القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مصطفى صادق الرافعي الكل
المجموع : 13
طالَ عليَّ ليلي
طالَ عليَّ ليلي / وليلكم في قِصَرِ
من نامَ ملءَ العينِ لا / يعرفُ أهلَ السهرِ
فسائلوا ريحَ الصبا / تنبيكم عن خبري
يا قمرَ الآفاقِ هل / سرقتَ حسنَ قمري
فأنتَ مثلُ وجهها / والليلُ مثلُ الشعرِ
ذاتُ الجفونِ قتلتْ / بصارمٍ منكسرِ
تلينُ في حديثها / وقلبها كالحجرِ
وأعقدَ الثديانِ في / قوامها كالثمرِ
لهفي على دهرٍ مضى / معَ الليالي الغررِ
مرَّ بها فلم تكنْ / إلا كلمحِ البصرِ
أماتني هذا الهوى / قبلَ انقضاءِ العُمُرِ
أوقعني في خطرٍ / من منقذي من خطري
لا تعذلوني إنهُ / حكمُ القضا والقدرِ
باللهِ يا سحرَ العيونِ ما ترى
باللهِ يا سحرَ العيونِ ما ترى / قلبي غدا من عينها مسحورا
ذاتُ محيًّا هو فينا جنةٌ / قد خلقت فيها العيونُ حورا
صيرني مذ حجبوها كالذي / أُخرِجَ من جنتهِ مدحورا
يا مخلفَ الوعدِ كمْ
يا مخلفَ الوعدِ كمْ / تكذبُ فيما تنطقُ
أصدقُ ما وعدتني / أنكَ لستَ تصدقُ
لي صاحبٌ حديثهُ قضولُ
لي صاحبٌ حديثهُ قضولُ / تمجُّهُ الآذانُ والعقولُ
ولم يزلْ من دأبهِ الذهولُ / فهو كمثلِ الظلِّ إذ يَجُولُ
منبسطاً في حيثما يزولُ / وهو إذا أصغى لهُ خليلُ
كالببغا تعيدُ ما تقولُ /
غانيةٌ كرونقِ الفرندِ
غانيةٌ كرونقِ الفرندِ / لحاظُها مثلَ سيوفَ الهندِ
وشعرها جنْدٌ ولا كالجُندِ / تعلمتْ بطءَ الخطى من فَنْدِ
وعندها صبابةٌ وعندي / لو صوروا بنانَ ذاكَ الزندِ
لصورني فيهِ يوسفغفندي /
يا حسنَ ثوبٍ للدُّجى مشابهُ
يا حسنَ ثوبٍ للدُّجى مشابهُ / كأنما فصلَ من إهابهْ
يحسرُ الشيخُ على شبابه / أزهى بهِ وكنتُ لا أزهى بهْ
كأنني المليكُ في أصحابهْ / منذُ رأيت الناس من طلابهْ
وكلهم من جاهلٍ ونابه / يرونَ قدرَ المرءِ في ثيابهْ
لا أعذلُ الدهرَ على
لا أعذلُ الدهرَ على / ما أفسدت لي يدُهُ
يسؤني اليومَ لكي / يرفض قدري غدُهُ
كالذهبِ الإبريزِ / من ينقدهُ يبردُهُ
أصبحَ كلُّ منظرا
أصبحَ كلُّ منظرا / فاتركْ لهُ منظرهُ
وأغضبِ الصاحبَ إن / اردتَ أنْ تخبُرَهُ
فكلُّ ماءٍ كدرٍ / من هاجهُ عكَّرهُ
يا طلعةَ البدرِ إذا ال
يا طلعةَ البدرِ إذا ال / نجمانِ يكنفانها
أذكرتني حبيبةً / كنتُ على سلوانها
ذا وجهها وذا وذا / فُرطانِ في آذانها
يا للهوى والغزل
يا للهوى والغزل / من العيونِ النجلِ
من الظبى لا كالظبى / من مرحٍ وكسلِ
من المهى لا كالمهى / في الحدقِ المكتحلِ
من الدّمى لا كالدّمى / في حسنها المكتملِ
أقبلنَ يَخْتَلنَ فلم / يكنَّ غيرَ الأسلِ
ثمَّ نظرنَ نظرةً / معقودةً بالأجلِ
ثمَ انسرينَ من هنا / ومن هنا في سُبُلِ
منفرداتٍ وجلاً / يا طيبَ هذا الوجلِ
مبتعداتٍ خجلاً / يا حسنهُ من خجلِ
ثم التقينَ كالنقا / ءِ أملٍ بأملِ
مؤتلفاتٍ جذلاً / وهنَّ بعضُ الجذلِ
مختلفاتٍ جدلاً / والحسنُ أصلُ الجدلِ
هذي تغيرُ هذهِ / بحليها والحللِ
وتلكَ من زيننتها / زينتها في العطلِ
تنافسا والحسنُ لل / حسانِ مثلُ الدولِ
ثم انبرتْ فاتنةً / تميلُ ميلَ الثملِ
تنهضُ خصراً لم يزلْ / من ردفها في مللِ
تهتزُّ في كفِّ الهوى / هزَّ حسامِ البطلِ
قائمةً قاعدةً / جائلةً لم تجلِ
كالشمسِ في ثباتها / وظلِّها المتنقلِ
دائرةٌ في فَلكٍ / من خصرها والكفلِ
وصدرها كالقصرِ شِي / دَ فوقَ ذاكَ الطللِ
وخصرها كزاهدٍ / منقطعٍ في الجبلِ
يهزّها كلُّ أنينٍ / من شجٍ ذي عللِ
فهي لنوحِ العودِ ما / زالتْ ولما تزلِ
كأنهُ من أضلعي / فإنْ بكى تضحكُ لي
كأنها عصفورةٌ / وأنتفضتْ من بللِ
ترتجُّ كالطيرِ غدا / في كفَّةِ المحتبلِ
تهتزُّ لا من خبلٍ / وكلُّنا ذو خبلِ
تلهو ولا من شغلٍ / وكلُّنا ذو شُغُلِ
ناظرةٌ في رجلٍ / مغضيةٌ عن رجلِ
من حاجبٍ لحاجبٍ / ومقلةٍ لمقلِ
كالشمسِ للعاشقِ / والشعرُ لهُ كزحلِ
باسمةٌ عابسةٌ / مثلَ الضُّحى والطفلِ
واثبةٌ ساكنةٌ / مالتْ ولما تملِ
بيننا تقولُ اعتدلتْ / تقولُ لم تعتدلِ
وقدْ تظنُّ ابتذلتْ / فينا ولم تبتذلِ
تمثلُ الذي درتْ / شفاهها من قبلي
فعَجَلٌ في مهلٍ / ومهلٌ في عَجَلِ
ساترةٌ ولبدرُ لا ينقبُ
ساترةٌ ولبدرُ لا ينقبُ / وليسَ إلا في القلوبِ تحجبُ
تغربُ في القصرِ ومنهُ طلعتْ / فقصرها مشرقُها والمغربُ
هو السماءُ وهي بدرٌ حولها / من كلّ فلبٍ يتلظى كوكبُ
ولا أقولُ شعرها ليلٌ وحا / شاهُ فتحتَ الليلِ صبحٌ أشيبُ
ولا أقولُ وجهها شمسٌ ومثلَ الش / مسِ عندي فحمةٌ تلهبُ
ولا أقولُ خدُّها نارٌ فإنَّ / كلَ نارٍ تنطفي وترطبُ
ولا أقولُ ثغرها درٌّ فإنَّ الدرَّ / في أيدي الرجالِ يثقبُ
ولا أقولُ قدّها غصنٌ فإنَّ ال / غصنَ كيفما يكونُ حطبُ
تباركَ للهُ الذي صورّها / عجيبةً يحارُ فيها العجبُ
أنبتها فينا نباتاً حسناً / ومن أماني النفوسِ تشربُ
فللهوى في كلِّ قلبٍ موردٌ / وللهوى من كلِّ نفسٍ سببُ
أبيتُ كالملسوعِ من قولي آ / هٍ إنما قوليَ آه عقربُ
بلاني الدهرُ بكلِّ همهِ
بلاني الدهرُ بكلِّ همهِ / فصرت غير جازع لحكمه
وصاَر معنى الهمِّ عندي كاسمهِ / وهمةُ المرء تُرى في حزمهِ
والدهرُ إن مسَّ سوايَ يدمهِ / لكنَ في جسمي وقعَ سهمهِ
كعضةِ الصبي كفَّ أُمهِ /
فاتنةٌ في أضلعي
فاتنةٌ في أضلعي / كالشمسِ في برجِ الحملْ
إذا أماتتْ بالجفو / نِ فهي تحيي بالمقلْ
كأنها لاعبةٌ / في راحتيها بالأجلْ
أردتُ أن أقولَ آ / هٍ فأشارتْ لا تقلْ
وجعلتْ في فمها / لُبانَها من الحيلْ
تعللتْ بمضغهِ / لكي تشيرَ بالقُبلْ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025