بَقاؤُهُ فَيَقبُرُه
وَكَسرَهُ مِنهُ الَّذي لا يُجبِرُه / يَطويهِ مِن مَداهُ ما لا يَنشُرُه
في كُلِّ مَجرى نَفَسٍ يُكَرِّرُه / يَهدِمُ مِن عُمرِكَ ما لا تَعمُرُه
ما زِلتَ تَلقاهُ فَضاقَ صَدرُهُ
ما زِلتَ تَلقاهُ فَضاقَ صَدرُهُ / وَعادَ مِن بَعدِ الوِصالِ هَجرُهُ
مَن أَكثَرَ الغِشيانَ خَسَّ قَدرُهُ / لَو كُثِرَ الياقوتُ هانَ أَمرُهُ
وَلَم يَعِزَّ حُمرُهُ وَصُفرُهُ / وَلا عَلا بَينَ الأَنامِ ذِكرُهُ
أَما تَرى عودَ السَماءِ نَضرا
أَما تَرى عودَ السَماءِ نَضرا / تَرى لَهُ طَلاقَةً وَبِشرا
أَتَتهُ أَلطافُ السَحابِ تَترى / وَساقَتِ الجَنوبُ غَيماً بِكرا
تَبسُطُ في الصَحراءِ بُسطاً خُضرا / وَتَمنَحُ الرَوضَةَ زُهراً صُفرا
وَنَرجِساً مِثلَ العُيونِ زَهرا / وَأُقحُواناً كَالثُغورِ غُرّا
كَأَنَّما يَصوغُ فيها تِبرا / كَأَنَّما يَدوفُ فيها عِطرا
كَأَنَّما يَنثُرُ فيها دُرّا / فَأَعمِلِ الكاساتِ شُمطاً شَقرا
كَالماءِ لَوناً وَالعَبيرُ نَشرا / ثُمَّ مُرِ الزيرِ يُناغي الزَمرا
وَالعَيشُ أَن تَسُرَّ أَو تُسَرّا / لا تُفسِدَنَّ بِالغَرامِ العُمرا
وَرَوضَةٍ حالِيَةِ الصُدورِ
وَرَوضَةٍ حالِيَةِ الصُدورِ / كاسِيَةِ البُطونِ وَالصُدورِ
مَحمودَةِ المَخبورِ وَالمَنظورِ / مونِقَةُ المَطوِيِّ وَالمَنشورِ
مُعجِبَةُ الظاهِرِ وَالمَستورِ / ضاحِكَةً كَالوافِدِ المَحبورِ
باكِيَةٍ كَالعاشِقِ المَهجورِ / شَذَّرَها الغَيثُ بِلا شُذورِ
شَقائِقٌ كَناظِرِ المَخمورِ / وَأُقحُوانٍ كَثُغورِ الحورِ
وَنَرجِسٍ كَأَنجُمِ الدَيجورِ / وَالطَلُّ مَنثورٌ عَلى مَنثورِ
يَرَصِّعُ الياقوتَ بِالبِلَّورِ /
باكَرتُها وَالخَيرُ في بُكوري / وَالصُبحُ بِاللَيلِ مَلوثُ النورِ
كَما خَلَطتَ المِسكَ بِالكافورِ /
بِصَلَتانِ سَلطٍ جَسورِ / تَخالُهُ في مِفصَلٍ مَزرورِ
ضَمَّ جَناحَيهِ عَلى سَمّورِ / مُعَوَّجِ المِنسَرِ وَالأُظفورِ
كَالجيمِ في مُنقَطِعِ السُطورِ /
وَصَلَتانٍ فَلتانٍ أَنمُرِ
وَصَلَتانٍ فَلتانٍ أَنمُرِ / كَأَنَّهُ إِذا هَوى لِلأَعفَرِ
مُعَنبَرٌ يَهوي إِلى مُزَعفَرِ / بِأَبيَضٍ مِنَ البُزاةِ أَقمَرِ
مُنَمنَمُ الصَدرِ كَصَدرِ الدَفتَرِ / بِمِثلِ أَهدابِ جُفونِ الأَحوَرِ
خُرَّمَةٌ كَهامَةِ الطاوُوسَه
خُرَّمَةٌ كَهامَةِ الطاوُوسَه / دارِيَ مِن بَهجَتِها مَأنوسَه
وَالعَينُ في فَنائِها مَحبوسَه / مَحفوظَةٌ تَحسَبُها مَحروسَه
تُعجِبُني مَنظورَةٌ مَلموسَه / مَرفوعَةُ الهامَةِ أَو مَنكوسَه
ياقوتَةٌ لَكِنَّها مَغروسَه / في زَهَرٍ كَالشُعَلِ المَقبوسَه
كَحُلَلٍ أَلوانُها مَلبوسَه /

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025