المجموع : 8
يا بِأَبي مَن وَصَلا
يا بِأَبي مَن وَصَلا / وَمَلَّ مِمّا مَطَلا
زارَ وَقَد خاطَ الدُّجَى / على حُلاهُ حُلَلا
فَكِدْتُ إِجلالاً لَهُ / أُدْمِي يَدَيْهِ قُبَلا
فَقُلتُ مَولايَ أَلا / غَيرَ اليَدينِ قالَ لا
وَدارَ ماءُ الحُسْنِ فَو / قَ وَجْنَتَيْهِ خَجلا
حَتّى إِذا سَرَّى سَرى / وَحينَ أَحْيَا قَتَلا
كَما حَلا طيفُ الخَيا / لِ نَفساً ثُمَّ اِنْجَلا
يا حَبّذا ذاكَ الغَزا / لَ لَو شَفاني غَزلا
فَدَيْتُ مَن أَبيتُ مِن / هُ وَعَلَيهِ وَجَلا
بَدرٌ إِذا البَدرُ سَرى / فيهِ المَحاقُ كَملا
شَمسٌ إِذا الشَّمسُ خَبَتْ / تَحتَ الكُسُوفِ اِشتَعلا
إِذا تَلَطَّفْتُ قَسا / وَإِنْ سَأَلتُ بَخلا
لَيتَ اِعتِدالَ قَدِّهِ / عَطَفَهُ فَعَدَلا
بَل لَيتَ صَحْنَ خَدِّهِ / مِن ذَلكَ الخالِ خَلا
فَهوَ الَّذي قَلَّبَ قَل / بي في قَواليبِ البِلا
يا سَائِلي عَنِ الهَوَى / وَطَعمِهِ سَلْ مَن سَلا
أَسكَرني الحُبُّ فَما / أَدري أَمَرَّ أَمْ حَلا
رَغيفُهُ مِن ذَرَّةٍ
رَغيفُهُ مِن ذَرَّةٍ / يَصنَعُه أو أَصْغَرا
مُبَيَّتاً مُلَفَّفاً / مُبَريَقاً مُبَيْكَرا
لَو جازَ في عَينِ الّذي / يَأكلهُ لَما دَرَى
أو بَلَعَ الصَّائمُ أل / فاً مثلَهُ ما أَفْطَرا
كأَنَّما خَبَّازُهُ / به تَحَدَّى البَشَرا
فَهاتِ قُل أَعَرَضاً / تَجِدْهُ أَمْ جَوْهَرا
يا مَن أتانا سَرِقَهْ
يا مَن أتانا سَرِقَهْ / بمُهْجَةٍ محترِقَهْ
جَدّكَ يا ذا لم يُجِزْ / أخْذَك منّا صَدَقَهْ
يا مُحْيِيَ العدل ويا مُنْشِرهُ
يا مُحْيِيَ العدل ويا مُنْشِرهُ / مِن بَينِ أَطباقِ البلى وقد هَمَدْ
وَركن الإِسلامِ الَّذي وَطَّدَه / طال وأرسى العزّ فيه ووطَّدْ
وَشارِع المَعروفِ إِذ لا سَفه / يجنحُ لِلقَولِ ولا تَسمَحُ يَد
محوْتَ ما أَثبتَهُ الجَور مَضى / عَلَيهِ إِخلادُ اللَيالي فخلَّد
مِن كُلِّ مَكّاسٍ يظلّ قاعِداً / لِما يسوءُ المسلمين بالرَّصَدْ
كَانَت لِأَرجاسِ اليهودِ دَولَة / أَزالَها مِنكَ الهَصُور ذو اللّبدْ
المَلكُ العادِلُ لَفظٌ طابَقَ ال / مَعنى وَفي الوَصفِ مَعاد مُستَرَدْ
خَيرُ النُّعُوت ما جَرَى الوصفُ على / صفحته جَرْيَ النَّسيم في الوَمَدْ
عَدْلٌ جَنيتُ اليَومَ حُلْوَ رَيْعِهِ / وَسَوفَ يُجنَى لَكَ أَحلى مِنهُ غَدْ
لا زالَ للإِسلامِ مِنك عِدَّةٌ / تُقيمُ مِنهُ كلَّ زَيغٍ وَأَوَدْ
الناسُ أَنتَ وَالملوكُ شرطٌ / تُعَدُّ لَيْثاً ويُعَدُّون نَقَدْ
مِثلكَ لا يَسخو بِهِ زَمانُهُ / ومثل ما أُوتيتَ لم يؤتَ أَحَدْ
أَيا نورَ دينٍ خَبا نورُهُ / وَمُذ شَاعَ عَدْلُكَ فيهِ اِتَّقَدْ
رَآكَ الصَليبُ صليبَ القَنا / ةِ أَمينَ العثارِ مَتينَ العَمَدْ
تَهمُّ فَتَسْلُبه ما اِقْتَنَى / وَتَدأَى فتثكلُهُ ما اِحتَشدْ
زبَنْتَهُمُ أمس عَن صَرْخَدٍ / ففضُّوا كأنّ نعاماً شَرَدْ
وَيَومَ العُرَيْمة أقبَلْتهم / عُراماً تَثعلبَ مِنهُ الأَسَدْ
حَبَيْتَ مَليكهم في الصِّفاد / وعَفْوُكَ عنه أعمّ الصَّفدْ
وقبلُ أَزَرْتَهُمُ في الرُّها / مَوازِقَ مزَّقْنَ جُرْدَ الجُرَدْ
بقيتَ تُرَقِّعُ خَرْقَ الزّما / نِ قِياماً لأَبنائِهِ إنْ قَعَدْ
تُثَقِّفُ مِن زَيفِهِ ما اِلْتَوَى / وتُصْلِحُ من طَبْعِهِ ما فَسَدْ
يا بدْرُ لا أفْلُ ولا محاقُ
يا بدْرُ لا أفْلُ ولا محاقُ / ولا يَرُمْ مشرقَكَ الإشراقُ
بِالدّينِ وَالدّنيا الَّذي يَشكو وَهَل / يَهتَزُّ فَرعٌ لَم يُقِمْهُ ساقُ
لَن تُورِقَ القُضْبُ وَيَجري ماؤُها / إِلّا إِذا ما اِلتاثَتِ الأَعراقُ
إنّ الرَّعايا ما سَلِمَتْ في حِمىً / لِلخَطْبِ عَن طُروقِهِ إِطراقُ
غَرَسْتَ بِالعَدلِ لَهُم خَمائِلاً / تَرتَعُ في حَديقِها الحداقُ
يا هضبَةَ الدينِ الّتي عاذَ بها / فَعادَ لا بَغتٌ وَلا إِرهاقُ
لَو لَم تُحِطْهُ راحِلاً وَقافِلاً / أَصبَحَ لا شامٌ ولا عِراقُ
عِمادُ دِينٍ قد أقام زَيْغَهُ / حيّ وماتَ الشِّرْكُ والنّفاقُ
يا مُحْييَ العَدلِ الَّذي في ظِلِّهِ / تَسَرْبَلَتْ زينَتَها الآفاقُ
يَفديكَ مَن لانَ مهاد جَنبِهِ / لَمّا نَبا بِجَنبِكَ الإِقْلاقُ
مَن بِشَبا سَيفِكَ أَنبَطت لَهُ ال / عَذْبَ وماءُ عِيسِه زُعاقُ
تَجَرَّعَ السّمَّ وَلَوْ لَم تَحمِهِ / بِحدّه لَعَزَّهُ الدّرياقُ
مُلوكُ أَطرافٍ حَمى أَطرافَها / عَزْمُك هَذا اللّاحِقُ السّبّاقُ
لَو لَم ترق ماءَ كرى العَينِ لَمَا / ساغَت بِأَفواهِهِمُ الأرياقُ
شَقَقتَ من دونِهم مَوْج الرَّدى / وَشَقَّ أَكبادَهم الشّقاقُ
أُقسِمُ لَو كَلّفْتهم أَن يَسمَعوا / حَديثَ أيّامكَ ما أَطاقوا
لَمّا اِشتَكَيتَ دَبَّ في أَهوائِهم / توجُّسٌ للسَّمع واسْتِراقُ
تَطاوَلَوا لا عَدِمَت آمالُهُم / قصراً ولا جانَبَها الإِخفاقُ
تَوَهَّمُوهَا غَسقاً ثُمَّ اِنْجَلَتْ / والصَّفْوُ من مشربهم غسّاقُ
لَئِن ألَمَّ ألَمٌ بِقَدمٍ / خَدُّ السُّها لِنعْلِها طرّاقُ
أو كان مدَّ يَده إلى يدٍ / تجري بها الآجال والأرزاقُ
فالنَّصْل يُعْلَى صَدَءاً وتحتهُ / حدّ حسام وسناً رقراقُ
رَمى الصَّليبَ بِصَليبِ الرأيِ عَن / زوراءَ أَوْهَى نزْعَها الإغراقُ
ونومُ مَنْ خلفَ الخليج سَهَرٌ / والعَيشُ في فِرِنجَة سيّاقُ
ماتوا فلا همسٌ ولا إشارةٌ / خوفَ هَمُوسٍ زأْرُهُ إزهاقُ
لا سَلَبَتْ منك اللّيالي ما كَسَتْ / ولا عرتْ جِدَّتَك الإخلاقُ
ما بَرِقَت بيضُكَ في غَمامِها
ما بَرِقَت بيضُكَ في غَمامِها / إِلّا وَغَيْث الدّينِ لاِبتِسامِها
مَحمودٌ المَحمودُ جَدّاً وجِدّاً / أَرخَصَ جِلدَ الأَرضِ حكمَ عامِها
مَلْكٌ أَزالَ الرُّومَ عَن صُلبانِها / دِفاعُهُ وكبَّ مِن أَصنامِها
جالَ عَلى الجَوْلانِ أَمس جَولةً / صَفَّرَتِ الأُدحيَّ مِن نَعامِها
وَالجَوْنُ قَد جَرَّعَها أُجونُهُ / وفَلَّ مشحوذاً مِنِ اِعتِزامِها
وَشَدَّ في القدِّ لَهُ مَليكُها / قَود عَتودِ القَوْطِ في شبامِها
وَفي الرُّها صابَت لهُ سَحابَةٌ / صَاروا جُفَاء خَفَّ في اِلتِطامِها
وَهبَّ في هابٍ لَهُ عَواصِفٌ / تَجَهّمتها الْهِفَّ مِن جَهامِها
وَكَفْرُ لاثا لاثَ في جَبينِها / لَثمُ ظُباً أَبَت على أَشامِها
وَقائِعٌ يَرفَضُّ تَحتَ وَقعِها / نَظمُ الثُّرَيَّا في فضا مصامِها
فَساعَة البيضِ إِذا عدَّدها / سَوط عَذابٍ صبَّ في أيّامها
وَا عَجباً لعُصبِ الشّركِ الّتي / لَم يَعصِب الرُّشدُ عَلى أَحلامِها
حِكمَةَ اِستِواءها في غيّها / في نَقصِ ما أحصدَ مِن إِبرامِها
مُظفَّر الرّاياتِ والرّأيِ إذا ال / حَربُ مَشت تَعثُر في خِطامِها
عَدَت بِهِ حَدَّ العَلاءِ هِمَمٌ / هُنّ النجومُ أَو نَواصي هامِها
جَلَت لَهُ الدُّنيا عَلى زَبرجِها / عَفواً فَلم تلوِ على خطامِها
رَأتهُ وهوَ اللَّيْثُ يدمي ظفرُهُ / أَنفذ في المشكِلِ مِن حُكّامِها
فَتَوّجَتهُ العزّ في مَرتَبَةٍ / تَمنطّقَ الجَوزاء في نِظامِها
غَضبان لِلإِسلام لا يُغيظُهُ اِسْ / تِسلامُها لِلقسّر مِن إِسلامِها
خَطَّ عَلى مِثل أَبٍ طاعَت لَهُ الْ / آفاقُ وَاِستَشرَفَ لاِغتِشامِها
تَصرِفُ الدّنيا عَلى إِيثارِهِ / عِراقَها مُستردفاً بِشامِها
لَو لَم يَكُن دونَ مِنى فاتَ المُنى / وَأَقعدَ الفائِزَ مِن قوّامها
وامْتَك ماءَ مَكّةَ رَواضعٌ / يَقصُرُ باعُ الدّهرِ عَن فِطامِها
وَصارَ كَالجَمرِ الجمار وَخَلا / مِن أَهلِهِ الأَشرَفُ مِن مَقامِها
وَدونَها لازِلتَ تَرقى في حِمىً / مِن مُؤلِمِ الأَرواءِ أَو لِمامِها
تُلْبِسُ بَيتَ اللَّهِ وَشيَ يَمَنٍ / يَقَرأ آياتكَ مِن أَعلامِها
فَإِنّما الدّينُ رَحىً قَطّبتَها / وَبازِل مُكِّنتَ مِن زِمامِها
أَمَّت بِنا الآمالُ مِنكَ كَعبَةً / سِلم اللّيالي آيَةُ اِستِسلامِها
وَأَرشفَتنا بكَ ثَغرَ نِعمَةٍ / لا نَسأَلُ اللَّه سِوى دَوامِها
تَوَلَّتِ الأَعيادُ لا زِلتَ لَها
تَوَلَّتِ الأَعيادُ لا زِلتَ لَها / تُبلي دَبابيجَ البَقاءِ وتُجِدْ
الفِطْرُ وَالمِيلادُ وَالمولودُ لَو / قابَلَهُ بَدرُ التَّمامِ لَسَجَدْ
ثَلاثةٌ تُعْرِبُ عَن ثَلاثَةٍ / لِمِثلِها يذكرُ حَمداً مَن حَمَدْ
فَتحٌ مُبينٌ وَطلابٌ مُدْرَكٌ / وَدَولَةٌ ما تَنتَهي إِلى أَمَدْ
يا شَمسُ لا كَسْفٌ ولا تكدارُ
يا شَمسُ لا كَسْفٌ ولا تكدارُ / ولا خَلَتْ من نُورِك الأنوارُ
البَدرُ مَنقوصٌ وأَنتَ كاملٌ / لَكَ السَّرايا وَلَهُ السِّرارُ
بُرؤُكَ لِلإِسلامِ مِن أَدوائِهِ / بُرْءٌ وفي أعدائِهِ بَوارُ
ما أَنتَ إِلّا السّيف صَدَّ صدأً / عَن مَتنِهِ مَضْرِبُهُ البَتّارُ
لَو كانَ مَحمولاً أَذىً عَن مَنفَسٍ / لَحَملتهُ دونَكَ الأَبصارُ
وَلَو فَدَتْ أَرضٌ سَماءً ساقَتِ ال / مُلوكَ في فِدائِكَ الأَمصارُ
أَنتَ غياثُ مَحْلِهِمْ إِنْ أَجدَبوا / وَخَيرهُم إِنْ ذُكِر الخيارُ
وَفي سَريرِ المُلْكِ مِنها ملكٌ / للَّهِ في سَرّائِهِ أَسرارُ
خَيرُ مُلوكِ الأَرضِ جَدّاً وأَباً / إنْ هَزَّ عِطْفَيْ ماجدٍ نِجارُ
مَدَّ عَلى الدّينِ رواقَ دَولَةٍ / تَنازَعَت أَسْمَارَها السُّمَّارُ
عَلَت بِناءً وحَلَت في يَدِهِ / فَهيَ عَلى السّورِ وَالسّوارُ
مَحمودٌ المحمودُ عَصرُ مُلْكِهِ / فَلِلْحَيَا مِن مُزْنِهِ اِعتِصارُ
يا نورَ دينٍ أُظلِمَت آفاقُهُ / لَوْ لَمْ تَبلّج هَذِهِ الآثارُ
للَّهِ أَيّامك ما تَخطّهُ / بِالمِسكِ مِن إِسفارِها الأسفارُ
سَلِمْتَ لِلإِسلامِ تَرعى سَرحَهُ / إِذا وَنَى رُعاتُهُ وَجاروا
شَكوتَ فَالدُّنيا عَلى سُكّانِها / قرارةٌ جانَبها القرارُ
كادَت تَموتُ الأَرضُ مِن إِشفاقِها / لَولا شِفاءٌ رَدَّها تمارُ
زَرَّتْ عَلَيكَ التُّرْكُ جَيْب نَسبٍ / يَحسُدها بِزِيِّهِ نِزارُ
لا عَدِمَتْ مِنكَ الأَماني رَبَّها / مُعْطىً من الإِقبالِ ما يَختارُ
ما سَمَحَ الدّهرُ بِأَنْ تَبقى لَنا / فَكُلُّ جَرْحٍ مَسَّنا جبارُ