المجموع : 14
كَم غادَةٍ مِثلَ الثُرَيّا في العُلا
كَم غادَةٍ مِثلَ الثُرَيّا في العُلا / وَالحُسنُ قَد أَضحى الثَرى مِن حُجبِها
وَلِعُجبِها ما قَرَّبَت مِرآتَها / نَزَّهتُ خِلّي عَن مَقالي عُج بِها
مَن جالَسَ المُغتابَ فَهوَ مُغتاب
مَن جالَسَ المُغتابَ فَهوَ مُغتاب / لَستُ عَلى كُلِّ جَنىً بِعَتّاب
وَلا مُجازٍ مُخطِياً إِذا تاب / وَكَيفَ لي بِوِردِ نُسكٍ مُؤتاب
أَقطَعُ مِنهُ حِندِساً وَأَجتاب / وَتَضمِرُ الأَقتابُ فَوقَ الأَقتاب
تُزعِجُني ذاتُ وَجيفٍ رَتّاب / تَخُطُّ في الأَرضِ سُطورَ الكُتّاب
إِنّي بِنَفسي في التُقى لَمُرتاب / وَلا أَشُكُّ في الحِمامِ المُنتاب
لا تُرِعِ الطائِرَ يَغذو بَجَّه
لا تُرِعِ الطائِرَ يَغذو بَجَّه / يَلتَقِطُ الحَبَّ لِكَي يَمُجُّه
إِنَّ الأَنامَ واقِعٌ في لُجَّه / وَظُلمَةٍ مِن أَمرِهِ مُلتَجُّه
دَعِ الفُروعَ وَخُذِ المَحَجَّه / لا تَأمَنَنَّ ذا عاهَةٍ مُضِجَّه
إِنَّ عَصاكَ وَهِيَ المُعوَجَّه / تُحدِثُ في رَأسِ أَخيكَ الشَجَّه
لا شامَ لِلسُلطانِ إِلّا أَن يُرى
لا شامَ لِلسُلطانِ إِلّا أَن يُرى / نَعمُ البَداوَةِ كَالنَعامِ الطارِدِ
وَيَكونَ لِلبادينَ عَذبُ مِياهِهِ / مِثلَ المُدامَةِ لا تَحِلُّ لِوارِدِ
وَتَظَلُّ أَبياتٌ لَهُم شَعَريّةٌ / كَبُيوتِ شِعرٍ في البِلادِ شَوارِدِ
وَيَقومُ مَلِكٌ في الأَنامِ كَأَنَّهُ / مَلِكٌ يُبَرِّحُ بِالخَبيثِ المارِدِ
صَنَعُ اليَدَينِ بِقَتلِ كُلِّ مُخالِفٍ / بِالسَيفِ يُضرَبُ بِالحَديدِ البارِدِ
قالوا سَيَملِكُنا إِمامٌ عادِلٌ / يَري أَعادينا بِسَهمٍ صارِدِ
وَالأَرضُ مَوطِنُ شِرَّةٍ وَضَغائِنٍ / ما أَسمَحَت بِسُرورِ يَومٍ فَارِدِ
وَلَو أَنَّ فيها ناظِراً كَالمُشتَري / يُعطي السَعودَ وَكاتِباً كَعُطارِدِ
ما جُلِبَ الخَيرُ إِلى
ما جُلِبَ الخَيرُ إِلى / صاحِبِ عَقلٍ وَكَسَد
أَشَدُّ خَطبٍ يُتَّقى / فِراقُ روحٍ لِجَسَد
يُذكَرُ أَن سَوفَ يَعُمُّ / أَهلَ شِرٍّ وَحَسَد
طَوفانُ نارٍ كائِنٌ / يُخرِجُ مِن قَلبِ الأَسَد
أَصيغَةُ العالَمِ ذا / أَم طالَ دَهرٌ فَفَسَد
أَهوَنُ مِن سُؤالِهُمُ / حَطبُكَ في ريحٍ وَسَدّ
إِن لَم يَجِئكَ بِغِناً / يَومٌ فَقَد سَدَّ مَسَدّ
غَنَّيتَ في شَرخِكَ أَذكى مِن قَبَس
غَنَّيتَ في شَرخِكَ أَذكى مِن قَبَس / وَكُنتَ بَحراً ثُمَّ أَصبَحتَ يَبَس
أَما تَراني في الزَمانِ مُحتَبَس / أَعمارُنا تَعجَزُ عَمّا يُقتَبَس
تَضيقُ أَن يُكشَفَ فيها ما اِلتَبَس / وَهِيَ قَصيراتٌ كَآياتِ عَبَس
لَو قَبِلَ النَصحَ لِساني ما نَبَس /
شَرٌّ عَلى المَرأَةِ مِن حَمّامِها
شَرٌّ عَلى المَرأَةِ مِن حَمّامِها / إِرسالُكَ الفاضِلَ مِن زِمامِها
وَمَشيُها تَضرِبُ في أَكمامِها / يَفوحُ رَيّا الطيبِ مِن أَمامِها
زائِرَةَ المَسجِدِ في إِلمامِها / تأَتَمُّ وَالخَيبَةُ في اِئتِمامِها
بِأَحدَلٍ ما عَفَّ عَن كِمامِها / أَعاذَها الخالِقُ مِن إِمامِها
وَريقُها الشَروبُ في صِمامِها / سِمامُ أَفعى بانَ مِن سِمامِها
إِن نَزَلَت عَصماءُ مِن شِمامِها / فَلا سَقاها الطَلُّ مِن غَمامِها
إِذا اِحتَوى الريمُ عَلى رِمامِها / لُزومُها البَيتَ مَعَ اِهتِمامِها
حَتّى يَجيها الوَفدُ مِن حِمامِها / وَحَملُها المِغزَلَ في إِتمامِها
أَوفى بِما تَعقُدُ مِن ذِمامِها /
الحِرصُ في كُلِّ الأَفانينِ يَصِم
الحِرصُ في كُلِّ الأَفانينِ يَصِم / أَما رَأَيتَ كُلَّ ظَهرٍ يَنقَصِم
وَعُروَةً مِن كُلِّ حَيٍّ تَنقَصِم / أَما سَمِعتَ الحادِثاتِ تَختَصِم
أَم حُبُّكِ الأَشياءَ يُعمي وَيُصِم /
أهاجَكَ البرْقُ بذاتِ الأمْعَزِ
أهاجَكَ البرْقُ بذاتِ الأمْعَزِ / بينَ الصَّراةِ والفراتِ يَجْتَزي
مِثْلَ السّيوفِ هَزّهُنّ عارِضٌ / والسّيفُ لا يَرُوعُ إنْ لم يُهْزَزِ
بدَتْ لنا حامِلَةً أغمادَها / حَمائِلٌ مِنَ الدّجَى لم تُخْرَزِ
في بَلْدَةٍ نَهارُها ليلٌ سِوى / كواكبٍ إلى النهارِ تَعْتَزي
كأنها سِرْبُ حَمامٍ واقِعٌ / في شَبَكٍ من الظلامِ تَنتزي
جَرّدَتِ الحَيّاتُ فيها لُبْسَها / وطَرّحَتْ للرّيحِ كلَّ مِعْوَزِ
إنْ نَفَخَتْ فيه الصَّبا رأيْتَهُ / مِثْلَ عَمُودِ الذّهَبِ المُخَرّزِ
وعَدْتَني يا بَدْرَها شمسَ الضّحى / والوَعدُ لا يُشْكَرُ إنْ لم يُنْجَزِ
متى يقول صاحبي لِصاحبي / بَدَا الصّباحُ مُوجِزاً فأوْجِزِ
ويطلُعُ الفجْرُ وفَوْقَ جَفنِهِ / مِن النّجومِ حِلْيَةٌ لم تُحْرَزِ
لا يُدْرِكُ الحاجاتِ إلّا نافِذٌ / إنْ عَجِزَتْ قِلاصُه لم يَعْجَزِ
يَستقْصِرُ العيسَ على بُعدِ المدى / وهُنَّ أمثالُ الظّباءِ النُّقَّزِ
والبَدرُ قد مَدَّ عِمادَ نُورِه / والليلُ مِثلُ الأدْهَمِ المُقَفَّزِ
باللهِ يا دَهْرُ أذِقْ غُرابَه / مَوْتاً من الصّبْحِ ببازٍ كُرَّزِ
مَن يشترِيها وهْيَ قَضّاءُ الذّيْلْ
مَن يشترِيها وهْيَ قَضّاءُ الذّيْلْ / كأنّها بَقِيّةٌ مِنَ السّيْلْ
عَيْبَتُها مَحسوبَةٌ إثْرَ الخَيْلْ / مَزادَةً مَمْلوءَةً مِن الغَيْل
ليسَ الذي يَمْلِكُها بزُمَّيْل / هدِيَّةٌ مِن مَلِكٍ إلى قَيْل
مالَ إليها قلْبُه كلَّ المّيْل / يَغْنى بها صاحِبُها عن القَيْل
كَلَّفَني إبرازَها حُبُّ النَّيْلْ / وأنّ زادي يُسْتَباحُ بالهَيْل
جاء الرّبيعُ واطَّباكَ المَرْعى
جاء الرّبيعُ واطَّباكَ المَرْعى / واستَنَّتِ الفِصالُ حتى القَرْعَى
من بَعدِ ما جاهدتُ قُرّاً بِدْعا / يَجُدّ أخلافَ العِشارِ قَطْعا
قالت سُلَيْمى والكَريمُ يَنْعى / لو كنْتَ مجْدوداً لبِعْتَ الدّرْعا
تَبْغي بذاكَ للعِيالِ نَفْعاً / كيفَ أُلاقي الحَرْبَ يومَ أُدْعَى
لأمْنَعَ السّرْبَ لُيُوثاً فُدْعا / ألَمْ تَرَيْها كالسّرابِ لَمْعا
تَغُرّ في القيْظِ العُيونَ خَدْعا / كالنَّقْعِ والخيْلُ تُثِيرُ النَّقْعا
كادَ الفَتى يَعُبّ فيها جَرْعا / يَحْسَبُها تَسْعى وليستْ تَسْعى
كما تَسِيرُ في الكثيبِ الأفْعَى / ضِقْتِ بأحْداثِ الزمانِ ذَرْعا
لا والذي أطْبَقَهُنّ سَبْعا / لا أشْتري بالسَّرْدِ يوماً ضَرْعا
أأتْرُكُ الرَّجْعَ وأبغي الرَّجْعا / مِثْلَ غَديرِ الحَزْنِ جِيدَ شَفْعا
وافَى جَنُوباً أو شَمالاً مِسْعا / رَدَّ شَبَا النَّبْعِ وخِيلَ نَبْعا
جِيبَ على ذي السَّمْعِ تحْكي السِّمعا / في الطّبْعِ منها أن تُظَنّ طَبْعا
كالثَّغْبِ أعطَتْهُ السيولُ جَرْعا /
ما أنا بالوَغْبِ ولا بابنِ الوَغْبْ
ما أنا بالوَغْبِ ولا بابنِ الوَغْبْ / يا ثَغْبَ وادِينا سَلِمْتَ من ثَغْبْ
حمَلْتُهُ فوْقَ بَرِيءٍ مِن تَغْبْ / طِرْفٍ مُعَدٍّ للطّعانِ والشَّغْبْ
فلم يُبالِ بِاللُّوامِ واللَّغْب / تَسْمَعُ للثّعلبِ فيها كالضَّغْب
أرْدى ظِماءَ السُّمْرِ هَمّتْ بالنَّغْبْ / وَرَدَّ سَغْبانَ السّيوفِ بِالسَّغْب
لا تَلْهَ عن جِلائِهِ ولا تَغْبْ /
جاؤوا عليهمْ مُحْكَماتُ الأدراعْ
جاؤوا عليهمْ مُحْكَماتُ الأدراعْ / وكُلُّهُمْ قد اكْتَسَى نِهْيَ القاعْ
وجِئْتُ للأرْماحِ مَبْسوطَ الباعْ / أعجَلَني عن لُبْسِها صوْتُ الدّاع
وحَذْرُ الفَوْتِ وحُبُّ الإسْرَاعْ / فانْصَرَفُوا وناقَتي بالجَعْجَاع
عَبَّ سِنانُ الرّمْحِ في مِثْلِ النّهْرْ
عَبَّ سِنانُ الرّمْحِ في مِثْلِ النّهْرْ / مِمّا يُعَدّ للمِراسِ والقَهْرْ
ما بُذِلَتْ في دِيَةٍ ولا مَهْرْ / فعادَ نِضْواً كعَلامَةِ الشّهْرْ
يَحْلِف لا عادَ لها مَدَى الدّهْرْ /