القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ مُنِير الطَّرابُلَسي الكل
المجموع : 8
يا بِأَبي مَن وَصَلا
يا بِأَبي مَن وَصَلا / وَمَلَّ مِمّا مَطَلا
زارَ وَقَد خاطَ الدُّجَى / على حُلاهُ حُلَلا
فَكِدْتُ إِجلالاً لَهُ / أُدْمِي يَدَيْهِ قُبَلا
فَقُلتُ مَولايَ أَلا / غَيرَ اليَدينِ قالَ لا
وَدارَ ماءُ الحُسْنِ فَو / قَ وَجْنَتَيْهِ خَجلا
حَتّى إِذا سَرَّى سَرى / وَحينَ أَحْيَا قَتَلا
كَما حَلا طيفُ الخَيا / لِ نَفساً ثُمَّ اِنْجَلا
يا حَبّذا ذاكَ الغَزا / لَ لَو شَفاني غَزلا
فَدَيْتُ مَن أَبيتُ مِن / هُ وَعَلَيهِ وَجَلا
بَدرٌ إِذا البَدرُ سَرى / فيهِ المَحاقُ كَملا
شَمسٌ إِذا الشَّمسُ خَبَتْ / تَحتَ الكُسُوفِ اِشتَعلا
إِذا تَلَطَّفْتُ قَسا / وَإِنْ سَأَلتُ بَخلا
لَيتَ اِعتِدالَ قَدِّهِ / عَطَفَهُ فَعَدَلا
بَل لَيتَ صَحْنَ خَدِّهِ / مِن ذَلكَ الخالِ خَلا
فَهوَ الَّذي قَلَّبَ قَل / بي في قَواليبِ البِلا
يا سَائِلي عَنِ الهَوَى / وَطَعمِهِ سَلْ مَن سَلا
أَسكَرني الحُبُّ فَما / أَدري أَمَرَّ أَمْ حَلا
رَغيفُهُ مِن ذَرَّةٍ
رَغيفُهُ مِن ذَرَّةٍ / يَصنَعُه أو أَصْغَرا
مُبَيَّتاً مُلَفَّفاً / مُبَريَقاً مُبَيْكَرا
لَو جازَ في عَينِ الّذي / يَأكلهُ لَما دَرَى
أو بَلَعَ الصَّائمُ أل / فاً مثلَهُ ما أَفْطَرا
كأَنَّما خَبَّازُهُ / به تَحَدَّى البَشَرا
فَهاتِ قُل أَعَرَضاً / تَجِدْهُ أَمْ جَوْهَرا
يا مَن أتانا سَرِقَهْ
يا مَن أتانا سَرِقَهْ / بمُهْجَةٍ محترِقَهْ
جَدّكَ يا ذا لم يُجِزْ / أخْذَك منّا صَدَقَهْ
يا مُحْيِيَ العدل ويا مُنْشِرهُ
يا مُحْيِيَ العدل ويا مُنْشِرهُ / مِن بَينِ أَطباقِ البلى وقد هَمَدْ
وَركن الإِسلامِ الَّذي وَطَّدَه / طال وأرسى العزّ فيه ووطَّدْ
وَشارِع المَعروفِ إِذ لا سَفه / يجنحُ لِلقَولِ ولا تَسمَحُ يَد
محوْتَ ما أَثبتَهُ الجَور مَضى / عَلَيهِ إِخلادُ اللَيالي فخلَّد
مِن كُلِّ مَكّاسٍ يظلّ قاعِداً / لِما يسوءُ المسلمين بالرَّصَدْ
كَانَت لِأَرجاسِ اليهودِ دَولَة / أَزالَها مِنكَ الهَصُور ذو اللّبدْ
المَلكُ العادِلُ لَفظٌ طابَقَ ال / مَعنى وَفي الوَصفِ مَعاد مُستَرَدْ
خَيرُ النُّعُوت ما جَرَى الوصفُ على / صفحته جَرْيَ النَّسيم في الوَمَدْ
عَدْلٌ جَنيتُ اليَومَ حُلْوَ رَيْعِهِ / وَسَوفَ يُجنَى لَكَ أَحلى مِنهُ غَدْ
لا زالَ للإِسلامِ مِنك عِدَّةٌ / تُقيمُ مِنهُ كلَّ زَيغٍ وَأَوَدْ
الناسُ أَنتَ وَالملوكُ شرطٌ / تُعَدُّ لَيْثاً ويُعَدُّون نَقَدْ
مِثلكَ لا يَسخو بِهِ زَمانُهُ / ومثل ما أُوتيتَ لم يؤتَ أَحَدْ
أَيا نورَ دينٍ خَبا نورُهُ / وَمُذ شَاعَ عَدْلُكَ فيهِ اِتَّقَدْ
رَآكَ الصَليبُ صليبَ القَنا / ةِ أَمينَ العثارِ مَتينَ العَمَدْ
تَهمُّ فَتَسْلُبه ما اِقْتَنَى / وَتَدأَى فتثكلُهُ ما اِحتَشدْ
زبَنْتَهُمُ أمس عَن صَرْخَدٍ / ففضُّوا كأنّ نعاماً شَرَدْ
وَيَومَ العُرَيْمة أقبَلْتهم / عُراماً تَثعلبَ مِنهُ الأَسَدْ
حَبَيْتَ مَليكهم في الصِّفاد / وعَفْوُكَ عنه أعمّ الصَّفدْ
وقبلُ أَزَرْتَهُمُ في الرُّها / مَوازِقَ مزَّقْنَ جُرْدَ الجُرَدْ
بقيتَ تُرَقِّعُ خَرْقَ الزّما / نِ قِياماً لأَبنائِهِ إنْ قَعَدْ
تُثَقِّفُ مِن زَيفِهِ ما اِلْتَوَى / وتُصْلِحُ من طَبْعِهِ ما فَسَدْ
يا بدْرُ لا أفْلُ ولا محاقُ
يا بدْرُ لا أفْلُ ولا محاقُ / ولا يَرُمْ مشرقَكَ الإشراقُ
بِالدّينِ وَالدّنيا الَّذي يَشكو وَهَل / يَهتَزُّ فَرعٌ لَم يُقِمْهُ ساقُ
لَن تُورِقَ القُضْبُ وَيَجري ماؤُها / إِلّا إِذا ما اِلتاثَتِ الأَعراقُ
إنّ الرَّعايا ما سَلِمَتْ في حِمىً / لِلخَطْبِ عَن طُروقِهِ إِطراقُ
غَرَسْتَ بِالعَدلِ لَهُم خَمائِلاً / تَرتَعُ في حَديقِها الحداقُ
يا هضبَةَ الدينِ الّتي عاذَ بها / فَعادَ لا بَغتٌ وَلا إِرهاقُ
لَو لَم تُحِطْهُ راحِلاً وَقافِلاً / أَصبَحَ لا شامٌ ولا عِراقُ
عِمادُ دِينٍ قد أقام زَيْغَهُ / حيّ وماتَ الشِّرْكُ والنّفاقُ
يا مُحْييَ العَدلِ الَّذي في ظِلِّهِ / تَسَرْبَلَتْ زينَتَها الآفاقُ
يَفديكَ مَن لانَ مهاد جَنبِهِ / لَمّا نَبا بِجَنبِكَ الإِقْلاقُ
مَن بِشَبا سَيفِكَ أَنبَطت لَهُ ال / عَذْبَ وماءُ عِيسِه زُعاقُ
تَجَرَّعَ السّمَّ وَلَوْ لَم تَحمِهِ / بِحدّه لَعَزَّهُ الدّرياقُ
مُلوكُ أَطرافٍ حَمى أَطرافَها / عَزْمُك هَذا اللّاحِقُ السّبّاقُ
لَو لَم ترق ماءَ كرى العَينِ لَمَا / ساغَت بِأَفواهِهِمُ الأرياقُ
شَقَقتَ من دونِهم مَوْج الرَّدى / وَشَقَّ أَكبادَهم الشّقاقُ
أُقسِمُ لَو كَلّفْتهم أَن يَسمَعوا / حَديثَ أيّامكَ ما أَطاقوا
لَمّا اِشتَكَيتَ دَبَّ في أَهوائِهم / توجُّسٌ للسَّمع واسْتِراقُ
تَطاوَلَوا لا عَدِمَت آمالُهُم / قصراً ولا جانَبَها الإِخفاقُ
تَوَهَّمُوهَا غَسقاً ثُمَّ اِنْجَلَتْ / والصَّفْوُ من مشربهم غسّاقُ
لَئِن ألَمَّ ألَمٌ بِقَدمٍ / خَدُّ السُّها لِنعْلِها طرّاقُ
أو كان مدَّ يَده إلى يدٍ / تجري بها الآجال والأرزاقُ
فالنَّصْل يُعْلَى صَدَءاً وتحتهُ / حدّ حسام وسناً رقراقُ
رَمى الصَّليبَ بِصَليبِ الرأيِ عَن / زوراءَ أَوْهَى نزْعَها الإغراقُ
ونومُ مَنْ خلفَ الخليج سَهَرٌ / والعَيشُ في فِرِنجَة سيّاقُ
ماتوا فلا همسٌ ولا إشارةٌ / خوفَ هَمُوسٍ زأْرُهُ إزهاقُ
لا سَلَبَتْ منك اللّيالي ما كَسَتْ / ولا عرتْ جِدَّتَك الإخلاقُ
ما بَرِقَت بيضُكَ في غَمامِها
ما بَرِقَت بيضُكَ في غَمامِها / إِلّا وَغَيْث الدّينِ لاِبتِسامِها
مَحمودٌ المَحمودُ جَدّاً وجِدّاً / أَرخَصَ جِلدَ الأَرضِ حكمَ عامِها
مَلْكٌ أَزالَ الرُّومَ عَن صُلبانِها / دِفاعُهُ وكبَّ مِن أَصنامِها
جالَ عَلى الجَوْلانِ أَمس جَولةً / صَفَّرَتِ الأُدحيَّ مِن نَعامِها
وَالجَوْنُ قَد جَرَّعَها أُجونُهُ / وفَلَّ مشحوذاً مِنِ اِعتِزامِها
وَشَدَّ في القدِّ لَهُ مَليكُها / قَود عَتودِ القَوْطِ في شبامِها
وَفي الرُّها صابَت لهُ سَحابَةٌ / صَاروا جُفَاء خَفَّ في اِلتِطامِها
وَهبَّ في هابٍ لَهُ عَواصِفٌ / تَجَهّمتها الْهِفَّ مِن جَهامِها
وَكَفْرُ لاثا لاثَ في جَبينِها / لَثمُ ظُباً أَبَت على أَشامِها
وَقائِعٌ يَرفَضُّ تَحتَ وَقعِها / نَظمُ الثُّرَيَّا في فضا مصامِها
فَساعَة البيضِ إِذا عدَّدها / سَوط عَذابٍ صبَّ في أيّامها
وَا عَجباً لعُصبِ الشّركِ الّتي / لَم يَعصِب الرُّشدُ عَلى أَحلامِها
حِكمَةَ اِستِواءها في غيّها / في نَقصِ ما أحصدَ مِن إِبرامِها
مُظفَّر الرّاياتِ والرّأيِ إذا ال / حَربُ مَشت تَعثُر في خِطامِها
عَدَت بِهِ حَدَّ العَلاءِ هِمَمٌ / هُنّ النجومُ أَو نَواصي هامِها
جَلَت لَهُ الدُّنيا عَلى زَبرجِها / عَفواً فَلم تلوِ على خطامِها
رَأتهُ وهوَ اللَّيْثُ يدمي ظفرُهُ / أَنفذ في المشكِلِ مِن حُكّامِها
فَتَوّجَتهُ العزّ في مَرتَبَةٍ / تَمنطّقَ الجَوزاء في نِظامِها
غَضبان لِلإِسلام لا يُغيظُهُ اِسْ / تِسلامُها لِلقسّر مِن إِسلامِها
خَطَّ عَلى مِثل أَبٍ طاعَت لَهُ الْ / آفاقُ وَاِستَشرَفَ لاِغتِشامِها
تَصرِفُ الدّنيا عَلى إِيثارِهِ / عِراقَها مُستردفاً بِشامِها
لَو لَم يَكُن دونَ مِنى فاتَ المُنى / وَأَقعدَ الفائِزَ مِن قوّامها
وامْتَك ماءَ مَكّةَ رَواضعٌ / يَقصُرُ باعُ الدّهرِ عَن فِطامِها
وَصارَ كَالجَمرِ الجمار وَخَلا / مِن أَهلِهِ الأَشرَفُ مِن مَقامِها
وَدونَها لازِلتَ تَرقى في حِمىً / مِن مُؤلِمِ الأَرواءِ أَو لِمامِها
تُلْبِسُ بَيتَ اللَّهِ وَشيَ يَمَنٍ / يَقَرأ آياتكَ مِن أَعلامِها
فَإِنّما الدّينُ رَحىً قَطّبتَها / وَبازِل مُكِّنتَ مِن زِمامِها
أَمَّت بِنا الآمالُ مِنكَ كَعبَةً / سِلم اللّيالي آيَةُ اِستِسلامِها
وَأَرشفَتنا بكَ ثَغرَ نِعمَةٍ / لا نَسأَلُ اللَّه سِوى دَوامِها
تَوَلَّتِ الأَعيادُ لا زِلتَ لَها
تَوَلَّتِ الأَعيادُ لا زِلتَ لَها / تُبلي دَبابيجَ البَقاءِ وتُجِدْ
الفِطْرُ وَالمِيلادُ وَالمولودُ لَو / قابَلَهُ بَدرُ التَّمامِ لَسَجَدْ
ثَلاثةٌ تُعْرِبُ عَن ثَلاثَةٍ / لِمِثلِها يذكرُ حَمداً مَن حَمَدْ
فَتحٌ مُبينٌ وَطلابٌ مُدْرَكٌ / وَدَولَةٌ ما تَنتَهي إِلى أَمَدْ
يا شَمسُ لا كَسْفٌ ولا تكدارُ
يا شَمسُ لا كَسْفٌ ولا تكدارُ / ولا خَلَتْ من نُورِك الأنوارُ
البَدرُ مَنقوصٌ وأَنتَ كاملٌ / لَكَ السَّرايا وَلَهُ السِّرارُ
بُرؤُكَ لِلإِسلامِ مِن أَدوائِهِ / بُرْءٌ وفي أعدائِهِ بَوارُ
ما أَنتَ إِلّا السّيف صَدَّ صدأً / عَن مَتنِهِ مَضْرِبُهُ البَتّارُ
لَو كانَ مَحمولاً أَذىً عَن مَنفَسٍ / لَحَملتهُ دونَكَ الأَبصارُ
وَلَو فَدَتْ أَرضٌ سَماءً ساقَتِ ال / مُلوكَ في فِدائِكَ الأَمصارُ
أَنتَ غياثُ مَحْلِهِمْ إِنْ أَجدَبوا / وَخَيرهُم إِنْ ذُكِر الخيارُ
وَفي سَريرِ المُلْكِ مِنها ملكٌ / للَّهِ في سَرّائِهِ أَسرارُ
خَيرُ مُلوكِ الأَرضِ جَدّاً وأَباً / إنْ هَزَّ عِطْفَيْ ماجدٍ نِجارُ
مَدَّ عَلى الدّينِ رواقَ دَولَةٍ / تَنازَعَت أَسْمَارَها السُّمَّارُ
عَلَت بِناءً وحَلَت في يَدِهِ / فَهيَ عَلى السّورِ وَالسّوارُ
مَحمودٌ المحمودُ عَصرُ مُلْكِهِ / فَلِلْحَيَا مِن مُزْنِهِ اِعتِصارُ
يا نورَ دينٍ أُظلِمَت آفاقُهُ / لَوْ لَمْ تَبلّج هَذِهِ الآثارُ
للَّهِ أَيّامك ما تَخطّهُ / بِالمِسكِ مِن إِسفارِها الأسفارُ
سَلِمْتَ لِلإِسلامِ تَرعى سَرحَهُ / إِذا وَنَى رُعاتُهُ وَجاروا
شَكوتَ فَالدُّنيا عَلى سُكّانِها / قرارةٌ جانَبها القرارُ
كادَت تَموتُ الأَرضُ مِن إِشفاقِها / لَولا شِفاءٌ رَدَّها تمارُ
زَرَّتْ عَلَيكَ التُّرْكُ جَيْب نَسبٍ / يَحسُدها بِزِيِّهِ نِزارُ
لا عَدِمَتْ مِنكَ الأَماني رَبَّها / مُعْطىً من الإِقبالِ ما يَختارُ
ما سَمَحَ الدّهرُ بِأَنْ تَبقى لَنا / فَكُلُّ جَرْحٍ مَسَّنا جبارُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025