القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : علي محمود طه الكل
المجموع : 5
يا شرقُ مِلءُ خاطري سِحرٌ وملءُ ناظري
يا شرقُ مِلءُ خاطري سِحرٌ وملءُ ناظري /
أوَحْيُ ليلك القديمِ أم رُؤى الزواهرِ /
يا شرقُ أيُّ ليلةٍ رائعةِ الدياجرِ /
نجومُها خلفَ الغمامِ أعينُ المقادرِ /
ترنو على جوانبِ السماءِ للمُهاجرِ /
تمدُّ من شعاعها مِثْلَ جَناح طائرِ /
رُعيا المحبِّ للحبيب حُفَّ بالمخاطرِ /
تقول ههنا السُّرى ومن هنا فحاذرِ /
يا شرقُ أيُّ ليلةٍ بَعَثْتَها من غابرِ /
حقيقةٌ تلوح لي أم ذاك حُلمُ شاعرِ /
أرى على صحيفة الزمان حدَّ باترِ /
تكمنُ في فِرِنْدِهِ جريمةٌ لغادرِ /
ومن بريقهِ تُطلُّ ألفُ عينِ فاجرِ /
مُلقىً وراءَ صخرةٍ كانت ملاذَ عابرِ /
أوَى إليها مُفرداً غيرَ أخٍ مناصرِ /
والبادياتُ حوله رَوْعٌ وهمسُ حائرِ /
كأنما أنسامهنَّ تمتماتُ ساحرِ /
هو انتقالةُ الحياة وثبةُ الأداهرِ /
شدا الرعاةُ باسمه في الأعصرِ الغوابرِ /
وأودعوه فَرْحَةُ صوَادحَ المزاهرِ /
زَفُّوا به إلى الحياة أجمل البشائرِ /
لحنٌ وفيه قسوةُ العواصفِ الثوائرِ /
وفيه ثورةٌ على العقائد الدوائرِ /
يقتحم الذُّرى المنيعةَ اقتحامَ ساخرِ /
يهزأُ بالجيوش في ألويةِ القياصرِ /
يهدمُ كل فاسدٍ يهزمُ كل جائرِ /
ومن عجيبِ أمره يبني بناءَ قادرِ /
يا شرقُ سحرُك القديمُ مالِكٌ مشاعري /
هذي الطوالعُ الحسانُ في الحُلى النواضرِ /
المطلقاتُ بالنشيد أرخمَ الحناجرِ /
كأنهنَّ جَوقةُ الهواتف الطوائرِ /
حيَّينَ مَوْلِدَ الربيع والسَّنى المباكرِ /
عرائسُ الخيالِ هُنَّ أو بناتُ خاطري /
ينثرن من أكفهنَّ أنضرَ الأزاهرِ /
على طريقِ مُلْهَمٍ مُخَلَّدِ المآثرِ /
يا شرقُ أيُّ روعةٍ جَلَوْتَها لناظري /
حقيقةٌ تلوحُ لي أم ذاك حُلْمُ شاعرِ /
يا لَلطريقِ الضيِّقِ الصَّاعِدِ بين ربوتينْ
يا لَلطريقِ الضيِّقِ الصَّاعِدِ بين ربوتينْ /
كأنما خُطَّ على قَدْرِ خُطىً لعاشقينْ /
الشَّجَرات حوله كأنها أهدابُ عينْ /
كعهدهِ بصاحب الدَّار ظليلَ الجانبينْ /
نَبَّأهُ الصدى المرنُّ عن قدوم زائرينْ /
في فجرِ يومٍ ماطرٍ شقَّ حجابَ ديمتينْ /
كأنما يَنزِلُ منه الوحيُ حَبَّاتِ لجينْ /
فانتبهت خميلةٌ تهزُّ عُشَّ طائرينْ /
وشاع في الغابةِ هَمْسٌ من شفاهِ زهرتينْ /
مَنِ الغريبان هنا وما سُراهما وأينْ /
وأمسكَ الغيثُ كما لو كان يُصغي مثلنا
وأمسكَ الغيثُ كما لو كان يُصغي مثلنا /
واعتنقتْ حتى وُريْقاتُ الغصون حولنا /
كأنما تخشى النسيمَ أو تخاف الغُصُنا /
وانبعث اللحنُ الشجيُّ من هنا ومن هنا /
يثور في إِيقاعهِ قيثارةً وأَرغُنا /
كأنّ جِنّاً في السماء يُشعلونَ الفِتنا /
كأن أرباباً بها يحاكمونَ الزّمنا /
يا صاحبَ الإِيقاع ما تعرف ما هجْتَ بنا /
الفجرُ أم ثارتْ على الشمس بوارقُ السّنى /
ما لك قد غنَّيتَهُ هذا النشيدَ المحزنا /
غنَّيتَهُ آلهةً أم أنت غنّيتَ لنا /
هنيهةً ثم سمعنا هاتفاً مردِّدا
هنيهةً ثم سمعنا هاتفاً مردِّدا /
يقول قُمْ يا سِجْفريدُ فالصَّباحُ قد بدا /
عرائسُ الوادي أَلَمْ تضربْ لهنَّ موعدا /
ماذا قُمِ انفضِ الكرى ونمْ كما شئتَ غدا /
وأخطر على الغابةِ منضورَ الصِّبا مُخلَّدا /
خُذْ سيفكَ السحريَّ صِيغَ جوهراً وعسجدا /
قد لَقِيَ التنِّينُ منه في العشيَّة الردى /
صوتٌ مع الريح سَرى وللسكون أخلدا /
فأمسكتْ صاحبتي يدي وحاطتْ بي يدا /
تقول لم أسمعْ كهذا اللحن أو هذا الصدى /
قلتُ ولا بمثلِهِ شادٍ على الدهر شدا /
تمهَّلي فراشةَ الصَّباحِ
تمهَّلي فراشةَ الصَّباحِ / أسرَفتِ في الغُدوِّ والرَّواحِ
ماذا ارتيادُ الطُّرُقِ الفِساح / والوثبُ فوق العُشبِ والصُّفاحِ
بين الرّوابي الخُضرِ والبطاح / بالشَّعرِ المهدَّلِ السبَّاحِ
كالموج تحت العاصفِ المجتاح / والنهدِ وهو مُطلَقُ السّراحِ
يخفقُ بين الصدر والوشاح / والساق خَلفَ الساقِ في كفاحِ
في حَلقَةٍ طاغيةِ الجماحِ / تدور مثل البارقِ اللّمّاحِ
تودُّ لو طارتْ مع الرياحِ / وحلَّقتْ في كبدِ الصُّراحِ
بلطفِ هذا الجسدِ الممراحِ / وخفَّةٍ في روحكِ الصّداحِ
تكادُ تُغنِي الطيرَ عن جَنَاحِ / يا لهواءٍ عابثٍ مفراحِ
سكرانِ لا من خمرة الأقداحِ / بَلْ من صِباكِ والصِّبا كالرّاحِ
يرفعُ طرف الثوب في مزاحِ / لا يستَحِي من لائمٍ ولاحي
قد أذنَ الفخذين بافتضاحِ / ونمَّ عن خميلةِ التُّفاحِ
فوق كثيبِ الورد والأقاحي / أخشى على حُسنهما الوضّاحِ
عينُ اشتهاء ويَد اجتراحِ / بل صرتُ أخشى ثورةَ الأرواحِ
في مثل هذا الحرم المُباح / ودِدْتُ لو بالروح أو بالرَّاحِ
صُنتُهُما حتّى عن الصباحِ /

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025